الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة التيار الصدري بقيادة السيد مقتدى الصدرد. عصمت موجد الشعلان

عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)

2004 / 9 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نوجه دعوة للبحاث وخاصة النجفيين منهم، دراسة هذا التيار دراسة اكاديمية، تتناول ظروف نشأته وأسبابها، طرق تمويله، توسعه وبريقه الذي جذب إليه عقول الشباب ودراسة التشابه والأختلاف بينه وبين الأحزاب الشيعية الدينية واليسارية والقومية ومدى خطورة هذا التيار على المسار الديمقراطي في العراق. مقالنا هذا ليس دراسة بحثية، فالبحث يتطلب المراجع المختلفة سواء كانت ضد أو مع التيار الصدري التي لا نمتلكها لإبتعادنا عن الوطن وعدم معايشتنا لهذا التيار عن قرب.
نشأ التيار الصدري هذا في رحم النظام الدكتاتوري الساقط في ظروف القمع والأرهاب والساحة السياسية العراقية خالية من التنظيمات الحزبية العلمانية والإسلامية الشيعية، حيث طغى بريق العمامة السوداء على بريق الأيدولوجيات الماركسية والإشتراكية والقومية، نقول بريق العمامة وليس بريق الأفكار بعد أن خبا بريق الأحزاب الشيوعية والأحزاب القومية نتيجة لإنهيار الإتحاد السوفيتي وفشل حزبي البعث العربي الإشتراكي السوري والعراقي في تحقيق شعاريهما: وحدة حرية إشتراكية وقبلهما فشل حزب عبد الناصر في بناء الوحدة بالرغم من إستحواذ هذه الأحزاب على السلطة.
لا يمكن للسيد مقتدى الصدر أن يكون من آيات الله فهو حجة الله، نظراً لصغر سنه وقلة خبرته وقصر مدة دراسته، فدراسة المقدمات والسطوح لا تؤهل صاحبها ان يفتي ويقرر مصير بلد بحاله وحوله من هم أعلم منه ومن آيات الله كآية الله العظمى السيد علي السيستاني وآية الله محمد سعيد الحكيم وبشير النجفي وغيرهم. ليس لهذا التيار برنامج سياسي أو فكر سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، فما سبب جماهيريته التي لا يمكن إغفالها أو تخطيها؟، نعتقد بان بؤرة الجذب في هذا التيار الشهادة، شهادة الصدر الأول والثاني قدس الله سرهما والعمامة السوداء، لقد كان الشهيد محمد باقر الصدر باني حزب الدعوة الإسلامية وواضعاً برنامجه السياسي والإقتصادي ولا يعرف عن برامج السيد محمد صادق الصدر شئ، فكل ما يعرف عنه انتقاده للنظام السابق تلميحاً وارتداءه الكفن وإستشهاده على أيدي عصابات البعث، ساعد في إنتشار هذا التيار الحملة الإيمانية التي أطلقها المجرم صدام حسين والتعتيم الإعلامي بمحاصرة ثورة الإتصالات كالأنترنت والفضائيات، كما ساعد في إنتشاره المبلغين والوكلاء الذي تضاعف عددهم عدة مرات بعد سقوط النظام الفاشي وتصدير العمائم من الجاره إيران.
يظهر بأن إرتباط الإستشهاد بالعمامة كان الدافع لإرتباط الشباب والكادحين بهذا التيار، الإستشهاد لم يكن مقتصراً على عائلة الصدر بل تعداه إلى عوائل عراقية مسلمة سواء كانت شيعية أو سنية أو إلى عوائل من الأحزاب الشيعية أو التركمانية أو عوائل صابئية ومسيحية، وزع النظام البعثي الدكتاتوري السابق الإستشهاد بالتساوي على جميع المواطنين العراقيين بإختلاف مبادئهم وقومياتهم ودياناتهم. نستنتج مما سبق بأن الإستشهاد لوحده لم يكن عامل جذب لجماهير هذا التيار بل يجب أن يكون مقترناً بالعمامة.
يقدس المواطن الشيعي العادي العمامة بغض النظر عن معتمرها والدماغ الذي تغطيه، سواء كان دماغاً ممتلئاً بالعلم والمعرفة أو فارغاً كالطبل، والحادثة التالية تبين تعلق هذا المواطن بالعمامة: كان سيد يسير على حافة النهر في يوم ممطر، أنزلقت قدماه فسقط في الماء وهو لا يجيد السباحة، فلاح أعتاد تقبيل العمامة رأى السيد يسقط في النهر، فقام بإخراج العمامة منشغلاً بتقبيلها وترك السيد يغرق.
كشف مصادر تمويل التيار الصدري بقيادة السيد مقتدى له صلة بعدد اتباعه، فهل تكفي الأموال من الحقوق الشرعية لتسديد رواتب المبلغين والوكلاء وبناء المستشفيات وشراء الأسلحة والعتاد؟، الكل يعلم بإرتفاع نسبة البطالة نتيجة لتدمير البنى التحتية من قبل الإرهابين والبعثيين وأتباع هذا التيار، فالخمس والزكاة والنذور والهبات لا يمكن أن تغطى مصروفات هذا التيار، فمن أين له الأموال؟، فهل من مجيب؟.
لقد قال الإمام المهدي عليه السلام: إنما خلفت الأمر من بعدي إلى الفقهاء العدول من امتي. فهل السيد مقتدى الصدر عادلاً متسلطاً على نفسه وعلى اتباعه ام جاهلاً قاصراً؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟