الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تثاؤب في وجه السماء !!

عيبان محمد السامعي

2010 / 10 / 11
الادب والفن


ـ سيكونُ من السهلِ عليكَ بعدَ اليوم أنْ تتثاءب ..
قالها , وأدارَ ظهرَهُ , ميميماً شَطرَ إغفاءةٍ تأتي ..
/ في الحقيقةِ يكتسبُ التثاؤبُ لدى هؤلاء قداسةَ من نوعيَّةٍ خاصة ./
لازلتُ أتذكَّر ذلك العجوز المتكوِّم على نفسه في زاويةٍ ما من غرفةٍ مظلمة , أتذكَّر كيف كان يدسُّ رأسه في صدره ! , و يلهج بذاتِ التثاؤبِ المقدسة , وكيفَ أَنَّه يتباكى على أطلالِ روحهِ الخَرِبَة .
/ أقررُ في مراتٍ كثيرة أنَّ الذكرى فعلٌ ساذج لا يقوى عليها سوى الضعفاء من البشر ! /
ولي مع الذكرى وقفات كثيرة أتذكر مثلاً صديقي الوحيد الذي غابَ منذُ تثاؤبٍ ونصف ليعودَ مجرجراً وراءَهُ أذيال التعاسةِ من إغفاءةٍ لم تأتِ , ومن نبوءةٍ لم تتماثل للتشكُّل .
للعلم فإن صديقي هذا الذي ـ يوماً ـ أعطاني ظهرَهُ , يشيحُ بوجههِ كلما استهوتني فكرةُ التثاؤب !
وأتذكَّر جاري الذي بلغَ من التثاؤبِ عتيَّاً .. يضعُ ظِلَّهُ الداكن على رفٍّ آيلٍ للحلم .. ينتصبُ منتشياً حالما يفترشُ الأُفُقَ الممدود .. و يتورّك لتبدأ ( دراما) طقوسهِ المعهودة , فيتفسّخ وجوه النسوة اللواتي قَطَعْنَّ أصابعَ المدينة .
/ للحقِ ـ والحقَّ أقول ـ أنَّ يديهِ المعلَّقتينِ في الهواء هى , فقط , من شدَّتْ انتباهي واسترعتْ جُلَّ اهتمامي . /
[ حتماً سيمرُّ هنا من بابٍ مواربٍ للغيب ] .. يهمسُ لروحِهِ المُجْهَدَة بثقةٍ مبررة لتغرقَ في الصدى..وإنَّ للصدى آذان ...
وأتذكرُ ظلي ذاكَ الشيخُ الصوفي ( العارف بالله ) , الذي ـ دوماً ـ يخذلني بقوله :
( أيَّها الجاهلُ الجاحدُ الحقَّ )
إنَّ التثاؤبَ في وجهِ السماء لا يقرُّهُ اللهُ ولا الملائكةٌُ و لا الأتقياء .
لذا سآوي إلى ظلٍ يعصمُني من الظل , وأفصلُ القصيدةَ إلى تثاؤبين :
تثاؤبُ ما بيني وبيني , وتثاؤبُ ما بيني وظلي ..


أولاه :

تمرُّ مُدنُ التثاؤبِ على مدِّ البصرْ , كما لو كُنَّ غجريات من العهدِ القديم ..
يَنْزلنَّ إلى النهر ليستحمََّ بماء قُلوبِهنَّ السرُُّ
ـ من هنا سيدخلُ ( موسى النُُصير)
ـ من هنا سيطلُُّ (عبدالرحمن ) قائدُ الفاتحين ,
وهنا تشتعلُ قصائده شوقاً , حينَ تهبُّ في جوانحِهِ رياحُ الشرقِ , ونخلةُ بلادِ الرافدين .
هكذا ( الكمنجاتُ تبكي على العربِ الخارجينَ من الأندلس ),
هكذا ( الكمنجاتُ تبكي مع الغجرِ الذاهبينَ إلى الأندلس ),
هكذا نبكي على أمةٍ ضائعة..
وهكذا البوحُ يتطَّهَر من أدرانِ الخطيئةِ .
وأطَّلعُ في كتابِ الخليقةِ عن سيرتِهنْ:
لقد عُدْنَّ يَحملنَّ ظِلاً بطولِ مئاتِ السنين ,
ويلبسنَّ تثاؤباً كان قد تعرَّى عند المساءِ الأخير ..


ثانيه :

ظلٌ على ظلٍ يا لَعمري الذي قد ضاعَ مني ..
..................
وهل يستقيمُ الظلُ إنْ مالَ عن الشمسِ الرجالُ ,
أم هل يستطيبُ التثاؤبُ إنْ غادرَ الإلهُ كعبَ الصلاةْ
أوفٍّ لظلٍ لا يعرفُ طريقَ الضَّوءِ ,
وأوفٍّ ألفَّ مرة لتثاؤبٍ لا يعي كنه المذلاتْ
وإذنْ ..
لابدَّ لي أنْ أتحاشى طريقَ ظلي ,
وأنْ أتنكَّرَ للزمان الذي صارَ في غفلةٍ من عمري ..كفاً للقبلاتْ ,
وأنْ أُُرخي مسامعي لقولِ أحدهم :
لا تلتفتْ إلى الصبحِ وأنتَ ذاهبٌ إلى الصلاةْ ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال


.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص