الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن رفعت المحجوب (1)

نصارعبدالله

2010 / 10 / 13
سيرة ذاتية



منذ عشرين عاما بالتمام والكمال ، ....على وجه التحديد يوم 12 أكتوبر 1990 وقع حادث اغتيال الدكتور رفعت المحجوب الرئيس السابق لمجلس الشعب المصرى ( لا حظ أن الرئيس الحالى الدكتور فتحى سرور هو التالى مباشرة للدكتور المحجوب ، ...لاحظ أيضا أنه ما زال يرأس مجلس الشعب منذ ذلك اليوم المشئوم وحتى الآن !! ) .. يومها كان قد مضى على تخرجنا من كلية الإقتصاد والعلوم السياسية ما يربو على أربعة وعشرين عاما ، كنا خلالها نتابع مسيرة الدكتور المحجوب وتحولاته السياسية، وفى نفس الوقت كنا نراجع بشكل دائم موقفنا الوجدانى من أستاذنا المتميز، وكثيرا ما كنا نشعر أن الرصيد الكبير الذى نحمله له من الإجلال والتوقير يتناقص مع مواقف بعينها من تلك المواقف، أومع تحولات بعينها من بين تلك التحولات ، ومع هذا فقد كان لرفعت المحجوب فى النهاية من المكانة فى نفوسنا ما يصعب معه أن يتبدد رصيده بالكامل ، وعلى هذا فعندما قدر له أن يلقى وجه ربه كان ما زال له من التقدير والمهابة رصيد لا يستهان به ، ..على مدى أربعة أعوام ما بين 1962 و1966ورفعت المحجوب يدرس لنا فى كل عام مادة أو مادتين بدءا من مدخل إلى علم الإقتصاد الذى درسه لنا فى الفرقة الأولى من خلال كتابه " الإقتصاد السياسى " ، وانتهاء إلى النظرية الكينزية التى درسها لنا فى الفرقة الرابعة من خلال كتابه الرائع " الطلب الفعلى " وهى الترجمة التى كان يؤثرها هو للمصطلح الكينزى " effective demand" ، ( وإن كنت أنا أختلف مع سيادته فى هذه الترجمة مفضلا عليها : " الطلب الفاعل " أو الطلب الفعال ) ... على أية حال فقد كان لرفعت المحجوب طيلة تلك السنوات من المهابة ما لا أظن أن أستاذا آخر يتمتع به .. كان فارع القامة جهورى الصوت ، ناصع البيان ...عندما يجلس على المنصة ويبدأ المحاضرة تشرئب نحوه الأعناق وتتسمر الأعين حوله والآذان، وحين يصمت هنيهة يخيم الصمت حتى لتكاد تسمع دبيب النمل ، وكان يمتلك لغة عربية نقية صافية لم أسمع ما يدانيها فى نقائها وسلامتها أو ما يقترب منها لدى كبار المسئولين إلا عند الدكتور فتحى سرور ( وهذه هى إحدى الحسنات القليلة للدكتور سرور ) ، وكانت أفكاره تتسم بالوضوح والترتيب والقدرة على توصيل المعلومة الإقتصادية فى أبسط صورة ممكنة مهما كانت درجة صعوبتها أو تعقيدها ... وفى نهاية المحاضرة كان يفتح الباب لتلقى أية أسئلة أو تعقيبات ، وكثيرا ما كانت أناوشه ببعض التساؤلات أو التعقيبات التى كان دائما يتلقاها بصدر رحب بل وكثيرا ما كان يعقبها بالثناء على السؤال والسائل، وكان هذا كله يكسبه عندى وعند أغلب زملائى مكانة لا يدانيه فيها إلا القليلون ، .ورغم هذه الرحابة فى الحوار فى المحاضرة فقد كان فيما عدا هذا حريصا جدا على رسم الحدود الفاصلة والصارمة بين الأستاذ والتلميذ فلم يكن يتبسط مع أحد ولا يشجع أحدا على الحديث إلا فى حدود المادة التى يدرسها .ومن بين الوقائع التى لا أنساها يوم دخل علينا بملامحه الصارمة (وكنا فيما أظن فى الفرقة الثالثة وقتها)، وحين اعتلى المنصة نظر إلىَ حيث كنت أجلس فى الصف الأول قائلا فى صوت باتر : إنت .. قلت ـ نعم .. قال فى نفس الصوت الباتر الذى لا ينذر بخير : " عايزك فى المكتب بعد المحاضرة " أصابتنى الرجفة وأنا أقول : " حاضر " .. انتابنى يومها شعور بأن أمرا جللا هو الذى جعله يطلب منى هذا الطلب أو بالأحرى يصدر إلى هذا الأمر، ...بعد المحاضرة ذهبت إلى عامل البوفيه وطلبت منه كوبا من الماء بللت به حلقى الجاف ، ثم توجهت إلى المكتب ، حيث تبين لى أنه قد سبقنى فى الذهاب إليه مجموعة من الزملاء الذين ما زلت أذكر إلى اليوم أسماءهم : منى فؤاد عطية ، أسماء المليجى ، محمد عاصم ، محمد علوبة ، هدى جمال عبدالناصر ، ....وللحديث بقية
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت