الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق اليناصيب.... وتاتليس..... والفقراء في العراق

حاكم كريم عطية

2010 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أوراق اليانصيب أو سحب اليانصيب كما يسميها الكثير من العراقيين هي ورقة الضغط على ميزانية العوائل الفقيرة والفاقدة للأمل بتحسن أوضاعها المادية ورغم أن لأوراق اليانصيب ومن يقف ورائها تأريخ عريق في المجتمع العراقي ألا انها بقيت تلازم من يتحين الفرص لزيادة أرباحه وخلق ظروف أقتصادية بالغة التعقيد للعوائل الفقيرة والمعوزة نتيجة فقدان هذه العوائل الأمل بتحسن أوضاعها والخلاص من محنة الفقر و آلامه .
أن لعبة اليانصيب أو اللوتو والتوتو التي أبدع فيها أبن النظام الضال عدي كانت من النشاطات الأقتصادية التي لا تمتلك الدولة أية آلية لتنظيمها كونها كانت ترتبط بأبن النظام البار ولا يمكن لأي مسؤول في الدولة ان يتطرق لوضع قانون لتنظيم هذه المارسة التجارية ووضع الضوابط وأستيفاء الضرائب عليها كونها تحقق أرباحا خيالية وتسعى الشركات التي تنشط في هذه المجالات التجارية أن تقدم منح وهبات لمشاريع خيرية لأضفاء الصفة الأنسانية على ممارستها وتشجيعها ولا تشكل هذه الهبات والتبرعات ألا نسبة ضئيلة جدا من نسب أرباح هذه الشركات من ادارة مثل هذه النشاطات وتقوم دول كثيرة بفرض نسب عالية من الضرائب على الشركات التي تمارس هذا النوع من النشاطات الأقتصادية لا بل وصار أمتياز ممارسة هذه النشاطات يعرض للمزايدة العلنية وتقوم الشركات بشراء هذا الأمتياز حاله حال شركات الأتصالات وغيرها من النشاطات لكن الموضوع الأساس في كل الدول التي تمتلك مثل هذه النشاطات والتي أصبحت تقريبا تمارس في كل دول العالم هو تأثير هذا النشاط على مستوى دخول العوائل الفقيرة وتأثير ذلك على تنامي هذه العوائل وعلى الجيل الذي يتربى في ظل حالة الفاقة والعوز نتيجة الضغط على ميزانية العائلة من خلال ممارسة لعبة اليانصيب ومغرياتها فيجري دائما مراجعة القوانين والأجراءات والضوابط التي توضع لتنظيم مثل هذه الممارسات الأقتصادية والشركات التي تقف ورائها وتسعى هذه الشركات ألى شراء ذمم القائمين على وضع هذه الضوابط وعلى لجان منح الأمتياز لممارسة هذه الأنشطة الأقتصادية وهناك أمثلة كثيرة على نجاح هذه الشركات في مسعاها هذا للحفاظ على أمتيازاتها في ممارسة هذا النشاط الأقتصادي ما أثارني هو وجود اعلان وتقريبا على معظم القنوات الفضائية ليانصيب تاتليس وجوائزه والأقبال عليه بل وراح من يقف وراء هذا اليانصيب ألى وضع الكثير من الوجوه المصرية من الفانينين للدعوة لمهرجان السحبة الأولى مشفوعا بأغنية (عبد الرحيم) للترويج لهذا اليانصيب ويبدو من خلال القائمين على هذا اليانصيب ووضع الخطة والجدوى الأقتصادية له من أنه سيحقق ارباحا كبيرة كما وأنه أقدم على خطوة تعتبر من الخدع الآن في المجتمعات المتطورة هو عملية تأجيل سحب اليانصيب بحجة الأقبال الشديد عليه وهي لعبة تمارسها الشركات الكبرى لتحقيق ارباحا مضاعفة وليدخل هذا الأعلان لكل بيت عراقي وخصوصا بيوت الفقراء منهم ويستمر الحلم بالخلاص من الفاقة والعازة لحين أنجلاء غبرة السحبة ليعود الفقراء للضغط على ميزانية العائلة وللبدء بحلم سحبة أخرى وهكذا ويعرف تأريخ اللعبة في العراق وفي بلدان في أنحاء العالم أن نسبة عالية من ممارسي هذه الأنشطة لم يتمكنواحتى من الربح بنقود بسيطة رغم ان ما يضعوه في هذا النشاط يتزايد يوما بعد يوم وهو يشبه آفة القمار في نواحي كثيرة وتداعيات ممارستها على أوضاع العوائل الفقيرة .
أن ممارسة هذه الأنشطة يجب أن يخضع لقوانين الدولة وأنشطتها الأقتصادية وهل تتناسب هذه الأنشطة مع ما يمر به العراق من أوضاع مأساوية تعاني منها شرائح مليونية من الأرامل والمطلقات ومن يعيش تحت خط الفقر ومن جيوش العاطلين التي تتفاقم يوما بعد يوم وهو ما يشكل خطرا كبيرا على النسيج الأجتماعي وعلى جيل يعتمد عليه العراق للبناء وللتأسيس لدولة عصرية أن ما يجري في العراق يخضع لأقتصاد السوق الحر المشوه أذ أن حتى هذا النشاط يخضع لضوابط في الدول التي تمارس مثل هذا النمط من النشاط الأقتصادي بل وفي ظل بلد تلتهمه جيوش الفساد الأداري والمالي يصبح هذا النشاط ميسورا ومباحا لكل المتاجرين بأحوال الفقراء الأقتصادية وفي ظل غياب الدولة ورقابتها (غاب القط ألعب يا فار) وفي ظل الأنهيار لمؤسسات الدولة تيجة صراع الكتل السياسية وخلقها لأزمات تفوق قدرة الدولة العراقية على مواجهتها يظل هذا النشاط ميسورا لمتحيني الفرص في المجتمع العراقي وبقي أن أشير ألى قضية السيد تاتليس فهو يعتبر من المستثمرين ورجل أعمال أضافة ألى شهرته كمغني ذاع صيته في تركيا والدول العربية والجاليات في أنحاء العالم ألا أن دخوله في مشاريع أستثمارية كبيرة في العراق وبهذا الحجم ربما تقف ورائه مجاميع من الشركات ورغم ان الأعلان يشير ألى شركة عادل المتحدة الدولية !!!! المهم في هذا كيفية دخول هذه الشركات وتحت أية مسميات ومن تخدم في مشاريعها الأستثمارية فالمشاريع كثيرة وخصوصا في مجال المجمعات السكنية والتجارية والتي بدأت في كركوك وفي أربيل وفي مناطق كثيرة من كردستان وربما تمتد كذلك ألى وسط وجنوب العراق المهم في انشطة هذه الشركات هل فعلا تخدم المشاريع الأستثمارية ولمن تقدم خدماتها وهل يعقل أن تستغني هذه الشركات عن غاية الربح في السوق العراقية الجواب من وجهة نظري السوق العراقية خالية من الرقيب كما أشرت وهي تتميز بظاهرة الفساد !!! وأستفادة هذه الشركات كبيرة فيما أذا حصلت على الدعم الحكومي بالتسهيلات المصرفية والقروض !!!!! ويمكن أن أذكر مثل واحد وهو أن شركة العادل قد وضعت مبلغ 500 مليون دولار كميزانية أولية للمشاريع في كركوك وحدها وعرضت هي والمشاريع الأخرى على القنوات الفضائية وبشخص السيد أبراهيم تاتليس وهي تضم فيلات ووشقق ومحال تجارية وهي تباع باثمان مرتفعة جدا لا تقوى على شراءها شرائح كبيرة من المجتمع بل هي تخدم من يملك المال ومن عاش في الغربة لعشرات السنين ويتطلع للعودة لبلده ويملك القابلية على الشراء وما مشاريع الجنة وغيرها ألا جنة للأغنياء وسيبقى فقراء العراق سواء في كردستان أو في وسط وجنوب العراق يمارسون لعبة البنكو!!! كما يسميها أعلان اليانصيب لتحقيق الحلم المنشود في أمتلاك سقف يحمي عوائل الفقراء والمعوزين عجزت عن تحقيقه الميزانيات المهولة للدولة العراقية نعم الفقراء على موعد للسحبة في اربيل بصحبة مجموعة من المنتفعين من الفانينين المصريين وبكلمة ((زورو سباس كما يقولون)) وكان الله في عون فقراء العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد