الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتابات ساخرة (حمّام السفارة)

طارق الاعسم

2010 / 10 / 13
كتابات ساخرة


في اول مراجعة لي للسفارة العراقية في القاهرة لانجاز معاملة تسجيل اطفالي في المدارس هناك صادفني موقف طريف اثار انتباهي وتفكيري عن حقيقة مايجري في دهاليز السياسة في العراق.
خلاصة الموقف انني اردت الدخول الى الحمّام في السفارة فدلّني احد الموظفين الشباب عليه,ولانني جئت الى القاهرة في ظروف ملفوفة بالحذر فكان اول عمل قمت به هو التاكد من وجود ماء في الحمام وما ان فتحت (الشطافة)حتى تبين انها مكسورة واذا بالمياه تنطلق بقوة وتغرق راسي و(التي شيرت) واذا بي مبلل الراس !!فعمدت بسرعة الى (تنشيف) راسي بلفافات ورق التواليت وخرجت اداري وضعي الحرج ووقفت وسط جموع المراجعين العراقيين انتظر انجاز معاملتي بكل اباء وشممّّّ!!.
بدأت استكشف الوجوه من حولي لأتاكد من ان أحدا لم ينتبه لشعري المنقوع,واذا بي اكتشف ان هنالك مراجعون من كلا الجنسين ينظرون لي خلسة فظننت ان امري افتضح ولكن المضحك في الامر هو انني ماأن دققت في وجوههم حتى أكتشفت ببساطة انهم منقوعوا الراس مثلي وانهم بلعوا الورطة مثلي فصار همّي ان اراقب كل من يدخل الى الحمام لأرى ماذا يحدث له فاذا بكل من يدخل يتأخر داخل الحمّام ثم يخرج ناكس الراس مبلولا لاينطق وينظر في عيون الاخرين المبتلّين بأسى وكأن شيئا لم يكن وبراءة الاطفال في عينيه !!!!
ان مايجري في دهاليز السياسة في العراق يشبه حال حمّام السفارة ,فكل من يذهب الى مخدع قاسم سليماني او حافظ الاسد اوامير الكويت وملك السعودية يخرج من عندهم مبلولا ينشد الاغاني الثورية وينظر خلسة الى الداخلين الى ذات المخادع ويرى على قفاهم ذات العلامات والكل بالع للموقف والكل يعلم مايجري للكل وكل من يخرج ينظمّ الى جوقة الاناشيد الثورية ويتحدّث بذات اللغة الجوفاء .
ان عقدة مايجري في العراق ليست من يحكم العراقيين سواء كان السيد المالكي الذي ربط بطنه بحزام الميليشيات التي حاربها وتشدّق بحزمه في دولة القانون تجاهها ,ولا بالسيد عادل عبد المهدي الذي يعيب عليه البعض خلقه العالي وتعاليه عن مهاترات وتقلبات بعض القوى التي باتت تقفز من مرشح الى آخر بطريقة اقل مايقال عنها انها مثيرة للسخرية.
العقدة ليست بمن يحكم العراق لكن العقدة الحقيقية هي هل ان هنالك حقا من سيحكم العراق (عراقيّآ)من العراقيين ام ان الحكم الحقيقي سيكون عبر مخادع دول الجور(وليس الجوار)العراقي .
اننا نعيش في العراق عصرا مبكّرآ للانحطاط السياسي برزت ملامحه من خلال الزيارات المكوكية لدمشق والرياض (ولاحاجة لذكر ايران فايران اقرب للبعض من حبل الوريد من دون زيارة)تلك الزيارات التي بات الجميع متورطون بها وسيورّطون بها شعبنا الذي يضرب اخماسا باسداس وكفّا بكف حين يرى ان جرذا (كبشّار الاسد) جاء بالتوريث المقيت لكنّه بات يتحكّم بكل صفاقة بمقدرات الديموقراطية العراقية الناشئة التي يسعى البعض لادخالها عنوة الى مخادع دول الجوار وهي مخادع لاتختلف كثيرا عن حماّم السفارة العراقية بالقاهرة ...ومسكين ياعر اق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عراقي
عباس فاضل ( 2010 / 10 / 13 - 18:07 )
او كما قال السيد طالب النقيب : الا يجوز ان يحكم العراق عراقي؟ تحياتي


2 - رائع
أيمن قدرى ( 2010 / 10 / 13 - 20:52 )
رائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع


3 - حقيقة ولكن
علي جاسم ( 2010 / 10 / 14 - 09:05 )
كما عهدت الصديق طارق الاعسم يفتش في زمن القش عن ابرة يخيط بها جرح العراق ..الاخ الاعسم يتحدث بصدق وحقيقة لا تخفى على احد لكن المشكلة الان تكمن في تشكيل الحكومة نفسها ، لان حتى تلك الزيارات والتدخلات على كثرها فانها لم تجدي نفعاً والعراق سائر نحو المجهول لا محال.. تحياتي الى اخي وصديقي طارق الاعسم


4 - حقيقة ولكن
علي جاسم ( 2010 / 10 / 14 - 09:05 )
كما عهدت الصديق طارق الاعسم يفتش في زمن القش عن ابرة يخيط بها جرح العراق ..الاخ الاعسم يتحدث بصدق وحقيقة لا تخفى على احد لكن المشكلة الان تكمن في تشكيل الحكومة نفسها ، لان حتى تلك الزيارات والتدخلات على كثرها فانها لم تجدي نفعاً والعراق سائر نحو المجهول لا محال.. تحياتي الى اخي وصديقي طارق الاعسم


5 - اصيل بمقالاتك
عبد الهاديسعيد ( 2011 / 10 / 26 - 19:43 )
والله عرفتك من صغرك تبحث عن كل زاغور يعني بالعامية اتدور( ) منو ابوه

اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا