الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقع الحوار المتمدن / هذا الملاك الجميل ..

سيمون خوري

2010 / 12 / 9
الملف ألتقييمي 2010– بمناسبة فوز الحوار المتمدن بجائزة ابن رشد للفكر الحر والذكرى التاسعة لتأسيسه.


موقع الحوار المتمدن ..
هذا " الملاك " الجميل ..؟

سيمون خوري

هم يخلقون آلهتهم ، ونحن نخلق شياطيننا الجميلة . هم يخلقون من الوهم " جنتهم ونارهم " ونحن نخلق من الفكرة هذا الوجود " نحن نفكر ، إذن نحن موجودون " و بأن هذا الكون هو لكل من تسري في عروقة نبض الحياة ، بشراً وحيواناً ونباتاً . حتى الحجر نعيد تكوينة في صورة أجمل . ومن الزهر البري ننسج للنساء زينتهن ، وللإطفال فرحهم بمستقبل أفضل .
حمل " ديوجيني " مصباحه باحثاً عن المعرفة ، والحقيقة ، وعن الإنسان في زمن مضى . ونحن في زمن حاضر ، نحمل مصباحنا في " الحوار المتمدن " نضئ لإنساننا طريق المعرفة ، وثقافة السلام ، وتقبل الآخر والإعتراف بوجوده . فمن لا يقبل الآخر وفكرة التعايش معه ، فليس له وجود .
حسب الأساطير الدينية ، فإن الفضل في وجود الإنسان على هذه الأرض ، يعود الى الشيطان ، الذي لولا تمرده ، لما وجدت البشرية اليوم ... قدم صديقنا " الشيطان " هدية ، لحواء ، سواء أكانت تفاحة أم حبة تمر ، أو قليل من الأرز. بيد أن هذه الهدية ، كانت رمزاً للمعرفة ، ولوجود المادة . ومؤسساً لفكرة " الشك " الديكارتية أو لفكرة " إبن رشد " في البحث عن المعرفة . حقق إتصالاً سرياً من خارج المنظومة وقوانين النفي والأمر.. رافعاً راية حق الفرد بإستقلالية قراره ، ورفض الرضوخ ، معلناً حق البحث عن السؤال قبل الجواب . " التفاحة " كانت فكرة ، ثم كلمة ، ثم منشوراً سرياً ، ثم جريدة ، ثم موقعاً ، أعاد الإعتبار الى فضيلة التفكير في الذات الماضية والحاضرة وفي كيفية صنع المستقبل .. فما فائدة أي وسيلة إعلام إن لم تتمكن من التواصل مع البشر من خلال نافذة المعرفة ، ما فائدة أي صحيفة أو موقعاً إذا لم يحاول البحث على إيجاد حلول ممكنة لهموم الناس ومشاكلهم الحياتية الحقيقية . وفي مقدمتها الجهل والفقر وغياب العدالة الإجتماعية .
ليس عيباً ، أن تكون فقيراً ، بل من المعيب أن تكون جاهلاً . ربما هذا هو الفارق الأهم بين موقع " الحوار المتمدن " وبين العديد من مواقع فضائية وإليكترونية أخرى . بين أن تقدم المعرفة التي تساهم في محاربة الفقر وغياب العدالة الإجتماعية ، أو يقدم الجهل على طبق من الحسك . في كل لقمة غصة ، وفي كل غصة ، ينزف العقل ما تبقى له من علاقة بعالم الإنسان . ويتحول الى مسخ لا يعرف إلا ما يراد له أن يعرف .
فإذا كان المواطن يتلقى معلوماته عن قضايا العلم والمعرفة والسياسة عن طريق برامج الأخبار التلفزيونية الرسمية وتلك التي تدور في فلكها والقنوات الفضائية الطائفية، هنا يصبح السؤال كيف يمكن لهذا المواطن أن يمارس دوره النقدي حيال ما يجري ..؟ أو أن يساهم بتقرير مصير سياسات بلده ..؟! لكن عندما يجرى منع المواقع الديمقراطية وحجبها كموقع الحوار المتمدن ومواقع أخرى صديقة ، فهي ليست سوى محاولة بائسة لإستعادة الماضي وتحضير روحه . في الوقت الذي أصبح الماضي فيه ماضياً . الماضي الذي يطالب بحقوق ليست له . موقع الحوار المتمدن يؤسس للمستقبل ولا ينبش قبر الماضي بل يعيد قراءة التاريخ بموضوعية . فكل تاريخنا بحاجة الى إعادة مراجعة وكتابة من جديد . من أجل إنطلاقة جديدة لعالمنا " العربي " على أساس الثالوث المقدس " العقلانية ، الحرية ، العدل السياسي والإجتماعي "عبر إثراء الحوار الفكري المتمدن الذي يساهم بخلق مفاهيم جديدة تقدمية وديمقراطية . ويعيد للمرأة في بلادنا مكانتها القدسية . فعندما تتوفر المساواة بين المواطنين إناثاً وذكوراً ، لا يجد الآخر سبباً لإعتبار الأخر مختلفاً عنه .
أكتفي بهذا القدر ، وأعتبر أن تقييم الأخوة في مؤسسة إبن رشد للفكر الحر من خلال إختيارها لعدد من الشخصيات المحترمة التي ساهمت بتقييم هذا الموقع هو كاف ويمثلنا جميعاً . أما بالنسبة لي فإن موقع الحوار المتمدن هو هذا " الملاك " الجميل الذي رفع راية البحث عن المعرفة والدفاع عن الديمقراطية وحقوق المرأة والطفولة.
من القلب تهنئة لكل الزملاء جنود الكلمة الحرة ، في موقع الحوار والى إمام الحوار المتمدن الزميل رزكار عقراوي المحترم . ولمؤسسة إبن رشد التحية والتقدير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حضرة الأستاذ سيمون المحترم
نرمين رباط ( 2010 / 10 / 14 - 15:59 )
أنا أفتخر أني أصبحت أقرأ هذا الموقع أكثر من الأول ومع أن المواضيع السياسية كثيرة ولا أفهم وأميل لها لكني أحياناً أجد الذي أريده وهذا يكفيني في الوقت الحاضر , وأنا أيضاً أهنأ الحوار والمتمدن والمشرقين عليه وأتمنى لهم الازدهار وشكراً لك


2 - عزيزي الأستاذ سيمون
ليندا كبرييل ( 2010 / 10 / 14 - 17:18 )
لا أترك مناسبة إلا وأعبر فيها عن امتناني للحوار المتمدن لما وصلت إليه , دخلته غريبة لا أعرف أحداً منكم , واليوم أناديك أخي الحبيب , وأقلق على صحة من أصبحت ْتربطني بهم أواصر الصداقة مع أني لم ألتق أحداً فيهم , دخلت قارئة , سرعان ما تحولت لأنتسب إلى هذا الأب العزيز , من جعلني أحقق نفسي ؟ لا أشك أنه يسعده منْ ينتسب له , لكنه سيكون سعيداً عندما أشب عن الطوق وأكتب باسمي الحقيقي , وهكذا يبدو أنه ( اضطرني إلى .. ) لكن الحقيقة أنه جعلني أحقق ذاتي فأنتقل من( قارئة الحوار المتمدن )إلى ليندا , ثم ساعدني على نشر مقالاتي التي أصبحت خمسة بعونه , كم أفخر بهذا الأب الذي لا أبدله بآباء الدنيا , لا أعرف من يكون السيد رزكار إلا مما ترددونه حوله , لكني أخمن أنه مجاهد ومناضل في سبيل العلم والمعرفة وهو مع طاقمه المحترم يستحق كل تقدير وإعجاب وأكثر ما أشكر هذا الموقع عليه : أن جعلني أستعيد ثقتي بابن بلدي أقصد بالانسان العربي بعد أن خيل لي لطول الغربة والبعد عن جهود الأبطال أن بلادنا قد خلت منهم , تحية لك أخي الحبيب , ولكل المنارات من رفاقك , وتحية لحبيبنا الأستاذ رزكار وكل المجاهدين الأكارم وشكراً


3 - العزيز سيمون
شامل عبد العزيز ( 2010 / 10 / 14 - 17:33 )
تحياتي لك وللسيدة نرمين - لا استطيع أن أغادر مقالة لك حتى لو كانت في مواضيع لا تستهويني وأنت لم تكتب شيء لا يستهويني - الحوار يستحق اكثر من جائزة بدون مجاملة فلقد قدموا الكثير وفتحوا الأبواب من أجل تطبيق الشعار المرفوع مجتمع علماني ديمقراطي - انت احد ملائكة هذا الموقع أستاذنا العزيز وتستحق الثناء والتقدير على ما تقدمه وما تكتبه وما تساهم به
شكراً للحوار وإلى المزيد من التقدم والتنوير وشكراً لسيمون احد ملائكتنا الأعزاء
خالص الاحترام


4 - رد الى الأحبة
سيمون خوري ( 2010 / 10 / 15 - 03:08 )
الأحبة الأعزاء إخوتي نرمين وليندا وشامل العزيز تحية للجميع فعلاً الموقع يستحق أكثر من جائزة فهو يؤسس لةدة فكر حر تقدمي وديمقراطي . وهذا ما إفتقدته المنطقة طيلة عقود سابقة . ربما يكفي الموقع فخراً أنه تمكن من إيجاد صلات مشتركة بين العديد من الأصدقاء الذين أصبحت تربطهم ثقافة المعرفة وحب الإستطلاع والقيم الإنسانية. الى أختي نرمين تحية لك وأهلاً بك ، والى أختي ليندا المحترمة تحية لك فالموقع هو بيتنا الصغير ، والى اخي شامل الصديق المخلص ألف تحية ومحبة . مع الشكر .


5 - تحية كبيرة لموقع الحوار ... ولكن
الحكيم البابلي ( 2010 / 10 / 15 - 05:02 )
أخي وصديقي العزيز سيمون خوري .... تحية
لا أحد منا يستطيع أن ينكر أفضال موقع الحوار المتمدن علينا جميعاً ، يكفي أن أقول بأن بعضنا يقضي ساعات طويلة كل يوم وهو يتصفح ويكتب ويعلق في ربوع هذا الموقع الأنيق ، وأحياناً نقضي معه ساعات أطول من تلك التي نقضيها مع عوائلنا
لكني دائماً أحاول أن أنقد الموقع بدلاً من إطرائه ، إذ لا زالت هناك أمور كثيرة وجذرية لم يحققها الموقع بعد ، وأعرف أنه وبعد الكثير من النقد البناء ، قام الموقع بتخفيف تصلبه وتعنته في أمور معينة ، مثل تخفيض عقوبة الحرمان من التعليق من 15 يوماً إلى 3 أيام ، وهذا شيئ جميل ويُشكرون عليه ، ويدل على تفهم لإحتجاجاتنا ،المتواصلة ، ولكن العقوبة هي عقوبة إن كانت لمدة دقيقة واحدة أو سنة واحدة ، هي معنوياً لا تحمل أي معاني حضارية أو حتى أخلاقية ، لأننا لسنا أطفالاً أو خارجين على القانون
وهناك قضايا أخرى قد لا ينتبه لها القارئ الذي على نياته ، وربما يعتبرها صغيرة ، لكن القارئ الفطن الحضاري والذي تهمه العدالة لا يستطيع عبورها وتقبلها
ربما أكتب مقالاً في هذا الموضوع ، لأن فرصة الألف حرف هنا لا تكفي للتوضيح الدقيق
تحياتي لك ولموقع الحوار


6 - لا تستغرقوا في التملق والمديح
وسيم خوري ( 2010 / 10 / 15 - 09:05 )
الفضل في رواج صحيفة الحوار المتمدن يعود إلى الكتاب والأدباء الذين منحوها عصارة جهدهم مجاناً.
وإذا أردتم الدليل؛ فتخيّلوا أنفسكم ملتم عنها إلى صحف أخرى، وعندها ماذا تتوقعون أن يحدث لها؟
أيها الكتاب احترموا كبرياءكم، ولا تريقوا ماء عزّتكم على عتبات دور النشر
ولا ريب في أنّ أصحاب هذا الموقع يمتازون من سواهم بالذكاء وبعد النظر والخبرة والرغبة الصادقة في تحريك المياه الآسنة في العالم العربي الإسلامي. ومع ذلك سنظلّ نصرّ على أنّ الفضل في الرواج هو للكتاب ولا سيما نقّاد الدين الذين لو خلا منهم، لانطفأ سراجها في الحال. هذه هي الحقيقة، ولا شيء يعلو فوق صوت الحقيقة.


7 - رد الى الأحبة
سيمون خوري ( 2010 / 10 / 15 - 18:24 )
أخي الحكيم البابلي تحية لك ، دائماً النقد هو آداة للتطوير ، أعتقد أن حالة الموقع الأن أفضل بكثير مما سبق . ومهما كانت الطبيعة النقدية فهي بلا شك كما أتوقع تعامل بصورة جادة بهدف التطوير. وفكرة جيدة كتابة مادة حول هذا الموضوع . أخي الحكيم العزيز شكراً لك
أخي وسيم ، تحية لك وشكراً على حضورك ، لكن إسمح لي بإبداء إما سوء فهمي لما هو مقصود من عنوان التعليق أو أن العنوان يعبر عن رسالة ما ؟ على كل حال لا يمكن إعتبار أن لنقاد الديانات الفضائية الفضل بتطور موقع الحوار.. كافة كاتبات وكتاب الحوار جميعاً ساهموا معاً بتوفير فرصة النجاح لهذا الموقع الذي نحن بأمس الحاجة اليه في مواجهة غياب العدالة الإجتماعية وسيطرة العقلية الأصولية المتطرفة ،وعدم المساواة . لا أعتقد أن إطراء الموقع هو نوع من التملق وهو تعبير إسمح لي بالقول أنه غير منصف من وجهة نظري .ثم أننا بحاجة الى مواقع أخرى في هذا المستوى في مواجهة مواقع التخلف والتعصب الطائفي والجهل . أخي وسيم شكراً لك ومع التحية لمشاركتك


8 - الرجوع للوطن
رشا ممتاز ( 2010 / 12 / 9 - 22:43 )
أستاذى العزيز سيمون خورى رغبت فى القاء التحيه بعد طول غياب سرنى العوده لقراءتك
والعوده الى الموقع الحبيب الحوار المتمدن و هو يحصد ثمار ما زرعه

تحياتى وتقديرى

اخر الافلام

.. علامات استفهام وأسئلة -مشروعة- حول تحطم مروحية الرئيس الإيرا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن نبأ مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي




.. دعم وقلق.. ردود فعل على حادث طائرة الرئيس الإيراني


.. ردود فعل دولية وعربية بشأن وفاة الرئيس الإيرانى إثر حادث تحط




.. الشعب الإيراني مستاءٌ.. كيف تبدو الانطباعات الشعبية بعد موت