الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختطاف مصطفى ولد سلمى عملية مفضوحة :

عزيز العرباوي

2010 / 10 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


إن قضية حرية التعبير تعتبر من القضايا الإنسانية الأساسية اليوم، وهي بذلك تأخذ مرتبة الأولويات في مجال الفكر الإنساني والتعايش البشري في عالم اليوم. وبالتالي، لا يمكن أن نجد اليوم من يستطيع التنازل عنها تحت أي ضغط أو تهديدات.
فكل إنسان يتعرض للمنع من التعبير عن مواقفه السياسية والفكرية والثقافية يصبح في وضع لا يحسد عليه، فحرية التعبير تبقى هي الأصل في الوجود الإنساني، فبها يمكن بناء مجتمع سليم ومعافى، ومن أجلها عاش ومات الكثير من الناس، بل ضحى المفكرون والمبدعون، الشعراء والنقاد، الفلاسفة ورجال العلم من أجل الحفاظ على هذه الحرية التي بدونها لا يمكن أن يجدوا لأنفسهم مكانا في المجتمع الإنساني.
لقد أسس المفكرون لحرية التعبير ووضعوا لها الأرضية النظرية التي يجب احترامها والعمل ضمنها حتى لا يتم الخروج عن الأساس المستمد من احترام حرية الآخر قبل ممارسة الحرية الذاتية والشخصية في التعبير عن الرأي والموقف. وبذلك، فإنه يحق لكل إنسان أن يمارس حقه في التعبير السياسي والفكري من خلال تبني المواقف التي يراها مناسبة لقناعاته الفكرية والسياسية.
تعتبر قضية اختطاف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المسؤول في البوليساريو، من طرف مليشيات هذه الأخيرة وبدعم جزائري واضح، عملية قرصنة مفضوحة لا تنبني على أي أساس قانوني أو حقوقي أو سياسي، تم اقترافها انتقاما من رجل أدلى برأيه وموقفه السياسي في مسألة الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لحل قضية الصحراء المغربية وإنهاء النزاع المفتعل من لدن الجزائر وصنيعتها البوليساريو. وهذا الأمر يوضح بجلاء أن هذا النزاع الذي افتعله الجيران لا مبرر ولا شرعية له، اللهم وجود أطماع سياسية وجغرافية تريد الجزائر تحقيقها على حساب أناس لا يعلمون ماذا يفعلون ولا يدركون نهاية الأمر.
لا تحتاج البوليساريو إلى مثل هذا العمل الأخرق، والذي كانت نتيجته اختطاف وظلم رجل أدلى بموقفه السياسي لتظهر نفسها، كجماعة من الناس لا مواقف ولا حرية لهم في اتخاذ القرار أو في الدفاع عن مطالبهم وأهدافهم -إن كانت لهم أهداف أصلا- لأنهم بكل بساطة صنيعة للجزائر تستعملهم كورقة ضد المغرب لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية. وبالتالي فاختطاف مصطفى سلمى تم بقرار من الجزائر، ويمارس عليه التعذيب على أيدي أفراد من المخابرات الجزائرية، ويساوم على مواقفه الأخيرة تجاه الحكم الذاتي من طرف الجزائريين والضغط عليه للتراجع والعودة إلى أحضانهم وأكل الشوك من أجل عيونهم، وهذا ما يمكننا أن نطلق عليه الابتزاز السياسي الظالم.
يتعرض الكثير من الصحراويين في مخيمات تندوف على الأرض الجزائرية إلى ظلم ومعاناة يمارسان عليهم من طرف مخابرات الجزائر وأشخاص يدعون ظلما أنهم يدافعون عن قضية عادلة، وما هي كذلك. ويدركون أنهم مخطئون في ذلك ولا علم لهم بالتاريخ وحقائقه، لأنه بكل بساطة لم توجد في التاريخ دولة اسمها الصحراء الغربية، ولا يوجد في التاريخ شيء اسمه استعمار مغربي.
إن الزمن كفيل بإظهار الحقيقة وبتفنيد مزاعم البوليساريو والجزائر، وكفيل بفضح ممارساتهما أمام العالم وأمام منظمات حقوقية عالمية ووسائل إعلام عالمية ترى الأمور بغير منظارها الحقيقي، لأنها بكل بساطة تغمض أعينها عما يقع في مخيمات تندوف وتسكت عن جرائم البوليساريو في حق أناس أبرياء وضعفاء لا حول لهم ولا قوة. وما يحز في النفس هو أن نرى ونسمع هذه المنظمات تندد بالمغرب كلما أراد ممارسة حقه في تطبيق القانون، وترغي وتزبد كلما أقدم المغرب على تنفيذ التزاماته السياسية والقانونية في صحرائه، بينما تتراجع عن هذا التنديد وتنقص من حدة الانتقاد كلما كان الطرف الآخر هو الظالم والممارس لجرائم ضد الإنسانية أو ممارسات تدخل ضمن المخالفات القانونية التي يجب تجاوزها في تطبيق القانون، وبذلك تكون هذه المنظمات قد مارست الكيل بمكيالين تجاه المغرب وقضاياه العادلة.
أن يتم اعتقال شخص كان يروم الرجوع إلى أسرته وتوجيه تهمة الخيانة العظمى إليه على أساس واه يتجلى في إبداء رأيه حول مقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لحل قضية الصحراء المفتعلة والتي عمرت لعقود دون أن تجد طريقها إلى الحل، لا يمكننا إلا اعتباره جرما إنسانيا لا يمت إلى تطبيق القانون بصلة. إن مصطفى سلمى، من خلال موقفه هذا، قد أماط اللثام عن فضيحة البوليساريو وممارساته الخطيرة ضد الإنسانية في تندوف، وعن خداعه للصحراويين المغرر بهم الذين لا يدركون أهداف القيادة في البوليساريو التي لا تسعى من وراء افتعال هذه القضية إلا إلى تحقيق أهداف مادية والاغتناء على حساب المحتجزين باسم قضية غير مشروعة والبحث عن موقع متقدم لدى الدول الداعمة لها. ولذلك على الصحراويين أن ينتبهوا إلى هذه الأفعال ويواجهوا هؤلاء بحقيقتهم الواضحة للعيان وفضح ممارساتهم التي فاقت كل الحدود.
وفي الأخير، نتمنى من الجزائر كدولة شقيقة وجارة، إذا كانت تهتم للجوار والأخوة، أن تعيد النظر في سياستها وفي دعمها لهذه الجماعة من المرتزقة الذين لا حق لهم ولا هدف، اللهم الاغتناء على حساب قضية مفتعلة وغير شرعية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف نجا القيادي في حزب الله وفيق صفا من محاولة اغتيال إسرائي


.. الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين في وقت ذروة الحركة فيها




.. مراسل الجزيرة يرصد حالة الزميل فادي الوحيدي في مستشفى الخدمة


.. مصادر إسرائيلية: نتنياهو وبايدن حققا تقدما بالتوصل إلى تفاهم




.. مناشدات لإجلاء مصور قناة الجزيرة علي العطار خارج قطاع غزة لت