الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة - اكتب رسالة لأسير-

ريما كتانة نزال

2010 / 10 / 9
القضية الفلسطينية


حملة "أكتب رسالة لأسير"
الى أسيرات الحرية
ب
الأخوات جميعا في سجني الدامون وهشارون،،
في الحقيقة ان كثيرات منا يشعرن بالغيرة منكن في لحظات ما، وهوالأمرالذي قد يثير الاستغراب والدهشة، فالسجن ليس بمكان للتنزه أو الاستجمام. مصدر الغيرة يعود الى المنزلة الرفيعة التي تحظى بها الحركة الأسيرة بشكل عام.. والأسيرات على وجه الخصوص، والى التقدير والعرفان الذي يكنََه المجتمع للأسيرات ومكانتهن العالية في وجدانه وضميره، وما ينطوي عليه من تقدير واحترام عميقين تحظين به لدى الحركة النسائية، وذلك بسبب خياركم التضحية من أجل حرية الوطن؛ وروح التفاني التي تجرأت لتبعثر سنوات خضراء من أعماركن على معتقلات مسوََرة بالغل والانتقام.
نحن نعرفكن جيدا، ونعرف مآثركن الرائعة التي من الصعب أن يصيبها الكلح، نذكر رفضكن الافراج في عام 1997 دون أن يتم تبييض السجون، ودون ضمان خروج جميع المعتقلات بما فيهن الأسيرات الخمسة المستثنيات من الافراج، وذلك عندما اعتبر القتلة بأن أيادي الضحايا الخمسة ملوثة بالدماء، فكانت وقفة الارادة والعز التي استمرت ستة عشر شهرا، أجبرت السجان في نهايتها على كسر قراره؛ وأن يفتح سجنه أمام خمس وعشرين أسيرة، لتضربن مثلا يحتذى به بالوقوف والثبات على المطالب، بشكل تفوق على المفاوض في ذلك الحين..
نعرفكن واحدة واحدة، ونتابع عددكن الذي لا يستقر، وبما يؤكد استمرار وتواصل مشاركة المرأة في الكفاح الوطني. ونتابع ممارسات ادارة السجون وفنونها في الحاق المزيد من الأذى بمشاعركن والحط من معنوياتكن، ونتابع عملية العد الصباحي والمسائي لكن والذي بلغ اليوم ستا وثلاثين أسيرة، موزعات مع قلوبنا على سجني الدامون وهشارون. وننتظر يوما اثر يوم موعد اطلاق سراحكن مع معرفتنا بالأحكام الاحتلالية العالية الصادرة بحقكن متوقفين أمام خمس أسيرات محكومات بالسجن المؤبد لست وعشرين مرة وأكثر.
نقف على رؤوس أصابعنا خوفا من تعرضكن للتفتيش العاري، ونتابع بقلق بالغ العقوبات الاضافية التي غالبا ما يتعرض لها بعضكن، ونذوب حسرة وحزنا لدى تعرض احداكن لقرار بالعزل الانفرادي، والكلام ليس كالمشاهدة أو العيش تحت سقف واحد مع الجنائيات الصهيونيات من منحرفات ومتعاطيات للمخدرات وغير ذلك..
ونعرف تماما الظروف السوداء التي تعيشونها، وعن سوء التغذية والاهمال الطبي والحرمان من الحصول على حقكن في التعليم وتقديم الامتحانات، وماثل أمام أعيننا ولادة اسيرات في ظروف تخلو من الانسانية بما فيها المخاطر التي تهدد حياتهن وحياة أطفالهن، ولا يغيب عن بالنا صورة الأطفال الذين خرجت صرختهم الاولى خلف القضبان.
الأخوات العزيزات:
على مدى سنين الكفاح الطويل من اجل الاستقلال أدت المرأة الفلسطينية دورها في مقاومة الاحتلال، وكان لدور الأسيرات ممن كسرن الخوف والمحرمات لينخرطن في النضال الوطني ضد الاحتلال عامل رئيسي في تثبيت دور المرأة على خريطة الفعل الوطني. وقد مثل نضال المرأة ضد الاحتلال كأحد أشكال الصراع ضد المفاهيم البالية التي تقيدها وتعزلها عن دورها الوطني والكفاحي الطبيعي كجزء من الشعب، وبمثابة فرصة أمام النساء لتتقدم وتفك القيود الأبوية المانعة لها عن دورها وواجبها كجزء عضوي وأصيل من المجتمع وآماله وطموحه. هذا النضال الذي أعطى المصداقية للحركة النسائية ولمطالبها الاجتماعية والديمقراطية، وهو الذي ساهم في فتح الأبواب أمامها نحو التقدم للمطالبة بحقوقها الاجتماعية والاقتصادية والقانونية، وبدونه كانت ستبقى المرأة أسيرة للأدوار النمطية والدونية، وهي الأدوار التي تؤسس لإقصائها عن حقها في العدالة الاجتماعية والمشاركة المتساوية.
وأخيرا أيتها الأخوات، كل حروف الأرض تعجز عن رسم الكلمات المعبرة، عن خربشة صادقة للأسود على الأبيض، فالأبجدية العربية التي خلقت للتعبير تتلعثم وتنتفض للسع الدبابيس في بروشكم، وتختنق مقهورة أمام التهاوي الأخلاقي لدولة الاحتلال المدعية تبني الديمقراطية؛ بينما يستمرئ جنودها "الساديون" الرقص بجوار اسيرة معصوبة العينين. انها الدولة السجانة التي لا تخجل من عارها في تقييد اسيرة اثناء المخاض، وتبرئ من يقدم على الصعود على اجساد اطفالنا دون أي يرمش، وتجد سعادة في منع الكتب عن ضحاياها.
سلام عليكن ايتها المناضلات في غرف التحقيق والتعذيب، سلام عليكن في لحظة الاشتياق لمضغ لقمة في مساء عائلي، ولدى افتقادكن للشمس والهواء، سلام عليكن يوم تولدون وتموتون وتبعثون أحرارا، وليرفع الشعب الفلسطيني رأسه عاليا فخرا بوجودكن..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل