الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزهرة الحزينه

عزام يونس الحملاوى

2010 / 10 / 11
القضية الفلسطينية


ألزهره الحزينة
بقلم الكاتب/ عزام يونس الحملاوى
ليس غريبا أن ترتفع وتيرة اعتداءات الجيش الصهيوني ومستوطنيه على القدس وسكانها لتفريغ ألمدينه منهم والاستيلاء عليها, بالاضافه إلى اقتحامهم لباحات المسجد الاقصي ومحاصرة المصلين, وهذا يدل على عقيدتهم العدوانية للاستيلاء على ما تبقى من المدينة, وتهويد معالمها العربية والإسلامية, ورغم كل هذا استطاع أهل القدس أن يصمدوا في مواجهة هذه الاعتداءات المستمرة حفاظاً على الأقصى والقدس وكنائسها وهويتها وحضارتها, ولم يكترثوا بقوة العدو ولا بسطوته0 إن كل هذه الجرائم الصهيونية التى تحدث للقدس ليس لأنها ترتبط بالشعب الفلسطيني فقط بل لأنها ترتبط بالعالم العربي والاسلامى أيضا, وتعتبر رمزهم وقضيتهم جميعا, لهذا كانت هدفا لبني صهيون منذ القدم, فقد أعلن هرتسل عن رغبته في تدمير القدس الشرقية والمقدسات الإسلامية, وقال بن غوريون: لا قيمة لليهود بدون إسرائيل,ولا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل0لهذا ومنذ بداية الاحتلال الصهيوني عام 1967,بدا الصهاينة بوضع مخططاتهم لتكريس وجودهم في القدس وتهويدها, وهدم المسجد الاقصي بحجة البحث عن هيكلهم المزعوم, فاستولوا على حائط البراق, وشرعوا في هدم المنازل, وحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى لهدمه, لقد كان هدفهم الأول منذ البداية هو مسح وشطب الوجود العربي والإسلامي في القدس لتصبح صهيونية خالصة وليست للفلسطينيين, وهذا مااكدته تقارير الأمم المتحدة, بأنَّ إسرائيل تمارس جريمة تطهير عرقي في القدس, وإنَّها سترحل ستين ألف فلسطيني منها وتهدم منازلهم, بالاضافه إلى الاعتداءات على المسجد الأقصى الذي لم يسلم منهم, فقد رصدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عمليات حفر جديدة وكبيره تحت ساحات المسجد الأقصى وخاصة المسجد القبلي، وكشف أيضا مفتي القدس الشيخ تيسير التميمي عن قيام الاحتلال بوضع مواد كيميائية تحت المسجد الأقصى لتسهيل انهياره عند أول هزة أرضية, كل هذا ونحن منقسمون نبحث عن مصالح شخصية وحزبيه. إن استمرار حكومة العدو الصهيوني فى تغيير معالم القدس وتهويدها من خلال ألمصادقه على مخططهم الهيكلي, الذي يهدف إلى السيطرة على ما يزيد على سبع آلاف متر مربع في منطقة الحوض المقدس, وبناء المعابد والكنس مثل كنيس الخراب, إنما يهدف لتطويق المسجد الأقصى لكي يستطيع اليهود المتطرفون هدمه وإعادة بناء الهيكل انطلاقا من كنيس الخراب, ولإحداث تغييرات جذرية في محيط المسجد بهدف إلغاء هويته العربية والإسلامية , وإحلال الطابع الصهيوني تمهيدا لبناء الهيكل الثالث, بجانب إنشاء جسر حديدي معلق يبدأ من باب المغاربة حتى ساحة البراق,ووضع باب جديد أسفل منه ليكون مدخلا يعبره الصهاينة لاقتحام المسجد الأقصى حينما يريدوا تحت حماية قوات الأمن الصهيونية التى تتحكم بالمواطنين الذين يأتوا إلى المسجد الاقصي لتأدية شعائرهم الدينية0 لقد تجرا الصهاينة على ذلك لأنهم باتوا مدركين بأننا أصبحنا نعشق صراعاتنا وخلافاتنا, ولم تعد القدس توحدنا, وأن الأولوية لم تعد لها عند الكثير من الدول العربية والاسلاميه ,لهذا تجرا القادة الصهاينة على توجيه الإهانات المتتالية للقادة العرب والمسلمين ، فاستهانوا بعزمهم، وردوا على مبادرتهم بمزيد من الاستيطان والقتل والتهويد, وجاءوا بحكوماتٍ مدعومة من أمريكا والغرب لاتريد المفاوضاتِ ولا تحقيق السلام إلا إذا تنازل الفلسطينيون عن حقوقهم وثوابتهم0 لقد انحرفت بوصلتنا عن القدس, وأصبحت أولوياتنا تصفية الحسابات والتخوين والتكفير, ولم يعد يهمنا ما يقوم به الصهاينة من أعمال ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا, وأصبح موقف الأمتين العربية والإسلامية مخزي تجاه مايقوم به الصهاينة فى القدس والأقصى ومن قبلهما الحرم الابراهيمى ومسجد بلال, لقد تناسوا جميعا القدس وقدسيتها والنصوص الدينية التى خاطب بها القرآن الكريم المسلمون والعرب جميعا وليس الفلسطينيين وحدهم0لقد آن الأوان لنا كفلسطينيين وقبل الجميع أن نتحمل المسؤولية, ونتجاوز خلافاتنا بالاتحاد من اجل القدس والقضية ورحمة بشعبنا الذي يعاني من الانقسام, فالوحدة هي السلاح الأقوى لمواجهة غطرسة العدو واعتداءاته حتى نعيد الاعتبار لمدينة القدس, وعلى القادة العرب التحرر من التبعية الخارجية, واتخاذ القرارات التى توًحد الأمة العربية في مواقفها لحماية المصالح العربية والفلسطينية وعلى رأسها العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, لأنّ سياسة الشجب والإدانة والاستنكار لم تعد تكفى, وعليهم التوجه لكافة الهيئات الاقليميه والدولية للجم العدو الصهيوني ووقف مخططاته, ومناشدة كافة المنظمات الثقافية الإقليمية والدولية مثل اليونسكو وغيرها من التحرك لحماية التراث الإنساني, والتي أقرت مدينة القدس الشرقية واحدة من المعالم التراثية والحضارية الهامة ، ويجب على الرباعية التحرك واتخاذ قرارات حاسمه للحفاظ على الشعب الفلسطيني وتراثه الإنساني فى القدس وغيرها 0إن مكانة القدس ثابتة في قلوب المسلمين, وهى قضية لاتصلح للمساومة لكونها واحده من ثوابتنا الفلسطينية, ويجب أن تحرك فينا روح التسامح والمحبة والقفز عن صراعاتنا الداخلية, وان نكون متحدين فى مواقفنا, وان نحشد طاقاتنا للدفاع عنها وحمايتها, ويجب أن تكون أغلى وأسمى من المصالح الفئوية والعربية والامريكيه والايرانيه ودافعا للصلح والاتحاد, لأنها قدسنا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي عليه الصلاة والسلام, ولأنها عاصمة فلسطين المستقبلية0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات