الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما اكثر مبدعوك ياعراق !

منى الحاج

2010 / 10 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما اكثر مبدعوك ياعراق !

حين الهدوء هكذا اتخذ القرار لئلا نقع في دائرة الفعل ورده وما دام الامر يتعلق بتوصيف لحالة الجدال القائمة على قدم وساق في عراق ما بعد2003 او كما يحلو لنا ان نسميه العراق الجديد اذ ان حالة التشتت والارتداد طالت كل مرافق الحياة وان بدا الصراع السياسي بين القوى السياسية طافيا على السطح وهو الاقوى الا ان ما يثير بالنفس المرارة والحرقة هو حالة التشرذم التي تعم وسطنا الثقافي والتي قل نظيرها في العراق او في غيره من بلاد الدنيا فحتى لو عرضنا لتاريخ الخصومات الادبية او ما يطلق عليها في احيان مصطلح المعارك الادبية قديمها وحديثها فأننا نعجز على ان نجد انموذجا يشابه ما يحدث وللاسف الشديد في الساحة الثقافية العراقية والسؤال الذي ينبغي عدم تجاهله هل ما يحدث من انقسام وشرذمة هو وليد الان ؟،لكن تتبع بسيط لمجريات الاحداث ربما يعين في تلقي الاجابة والعودة باالذاكرة الى قتامة الحقبة السوداء حين تربع الطوطميون البعثيون على زمام الامور وطالت اياديهم الاخطبوطية كل ركن من اركان الحياة ولعل الثقافة هي المحطة الاولى من محطات قطارهم المنطلق برحلة تدميرية قوامها الناس والطبيعه ، فالعبث والتشويه وافساد الذائقة الادبية والمعرفية هي العناوين البارزة والسمة التي اصطبغت تلك المرحلة المجنونة من تاريخ عراقنا الحديث ؛ اذ حشدت الاقلام والقراطيس معلنة عصرا نعيقيا ناعبا فسقط من سقط في حاوية الزمر والتطبيل وتعالى الادب عن هموم الناس ومآسيهم حتى ان الكثير من منجز تلك الحقبة كان وقعه على النفوس اشد قسوة وضراوة من سوط الجلاد ، ولسنا هنا بصدد تقييم تلك الحقبة السوداء فما كان يجري لم يعد خافيا على اسوياء البشر ، ما يعنينا هو حالة التشرذم التي اريد لها ان تتكرس وتصبح نهجا يخطط له حسنو النوايا بجهالة وسيئوهاه بخبث ودهاء ، وهنا لا بد من الاشارة الى ان زيارة غير مخطط لها لصحيفة الكترونية مشكوك ببرائتها كانت هي المحرض وان لم يكن الاوحد لكنه الاقوى على ولوجنا لتلك المنطقة لا لقوة ما تم تداوله في الصحيفة وانما لاسلوبها الماكرالذي جر الكثيرين ممن يحسبون على المشهد الثقافي الراهن وممن هم من خارجه ليحال الفضاء الالكتروني فيما بعد الى حاوية من السب والشتم والصاق التهم والتشكيك بعضهم بالبعض الآخر تأنف حتى غانيات العصور ان تهوى الى قاعه ، وما جرى في هذا الموقع ينسحب على غيره من المواقع الاخرى ففي كل مرة يجري فيها النقاش عن وضعنا الا ونرى غياب المنطق وطفح الهيجان العاطفي والذي يفتقر الى ابسط مقومات الحوار الهادف الذي يشخص الخلل ويضع الحلول التي من شانها ايجاد علاجا ناجعا للمشكلة والحيلولة دون الوقوع في مطبات اخرى تعيق التوثب والانطلاق لبناء ثقافة تاخذ على عاتقها النهوض والحفاظ قدر الامكان على الباقي من المتبقي ، وهنا لا يفوتنا التنويه بالمحاولات العديدة التي تناولت شأننا الثقافي تحليلا وتنظيرا مبعثها الاحساس بالمسؤولية الجماعية على اي انحراف يطال وضعنا الثقافي الجديد ونستحضر هنا مقال (ليل الثقافة الطويل) ، للشاعر شاكر لعيبي والمنشور في موقع كتاب العراق بتاريخ 3_1_2009، ولنوظف تساؤلا من ضمن التساؤلات التي زخر بها المقال المذكور لأنه الاقرب الى ما نحن بصدده الآن "أليس عجيبا تلك الحروب الصغيرة والكبيرة العلنية والسرية المخجلة عبر الايميلات وتعليقات القراء في المواقع الالكترونيه " ،فعلا هي حروب وان بدت باردة !، لكن ألايكفي ما عانيناه كل تلك السنين من حروب ادت الى التشويه والتمزيق عن سابق اصرار وتعمد ؟ ، ألايجدر بنا ان نعمل معا على بناء ثقافة تأخذ على عاتقها النهوض بواقع حيكت خيوطه وان آمنا بوهنها على مدى عقود ناحبات ؟،لكنه ذلك السؤال وحده ابى الا ان يباغتني على حين غفلة من همي مفاده أيعقل ان يطالب السياسي بما يعجز عن اتيانه المثقف وان سلمنا بأشكالية مسمى المثقف الا ان واقع الحال يشي بأن من يدير دفة الثقافة الآن هم ممن يحسبون على الثقافة ولنا في مؤسسة اتحاد الادباء والكتاب العراقي الدليل الانصع ؟!،واخيرا فمهما يكن من كل هذه الامور وسواها فأن وقفة ابداعية حقيقية لمثقفينا كفيلة باعادة الامور الى نصابها وترجيح احدى كفتي الميزان لصالح الابداع والمبدعين وما اكثر مبدعوك ياعراق !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي