الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وماذا بعد الارهاب ؟

امنة محمد باقر

2010 / 10 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


ايها الغارقون ... في سكرات الدنيا .... بين برستيج واتيكيت ... كنت اعرف شابا ... يدرس الدكتوراه خارج العراق ... تمنيت يوما ما لو انه كان يبيع الرقي ... في قرية من القرى .. بدلا من ان يغادر الدنيا ... مقتولا ... على ايدي ابالسة من مليشيا يريدون ان يحكموا البلاد ويسبوا العباد ...
من يومها - بل وحتى قبلها- لم تساوي الدنيا لدي ... عفطة عنزة كما ينسب لعلي عليه السلام ... واضحك على اولئك الذين ... يتبارون ... بكونهم ارقى من غيرهم .... فقط لأنهم يملكون فلسا او فلسين اكثر من غيرهم ... بل ويقسمون الناس طبقات ... فهم في اعلى طبقاتها ... وفق زعمهم ... حتى لو كانوا اتفه من فيها .... ولسان حالي يقول : اخسأوا فيها .... ولاتكلمون !

ذات الموضوع الذي ادور في فلكه ، ولا اغيره .... سأناقش منه اليوم .... الالم الممض الذي يعتصر اكباد الامهات ... حين يذهب الولد الحبيب ..... ويترك الام ... ولهى ... تعيش حياة بلا حياة ... ويجلس الساسة قبيحي المنظر على كراسي .... وهبها البلهاء .... بأصواتهم ..... ونالها الذين لم يتعبوا يوما واحدا لاجلها ... نالوها لأنها جاءتهم هكذا ..... حنى بها الدهر عليهم مثلما حنى بها على غيرهم .... ومثلما صارت الى هدام اللعين ... تصير الى من هم امثاله ... الا من صلح منهم .... ولست ارى صلاحا في رجال ... اخذوها عنوة من يد الدهر ... او جادت بها عليهم اقدارنا البائسة .... او اخذوها لأنهم يقودون ثلة من مليشيا قذرة ليس اكثر .....

أنني لا اقبل بأي حال ان يكون اخي ضحية من ضحايا الارهاب حتى بعد مقتله ... ولا اقبل ان يكون غيره كذلك ، ولا اقبل ان يكون الناس الذين قتلوا بظلم وتم اغتيالهم عام 2006 او فيما بعد التغيير على ايدي المليشيا القذرة من الفريقين .... لا اقبل ان تكون قضاياهم ... قضايا قتل واغتيال .... بل مكائد مدبرة ، ولم يكن القتلى من المتحذلقين بمبدأ الشهادة .... انها مبدأ سامي ولكن الناس الابرياء لم يكونوا يطلبون ما يسمى بالشهادة ..... لأننا لسنا في حرب ولا في جهاد ... اطلاقا ... بل بلد يقع تحت هيمنة ... حكومة ضعيفة يمتلك بعض اطرافها مليشيات ارهابية .....

ولسنا نقبل ايضا ان نكون ضحاياهم ، ولا ان ننتسب اليهم بأي صلة ... حتى ولو بصلة المبتدأ والخبر كما في جملة ضحايا الارهاب او المعطوف والمعطوف عليه ... كجملة الضحية والجلاد ....

لكن هذا هو العنوان التقني المستخدم .... لوصف المظلومين الذين قتلوا ابان حكم الحكومة الخضراء ، وليس الساسة هم القتلة ..... بل لديهم احزاب ...والاحزاب لديها مليشيا والمليشيا حكمت الشارع ونصبت مجرمين كمحافظ ونائب محافظ ورئيس مجلس محافظة ... وما هم الا رؤساء مليشيا ... حزبية قذرة ... التي يتم مفاوضة بعضها اليوم على مناصب سيادية ... في حكومة ... عارضوها بشدة حين جاءت واليوم يريدون حصة الاسد .... في عمل لم يرحبوا به بأي حال ... منذ عام 2003 واليوم يريدون ان يحكموا البلد الخائب ... ولولا انه خائب لما فقد من احبوه ..... حقا ... بما للحب من معنى ...

ولايهمني هؤلاء الابالسة بقدر مايهمني .... ان اوضح حقا ..... ماضاع ووراءه .... من يطالب به ... حتى الحشر ... ويتحدث عنه ... حتى توضع الصحف .... وتتطاير الكتب .... ولكن لابأس ....ان تكون مطالبا بثأرك ... كحقد هند ابنة عتبة ... او كصبر جميل حملته العقيلة ... يوم قالت : ما رأيت الا جميلا ...

وبالنسبة لي لم ار الا قبيحا .... في مسألة ضحايا الارهاب ....

ابتداءا .... لسنا من المطالبين بالشهادة .... وشكرا لله ان كان يريد ان يهبها لنا ... وان كان ال محمد يقولون : القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة .... فأننا من عامة البشر .... ولسنا بمعصومين ... ولم نرق يوما الى مفهوم الشهادة .. وان كان الله يحبنا لشئ ... فأنما احبنا ... لأنه يعشق ... قلوب المحسنين ... فيرسل ... في طلبها كي لا تبقى على ارض الخطايا ... هكذا ارى موضوع المظلومين الذين يقتلون في الشوارع .... بسيارة مفخخة ... بكاتم صوت ... بما يسمى سيارة بطة ... او اوبل او برنس .... وغالبا مايكون ان من فقدناهم هم من خيرة ابناء البلد .... الذين ... جار عليهم الزمن ... بحكم حكومة ضعيفة لا ترع في مؤمن الا ولا ذمة ... ولم توفر الحماية الكافية للمدنيين بحجة سوء الوضع الامني ... ولكن ما باله ... اي الوضع الامني .. لايسوء حين ... يمر في ذات الشارع مثلا ... محافظ او مسؤول ...؟ وفي مدينة امنة ... كالعمارة او البصرة مثلا .... وليس شوارع حمئة كشوارع بغداد ... التي لاتزور السيارات المفخخة ... الا الفقير من احياءها ....

وماذا بعد الارهاب؟ بدلة رسمية ... وحكومة وبرستيج ... وساسة ووسائل اعلام .... واتيكيت حقير ... في حين ينزف الاخرون دماءا زكية ..... وياله من فرق كبير بين من يجلس ها هناك ولا يحس بالام من هو خارج اسوارها الخضراء ... وبين من يجلس على باب السور .... كالجالسين على الاعراف !! يوم الدين .... فكأن الوحوش قد حشرت ، وكأن الساعة قد ازفت ...خارجها... وكأن الجنان قد نصبت للساكنين في قصورها .... لايعرفون تماما ما يدور في مكاتب الشرطة التي تحرق يوميا الاف الملفات لشباب في عمر الورد قتلوا من قبل مجرمين عتاة ... فقط لأن المجرم يستطيع ان يدفع الملايين ويخرج من السجن ولو كان قد قام بألف عمل ارهابي ... وطالما كان لديه محامون قذرون مثله.... يدوسون العدالة ... بأرجلهم النتنة .... ويرقصون على جراح الضحايا ... وسيرقصون في زمهرير جهنم ذات الرقصة يوما ما ....
وماذا بعد الارهاب ... ام ثكلى .... تعيش على ذكريات .... شاب جميل ... كان يملأ الدنيا بهجة .... واخوة واخوات ... يسمعون .... ترانيم الاحزان .... ويبحثون عن اشجى قصيدة حزن.... لعلها ... تحكي الامهم ... طالما ان احزانهم لم يسعفها ... قاض عادل .... ولا قانون حاكم ....

فأين هي دولة القانون ... يا ذوي البدلات الرسمية ؟ ام ان الموت فيها على غيركم قد كتب ؟

قتل اخي في حادث ارهابي ... وفي طريقنا لدفنه ... في النجف الاشرف ... نظرت الطريق .... ورأيت شبابا ... يحملون الرقي من مزرعة على الطريق ... تمنين لو ان اخي لم يكن طالب دكتوراه .... بل ... حمال ... يعيش بيننا ويضحك ... ويكتب له عمر مديد .... ويموت على ايدي الموت ... ونفسه يتوفاها الله ... كما توفاها بالامس ... لكن لا ان يقتله الناس... بل اشقاها .....

ولا زلت اردد تلك المقولة الشهيرة : كان لي اخ يدعى عليا ... قتله الناس !!

وماذا بعد النار الا الرماد .........................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر