الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليتكم تتمثلون بعدوكم !

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2010 / 10 / 8
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني



تكرهونها كراهية متوارثة خالدة ، وتطلقون عليها : " الشيطان الأكبر" ، هذا غير الكثير من النعوت الأخري ، واحدة منها فقط كفيلة بأن تُذهب بأمريكا إلى جحيم من صنع الأمم المتحدة !
أعتقد أن هذه الكراهية المصنوعة خصيصاً وببراعة شريرة ؛ لتكون اكليلاً من الشوك فوق جبينها ، مردها كما في ظنكم إلى كونها كقوة عظمى تُحدّ من أطماعكم التوسعية التي تسعى بدأب إلى جعل كرتنا الأرضية تنطق باللغة العربية ، التي تعتبرونها : "لغـة الجنة"، وأن تدين جهاتها الأربع بالإسلام عنوة ؛ لأن الإسلام في نظركم هو خاتم الرسالات إلى البشر أجمعين !
ما من مرة تذكرون فيها سيئات الأمريكان، إلا وتنبّرون على انهم من نسل حثالة أوروبا الذين أبادوا الهنود الحمر ، واستوطنوا أرضهم قبل خمسائة عـام !
وكأنكم لم تفعلوا ما هو أقسى وأعتى وأفظع ، عندما غزوتم أرض مصر ، وابدعتم في التنكيل بأهلها ، فحرقتم قلوبهم على وطنهم المسلوب ، وحرقتم نفوسهم على مالهم واعراضهم وبنيهم ، وحرقتم أرواحهم على كنائسهم وكتبهم المقدسة، وحرقتم عقولهم على مكتبتهم التي لا مثيل لها في العالم، ثم قطعتم ألسنتهم حتى لا يصرخـون !
أما هؤلاء الذين تصفونهم بالحثالة ، فقد أثبتوا في النهاية أنهم شعب حضاري ، ولانهم شعب عريق ؛ فقد أعترفوا وأقروا بالمجازر التي ارتكبوها بحق الهنود الحمر ، وبانهم اصحاب الأرض الأصليين ، وكاعتراف حقيقي منهم للهنود الحمر ، واحتراماً لثقافتهم التي محوها عن الوجود ، فقد وضعوا بعض اسماء اسلحتهم الحديثة باسماء القبائل الهندية ، كسلاح : "التوماهوك" و" الأباتشي" وغيرها . كما انهم وضعوا تمائيل لزعمائهم الروحيين في الساحات العامة في مختلف المدن والولايات الامريكية إلى جانب عظماء امريكا ، رغم أنهم جعلوا من الارض التي احتلوها دولة تقود العالم بعد أن كانت مجرد مساحات مختفية وراء المحيطات لمئات السنين ، فأظهروا للعالم الفرق بين المستعمر والمستخرب !
أما أنتم يا من تتشدقون بانكم خير أمة أخرجت للناس ، فلا تعرفون معنى الاعتذار ؛ لانكم تعتقدون انكم تمتلكون الحقيقة كاملة ، مع انكم تزيّفون التاريخ ، وتغررون بالضمائر :
فتطلقون على "الغزو" اسم "فتح" ، وكأن مصر كانت مغلقة ، وبلا صاحب !
وتطلقون على اطروحاتكم التعجيزية الثلاث : الإسلام ، أو الجزية ، أو القتل ، انها من آيات دين الرحمة !
وتنكرون بوقاحة جريئة أنكم أشعلتم النار الآكلة في مكتبة الاسكندرية ، وان الذي حرقها اناس غيركم !
ولازلتم منذ ألف وأربعمائة سنة ، تواصلون جرائمكم الوحشية ضد الشعب القبطي الأصيل :
فتحرمونهم من المشاركة في إدارة بلادهم .
وتحرقون كنائسهم .
وتسبّون كتبهم المقدسة .
وتختطفون نساءهم .
وتعتدون على شرفهم ، وعلى ممتلكاتهم ، وعلى أموالهم .
ولا يزال منكم من يطلق على القبطي : "خواجة" ، ظناً منه أن معناها "الغريب" ، أو الذي يأتي من خارج الوطن ، فينكر بذلك على القبطي وطنيته !
،...،...،...
يا من تصفون أمريكا وشعبها بفواحش الكلم ..
.. ليتكم تتمثلون بعدوكم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممزق الأحشاء وفاقد البصر.. الشاب الغزاوي رامي ضحية جديدة للا


.. فيضانات ودمار خلفه إعصار خلال مروره بجزيرة بربادوس في البحر




.. إعصار كارثي محتمل يضرب الولايات المتحدة


.. خارطة بالقواعد الأميركية المنتشرة في الدول الأوروبية.. وعدد




.. الخارجية التركية: جهود تركيا ومواقفها الراسخة من أجل الشعب ا