الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث أيلول السورية و 11 أيلول الأمريكية – تشابك المصالح و العودة إلى الأستبداد ( ذكرى اعتقال عارف دليلة )

فراس سعد

2004 / 9 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات خلت استيقظ السوريون على خبر اعتقال البروفسور عارف دليلة المتحدث الأبرع عن مأساة الأقتصاد السوري و عمليات النهب و " الشفط " للبترول السوري في جرأة لم نكن نألفها سابقا في سورية لاسيما في الحديث عن البترول السوري الذي كان خطاً أحمر مما يكشف مدى حجم المؤامرة على الأقتصاد السوري و كذلك حجم المؤامرة على الشعب السوري و مدى الخوف و الصمت الناجم ربما تحديدا بسبب هذا الملف ليكون بوسع الناهبين و المخربين عملاء الصهيونية و اليهودية الدولية من رجال السلطة و الشبّيحة من السوريين – و هم بالتأكيد لا يستحقون هذه الجنسية و ندعو العدالة التي لا بد أن تأتي يوما , ندعوها لتجريدهم من الجنسية السورية لأنهم يوسخون هذا الأسم المقدس "سورية" طوال الدهر - نهب البترول بهدوء دون ضجيج .
كان ذلك في 9 أيلول 2001 قبيل تحطيم برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك و لا نعتقد أن الأمر جاء صدفة خصوصاً أنه كان سبقه اعتقال النائب السوري و الصناعي الناجح رياض سيف و عدد من المناضلين الشجعان المدافعين عن حقوق الأنسان السوري التي هضمت و قتلت طوال أربعة عقود سالفة , أقول أن الأعتقال لم يأتي مصادفة في هذين اليومين السابقين ل 11 أيلول لأن تقارير أمنية سربت فيما بعد تكشف أن أجهزة أمن و استخبارات عالمية كانت قد أخذت علما بما سوف يجري في هذه الفترة من أيلول 2001 بينها جهاز المخابرات المصرية , لذلك فقد كان أيلول ذلك العام وقتاً ملائما ً لتنفيذ عمليات داخلية ذات أثر بعيد و خطير مستفيدة من القنبلة الدخانية بعيدة الأثر قوية المفعول لأحداث 11 أيلول , بحيث أن أي جريمة أو عمل انقلابي لن يظهر بقوته الحقيقية بفعل الأثر المدوي لتفجير البرجين لما لهما من أثر أنساني و بعد رمزي خطيرين .
ما جرى في 6 و 9 أيلول 2001 سورياً لا يقل أثراً عما جرى في الحادي عشر منه في أمريكا , إن تأثير أحداث أيلول السورية على الوضع الداخلي ليس أقل من تأثير أحداث أيلول الأمريكية ففي كلاهما ستهمش الحالة الوليدة للحريات و العلنية السياسية في سورية بعد شهور على بدايتها و من ثم ستوضع السياسة السورية الخارجية – علنا – و الداخلية – سراً- تحت رحمة السياسة الأمريكية في المنطقة , و إذا كان السبب الرئيسي لاعتقال رياض سيف و بروفسور عارف دليلة هو تجرئهم على فتح موضوع الهاتف الخلوي في سورية الذي فصّل على قياس أحد أقارب السلطة الحاكمة مما فوّت على الدولة السورية 8 مليار دولار جهاراً نهاراً و كذلك عقاب عارف دليلة – لوحده هنا – على فتح موضوع البترول السوري و فضح عمليةينهبه الوحشية التي تجعله قابلاً للنضوب خلال ست أو سبع سنوات قادمة إذا استثنينا الحقول الجديدة المكتشفة في السنتين الأخيرتين , فإن الدافع الأساسي وراء فتنة أيلول النيويوركية هي مخططات كيسنجر للمنطقة و الأطماع الأقتصادية الأمريكية الدائمة في المنطقة العربية لاسيما الخليج و بهذا فنحن نتهم مراكز القرار الأقتصادي المخابراتي في أمريكا بتفجيرات أيلول مثلما نتهم مراكز القرار الأقتصادي الأمني في سورية بأحداث أيلول السورية 2001 و اعتقال العشرة من خيرة مناضلي الشعب السوري كإعلان واضح و صريح عن نهاية أوهام ربيع دمشق و العودة إلى الديكتاتورية أو ما يشابهها و عمليات النهب المنظم.
أفكار - المعادلة الناتجة المستفادة
- - شهوة البترول تحرك العقل السياسي , العقل السياسي يحرك الجيوش التي تصنع الديكتاتوريات بين عشية و ضحاها – لا نستثني الولايات المتحدة من ذلك -


- عارف دليلة و رياض سيف و حبيب عيسى و مئات شرفاء و أحرار سورية دخلوا السجون و المعتقلات غير الأنسانية ضحية رجال السلطة الذين وضعوا في الحكم ليتمكن الغرب و الشرق معاً من نهب البترول السوري و باقي الثروات
- عارف دليلة و السجناء العشرة و مئات غيرهم هم ضحية شركات البترول الغربية و الشرقية و ضحية النظام السوري الشريك في النهب .
- غياب الحرية عن سورية طوال عقود سببه وجود بترول سوري بيد نظام عميل للخارج كأغلب الأنظمة العربية .
- القمع البعثي المخابراتي في سورية سببه هؤلاء في الخارج ووكلاءهم في الداخل ,
النظام الأمريكي لا يمكن أن يدافع عن حرية السوري في المعتقل أو خارجه طالما أن شهوة البترول عنده لازمة وجود .
- المدافع عن الحرية في أمريكا و الغرب هم تحديدا جماعات الخضر و الأحزاب الدينية الشرقية و الغربية غير الصهيونية جماعات ضد العولمة الجماعات الماركسية ... مع هؤلاء يجب إقامة علاقات صداقة و عمل لأن قضيتنا واحدة : كرامة و حرية الأنسان .

في ذكرى اعتقال د. عارف دليلة و رفاقه نقول لكل الشرفاء من القريبين و البعيدين مزيدا من الأهتمام و العمل لأطلاق سراح المعتقلين لاسيما الذين في أوضاع صحية خطيرة و المرضى منهم .
و نقول لمن سجن عارف دليلة و رفاقه و يتحفّظ على مئات المعتقلين في السجون : سيأتي يوم ليس بالبعيد تتمنون فيه الموت و لن تجدوه لأن شعب سورية لن يمنحكم سوى اللعنات التي تقلق راحة أرواحكم إلى أبد الآبدين .
آمين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو