الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدنة أبو جاسم وبرنامجه السياسي

هشام عقراوي

2004 / 9 / 8
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يبدوا أن السيد مقتدى الصدر بدأ بلعب دور أخر و يحاول أن يوهم العراقيين بأنه يريد ان يلقي بعصا ابو جاسم الذي رفعه على الحكومة العراقية الفتية و الشرطة العراقية التي تحاول بكل ما لديها من حيل وقوة أن تستتب الامن في المدن العراقية و تؤمن للاطفال و النساء حياة أمنه حرموا منها في عهد الطاغية صدام والان تحاول فلولة و فلول القاعدة ومن لف لفهم أن تحرم الشعب العراقي من العيش الهادئ و الحياة المدنية التي يستحقونها.
أبو جاسم النجف ( السيد مقتدى) كان الى الامس القريب يدعي الجهاد و المقاومة و اليوم يريد أن يقول للعراقيين بأنة تحول بقدرة قادر خلال يوم و ليلة الى شخص مسالم. و الاغرب من ذلك قوله بأنه يأتمر بأمر المرجعية. المرجعية التي لم تصدر لحد الان أية فتوى بوجوب قتل العراقيين شرطة كانوا أم جيش أو مدنيون. المرجعية التي الى يومنا هذا تفاوض الحكومة العراقية من أجل مصلحة العراق و العراقيين. فهل من الممكن ان تسالم المرجعية الحكومة العراقية و باقي القوى وتوافق على القتال داخل النجف و في العتبات المقدسة!!!! أن السيد مقتدى بقوله هذا يريد ان يقول للعراقيين بأن ما يقوم به من قتل هي بأمر من المرجعية. ولكن من المستحيل أن يستطيع شخص مثلة أن يتحايل على المرجعية التي أوقفته عند حده و الحبل على الجرار.
أبو جاسم العراق (السيد مقتدى) و أعوانة يقولون بأنهم يريدون الدخول الى اللعبة السياسية وأن لديهم يرنامج سياسي للانتخابات القادمة. هؤلاء الذين أذاقوا العراقيين في الجنوب و الوسط الامرين وأطلقوا سراح المجرمين في السجون ونشروا الفوضى في أغلبية المدن العراقية ولم يدعوا الشعب العراقي و الحكومة العراقية أن تبني العراق منذ سقوط صدام وحاول أيضا إنشاء دولة داخل دولة في العراق، هذا الانسان ( المسالم والذي يكره الدم) يريد أن يقول للعراقيين بأنه ملاك طاهر و حريص على أرواح العراقيين.
أبو جاسم مدينة الثورة (السيد مقتدى) يريد ان يفهم الحكومة العراقية و قواة التحالف بأنه أنسان ديمقراطي و يؤمن بالانتخابات وأرادة الشعب العراقي وسيشارك في اللعبة السياسية وأنه قاتل طوال هذه المدة من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان والضعفاء و المستضعفين. وأنه سيطرد الامريكيين من المدن. ويحاول أيضا ايهام العراقيين بأنه سيجبر الامريكيين على الخروج من مدينة النجف و تناسى أن الامريكيون بأنفسهم و بمحض ارادتهم يريدون الخروج من كافة المدن العراقية وأنه بفعلتة تلك سيعيد الامريكيين الى داخل النجف و المدن الاخرى. فلو توقف هؤلاء عن القتل و الخطف والتزموا بالقوانين لخرجت القوات الامريكية من داخل المدن العراقية كافة. عندها أن ارادوا و أصروا على الجهاد و المقاومة فاليواجهوا الامريكيين خارج المدن و بعيدا عن الشرطة العراقية و الحكومة و مؤسسات الدولة و المواطنين الامنين وبعيدا أيضا من الجوامع و الكنائس و المساجد ودور العبادة.
ابو جاسم الكوفة وكربلاء (السيد مقتدى) يريد ان يفهم العراقيين بأنه بمحض ارادتة انهى القتال و القتل ولولا نداء المرجعية لما خرج من ضريح الامام وأستمر في القتال الى أخر قطرة من دمة. وتناسى بأنه اراد من المرجعية وتوسل اليها كي تخلصه من ورطته و تبيض وجهة عند جماعتة وألا فأن نهايتة كانت قريبة. ولولا إحتمائه بضريح الامام لكان الان في خبر كان مع جيشه. فخوف المرجعيه والعراقيين على ضريح الامام و المدينة المقدسة خلصت السيد مقتدى من التهلكة.
فلو أن السيد مقتدى يؤمن بالديمقراطية و الحياة السياسية والحرية والانتخابات، لسلم أسلحتة الى الحكومة العراقية. ولكنه على العكس من ذلك مازال يحتفظ بكافة الاسلحة الثقيلة منها والخفيفة التي كانت لديه وما زال يقاتل هنا وهناك و يهدد ويتوعد. أذن هدنة السيد مقتدى و برنامجة الساسي لا اساس لهما من الصحة و هي ليست سوى لعبة من أجل الحصول على السلطة و تنفس الصعداء بعد المواجهة المتعبة مع الجيش العراقي و الامريكيين.
السيد مقتدى يريد القوة و السلطة معا. ومع أن القوة لم تمنحة السلطة و لم يستطع بالقوة العسكرية تحقيق أغراضة فأنه يحاول أن يحصل على نفس الشئ و لكن بالانتخابات هذه المره. قالمسأله لديه تتعلق باستغلال وا ستخدام الديمقراطية من أجل الحصول على مأربه كما أستخدم الجوامع للاحتماء بها ومصادرة ممتلكات دور العبادة من أجل مصالحه الذاتيه وكما يستخدم الاسلام من أجل السلطة والجاه. فالكل يعرف أن قتل المسلم حرام والسرقة حرام فما بالك عندما تسرق بيت الله. أذن المساله هي ليست طرد الامريكيين وعدم أجازة التعامل معهم. فهو الان يفاوض الامريكيين، فمن الذي حلل ذلك أن كان حراما؟ ومدينة النجف لم يكن فيها الامريكيون عنما سيطر هو مع ميليشياته على مرقد الامام علي وقتل الشرطة العراقية فيها. فلو لم يقم بتلك المقامرة لما دخل الامريكيون مدينة النجف. والان رجعت المدينة الى نفس الوضع القديم.(والاستفادة) الوحيدة هي قتل عدد كبير من الابرياء و خراب المدينة. أذن فالمسألة لا تتعلق بحماية مدينة النجف و المراقد لأنه بعملة هذا خرب المدينة وقتل الابرياء ورجع جيشه بخفي حنين الى حفره ومخابئة.

ماذا يريد مقتدى من الانتخابات و اللعبه الساسية و لماذا يريد الدخول فيها؟

1) مقتدى الصدر هزم عسكريا وكان معرضا للانهيار لولا تدخل المرجعية و أعطاءه هذه الفرصه الذهبية. قد تكون موافقة الحكومة العراقية على وقف النار وعدم أنهاء ظاهرة مقتدى مرتبطه بالتحالفات الدولية وتدخل أيران لصالح الاخير. لذا فأنة كان مضطرا للدخول في اللعبة السياسية.

2) مقتدى الصدر و جيشة يحتاج الى فترة نقاهة كي يستعيد أنفاسة نتيجة الضربات التي وجهت الى جيشه.

3) مقتدى الصدر فقد الكثير من أعوانه ومؤيدية نتيجة للانتهاكات التي مارسها بحق المراقد و الاهالي ومدينة النجف ولو كان مستمرا في قتاله لفقد عدد أكبر من المؤيدين. لذلك أختار الهدنة و التريث لحين أن ينسي الناس ما قام به جيش المهدي.

4) تدخل المرجعية بصورة مباشرة وطلبها بوقف القتال وخروج جيشه من المدن المقدسه أجبرته على الرضوخ. لأنه لو لم يوافق على طلب المرجعية لكان عليه أن يواجة المرجعية وعندها كان أدعائه بأنه يأتمر بأمر المرجعية سينكشف و لكان الكثير من مؤيديه يتركونه و يتخلون عنه.

5) حدوث خلافات داخل التيار الصدري نتيجة للأعمال التي قام بها جيش المهدي من جهة وكذلك نتيجة للخلافات المستترة بين التيار الايراني و العراقي داخل جيش المهدي و الصدريين. نتيجة لذلك كان مقتدى بحاجه الى هدنة كي يوحد صفوف جيش المهدي و مؤيديه ثانية.

6) القوة التي واجهته بها الحكومة العراقية و الامريكيون أرهبت مقتدى ولم يكن يتصور بأن الحكومة العراقية قوية الى تلك الدرجة وكان يتصور نهاية شبيهة بالتي حصلت في الفلوجة. ولكنة قوجئ بالقوة العراقية وأضطر على الموافقه بل تمناها كي يتخلص من ورطته.

7) سفر اية اللة السيستاني الى الخارج لأسباب صحية أفقدته ورقة مهمة من أوراقه. فهو كان يعتقد بأن السيتاني سوف لن يدع الجيش العراقي و الاميريكيين يدخولون النجف و المدينة القديمة. ولربما كان يفكر بعمل شئ ما ضد السيستاني لو دعت الضرورة الى ذلك كي يحمي نفسة، كأختطافه مثلا بحجة حمايتة.

8) مقتدى الصدر يعتقد بأنه أن فشل في الحل العسكري فأنة سيكسب اللعبة السياسية لأن الكثير من العراقيين يؤيدونه وهو يعتقد بأن الملايين التي زحفت الى النجف خرجت لنصرته هو. وكذلك فأن الاعلام العراقي و العربي و العالمي أوهموته بأنة يتمتع بتأييد كبير لدى الشعب العراقي لذا فانه سيكسب الانتخابات وعندها سيدير العراق وهذا ما يريدة ويقاتل من أجله.

9) قرب الانتخابات جعلته يرضى بهدنة عمرها 4 أو 5 أشهر خلالها يستعيد قواه ويدخل في الانتخابات. لو كسبها قال عنها بأنها عادلة واستلم السلطه ولو خسرها فسيقول عنها بأنها مزورة ويبدا بمناوشاته وقتاله من جديد ضد الدولة العراقية و أمريكا وكل عراقي لا يؤيدة. و سيضرب عرض الحائط الديمقراطية و الحل السياسي و الشعب العراقي و الحكومة العراقية وحتى المرجعية.

كل هذه الخطوات متعلقة بردود فعل ومواقف الحكومة و الشعب العراقي و الاحزاب و القوى الاخرى و قوى التحالف تجاه مقتدى وما يقوم به جيشه. فأية عملية طائشه من قبله ستغير هذه المعادلة التي رسمها لنفسه من أجل السيطرة على العراق بصورة مباشرة أو من خلال شخصيات أخرى.
لذا ارى من ألضروري أن تضع الحكومة و المؤتمر الوطني ضوابط للعملية السياسية داخل العراق. فكل من لايؤمن بالديمقراطية ليست لديه الحق بالاشنراك في الانتخابات، وكل من لا يؤمن بتداول السلطة يجب أن يحرم من الانتحابات وكل من يحمل السلاح الغير مرخص لا يحق له الاشتراك في الانتخابات.
في كل دول العالم الديمقراطية لا يسمح للاحزاب العنصرية و المسلحة من المشاركة في الانتخابات كأحزاب. ليس هذا فقط بل أن الاحزاب الغير ديمقراطية نهجا وسلوكا غير مرخصه. فهتلر وصل الى السلطة و مارس الدكتاتورية بحق شعبة و الشعوب الاخرى. لذا نرى الاوربيين قد وضعوا الضوابط من أجل منع الدكتاتوريين من الوصول الى السلطة بطرق ديمقراطية لأن الديمقراطية تمارسها الاحزاب الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر