الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجان بابل .. صدمة المثقف أم أسلمة الفنون

حسين السلطاني

2010 / 10 / 7
الادب والفن


مهرجان بابل.. صدمة المثقف
أم إنتصار الأسلمة !



ليس جديدا القول بأن التعارض الحاد بين السياسي والثقافي هو الثعلب الذي يظهر ويختفي بين أونة وأخرى، فكلما حانت الفرصة للثقافي لأن يتجلى كفاعل إجتماعي يجري السياسي في لحظة التجلي هذه حساباته لتحويل الفعل الثقافي الى جزء من حمولته الآيدلوجية وهذا ما لا تفرضه طبيعة الثقافي، ومن هنا يحدث التصادم وهذا تحصيل حاصل لمعادلة التعارض القديمة الجديدة .
ولعل نكبة مهرجان بابل في دورته الاولى بعد التغيير تمثل دلالة بالغة الحضور لتعالي السياسي على الثقافي، فمجلس محافظة بابل تولى بنفسه تعريف الثقافة العراقية من خلال تحديد نوع الفنون المسموح بها والاخرى المطرودة من حضيرة الفن كما يعرّفها ويفهمها المجلس . وفي هذا المنحى حاول مجلس محافظة بابل الغمز لجمهور بابل ولغيرهم أمرين :- الاول ، إن فنون الموسيقى والغناء والرقص وبعض فنون المسرح والتشكيل التي منعت من المشاركة هي مدنسة إجتماعيا ودينيا، والثاني أن المجلس حريص من خلال منع هذه الفنون من المشاركة في
المهرجان إنما للحفاظ على القيم الدينية والاجتماعية، وهكذا تم وبجرة قلم خلط الفن الاصيل والانساني بالمبتذل مما يشبهه ضاهريا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فأن الثقافة العراقية ومن خلال أدواتها النقدية لم تدخر جهدا في إدانة الفنون الرخيصة التي تعزف على وتر الغرائز الايروتيكية للمتلقي في ما يشاع حاليا على نطاق واسع في الوسائل الاعلامية وهي في متناول الجميع ومما لايمكن منعه، فلمَ التخوف من رقصة فلكلورية تؤديها فرقة تعكس تاريخ وعادات وتقاليد وفلكلور العراق مثلا ؟،أو وصلة موسيقية ملتزمة فنيا تعكس الابداع العراقي ؟ كما أن تاريخ بابل الذي يبدو إن المجلس لم يقرأه جيدا هو تاريخ فني بإمتياز فقبل آلاف السنين صدحت الاغاني ورقص شعب بابل السعيد . فأذا كان هذا التاريخ لايشرف فلا مناص من التساؤل .. إذن لماذا أقمتم المهرجان أصلا ؟ وفي بابل اليوم العديد من الفرق الشعبية الموسيقية التي تحيي حفلات المناسبات السعيدة ولم تمنع ، وأن وزارة الثقافة العراقية رعت العديد من المهرجانات التي تضمنت فعاليات موسيقية وغنائية كان آخرها مهرجان زرياب والتي تعد ممنوعة في عرف الحكومة المحلية في بابل ، وهذا يعني أن السياسة الثقافية للبلد ترسمها الحكومة المركزية بالاستناد الى دستور البلاد وما حدث في مهرجان بابل الاخير كلمة حق يراد بها باطل ، ومن هنا من حقنا كمثقفين التساؤل :- هل يعلم مجلس محافظة بابل حجم الإحراج الذي سيعانيه المثقف البابلي خصوصا والعراقي عموما عندما يعامل كإبن لمدينة هي من أعرق مدن العالم حضارة ويمنع من ممارسة آدابه وفنونه على نحو عصري وحداثي ..؟ إنها حقا لنكبة جديدة للثقافة العراقية وهذه المرة من ذوي القربى ، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ! ومن يدري فلربما كان القادم أسوء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب