الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يامن تعب يامن شكه يامن على الحاضر لكه

صالح نعيم الربيعي

2010 / 10 / 13
الادب والفن


يامن تعب يامن شكَه يامن على الحاضر لكَه
هو مثل كباقي الامثال كنت اسمعه كثيرا ويعني لي حالة من حالات التعجب !!!!
انا مثل غيري ضحية الاوضاع المزرية في العراق .. وحالي هذا من حال الالاف من الشرفاء الضحايا للسياسات المجرمة للنظام السابق والعادات والتقاليد البالية والمرعبة في مجتمعنا العراقي ... فقد عشت هذه الظروف منذ نعومة اظفاري .. والتي ادت هذه الاوضاع المجحفة بحق الشرفاء من ظلم وحيف --الذي شملني منها مستقبلي الذي انحرمت منه --..
فكان علي ان لا ادخل أكاديمية الفنون الجميلة والتي كانت لي حلم الشباب وهي ايضا هدفا ساميا و أمنية طيبة لي. من اجل هذه الكلية والفنون كنت اهتم بدراستي تاركا اعمال ادارة والدي الطيب في البيع و الشراء لاهثا منذ صغري -- وراء عالم المسرح الجميل -- بعد ان استطعت ان امارس نشاطي الفني منذ الطفولة مؤديا اول -- اوبريت -- اسمه الارض الطيبة الذي اخرجه الاستاذ (عدنان مبارك ) و تقديم مجموعة من المشاركين انذاك اثنان من البنات لاداعي لذكر اسمائهن الان لاسباب خاصة مع اصدقاء الطفولة ( باسم فليح رحمه الله ) الذي أستشهد برصاصة غدرامريكية جبانة .... بالاضافة الى عازف الاوبريت الاستاذ في الموسيقا و المعلم التربوي الرائع (رشيد جاسم ) الذي عانى الكثيرالكثير بسبب حرفته هذه وقد اطلق عليه بعض المتخلفين القابا نابية ,,في مدينة الثقافه و السياسة مدينة الشطره(موسكو الصغيره) كونه استاذ موسيقاومازلت اتذكر جيدا صديقي ( جبار يوسف ) و كنا نضحك حينما يعزف كان الاورك اكبر منه حجما واليوم أحمد لله شكرا حين سمعت صوته قبل اسبوعين حي يرزق من بعد غياب دام مرور خمسة و ثلاثون عاما ... واول ماسألته عن الموسيقا وكيف الحال ؟؟ ردني قائلا نعم الان ادرب الموسيقا رغم اعدائها واعداء الحرية وايضا في مدينتي الجميلة الشطره لازرع الحب فيها ...
واتذكر كيف مثلنا مسرحية (زنوبيا ملكة تدمر ) التي كانت من اخراج الاستاذ الفنان عدنان شلاش و بالاشتراك مع الرائعه الفنانة و المذيعه ( عهود مكي ) ومن ثم مسرحية (محاكمة الرجل الذي لم يحارب ) للكاتب ممدوح عدوان وكانت من اخراج الاستاذ الفنان عدنان مبارك( الذي كان جادا وصارما اثناء اشتغال البروفات)وفي نفس الوقت كم كان طيبا خارج ساحة التدريب .
المهم و القصد من كل هذا السرد مقابل تجربتي البسيطة يمكنني ان اقيم حسب امكاناتي المتواضعة تجربتي البسيطه هذه بمايلي :
أن الفنان الممثل والكاتب والمخرج والتشكيلي والموسيقي والشاعر الى اخره يبني أشيائه و يناضل من أجلها ..و نحن نعلم كم يشقى الفنان في عالمنا الثالث و خاصة الفنانين والادباء والشعراء والمثقفين العراقيين.... فوجدتهم جميعا متهمون بالشيوعية!!!! و نعلم علم اليقين من يتهم تحت هذا العنوان ( الشيوعيه عليك ان تنساه ) اي بمعنى اخر الخطر الذي يحدق بهم بالاضافة الى الضغوط التي تطاردهم كخيالهم من قبل السلطة !!!
من هذا كله اطرح سؤالي الان :
اليوم وبعد التغييرات التي حصلت في البلاد ...لماذا ؟؟ حينما نقوم باعداد معرض فني تشكيلي للرسم او النحت لفنان ما او مجموعة من الفنانين او نقيم عرض مسرحي أو افتتاح مشروع فني أو توقيع فني جديد لكتاب لاحد كتابنا الرائعين , يتم أستدعاء الرئيس أو الوزير أو السفير. ؟؟؟؟
اليس الشعراء والمثقفين والفنانين الزملاء الاخرين هم احق بالمشاركة والحضور من اصحاب الرموز ؟؟؟ اليس من حق هذه الاسماء والوجوه الفنية والادبية التي تشارك و ان تقوم بعملية الافتتاح او التوقيع او قص الشريط ؟؟؟؟
اليس هو هذا المنطق الصحيح ؟؟ فبدلا من ان يأتي رئيسا او وزيرا او سفيرا اقولها للحصر ربما لايفهم بالفن والادب شيئا !!! نرى منهم فقط الابتسامات الاجبارية و المتعالية بالاضافة الى هز الرؤوس الاوتماتيكية !!! كما واني على يقين حين يحضر لقص شريط افتتاح اي معرض فني يردد مع نفسه ويقول (هسه اني شمفهني ابهاي الشغله و بهاي الورطه) !!!!.
و الاغرب من هذا كله نرى الجمهورالمتواجد يتسابق ليتقدم الركب في البداية متسابقا بعبارات كثيرة (اجه الرئيس راح الريس اجه الوزير راح الوزير اجه فلان راح افلان ) و الفنان نفسه او الكاتب او الشاعر او المسرحي لا يلتفت عليه احد ... و المعرض او العرض مقام من ابداعاته ويعبر فيه عن تعب سنينه و نضاله!!! و المدهش الذي يحمل اللسخرية في نفس الوقت هو ان الرجل القادم الذي يفتتح العرض او المعرض ليس له لاناقة ولاجمل بالموضوع !!!!
اليس هذه سرقة لجهود فنانينا و مثقفينا .؟؟؟
وبعد ذلك تلتمع اسماءالمسؤولين بالصحف والمجلات والفضائيات !!!
سؤالا اخرا يؤرقني هو :اليس ما نعرفه جميعا بأن الفنان يصلح ما يفسده السياسي ؟؟؟ ام انا على خطا ؟؟؟.
بعد كل هذا التقديم لابد من عودة الى عنوان هذه المقالة التي عرفت بعدها أن هذا المثل الشعبي القائل ( يامن تعب يامن شكه يامن على الحاضر لكه ) لم يأتي أعتباطا..
فالفنان والاديب والشاعر يفني وقته من اجل اعلاء الحقيقة عبر ابداعاته بمختلف التنوع الفني الذي يراه مناسبا ..ثم ياتي الشخص الفلاني او المسؤول الفلاني ليتوسم عناوين الافتتاح لانه سفير او اووزير او مسؤول !!!
لا و الف لا .... اقولها علينا ان نسمي الاشياء بمسمياتها .ونبادر بطريقة حديثة وجديدة لدعم الفنان ومشاركته في كل المحافل وان يدعم ماديا في تنقلاته وحركته الى اي اي مكان وان تفتح المعارض و المسارح و الندوات الثقافيه بأسماء صانعيها. حتى باتت رغبة في نفسي ان اسمع يوما ما في المستقبل عنوانا كبيرا :
برعاية الاستاذ يوسف العاني او الاستاذ خليل شوقي يفتتح مهرجان المسرح ولا نريد ان نسمع تحت رعاية صاحب الجلالة او السيادة او الوزير أو المحافظ يفتتح المهرجان المسرحي الفلاني او الشعري الى اخره ... كفانا نفاقا..

صالح نعيم الربيعي
هولندا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يامن تعب..يامن شكه
سعد عزيز دحام ( 2010 / 10 / 14 - 14:56 )
الصديق الرائع صالح الربيعي
لأول مرة اقرأ مقالاً ينصف الحقيقة بهذا الشكل وينتصر لها ضد زيف الواقع..هي روحك الصادقة ايها الطيب التي نبذت التملق للساسة تضامناً مع الأبداع والمبدعين ضد ذلك التملق الممتد على مساحة التاريخ كلها ..سلم قلمك ايها الصديق النبيل..دمت رائعاً ومحباً للخير وللحقيقة


2 - تقديري
صالح نعيم الربيعي ( 2011 / 4 / 29 - 13:45 )
الكاتب و المسرحي المتألق
سعد عزيز دحام
مقالي هذا جاء بعد صدمة صفعتني في افتتاح معرض لنخبة من فنانينا المتألقين في
هولندا ....بعد ان افتتح السفير العراقي المعرض الفني راح الاعلام و الصحفين يلهثون وراء السيد السفير تاركين الجمع من الفنانين وبالوقت نفسه ان السفير لايعرف شيئ عن الفن ..ساعتها صرخت بيني و بين نفسي ..اي حق هذا ... وهل لايوجد لدينا شخصيات اهتمامها الفن حتى تسمى الاسماء بمسميتها ...دمت رائع ايها
الصديق الكاتب و المسرحي سعد عزيز دحام

اخر الافلام

.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ


.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟




.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل