الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة في الأغنية العربية الحديثة

منى حسين

2010 / 10 / 11
الادب والفن


ظاهرة الأغاني المصورة (الفديو كليب)، تلك الأغاني تحاول التعبير عن هويتها التجارية بأقذر الصور حيث أن هدفها الوحيد هو الأثارة والتراجع. لكن الأمر وصل في بعضها الى المساس بجوهر المضمون الأنساني ألا وهو المرأة وبالذات (المرأة العاملة)، ولنا في ذلك نموذج أغنية (جمهورية قلبي) للمطرب محمد أسكندر، والذي يطالب في أغنيته بوضع المرأة في البيت وسلبها حق العمل، ولو تابعنا هذه الأغنية سنجد أن المغني يبدأ بأهانة المرأة العاملة بشكل بذيء جدا وخاصة المرأة المتعلمة، التي يطالبها بالأحتفاظ بشهادتها وعلمها والمكوث في البيت.
ومن ناحية أخرى يظهر في أحد مشاهد الأغنية أن المرأة عندما تخرج الى العمل ستتعرض للتحرش، ويطرح الحل بحبسها في المنزل. اي أن ظاهرة التحرش في العمل من قبل رئيس العمل سببها هو عمل المرأة؟؟!! أي أن سببها المرأة العاملة وليس سببها أزمة الوعي الموجودة في مجتمع الرجل الذكوري. من هنا أطالب جميع النساء العاملات والمتعلمات وكذلك غير العاملات، أطالبهن برفض الترويج لهذا الفكر الذي يعيدنا الى مربع العشيرة الأول، بل وأسوأ من ذلك بكثير.
لقد سمعت وشاهدت هذه الأغنية وأنتفضت وأنتابني القرف من الذي كاتبها وصورها ونفذها، شعرت أن السرطان عاد يتسلل الى عروق السينما والتلفزيون.
لماذا هذه المرة المرأة العاملة والكادحة والمناضلة... بل والمربية أيضا يضهرها التصوير بكل قسوة تعامل الطفل.
بكل أحترام أحيي عملك أيتها المرأة العاملة سواء في الأسواق و الفنادق أو المستشفيات، والعاملات في السياسة والمدارسات.
وبكل ثقة أقول لمن كتبها ولحنها وأخرجها.
فارس اسكندر (كاتب الأغنية)، سليم سلامة (ملحن الأغنية)، فادي حداد (مخرج الأغنية).
لم تزدنا هذه الأغنية الا أصرارا وتمسكا بوجودنا الأنساني وحقنا الطبيعي في العمل وبعلمنا الراقي وبأعتزازنا بأنفسنا، كنساء عاملات، مربيات وأمهات.. فنانات وكاتبات.. مخرجات وشاعرات.. رسامات ومهندسات.. سنعمل ونعمل حتى تتراجع وتحترق أفكاركم وأعمالكم هذه على مزابل التاريخ، وفي قمامة التأخر والرفض والكتمان والتعميم.
ليقى وجودنا حقيقة كل الحضارات والمعجزات.
وأخيرا الى كل كادر أغنية جمهورية قلبي
لتخجلوا مما قدمتموه ومما تحاولون زرعه والوصول أليه، لأن العمل سواء كان للمرأة أو الرجل فهو يعني القيمة الحقيقية للوجود البشري، العمل هو سر السعادة وعنوان الكرامة، وهو حقيقة ابداع العلم وابداع المجتمعات جميعا.
يا فادي حداد لقد ألبست الفن ثوبا مخزيا ممزقا ولم تحترم حتى النساء اللواتي قمن بأداء الأدوار في هذه الأغنية.
ويا محمد اسكندر أن كانت جمهورية قلبك تقوم على اساس سلبنا حقنا في العمل، وأبوتك تعني حرمان بناتنا من التعليم والعمل وتشجيع التحرش بالمرأة العاملة الكادحة، لنقرأ السلام أذن على استقلالنا وتحررنا وجمهورياتنا.
أشعر أن هذه الأغنية وصمة عار على تاريخ التلفزيون، ودعوة تأخر وتراجع لا يمكن السكوت أو التغاضي عنها.
توقفوا فكفى ويكفي. لاتدقوا المسامير أكثر في جسد الحرية. لأن اقلامنا كسرت مساميركم وهشمت قيودكم وأفكاركم البربرية.
بدلا من أن تطالبوا بحرية العمل للمرأة، اراكم تنسجون حولها خيوط معقدة وهمجية....
ايا وحشة الكلمات ويالقسوة التجارة والمجتمعات
حتى في الأغنية. محمد أسكندر والمخرج حداد وبذاءة الأيرادات
جمهورية قلبي والنساء العاملات.. طبل.. وزمر.. وراقصات
والنتيجة أهانة النساء العاملات.. والمربيات
أيا وحشة فقر الكتابة والوعي وأنهيار الثقافات
بشعة أرباحك يا مؤسسة الأنتاج على حساب حقوق المرأة
جسدك يبني البنوك ويطبع الدولارات
السيارات الحديثة ومباني غالية الثمن رفيعة.. كل تجارتها وأرباحها
هذه المرة على حساب النساء العاملات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وأعتزاز
باسل مهدي ( 2010 / 10 / 10 - 22:13 )
الرفيقة العزيزة منى أنا سمعت هذه الأغنية وسمعت أغان مثيله لها لكني لم أعر لتلك الأغاني أهتماما صحيح أنها اشعرتني بالقرف والنفور وقتها لكني لم أفكر أن أكتب عنها وعن مروجيها.
تحياتي لك

اخر الافلام

.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية


.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف




.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف