الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنيئا للحوار المتمدن

عذري مازغ

2010 / 10 / 15
الملف ألتقييمي 2010– بمناسبة فوز الحوار المتمدن بجائزة ابن رشد للفكر الحر والذكرى التاسعة لتأسيسه.


فاز الحوار المتمدن بجائزة ابن رشد، كان شيئا جديدا وجميلا ان يفوز موقع عمله النبيل هو العمل التطوعي، لم يكن أحد فيه يعمل لأجل جائزة ولم تكن منتظرة، كانت مفاجئة ومحرجة ووسمت كل المجهود الجبار لكل الكادحين بالحوار المتمدن طاقمها التقني الكتاب والقراء، كان المحرج فيها أنها جاءت على حين غفلة والكتابة بالمناسبة هي كالكتابة للوطن، لا طعم لها من دون شجون، لكنها، ومع ذلك جاءت بسحر الغربة وشجنه أيضا، كأن تقوم في يومك باكرا وتذهب إلى أقرب مقهى لتزيح عنك ثمالة النوم، ليأتي أحدهم في ذلك الصباح ويقول لك: عمت صباحك وعيد مبارك، تفرك عينيك من جديد لتسأله: عيد ماذا؟، فيجيبك بأنه عيد كذا، والنتيجة أنك قد نسيت اعيادك.
لكن، في هذه المرة لم يكن عيدا تنعم فيه الأمة بطقس قديم يؤسس لغريزة الحفاظ على ماخلفته أجيال سحيقة، بل هو عيد يؤسس لعمل حي جبار، عيد يفتح بابه للآتي، شيئ رائعا لم تنتظره في حياتك: أن يكون لك وطن تنتمي إليه، وطن يشبه وطن مدرسة إخوان الصفاء حيث الحدود تنكسر ويتمدد فيها الأفق، وطن تنتمي إليه يفوز بجائزة، أجمل ما فيها رمزيتها، ابن رشد الذي اضطهدته السياسة في الزمن السحيق، تعانق روحه أكسجين هذا الوطن، ذلك الوطن الذي بحثه يوم كان يتنقل بين الأندلس والمغرب بحثا عن سلام، ابن رشد الذي عاش الغربة التي تعيشها شعوبنا في أوطانها، ابن رشد الباحث عن وطن يخلد فيه ستكتشف روحه أخيرا وطنا تخلد إليه، ذلك الوطن الذي نبحثه في أوطاننا، فيا لها من مفارقة أن نفوز جميعا، أن يفوز الوطن بابن رشد، وأن تفوز روح ابن رشد بهذا الوطن الجميل الذي كان يبحثه.
كان عصيا على الموت أن يقتل ابن رشد، وكان عصيا على وطن السجون والإعتقالات أن يسجن وطنا آخر خرج من عقاله، وطن كل المضطهدين، وطن بدون تأشيرة للدخول أو للخروج، وطن كل الشرائح، وطن كل المقموعين على اختلاف مشاربهم، وطن هو في المطاف الأخير وطن من لا وطن له ، وطن فيه الكبار بشغف الطفولة، وفيه الصغار يتعلمون كيف يعقلون طفولتهم لتكبر فيهم رزانة الكبار، وطن أصعب مافيه أن تكتب عنه، على الرغم من هذا الفضاء الطلق النقي حيث الحرية الحقة طليقة يطير فيها الحمام وتنبت في أرضها أشجار الزيتون، وطن أصعب لأن الكتابة عنه هي لحظة شجن كما قلت سابقا وليست لحظة للمناسبات، وكان أيضا أصعب أن لاتكتب، أن لا تكتب عن فرحة اللقاء بابن رشد، الهارب من الحقب المظلمة.
أن يفوز الحوار المتمدن بجائزة ابن رشد، هي في الحقيقة اتحاد تاريخي بين ابن رشد فيلسوف الحكمة والكلمة المضطهدة مع وطن الحرية والسلام، هي إدانة للأنظمة المعتقة والمتحجرة التي تشنق كل نسمة في الوطن، هذه الخنازير التي تخنق الأنفاس، التي لوثت سمعنا وبصرنا بكل التفاهات، حولت اوطاننا إلى كم من حظيرة وزريبة، خنقت أنفاسنا بالهزائم القاتلة فغنت مجدا بثغاء أغنام واكباش لا تتقن سوى غريزة التطاحن.
لم يكن أحد منا يتوقع جائزة من أحد، كانت القاعدة في أوطاننا ان تمنح جوائزها لمداح الخرافة والأساطير، كانت جوائزنا، التي تخرج من جيوب الفقراء والمعدمين والعمال وأبناء الشعب تمنح لمفتيي المذابح وشرائع القتل والإعدام، وكانت المفارقة أن تكون مؤسسة حرة هي من يجازي كادحي وطن حر، مؤسسة في المنفى تجازي وطنا في المنفى
فهنيئا لإدارة الحوار المتمدن،، هنيئا لكل كتابه وقرائه
هنيئا لنا جميعا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبروك لقبيلة التنوير
حسن العمراوي ( 2010 / 10 / 15 - 21:04 )
تحية لكل الحداثيين والتويريين واليساريين والعلمانيين وعشاق الحوار المتمدن على هذا الانجاز العظيم
الا انه يقدر من يثلج الصدر ويعترف ويثمن الانجازات بقدر ما يفرض تحديات تحديات الاستمرارية
تحية لك العزيز والرفيق عدري مع كل مودتي وحبي

اخر الافلام

.. بوتين في -عيد النصر-: لن نسمح لأحد بتهديدنا والقوات النووية


.. رحلات إنسانية.. الإمارات تنفذ عمليات إجلاء للأطفال المصابين




.. خيانة و قتل من أجل الحب


.. سموتريتش: يجب أن تستمر الحرب حتى القضاء على حماس بشكل كامل




.. استهداف جرافة عسكرية للاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحام قباطية