الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفقود

نجاة زعيتر

2010 / 10 / 14
الادب والفن


ألم حاد يستقر في الذاكرة!قلت:أخرج أرى أين صرنا و لم تعد,
"إنه مفقود" ردت كل الجهات الي طرقناها بحثا عنك،ترى بماذا تحلم ذاكرة المفقودين؟السؤال للذاكرة.
أن أحس بالحب نحو كل ما أفعل و ما أقول تلك رفاهية لم تعد تعنيني،كنت أظن ذلك خلاصي وحدي،تأنيت قليلا و أنا أحاول كبت ذلك الشعور بالإنسحاق المرير.
إستنجدت بطيبة قلبي التي غالبا ما أكون ضحيتها.
كان إحتجاج النوم بليدا!و أنا أقف على مشارفه إنتشلتني يد عملاقة،هزتني،تملصت منها مؤكدة لنفسي أنها مجرد تخاريف إمرأة تخاف النوم.
"الحرية حرية القلب،و العبودية عبودية القلب."لا أدري لكن فرحا ما نشأ عندي،أود أن أكلم إنسانا ما دون أن يعرفني حقا، دون أن يسألني عنك.
السؤال فخ حميم لا أريد السقوط بين أسنانه اليوم.

ثم بماذا أرد لو سئلت؟
أكتفي بالتحديق في الأثاث و الوجوه.عادة لاأحب الكلام في قاعات الإنتظار،رغم أن الحديث عن أشخاص من المفترض أنني لن ألتق بهم أبدا يغريني بنبذ عادتي هذه المرة.لكن وسط هذا البياض الأخرس،و كآبة الوجوه المسستسلمة للمرض و الآنتظار،هزة الرأس تقول أكثر من الصراخ بكل ما يخبئه القلب.
الطبيب قد يتأخر تخبرنا المساعدة ثم تختفي.
أتنفس بعمق،لكنني لن أطيق الجلوس قبالة هذا الصمت؟ كيف جلس بجانبي؟للرجال قاعة خاصة،بداخلي أحتج،دون أن أرفع صوتي، فالسنوات الأخيرة علمت الرجال كيف يختبئون من الرصاص الطائش و الصائب،و علمت النساء كيف يبكين سرا. لماذا يبكي؟قد يكون مجنونا؟أو عاشقا مخدوعا؟ أو واحدا ممن حرمتهم الحياة بعض أحلاامهم الصغيرة.إقترب أكثر زاد نشيجه،وضع رأسه على كتفي،حاولت أن أبتعد،بعثت بأصابعي تمسح دموعه،لم تجدها. من هو؟و لماذا إختار البكاء على كتفي؟
القاعدة تقول بأن نخاف المجانين جدا والعقلاء جدا.لم أسأله، ربما إحترمت دموعه التي لم أرها،و حزنه الذي سبقه و جلس بيننا.
كنت بين نار الصمت الذي يحيطني عادة و أحتمي به من أشياء كثيرة لا أحب الخوض فيها،و نار الغوص في دموع هذا الغريب الذي لا أدري من أين هبط؟
ربما من العبث أن أستمر إنه ليس سوى مكتئب آخر جاء يعالح حزنه،نظرت مرة أخرى إلى وجهه بدا حزنه قديما ، متأصلا،متأصلا و شائكا أيضا. خفت منه، كان واضحا أنه يحاول إستفزاز الرجل أو بقاياه المكومة بجانبي! حين نما فجأة ،قلت لي أن ذلك لم يتكرر معك كييرا. و حين تزوجنا كنت متأكدا أنك تهزم بي آخر الشياطين التي تراودك!
إنه مفقود ردت كل الجهات.
كانت بصمات الخوف على كل شيئ لكن أين الأيدي التي تزرعه؟
حين تصاعد الدخان و تمادى الرصاص و تكاتفت ضربات المهاريس،صار واضحا بأن أشياء كثيرة لن تعود كما كانت.
قلت :أخرج لأرى أين صرنا و لم تعد.
كل لوحاتك لم تقل شيئا هي الأخرى.عن ظلم المدينة لأبنائها،ألوانك العائمة في الضوء لم تتنبأ بما يخبئه لها الليل.و هذا العريب الذي جعل من كتفي مبكى له، ربما يكون فاقدا لذاكرته جاء يستجديها.ماذا لو صرت مثله،أنسى لوحاتك الصافية العينين و ألوانك العائمة في البياض، أنسى اللون الأحمر الذي تكرهه و الأسود الذي لا تحبه والرمادي الذي لا يعنيك.
أنسى حكمتك الأثيرة" الحرية حرية القلب،و العبودية عبودية القلب"
ووجهك المرتاح في الطيبة و الصمت قبل أن تصير مفقودا لم يستدل عليه.
لماذا خرجت يومها تنظر أين صرنا؟ لماذا أنت بالذات؟ و هل كنت أحبك لو بقيت تمارس طقوس الصمت و الإختفاء؟ نشرب القهوة،نتحدث عن أي شيئ آخر إلا ما يحدث حولنا،نتذكر أعيادنا المنتظرة،ننتقد آخرالأفلام الأمريكية التي تبهرنا،نتحدث عن الموضة ،نترنم بآخر قصائد نزار قباني التي غناها كاظم الساهر،
و ماذا أيضا؟ قد نشتم نظام العولمة الجديد، كذلك التطبيع مع اليهود و مع الكلاب و الذئاب.......لكن إرهابهم حجب الألوان جميعها..
هل كنا نستطعم لذة الحب و قريبا منا يكبر خوف خرافي اللعنة؟
ماذا لو أنك لم تخرج؟ أقصد هل كان يجب أن تخرج؟اللعنة على الكلاب نباحهم يطيرمني آخر فرص النوم.ترى بماذا تحلم ذاكرة الكلاب.
الألوان لك و البياض لي و اللوحة للذاكرة.قسمتك العادلة منحتني كل الأدوار. ماذا لو نخرج الآن نتجول،نتعرف إلى الأشياء التي أضاعتنا،نؤسس لحياتنا القادمة،نعتذر لأعيادنا المؤجلة دائما. نستفز ما حولنا: االوجوه متجهمة مسكينة. السماء لا زرقاء جدا و لا رمادية جدا،الأشجار قلت لك أنها أعطت ثمارها قبل النضج ثم وقفت مع نساء من الصف الآخرتبيع ما تبقى.
الجسور ملت من الجمع بين قلوب متقلبة، متنافرة مرهوبة ،قلت أخرج لأرى أين صرنا ولم تعد.
هكذا دون أن تدع لهنا فرصة للحديث عن بعض التفاصيل. لكن طيبة قلبي البلهاء تقول لي أنه كان من المفروض أن لا تفقد.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك


.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??




.. رقم قياسي في إيرادات فيلم #شقو ?? عمرو يوسف لعبها صح??


.. العالم الليلة | محامية ترمب تهاجم الممثلة الإباحية ستوري دان




.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا