الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الالقاء هل هوعلم ام فن؟

محمدعبدالمنعم

2010 / 10 / 10
الادب والفن


الإلقاء
هل هو علم أم فن؟
بقلم د/ محمدعبدالمنعم
قسم المسرح بكلية الاداب – جامعة الاسكندرية


• ما هو الإلقاء

الإلقاء هو قيام الملقى بنطق الكلام على وجه صحيح وفقا لقواعد علم الإلقاء؛ بحيث يستطيع أن يوضح ألفاظه ومعانيه، فيحقق الهدف الأسمى وهو التأثير فى جمهور المستمعين.

• خصائص علم الإلقاء

تتضح من هذا التعريف جملة من الخصائص والسمات التى تميز علم الإلقاء عن غيره، و هذا ما نوجزه فيما يأتى:
1- وجوب وجود الملقى.
2- الكلام المنطوق.
3- اتفاق النطق مع قواعد علم الإلقاء.
4- وضوح الألفاظ.
5- وضوح المعانى.
6- التأثير فى الجمهور.

• أهمية الإلقاء

من تعريف الإلقاء يتضح أنه يعتمد على لغة الكلام، ويستبعد وسائل التعبير الأخرى كالكتابة أو الإشارة وغيرها، ومن هنا تتبدى أهمية الإلقاء فى كونه الوسيلة الرئيسية التى يتوسل بها كل من تقوم مهنته على صناعة الكلام، مثل الممثل، المدرس، المحامى، المذيع، الخطيب، وغيرهم؛ فالممثل تعتمد مهنته على الإلقاء حيث يستخدمه ليوضح ملامح الشخصية التى يجسدها، والمد رس يستخدمه ليشرح نظرية رياضية أو لتصل فكرته لأذهان تلاميذه بسهولة، والمحامى يستخدمه حتى ينتزع حكم البراءة لموكله، والمذيع يستخدمه ليجذب مشاهديه وهكذا.

• أهدافه

إ ن الهدف من الإلقاء هو إعداد الدارسين إعداداً علمياً وأكاديمياً وعملياً للسيطرة على جهاز النطق، والتمكن من استخدامه بمهارة على وجه صحيح، بحيث تؤدى الكلمات أغراضها، فتتضح معانيها وتؤثر فى الجمهور.


●● وإن الإجابة على السؤال الرئيسى: هل الإلقاء علم أم فن؟

تتطلب منا أن نتعرف على ماهية الفنون، وماهية العلوم، حتى نستطيع أن نصنف الإلقاء فى قائمة الفنون أو فى قائمة العلوم؛ خاصة وأن جميع الأعمال التى يقوم بها الإنسان فى حياته اليومية لا تخرج عن ثلاثة: الفنون، العلوم، المهارات المكتسبة.


لذلك وجب علينا أن نتعرف على سمات هذه الأنواع لنتبين أياًَ من هذه السمات ينطبق على "الإلقاء"، وهذا ما نوجزه فيما يأتى:

أولا: الفنون

تتسم الفنون بأنها الأعمال التى تعتمد على عنصرى (الخلق) و(الإبداع) على أساس من (الذوق) و(الجمال) مثل: الرسم، النحت، التصوير، وغيرها.
أى أن الشروط التى تخضع لها الفنون هى:


1- الخلق.
2- الإبداع.
3- الذوق.
4- الجمال.

غير أن (الفن الكامل) هو الذى يخضع إلى جانب هذه الشروط الى القواعد العلمية، مثل الموسيقى حيث أنها تقوم على القواعد العلميةالتى تنظم هذا الفن كالمقامات، والإيقاعات، وقواعد التوافق الصوتى، وغيرها. فأى مقطوعة موسيقية لابد وأن تعزف من مقام موسيقى ما وفقاً للأثر المراد بثه سواء كان حزن أو شجن أو مرح أو سرور وغيره، مصحوباً بإيقاع أو عدد من الإيقاعات المناسبة وهكذا .

كذلك فن الشعر فهو فن كامل مثله مثل الموسيقى لأنه يخضع فى نظمه الى قواعد
علم العروض وقواعد النحو والصرف، جنباًَ إلى جنب عناصر الخلق والإبداع والذوق والجمال.


●● ومن هنا يتأكد لنا أن الموهبة لا تخلق وحدها الفنان الكامل، وإنما يصنعه صقل هذه الموهبة بالدراسة ، والإلمام بقواعد الفن الذى يمارسه، وأسسه، ونظرياته، لذلك نقول الفنان ليوناردو دافنشى، الفنان بيكاسو، الفنان محمود سعيد، ذلك لأن أعمالهم كان مبعثها الخلق والإبداع على أساس من الذوق والجمال.


ثانيا:العلوم

تتسم العلوم بأنها الأعمال التى تعتمد على النظريات والقواعد الثابتة، ولا يدخل فيها عنصرى (الخلق) و(الإبداع) مثل: علم الرياضيات، علم الكيمياء، علم الفيزياء، وغيرها. ففى علم الرياضيات مثلا هناك نظريات تحكم هذا العلم، وقواعد ثابتة تحكم طبيعة الاشكال الهندسية مثل القاعدة التى تنص على أن مجموع زايا المثلث يساوى 180ه. وفى علم الكيمياء أيضا أسس وقواعد تحكم تركيب الجزئيات فالماء مثلا يتركب وفقا للحقائق العلمية من ذرتين هيدروجين وذرة أكسجين كالأتى (H2O). وفى علم الفيزياء هناك قانون الجاذبية الأرضية وغيره. فكلها حقائق علمية ثابتة، وقوانين بحتة، ونظريات تحكم هذه العلوم؛ لذلك نطلق على أربابها مسمى العلماء كأن نقول العالم أينشتين، العالم فيثاغورث، العالم أرشميدس، العالم ماركونى، وغيرهم، فأعمال هؤلاء لا يدخل فيها الإبداع والجمال.


ثالثا: المهارات المكتسبة

تتسم المهارات المكتسبة بأنها الأعمال التى تكتسب بالخبرة والممارسة دون الإلمام بالنواحى العلمية لها، مثل اكتساب مهارة قيادة الدراجة دون معرفة علم الميكانيكا، قيادة السيارة دون معرفة هندسة السيارات، التعامل مع الحاسب الألى والكمبيوتر بمهارة دون معرفة الهندسة الإلكترونية، مهارة التعامل مع الفيديو والتليفزيون دون دراية أو معرفة بهندسة الكهرباء. فأن يمتلك المرء مهارة التعامل مع هذه الأجهزة، هذا يدخل ضمن المهارات المكتسبة بالممارسة والمران، لكن حين تتعطل هذه الأشياء، فلا يملك المرء سوء انتظار من يقوم بإصلاح الخلل فيها.


ومن الجدير بالذكر أنه قد اختلفت الآراء حول الإلقاء من حيث إنه (علم) أم (فن)؛ فرأى عبد الوارث عسر أنه فن وهذا يتضح من عنوان كتابه عن الإلقاء الذى أسماه (فن الإلقاء). كذلك اتفقت نجاة على معه فى هذا الرأى ورأت أن الإلقاء فن وليس علم حيث ألفت كتابا عن الإلقاء وأسمته (فن الإلقاء بين النظرية والتطبيق)؛ وإن كان فى عنوان كتابها تناقض فتارة تطلق فى العنوان لفظة (فن) لتصف بها الإلقاء، ثم تعقبها بلفظة (النظرية) بما يؤكد أن كتابها سيعرض إلى النظريات والقواعد التى تحكم الإلقاء ،وبهذا يخرج الإلقاء من فئة الفنون إلى فئة العلوم حسب عنوان الكتاب

ولكنى أرى أن الفيصل والحكم النهائى فى ذلك هو مجمل التعريفات السابقة التى ميزت بين الفنون والعلوم؛ فإذا كان الإلقاء وفقاً لتعريفه يستوجب وضوح اللفظ حتى يؤثر فى الجمهور، فإن ذلك يتطلب نطقاً سليماً خالياً من العيوب، ليس به إبهام أو غموض. ولا يتحقق ذلك إلا إذا التزم الملقى بالقواعد التى تصلح من عيوب النطق حتى تخرج الألفاظ بوضوح، وقواعد الوقف والنحو والصرف حتى تتضح المعانى ويزال ما بها من لبس أو إبهام؛ وعلى هذا يخضع الإلقاء إلى مجموعة من القواعد والأحكام الثابتة التى يتوسل بها الملقى عن عمد حتى يحقق الهدف المطلوب وهو التأثير فى الجمهور، دون الاعتماد على عنصرى الخلق والإبداع - اللذين يميزان الفنون - وعلى هذا يخرج الإلقاء تماماً من قائمة الفنون ويدرج فى قائمة العلوم، لذلك يصح ان نقول "علم الإلقاء" لا "فن الإلقاء" .


د / محمدعبد المنعم
قسم المسرح بكليةالاداب – جامعة الاسكندرية












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05