الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب وايران

قاسم السيد

2010 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يحكى ان امرأة تزوجت رجلا أرمل له ولدين شاء الله ان يرزقه منها ولدا ثالثا وبالتأكيد هذه المرأة كباقي الناس تفضل أولادها على اولاد الأخرين خصوصا اذا كانوا اولاد ضرتها الراحلة فكانت عندما تشجر تنورها للخبز يتحلق حولها هؤلاء الصبية بإنتظار اول رغيف فما كان منها الا ان تقوم بقسم الرغيف الى قسمين تعطيه لأولاد زوجها ثم تطلب منهم ان يعطو شيئا مما اعطتهم لأخيهم الذي هو ولدها حيث يقوم كل واحد من هذين الصبيين بكل اريحيه بقسم نصف الرغيف الذي اعطتهم اياه زوجة ابيهم واعطاء نصف ماقسم كل منهم لأخيهم من أبيهم بكل سرور ظانين ان زوجة أبيهم تفضلهم على ولدها لكن الواقع ان أخيهم يحصل على نصف الرغيف وهما الشقيقين يحصلان على النصف الأخر .
اسوق هذه المقدمة وانا اراقب لبنان المبتلى بزيارة الرئيس الأيراني احمد نجاتي والتي يجري الحشد لها على مدى الأسابيع الأخيرة خصوصا في الجنوب اي معقل حزب الله وطبعا ليس لدي اي اعتراض على هذه الزيارة فلقد سبق لبعض دول المنطقة ان استقبلت الرؤساء الأسرائيلين من دون اي حساسية بينما زيارة الرئيس الأيراني تثير كم من الأسئلة التي تبقى اجاباتها معلقة بين الأرض والسماء وطبعا هذا الود بين ايران والجنوب اللبناني لم يكن بالأمكان ايجاده واستمراره بالمجان فلقد كلف الخزينة الأيرانية الكثير كذلك كلفها على الصعيد السياسي الشيء الكثير ايضا ولعل البعد المذهبي كان عائقا امام تسويق هذا الود الذي لم تسري عدواه الى بقية المنطقة لكان كان بإمكان النظام السياسي في إيران ان يتخذ بعض المواقف التي لاتكلف كثيرا لكن اثارها الايجابية ليس لها حدود من خلال ارسال رسالة تطمين الى دول المنطقة وخصوصا شعوبها التي يجري الان نشر الذعر بين صفوفها من خطر التنين الشيعي وذلك بإتخاذ مواقف تجسد حقا النموذح الأسلامي الذي تدعي إيران تمثيله في المنطقة كأن تبدل تسمية الخليج الفارسي بتسمية الخليج الأسلامي وبالتالي تسحب البساط من كل المشككين بنموذجها الأسلامي حين يعتبرونه مطية لحمل طموحاتها العنصرية كذلك إعادة الجزر الثلاث التي استولى عليها الشاه في السبعينيات من القرن الماضي بعد ان الغت بريطانيا انتدابها على كثير من دول الخليج ومن ضمنها دولة الأمارات التي تعود اليها هذه الجزر لكي تثبت ايران انها ليست دولة توسعية لكي توقف فوبيا الرعب من التوسع الأيراني التي تقوم الان دوائر كثيرة في المنطقة ومن خارجها لكي تلصق هذا المفهوم بإيران لكي توقف تأثير النموذج الأيراني على المنطقة عندما يجري تصوير كل التقد م العلمي والأقتصادي الذي تشهده ايران وتصويره على انه عسكرة لهذه الأمبراطورية الفتية التي لاتلبث لاحقا الا القليل لكي تبتلع المنطقة برمتها ولكي تسطيع ايران ان تنزع كل مانسب اليها من ذاكرة شعوب المنطقة ليس امامها غير هذا الطريق لكي تمسح كل الأثار السيئة التي الحقت بها عقب حربي جنوب لبنان وغزة وبخلافه فإن كل موارد ايران غير قادرة لإن ترسم لإيران صورة زاهية فتسمية لاتغني ولاتسمن يجري استبدالها وجزر مهجورة لاقيمة لها تجري إعادتها كفيلة بإرسال رسالة تطمين تجعل كل الأبواب في المنطقة مشرعة بوجه الجارة ايران وبخلاف ذلك لاتنتظر ايران من المنطقة الكثير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث