الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل ينحسر الدور الامريكي في تشكيل الحكومة العراقية ؟
عصام البصري
2010 / 10 / 13مواضيع وابحاث سياسية
يؤكد ساسة العراق انحسار الدور الولايات المتحدة الامريكية في تشكيل الحكومة العراقية بعد الانتخابات الاخيرة. وبهذا يؤكدون دور امريكي كبير في تشكيل حكومة المالكي المنتهية. واتهامات المالكي بتجاوز تعهداته والتزاماته مع الكتل السياسية بل وتجاوز صلاحياته الدستورية، لم يرافقها اتهامات بتجاوز توجيهات امريكية، وربما خانتهم الشجاعة لمثل هذا الاتهام، فهل تحرك المالكي بكل سنوات حكمه بتوجهات امريكية. وينتقد ساسة المالكي حين ظهر كطالب في حضرة استاذه (خامنئي) وتخلى عندها عن رباط العنق، وهو من مكملات الاناقة في العراق ويمثل الصليب في ايران فتخلى عنه ساسة ايران، واصبح من طقوس تقديم الولاء والطاعة للمالكي عندها.
وبعد ظهور مصاعب تشكيل الحكومة زار بايدن نائب الرئيس الامريكي بغداد عدة مرات. وعندها ملامح الحكومة العراقية تتشكل في ابعاد التبعية لايران ولا دور حاسم للتيار الصدري واشراك القائمة العراقية. وبرز مفهوم الشراكة الوطنية لا المشاركة وردده البعض. وقبل ذلك روج ساسة العراق لديمقراطية المكونات.
والمفاجاة في ترشيح المالكي بدعم من التيار الصدري وربما نتيجة ضغوط ايرانية. وتناقلت الانباء اتصال هاتفي مع اياد علاوي لشرح ابعاد تلك الضغوط. ويتذكر العراقيون دعم التيار للجعفري نتيجة استفتاء اتباع التيار الصدري (راي الجماهير) ثم تحول الدعم لنائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ثم للمالكي في تجاهل واضح لراي الجماهير، وهذه تغيرات في فترة زمنية قصيرة. ولا يلاحظ اي مراقب اختلاف واضح في توجهات الرجال الثلاثة او الفكر، وما انتقادات عادل عبد المهدي للمالكي الا لنواقص وسلبيات في اليات عمل حكومة المالكي السابقة. والتغيرات السريعة ردود افعال لاشاعة او راي يمثل الدور الامريكي القادم.
زيارات اياد علاوي (العراقية) لمصر والسعودية والجامعة العربية وغيرها بعد ترشيح المالكي لشرح ابعاد الدور الايراني في تشكيل حكومة المالكي القادمة وانحسار الدور الامريكي، اما دور التيار الصدري ورفض العراقية المشاركة معلنة امام شاشات الفضائيات. وتعبر هذه الزيارات عن رغبة في ابلاغ رسالة للادارة الامريكية مع ضغوط سياسية. وتلعب ذلك الدور مصر والسعودية والجامعة العربية. ان ممارسة ضغط على الادارة الامريكية لدفع شبح التدخل الايراني من العراق موقفا متاخرا بعد رفض التعاون مع اشكاليات التواجد الامريكي في العراق. فقد كرروا افكار القرن العشرين. لقد اثارتهم كلمة احتلال ولم يبذلوا اي جهد لقراءة المتغيرات وقتها.
يؤكد المجلس الاسلامي الاعلى رفضه للمالكي قبل وبعد التغير الاخير في موقف التيار الصدري، وقد يمثل موقف المجلس الاسلامي الاعلى تقربا للولايات المتحدة الامريكية وربما للفوز بدور اقليمي اكبر بعيدا عن ايران. ويرحب المثقفون في العراق بموقف المجلس الاعلى وتقربه للعراقية باعتباره رسالة ادانة لكل فصل وفعل طائفي وتجاوز لاشكاليات الفتنة رغم تاخره.
ترعرع المجلس الاسلامي الاعلى في ايران ابان الحرب العراقية الايرانية، واثقلت كاهله كوادر تأبى التعامل مع المتغيرات وتجديد المواقف. واتهمه العديد من الساسة بالقرب من ايران والسعي لتعزيز الدور الايراني في العراق والمنطقة. وربما مثل موقف المجلس الاسلامي الاعلى الاخير رغبة ايرانية ان يكون لها ممثلا في سلطة العراق ان فاز المالكي او فاز علاوي.
لا مواقف ثابتة في السياسة ولا صداقات دائمة، وتلعب المصالح للامم الدور الاكبر في تحديد المواقف والاتجاهات. وقد تعني مواقف الكيانات العراقية نضجا سياسيا اكبر، وربما معظم الكتل غادرت المواقف الايدلوجية! وعندها لن ينحسر الدور الامريكي في العراق والمنطقة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إيران تعلن انفتاحها على الحوار مع قيادة سوريا الجديدة
.. ترحيب دولي بسقوط نظام الأسد و-قلق وغموض- بشأن مستقبل سوريا ا
.. رئيس مجلس الشعب السوري لسكاي نيوز عربية: مستعدون لتقديم أي م
.. شبكات | هل تُرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب؟
.. شبكات | سراديب وأنفاق وأسطول سيارات فارهة في قصور الأسد