الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفاوضات والمرحلة الراهنة

جورج حزبون

2010 / 10 / 10
القضية الفلسطينية


في ندوة لرابطة الأكاديميين، حضرها نخبة من أساتذة الجامعات، غلب فيها لقب دكتور، دار البحث في جلسة (عصف فكري) عن أمر المفاوضات والاستيطان، في محاولة لاستنباط موقف أو رأي حول الوضع السياسي الفلسطيني الراهن، فقد أضحت قضية وقف الاستيطان وكأنها مركز الصراع، والمدهش في الأمر أن المداخلات تركزت على تشخيص الحال، دون تقديم رؤيا، وغلب على القوم مناخ تشاؤمي وإن الأمر أصبح عهدة لدى ألأجيال، وإن حق الفلسطينيين سيعود لهم بالوطن والعودة حيث ذلك منطق إرادة السماء والأرض!!
إن استدعاء المقدس في النقاش السياسي، تعبير عن إفلاس ذهني، واستدعاء التاريخ تعبير عن اغتراب( أحد الحضور ناقش قائلا إن ابن نصير فاتح الأندلس فلسطيني الأصل؟ !! والصليبيون سحقوا بعد قرنين....؟؟!!) هذا كله هذيان فكري يجري بين النخب الفلسطينية، ويعبر عن غياب كامل بين القيادة والقاعدة، والارتكان إلى الإعلام،أو الناطقين الرسميين، يعمق هذه العلاقة، فالجمهور هو صاحب القرار (الحل والعقد) وخلط العلاقات الدبلوماسية واعتباراتها، بالتعبئة الشعبية والعلاقة مع الجمهور تعميق للفجوة، والاستناد إلى الحلول السياسية عبر الجامعة العربية وملحقاتها، حالة مثيرة للدهشة، فقد كان من الأفضل ابتداء الاهتمام بالجماهير الشعبية، والتي سيطبق أي اتفاق عليها وعلى مستقبلها وبالتالي هي صاحبة الأمر ولا يجوز أن تظل مغيبة.وقد افرزت قرارات ( سرت ) ما كان متوقعا.
لم يعد أحد ينتظر رأي الفصائل الفلسطينية، سواء كان بالحكم أو المعارضة، حيث هي إما هيئات لمنتفعين، أو لمتمردين، أو لأجنحة الإسلام السياسي، ومجموعة متآلفة من موظفي السلطة وأصحابها، لقد فقدت هذه المجموعات القدرة على الارتباط بالجمهور كطليعة له ، وأضحت تلك الجماهير تبحث عن بدائل وصل بها حد الإحباط المؤدي إلى تزايد الهجرة ،والبطالة ، بعد ارتفاع حاد وغير مسبوق في تكاليف المعيشة ، وانخفاض الدخل ، ونستطيع تلمس ذلك في فشل مقاطعة المستوطنات فلا زال أكثر من مئة وخمسون ألف عامل يعملون في إسرائيل اغلبهم في المستوطنات وحتى في بناء الجدار ، وقد شاهدت في احد مواقع بناء الجدار الذي يقم حاليا ثلاثة اسرائيلين مهندس ومراقب وسائق والباقون فلسطينيين من القرى المحيطة ، وقد لفت انتباهي توقف العمل لأداء الصلاة ، حيث اصطف الجميع باستثناء الثلاثة !!!!.
لا يستطيع احد منع الناس عن العمل لأسباب ضميرية طالما هم جوعى، ولا تستطيع القيادة الحصول على دعم المواطنين طالما هم مغيبون، وليس (الاحتلال) فقد بدأ الاستيطان منذ ساعات الاحتلال الأولى ولم يتوقف، وكذلك المفاوضات كخيار نهائي، ليس أكثر من استجداء غير مجدي، والمعروف أن نجاح المفاوضات أية مفاوضات لا ترتكز على المفاوض مهما بلغت براعته، فهي تعبير عن توازن القوى والمصالح القائمة على الأرض منقولة على الطاولة.
عقد المجلس الوطني بعد الخروج من بيروت دورة سميت (القرار المستقل) والذي كان له مفعول سياسي دعائي أساسا، وعموما اليوم تستند القيادة على القرارات العربية من الجامعة والمتابعة والقمة،وليس المجلس الوطني الفلسطيني الذي قرر يوما أن القرارات الفلسطينية مستقلة، والآن معلقة عربيا، مع أنه كان من الأنسب الذهاب إلى قمة العرب بقرار فلسطيني يطلب من العرب التضامن معهم على أساس منه، وحسب برنامج واضح ومعلل، والانطلاق من حقيقة أن التناقض الرئيسي مع الاحتلال، والمطلوب رحيل الاحتلال من حيث بدأ.
صحيح تماما أن القضية الفلسطينية مسألة قومية، وإنها ذات بعد إسلامي، وهذا التحالف لهذه الأبعاد مهم لمواجهة هجمة عاتية تقودها إسرائيل متحالفة مع أمريكا وسواها من بقايا الحقبة الاستعمارية، وصحيح أيضا إن الشعب الفلسطيني يقف في مواجهة هذه الهجمة ذات البعد الإمبريالي الهادف إلى احتواء الشرق الأوسط عبر هضم المسألة الفلسطينية، وبالتالي فإن الصمود الفلسطيني والنجاح الفلسطيني يحقق انكسارا لهذه الهجمة، وإن إقامة الدولة الفلسطينية سيكون صخرة بناء لمستقبل واعد للشعوب العربية التي تصبح أكثر حرية واستعدادا لبناء دولها الديمقراطية، حيث لن تكون للأنظمة القائمة فرصة أو مساحة من الزمن.
إن الشعوب العربية منذ الحقبة العثمانية وهي تناضل في سبيل حريتها واستقلالها، فقد فقدت الكثير على يد الأنظمة المنصبة عليها أو التي فرضت عليها لمواجهة الاستعمار والصهيونية!!!! وما أقامة دولة فلسطين إلا تعبيدا لطريق أغلق طويلا أمامها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى إلى إنشاء -منطقة ميتة- في جنوب لبنان


.. دعم واسع لكييف باتفاقية مع الاتحاد الأوروبي




.. سلاح الجو الإسرائيلي يجري تدريبات على مهاجمة أهداف بعيدة


.. خليل العناني: هذه أول مناظرة بين رئيس أمريكي حالي ورئيس سابق




.. ملفات داخلية وخارجية تواجه بايدن وترمب تعقد إقناع الناخب الأ