الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوضى الخطاب الاعلامي والمقبولية الوطنية..

جمال الهنداوي

2010 / 10 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قد يكون من الامور المبشرة بالخير هو قرار القائمة العراقية بحصر اصدار البيانات والتصاريح على قياديي القائمة مضافا اليهم ثلاثة متحدثين فقط..فلا ننكر انه كان من الامورالباعثة للملل هو ذلك الحشد المتكاثر والمتجدد والمتدافع بالمناكب على وسائل الاعلام من حاملي لقب الناطقين والمتحدثين بلسان القائمة حتى لم نعد نعرف لهم عددا..
والاكثر اضجارا هو طريقة البعض منهم في اتباع الاسلوب الاقرب الى تقنيات المسلسلات العربية الرديئة منخفضة الكلفة التي يحتكر كل مهماتها شخص واحد او اثنين على الاكثر.. حيث عادة ما يتولى مثل هؤلاء الناطقين مسؤولية التأليف وكتابة السيناريو والاخراج للحدث السياسي ..منتحلين كل هذه الصفات ومبينين ومنظرين لما يجب ان يكون عليه الامر ..ومتهمين-بالضرورة- كل من لا يلتزم بتلك الحبكة الدرامية المعدة سلفا -والمتبناة من قبلهم-بالخروج عن النص..
ومن اهم تلك المستحدثات الترويج لمقبولية ان يحدد طرف ما في اي عملية الادوار والمواقع التي يجب ان يقف عندها الاخرون..والتي هي-وبالصدفة- المواقع التي تضمن بقاءهم على مسافة كافية لا تؤثر على تفوق ذلك الطرف واستمرار تقدمه على الآخرين..ودون ذلك فالآخر يحال فورا الى خانة التبعية والعمالة والتخوين والارتزاق وتنفيذ اجندات خارجية مشبوهة..فان كان من حق الجميع الاعتراض على الجميع..وان كنا لا نناقش حق العراقية في التحالف او الاندماج او الشراكة مع اي كان..ولكننا نستغرب ان تصادر بعض اطراف القائمة هذا الحق من الاخرين..
لا ننكر ان الدور بالغ السوء للفوضى المربكة التي تسود الخطاب الاعلامي غير المنضبط لمتحدثي القائمة فد اثرت على صورة القائمة ودرجة تقبلها وطنيا من قبل القوى السياسية المتشاركة معها في العملية السياسية وحتى من قبل الناخب العراقي الذي اصبح في حيرة من التوجه الحقيقي الذي يراد ان يزج به العراق في حال تسنم العراقية لمقاليد الحكم..كما ان تضارب تصريحاتهم في نقاط مفصلية مهمة ..واتباع اسلوب التصعيد التثويري التحريضي الهجومي المنكر والمهين للجهد والمنجز الامني والوطني العراقي..وبشكل متقاطع تماما مع مراحل تشكل ملامح الدولة العراقية وتطور الحراك السياسي لمرحلة ما بعد التغيير تدل على اولية استجلاب النموذج الشمولي التقليدي في الحكم وتقديمه على الاليات الديمقراطية التعددية المبنية على الخيار الفردي المعبر عنه عن طريق صناديق الاقتراع الحر والمباشر..
ان تقديرنا لدور وموقع القائمة العراقية نابع من اعتزازنا وتشاركنا مع الناخب العراقي البطل الذي اختار القائمة كممثل عن اماله وتطلعاته..وكعنصر فاعل لادامة وتطوير المسيرة الواعدة لعمليتنا السياسية الرائدة..ولكننا لا نملك الا التساؤل عن مصلحة هذا الناخب في الانتهاج المنظم من قبل اعلام القائمة لسياسة اسقاط الجهد الوطني التراكمي للعملية السياسية الجارية في العراق والتبشير باعادة انتاج متكررة لمرحلة التأسيس الرخوة..والتمدد في انتقاد الحكومة حتى تصل الى التقاطع مع الدولة نفسها.. وفصل الشعب عن سجل نضاله الوطني والتصفير المستمر لعداد التاريخ ابتداءً من تبوأ هذا المسؤول او ذاك للسلطة..يعيدنا كل ذلك قسرا الى المنوال الذي ثبت عليه الديدن الممل للانظمة العربية الانقلابية في التقاطع المستمر مع نضالات ومنجزات القوى السياسية وعدم البناء على المنجز النضالي لمجمل القوى السياسية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني ومساهمتها في تعبيد درب ومسيرة التحول نحو الغد المشرق المستقل..
كما ان تعامل الجهد الاعلامي للقائمة العراقية مع الفرق الذي يشكله فارق المقعدين كأنه الهدف القاتل الذي يأتي في دقائق الوقت الضائع..والذي يطيح بجميع الفرق ويأتي بالكأس الموعود الى الايادي الطامحة بتبوأ الفوز..والطلب من الجميع عدم الاصطفاف اوالتلاقي او التجمع تحت أي عنوان تحت طائلة عدم الاعتراف والتعاون..واحتكار الصفة الوطنية وانكارها على باقي الفرقاء -الا من تتحصل على الرضا- في العملية السياسية..نقول ان مثل هذا التوجه قد يثير الريبة والشك في مدى ايمان هذه القائمة باولية النظام التعددي الديمقراطي..ومدى تخليها عن الاسلوب الانقلابي الذي طبع اسلوب انتقال السلطة في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية في العصر الحديث..
ان وجود توجه لدى بعض اطراف القائمة العراقية نحو تبني ملامح ستراتيجية مبنية على تمزيق الاخرين وادامة اسباب تقاطعهم وتقزيم القوى الوطنية الشريكة في العملية السياسية.. والتركيزعلى نسج شبكة من التحالفات المبنية على جزل الوعود المتضاربة مع برنامجها الانتخابي الذي روجت له في مرحلة ما قبل الاعلان عن النتائج.. وتحويل الطريق تجاه اعادة انتاج مرممة لاليات الحكم في النظام السابق وتحت مسميات مختلفة ومختلقة ومنتحلة للصفة الوطنية..نقول ان مثل هذه الممارسات لا تخدم الجهود المبذولة نحو اخراج العراق من ازمته والمرور من خانق الاتسحاب الامريكي نحو تشكيل حكومة ذات تمثيل وطني واسع وتحقق مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية.. و تنتج بالتأكيد نوع من النظرة المشوهة في اسلوب وطريقة التعاطي مع باقي مكونات العملية السياسية في العراق..
نعتمد على الهاجس الوطني الذي نتلمسه في بعض القوى المنضوية تحت راية القائمة في تخليق الاليات التي تضبط العمل الاعلامي للقائمة وتعيده الى الطريق الصحيح لتخليص البلد من المزيد من الاحتقان والتوتر..والتعامل مع المنعطفات السياسية حسب حقائق وقواعد الحراك السياسي المبني على اسس التعددية والدستور وقيم الديمقراطية ..ونبذ الآليات والممارسات الشمولية الموروثة من ثقافات القمع والاستبداد والاقصاء والتهميش وتغييب الآخر..وهو ما يتجلى بوضوح –مع الاسف-في ثنايا الخطاب السياسي لبعض فرقاء القائمة العراقية..خصوصا ان كانت مدفوعة بسعار اعلامي زاعق ومنفّر ومعادي للعراق والعراقيين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل