الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوسادة المحترمة

هشام الصميعي

2010 / 10 / 14
كتابات ساخرة


أكتر المناظر التي تبعت على الضجر أن تفتح جهاز التلفاز وتعصر لمتابعة جلسة من أسئلة شفوية بالبرلمان و الذي عادة ما يكون فارغا حتى عند نقله مباشرة، ولا يخلوا من لقطات مؤثرة لبرلمانيين وقد غصوا في نوم نيابي عميق.

و الحق أقول كما كان يردد المسيح دائما أن نوم ممثلي الأمة في البرلمان يشكل ظاهرة ملفتة للإنتباه، وتدعوا لأن تكون موضوع أبحاث مستقبلية في علم النفس و الإجتماع، ولما لا لأن تصبح موضوعا لنيل أطروحة دولة في علم الاسترخاء و السياسة من عنوان: النوم في المجلس بين اليوم و الأمس.

هذه الأيام نشرت جريدة الصباح في صدر صفحتها الأولى صورة ستدخل لا محالة من الباب العامر إلى أرشيف تاريخ العمل النيابي، يلوح فيها نائب محترم يهم بالدخول إلى البرلمان وقد تسلحت يداه بوسادة وتيرة، والله أعلم ما إن كانت وسادة البرلماني محشوة بريش النعام أم لا؟ لكن الأكيد أن الوسادة لا تتضمن إلا ورشا واحدا من جملة الأوراش الكبرى المطروحة على نوابنا وأعني به ورش النعاس. ومن المؤكد أيضا أن وسادة النائب المحترمة شبيهة بمعجزة حقيقية وسادة تنطق وهي في المهد ،وآية على إفلاس السياسة تقول على لسان النائب : ربي إني نويت النوم بالبرلمان فخير وسلام، والنية أصدق من العمل.

وتساءلت إلى جانب عشرات الأسئلة الإستفزازية التي نطت من الصورة التي بالمناسبة أرشحها وعلى ضمانتي لنيل جائزة الصحافة لهذه السنة، ما إدا كان في المستقبل القريب سيدخل طقس القدوم بالوسادة البرلمانية عرفا ملازما للسادة النواب ومكملا للأكسيسواراتهم إلى جانب الجلابة و السلهام.

هذه الأيام وبالمقاهي الشعبية لباب الحد أشهر النكت الرائجة تقول: أن مريضا يعاني مند شهر تقريبا من عدم النوم ،وبعد أن جرب جميع المسكنات و المنومات التي وصفها له طبيبه،لم تستقر حالته و في عودته العاشرة للعيادة يئس طبيبه من فك لغز مرضه، فسأله الطبيب: واش كاتعرف شي حد في البرلمان؟

دارت عشرات الأسئلة في خلد المريض، وهو يجول بدهنه على برلمانيي دائرته فقد تهيئ له أن حالته خطيرة وتستدعي ربما نقله للعلاج خارج البلد وربما تحتاج العملية إلى وساطة برلمانية.
فسأل الطبيب : وعلاش باغي برلماني بالضبط؟
فأردف الطبيب: باش يديك تزور تيقولوا قبته تاتداوي على قلة النعاس .

وسادة البرلماني المحترمة تدخل ضمن عشرات البرامج الفكاهانية التي يجود بها ممثلوا الأمة من حين لآخر على الشعب ،والتي أقترح أن يتم تجميعها في متحف إلى جانب غياب البرلمانيين عن هموم الشعب، و أمية العديد منهم متحف كبير يحتضن العاهات السياسية في بلادنا، ومن الحكم الجميلة لهده الوسادة أنها ستكون بداية لمراجعة مباشرة و صريحة ........لحملة دائمة تحت شعار.باراكا من النعاس.

نسيت أن أقول لكم أن وسادة البرلماني المحترمة أصبحت آخر موضة في أسواق المفروشات تنافس مفروشات البصمة وريشبوند ، وتتهافت عليها النساء من كل حدب وصوب.
زيدو مابقاش .....مول لمليح باع وراح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي