الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الأمام -سرت-

فاطمه قاسم

2010 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية




من حقنا أن نتوقع الكثير من القمة العربية الطارئة التي تعقد في المدينة الليبية الشهيرة "سرت" لأن المعطيات و المتغيرات تتجمع كلها في سماء المنطقة لتؤكد أنه لابد من جديد، و نوعي، و فارق، في العمل العربي المشترك، و إلا فإننا نكون قد حكمنا على أنفسنا بالجمود لان حراك الحياة لا ينتظر أحداً، و نكون قد سقطنا في دائرة اللاشيء، و العالم لا يؤمن في الفراغ.

من بين هذه العوامل و المعطيات و المتغيرات التي تجري من حولنا كأمة عربية، أن قضايانا المركزية، أصبحت في يد الآخرين، يستلبونها كأوراق يستعرضون بها و نحن نتفرج عليهم، نصرخ مرة من شدة الألم و مرة أخرى من شدة الإعجاب، و لكننا في كلتا الحالتين لا نسترد قضايانا، فنزداد ضعفاً، و تراجعاً.

و من بين العوامل و المعطيات الجديدة، أن إسرائيل تنكشف أكثر على حقيقتها البشعة، بأنها ليست سوى خليط من المستوطنين، و المتطرفين المدموغين بالعنصرية والكراهية، و أنهم لا يؤمنون إلا بعربدة القوة، و كل ما عرضناه عليهم من جوائز السلام الكبرى، ردوا عليها بالفهم المريض الخاطئ بأننا لا نستحق سوى المزيد من التجاهل لحقوقنا.

كشفناهم...نعم، هذا ما حدث في الجولات لما قبل وأثناء وبعد التفاوض
و جعلناهم يزيحون الستار و الغطاء بأنفسهم عن عدوانيتهم التي هي جزء من سيكولوجيا تركيبتهم ، نعم، و لكن بعد هذا كله فإنه يجب أن يكون لنا خيارات، و أن يكون لنا إرادة لتجسيد هذه الخيارات.

و من بين هذه المعطيات، القرار الصعب و التاريخي الذي اتخذته المرجعية الوطنية الفلسطينية برفض استئناف التفاوض مع استمرار الاستيطان، إنه قرار بطولي جاء في وجه الضغوط الكبيرة التي يعرفها القادة العرب بالتفصيل، لأن الرئيس أبو مازن تشاور معهم تفصيلياً بشأنها، وكذلك فان الدوائر الأميركية و غير الأميركية أبلغتهم بها، فهل نقبل من قمة سرت أن تصفق لبطولة القيادة الشرعية الفلسطينية ثم تتركهم وحدهم يواجهون الأعباء الثقيلة، و الحقائق القادمة الصعبة؟ ونحن نسال هذا السؤال، و لدينا كفلسطينيين تجارب مريرة جداً، أخرها القرارات التي صدرت من القمم العربية بخصوص القدس، و كيف أنها ظلت ميتة قابعة بين أكوام الورق في الأدراج المؤجل فتحها.

هناك حقائق قاسية لا يمكن ولا يجب الهروب منها، و لا يمكن تبريرها، فالوضع اللبناني خطير جداً، و هناك من يقول أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد حين يزور لبنان، و يزور الجنوب، فكأنه القائد الذي يزور حدود جبهته القتالية، فأين ذهبت القمة الثلاثية التي عقدت في بيروت قبل فترة وجيزة؟ و هل لبنان جبهة عربية أم جبهة لبنانية؟ و من الذي سمح بهذا الاختراق الخطير؟
و هناك الوضع في العراق، فهل القمة في سرت مع وحدة العراق العربي أم بقيت العراق موضوعة تحت وصاية أخرى؟
وهناك السودان الذي يندفع بقوة نحو الانفصال، و هل إذا حدث الانفصال يتوقف عند شمال و جنوب السودان، او أن الانقسام سيمتد إلى شرق و غرب.السودان..و هكذا

بغض النظر عن الاتفاق الكامل أو الاختلاف الكامل مع الزعيم الليبي معمر القذافي، فإنه مازال يمتلك تلك الروح الجديدة التي من خلالها صنع ثورة الفاتح عام 1967 التي فاجأت الجميع، و ظل على الدوام يمتلك هذه الروح الجديدة المتمردة على المألوف، المتجاوزة للمستويات المنخفضة في العمل العربي المشترك، و روحه الجديدة هي التي أعطت للاتحاد الأفريقي حضوره الجديد، و جعلت هذا الاتحاد ينهي صورته القديمة و يطل بمشاركات فاعلة، و نحن نتوقع من هذه الروح الجديدة، الطموحة، التي يتمتع بها الزعيم الليبي معمر القذافي أن تتواصل بمزيد من الإبداع، و تخطي الحواجز، و الذهاب إلى ما هو ابعد من المتوقع في قمة سرت ، نتمنى و من حقنا أن يكون لنا أمل بعد موجات الإحباط المتكررة.

في قمة سرت:
فإن جدول الأعمال واضح وبسيط للغاية، و ليس غامضا مستحيل التحقيق ، و القرارات مطلوب أن تكون جميعها في الدائرة القابلة للتنفيذ الفوري، و ليس وعوداً على شكل غيوم خلبية جميل شكلها لكنها لا تمطر أبداً، أو سراباً يلمع كالماء و ما هو بماء.

متفائلون بقمة سرت،
متفائلون بضغط المعطيات التي حدثت في الأيام الأخيرة،
مع أمل كبير أن لا يتحول هذا التفاؤل إلى احباطات متكررة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل يوجد جامعة عربية
هاشم كوجر ( 2010 / 10 / 8 - 12:25 )
كتابة رائعة واود ان اقول رأي هل في التاريخ الجامعة العربية ان عمل شيئا يفرح العرب ياسيدتي على الشعب الفلسطيني في البداية ان يتحدوو وان يتعاونو مع البعض وان يحل مشاكلهم بأيديهم ان هذه الجامعة شكلية ولايهتم بقضايا العرب بل جامعة فساد وشهرة فلان يترأس الجامعة العربية وفلان دولة ينعقد المؤتمر السنوي للجامعة العربية على كل الدولة ان يحل مشاكلها ولايلجأ الى الجامعة الم ترى العراق يحترق ويتقاتل فيما بينهم الي يقتل عيراقي والي يفجر نفس عراقي ياسيدتي المهم الشعب العربي ان يتحد وليس القيادات العربية ان يتحد تحت ثقف الجامعة العربية ولاكن الاخطر هو محاربة الشعوب العربية والكل تحت الاسم مجموعة باسم الجهاد والاخرى باسم تنظيم القاعدة ومجموعة باسم البعثيين اذ حقا هؤلاء مجاهدين لماذا يحاربون بعضهم لماذا لايقاتلون الاسرائيليين الي يرغب بتفجير نفسه فيفجرها بجيوش الاسرائيلية لماذا يفجرها بجوامع الشيعية او السنية على الاقل هؤلاء يذكرون الله وهم المسلمون لماذا لاتدافعون عن فلسطين ولبنان اين انتم ايها المجاهدون اخوانكم العرب في فلسطين ولبنان والعراق يموتون وانتم تفجرون انفسكم بينهم

اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه