الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقيامطلوب أشراك الجماهير الشعبية في أدانة سارقي قوتها وأمنها

هادي الخزاعي

2004 / 9 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


التظاهرتان الشعبيتان اللتان طافتا شوارع النجف وبغداد في الأيام الأخيرة، وهي تندد بالأرهاب وتطالب بالأمان والسلام شكلت معلما أيجابيا مهما في الحياة السياسية العراقية اليومية الملتبسة، التي أستكملت قوامها بوجود المجلس الوطني العراقي الذي يضم في هيكليته غالب الأحزاب والقوى والحركات السياسية والأجتماعية وممثلي منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية المستقلة .
أن التأريخ السياسي للعراق ( بأستثناء العقود التي حكم فيها صدام حسين ) لم يخلو من أنشطة جماهيرية شعبية تعبرعن هواجس مطلبية لتلك الجماهير، والأمثلة كثيرة وكبيرة ، وأذا كان لابد من أمثلة للتدليل فليس أقلها مثلا تلك التي جرت أبان العهد الملكي لأسقاط معاهدة سايكس بيكو، أوالتضامن مع الشعب المصري حين تعرض للأعتداء الثلاثي عام 56 وغيرها عشرات الأنتفاضات والهبات والتظاهرات التي حملت هواجس مطلبية مشروعة للجماهير، ومن ينسى المسيرة المليونية التي جابت شوارع بغداد في عيد العمال عام 59 وشبيهتها التي جرت عام 73 لدعم العمل الجبهوي الوطني، وليس بعيدا عن الأذهان تلك الأنتفاضة المباركة في آذارمن العام 91( الأنتفاضة الشعبانية).
أن هذا التأريخ الحافل بمشاركة الجماهير في التتبع وصنع الأحداث في المنعطفات التأريخية الصعبة التي مر بها العراق يشكل سمة وطنية وخيارا نضاليا، طالما غيبه النظام الصدامي المقبور عن الجماهير الشعبية قسرا، بالقمع والتنكيل والسجن تارة، وبالترغيب تارة أخرى .وبغض النظر عن فشله أو نجاحه في مسعاه ذلك، ألا أن الحق التأريخي الذي تمتلكه الجماهير في طريقة التعبير عن طموحاتها المشروعة من خلال حق التظاهريجد نفسه الأن وأكثر من أي وقت مر الورقة الرابحة للدلالة عن كينونتها وحقها في الأستقرار السياسي والأمني الذي تغتصبه القوى المعرقله لمسيرة العراق الجديد بقضه وقضيضه، بصرف النظرعن هوية هذه القوى،داخلية كانت أم خارجية.
وبالعودة الى مكونات المجلس الوطني العراقي، الذي يمكن أعتباره الحاضنه لأرادة الجماهير العراقية، فالمطلوب منها ، وفي هذا الوقت بالذات أن تفعل دور جماهيرها على الأقل في الخروج الى الشارع للمساهمة في وقف سيل الدم الذي تهرقه تلك القوى الضالة، مسببتا الأذى للعراق فقط.
أن أي قوة سياسية مهما أغتنت بالخبرة والقدرة على أدارة الصراع، لايمكن لها أن تستكمل مشروعها السياسي بحظ وافر من النجاح أذا لم تشرك جماهيرها في ذلك المشروع.
الذي تؤكده جميع القوى السياسية العراقية في الوقت الحاضر، هو أن مشروعها اليوم ،هو، العراق الجديد الموعود بالخير ، ومن ينظر الى المشهد العراقي الملتبس الآن ، حتى ولو بعين واحدة، يلحظ الكم الهائل من العصي التي توضع في عجلته المتعبة أصلا، أبتداءا من عصي الأحتلال مرورا بعصي القتلة والمجرمين واللصوص وعصي بقايا النظام المقبوروصولا الى عصي المتبرقعين بالدين، وجميع هؤلاء ، وبلا أستثناء متربصين بالعراق وشعبه مهما أختلفت عناوين لافتاتهم الديماغوجية، بمعنى أن المعادلة السياسية للعراق مهما تعددت مجاهيلها الصراعية، فانها ستكون عصية على الحل ما لم تكن الجماهير ذات المصلحة الحقيقية هي اللآعب الأول في هذه المعادلة.
حركي أيتها القوى المحركة للتغيير الذي أنتظرته الناس ردحا، جماهيرك لكي يستكمل التغيير مداه، ولا تراهني على غير الجماهير في حل معادلة العراق السياسية للخروج من أزمته المقلقة، قولوا للجماهير، هيا أنزلوا الى الشارع لأدانة الأرهاب وعصاباته الدموية وللدفاع عن العراق الجديد.
أن أشراك الجماهير في الدفاع عن مصالحها ليس ترفا فكريا، ولكنه أسلوب نضالي مجرب، والعراقيون خير من سلك دروب هذا الأسلوب من النضال،فحموا واجهاتهم السياسية والجماهيرية واحتموا بها في الأزمات.
لعل تظاهرتا النجف وبغداد بداية الشرارة التي ستطفأ اللهب كله......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق