الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جديد الجامعة العربية

حسين علي الحمداني

2010 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


القمة العربية الاستثنائية في سرت يوم السبت 9 تشرين اول كانت أمام أسئلة جوهرية عديدة أولها هل يمكن لهذه القمة أن تحقق ما عجزت عنه 35 قمة سابقة منها 11 قمة استثنائية ، خاصة ان تطوير عمل الجامعة العربية بات ضروريا في ظل المسارات الكثيرة التي ينتهجها العالم سواء في السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة، من جهة ومن جهة أخرى مواجهة القضايا والمشاكل الكبيرة التي تعصف بالعرب منها في فلسطين والصومال واليمن والعراق ولبنان.الشيء الآخر والمهم جدا أن الجامعة العربية ككيان سياسي وثقافي يمثل العرب لم يكن حتى هذه اللحظة صاحب دور في حوار الحضارات وكل الذي حصل مبادرات فردية من زعامات عربية تحاول جاهدة مصادرة كيان الجامعة العربية والتحدث نيابة عن العرب في محافل كثيرة سياسية منها واقتصادية.
وما يمكن أن ندركه بأن القمة الأخيرة وضعت لها ملفين مرحلين من القمة الأصلية في آذار الماضي الأول هو تطوير منظومة العمل العربي المشترك والثاني ما عرفت بمبادرة عمرو موسى ( رابطة الجوار العربي ).ويعرف الجميع بأن قمة سرت شكلت لجنة خماسية تضم العراق ومصر وليبيا واليمن وقطر بغية مناقشة سبل تطوير الجامعة العربية وبالفعل انعقدت في حزيران الماضي قمة مصغرة ولم تتمخض عنها سوى خلافات بين دعاة التطوير بإقامة اتحاد عربي على غرار الاتحاد الأوروبي ومحاولة توسيع نطاق عمل الجامعة من مجرد اجتماعات سياسية إنشائية وبيانات مكررة إلى اخذ دورها الاقتصادي والثقافي بغية إحداث نقلة نوعية في علاقات العرب ككتلة متجانسة مع الآخرين . فيما طالب البعض باتباع أسلوب التدرج في التغييرات أو في أحسن الأحوال تغيير اسم الجامعة إلى اتحاد وهو تغيير شكلي لا يحقق الغاية المرجوة من أية جلسات قمة مقبلة لأن التغيير المطلوب يكون في العمل وليس في اليافطة والعنوان. أما الملف الثاني وهو ملف دول الجوار للوطن العربي سواء الآسيوي منه والمتمثل بتركيا وإيران أو الأفريقي من أثيوبيا إلى السنغال مرورا بتشاد التي تعتبر اللغة العربية اللغة الرسمية في البلاد ، ورغم تقاطع وجهات النظر في هذا الملف وتعدد الآراء المطروحة فأن القمة الأخير يوم 9 /2010/10 لم تحقق الأهداف المتوخاة منها لعدم جدية العرب بتغيير مفاهيمهم
حيث ما زال هنالك الكثير من نقاط الخلاف بين العرب وجيرانهم، في مقدمتها الملف النووي الإيراني وما يمكن أن يشكله من تهديد لدول الخليج العربي التي سارعت لعقد صفقات تسليح ضخمة جــــدا مع أمــــريكا ودول أوروبية أخرى.
أما في الجانب الأفريقي فأن عمليات تسلل المهاجرين غير الشرعيين من دول شمال أفريقيا صوب أوروبا يشكل مشكلة كبيرة تواجهها الدول العربية ، خاصة ان عمليات التسلل هذه أخذت طابعا جديدا في السنوات الأخيرة عبر تسلل الكثير من الأفارقة إلى إسرائيل عبر السودان ومصر.
النقطة الثالثة نجاح تركيا الدبلوماسي في أن تكون راعياً دولياً للقضية الفلسطينية ومحاولاتها الجادة برفع الحصار عن غزة ما يعني فيما يعنيه بأن تركيا اللاعب الأقوى في المنطقة الذي ربما تسلم لها مفاتيح حل قضية الشرق الأوسط بعد أن فشلت الأنظمة العربية في قممها السابقة من أن تتقدم خطوة واحدة في مسيرة السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وبالتالي فأنه حتى القيادات الفلسطينية باتت أكثر ثقة الآن بالجانب التركي.
لهذا نجد بأن تطوير الجامعة العربية يجب أن ينطلق من مفاهيم جديدة ورؤية جديدة للعالم في الألفية الثالثة وبروزها كقوة سياسية واقتصادية وثقافية بعد أن ظلت لعقود طويلة تمارس دورها التقليدي بإصدار بيانات ختامية لمؤتمرات تتشابه اوراق وجداول أعمالها ولم تعد تحظى بمتابعة المواطن العربي لأنها لم تأت له بالجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن وترامب وجها لوجه | #أميركا_اليوم


.. منذ 7 أكتوبر.. أميركا قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 6.5




.. السباق إلى البيت الأبيض | #غرفة_الأخبار


.. بدء الصمت الانتخابي في إيران.. 4 مرشحين يتنافسون على منصب ال




.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات استمرار احتجاجات كينيا رغم تراجع ا