الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مآخذ النظام الرأسمالي كبيرة ولن يشفع له تفوقه على النظام الاشتراكي

عهد صوفان

2010 / 10 / 16
الادارة و الاقتصاد


مآخذ النظام الرأسمالي كبيرة ولن يشفع له تفوقه على النظام الاشتراكي

في عشرينات القرن الماضي هزّ الكساد الكبير عرش الاقتصاد العالمي ولمدة أربع سنوات . خلّف وراءه ضحايا كثر من الفقراء الذين سقطوا بذنب الكبار . الكبار يصنعون التاريخ ويقررون دورة حياة الاقتصاد وهم الرابحون دائما.حتى عندما يخسرون تكون خسارتهم بأنْ تقلّ أرباحهم المتغولة .
والضحية الحقيقية لكل الأزمات الاقتصادية هم الفقراء.فهم وقود الأزمات . هم وقود الحروب . وهم من يدفع الثمن دائما .. وهم من يتعب ويبذل الجهد الحقيقي في كلّ عمليات الإنتاج التي تمت والتي ستتم. ومع ذلك هم الفقراء المعوزون.هم الجائعون والمشردون على أرصفة الشوارع تلفحهم حرارة الشمس الحارقة وتلسعهم الريح الباردة . وتفتك بهم كل أمراض الأرض.في وجوههم يلمع الحزن والألم ونرى خطوط الزمن والقهر بادية كعلامات فارقة لهم ....

أتكلم عن الفقراء وأكتب لأجلهم لأنهم اليوم ضحية الأزمة المالية العالمية الحالية. هذه الأزمة التي بدأت تفترس أحلام هؤلاء وآمالهم . بدأت تقاسمهم رغيفهم اليابس وثيابهم البالية ..لا لذنب اقترفوه أو خطأ فعلوه بل لأنهم هم وحدهم وقود الأزمات وحطب نيرانها...
كتب الكثيرون عن الأزمة المالية العالمية . وتصدى للكتابة المتخصصون والمتابعون وقيلت الأرقام واقترحت الحلول . وبدا أنّ بعضَهم متفائل والآخر متشائم . المتفائلون هم من بدأت أرباحهم تزداد وبنوكهم تمتلئ بالدولارات ...والمتشائمون هم من استمرت أرباحهم بالتناقص في معركة حقيقية يتصارع فيها عمالقة هذا العالم الذين قالوا لنا إن النظام الرأسمالي يعالج كبواته بنفسه ويصلح مساره بشكل تلقائي . وقالوا عنه الأفضل والأنسب وعقدوا مقارنات بينه وبين النظام الآخر على الضفة الأخرى . وهو النظام الاشتراكي وطبعا كانت نتيجة المقارنة لصالح النظام الرأسمالي الذي انتصر وقاد ثورة علمية حضارية كبيرة يعترف بها الأعداء والأصدقاء معا ...

نحن لا نشكك في أفضلية هذا النظام على غيره . ولكن لنا عليه مآخذ كثيرة وكبيرة يقولها الواقع والحياة التي نعيشها ... لم نعد نقتنع بالكلام المعسول وبالأرقام الاقتصادية التي صارت تُرسم وتُحدَد لصالح صاحب رأس المال وليس لصالح البشر الذين يقودون العملية الاقتصادية عمليا..تكلموا بأن سبب الأزمة العالمية هو نقص الادخار عند الفقراء ونقص السيولة عند البنوك التي وضعت أموالها في تجارة العقار وفقدت هذه الأموال .لأن دافعي الأقساط توقفوا عن دفع أقساطهم المستحقة . فاهتزت الثقة بهذه العملية الاقتصادية . فانهارت قيم الأسهم لتنهار معها قيم الشركات العملاقة ..لذلك وجب على الحكومات ضخ السيولة المطلوبة لإعادة الثقة ورفع قيم الأسهم بعمليات خلّبية تعبّر عن الثغرات في هذا النظام ؟؟..
أين تكمن ثغرات هذا النظام ؟؟

في قراءة أخلاقية لما يجري وبعيداً عن الأرقام التي يتداولها المحللون الاقتصاديون نجد :

أولا: إنّ مشرّعي النظام الرأسمالي افترضوا تحلّي أصحاب رؤوس الأموال بالأخلاق العالية بحيث يخضع سعر السلع لمبدأ العرض والطلب والجودة . فالسلعة الجيدة والرخيصة تنافس وتدفع السلعة الأقل لأن تتحسن وتنافس بالسعر والجودة معا بعملية يستفيد منها المستهلك الذي يحرك العملية الاقتصادية . ولكن الذي حصل هو حصول اتفاق كامل بين كافة المنتجين على تحديد الأسعار والجودة معا. أي اتفقوا وحددوا الأسعار اتفاقا وليس تنافساً . فمثلاً الشركات التي تقدم خدمة الاتصالات الهاتفية في بلد ما اتفقت مع بعضها على تحديد الأسعار عند سقف مرتفع جدا بحيث لا يجد طالب هذه الخدمة بديلا عنهم وبالتالي هو مضطر لقبول شروطهم وأسعارهم الفاحشة . وبالتالي سوف ينهبون جيوب الفقراء باتفاقهم وبغياب الجهات الحكومية التي من المفترض أن تلحظ هذه الثغرات وتعالجها قبل أن تكبر وتتحول جموع البشر إلى مجموعة من الفقراء والمعوزين وما يرافق ذلك الفقر من انحرافات أخلاقية تشوه البشر . وهذا ينطبق على كافة السلع في العالم. فكلها لا تخضع لمبدأ التنافس بالسعر والجودة وإنّما للاتفاقات التي تتم تحت الطاولات وفوقها دون وجود دور للحكومات يردع ويصوب هذا الانحراف...

ثانيا: عندما تمّ افتتاح البورصات العالمية وتمّ إدراج كافة الشركات والمؤسسات الإنتاجية والخدماتية فيها . كان الهدف بيان قيم هذه الشركات الفعلية . وكانت أسهم هذه الشركات ترتفع أو تنقص تبعا للميزانيات الحقيقية ونسب الأرباح الدقيقة التي تجنيها كل شركة .. وبقدرة قادر ولوجود خلل في نظام البورصات صارت قيم الأسهم ترتفع بعيدا عن نجاح هذه الشركات وتحقيقها للأرباح بل تبعا للقرارات السياسية وأحيانا الكلام أو الوعود أو الإدعاء ... صارت قيم الشركات المادية قيما وهميّة لا تستند نهائيا إلى معايير إنتاجية حقيقية .. ولا إلى واقع مادي ملموس .. كبرت هذه الشركات ومهدت لولادة شركات ومؤسسات أخرى تعتمد هذا الشكل الصوري الذي كان خداعاً حقيقيا متداولاً كحقيقة ..

ثالثا: دخول العقارات كمقياس اقتصادي ساهم وبشكل شبه مطلق في تعملق الاقتصاديات وارتفاع الأسهم وبشكل خفي يصعب ضبطه . فنشأت أكبر البنوك والشركات العقارية على مستوى العالم . وكان من السهل جداً على هذه المؤسسات العملاقة أن تزيد من حجمها الوهمي بلحظات معدودة وذلك برفع أسعار ممتلكاتها من العقارات مما يؤدي لحظيا إلى ارتفاع أسهمها مباشرة بمليارات الدولارات . وكون عقارات المواطنين أيضا مرهونة لهذه البنوك فهي جزء من ممتلكاتها ...
حاولت هذه الشركات أن ترفع أسعار ما تملك مما تترتب عليه أعباء إضافية على المواطن المشتري وبالتالي نقص مدخرات المواطنين ووقوعهم في العجز من سداد القروض وحتى من تأمين بعض المستلزمات الحياتية ..
وعلى هذا القياس جرى في بلادنا عمليات بيع كبيرة جدا لأراضي تابعة للدولة وبأسعار زهيدة جدا لبعض المتنفذين وبعد إتمام صفقات البيع يتم رفع الأسعار بشكل جنوني لتتحول هذه الأراضي إلى مناجم ذهبية حقيقية قامت على أثرها البنوك بإمداد أصحابها الجدد بمليارات الدولارات لإقامة مشاريع عملاقة يحدد سعر بيعها من نفس الجهة المالكة وبدون أي رقابة ...
لقد كانت أسعار البيع عالية جدا أنهكت المشتري ورفعت أسعار العقارات القديمة لدرجة أصبح معها اقتناء البيت أو الأرض حلما بعيد المنال ... لو أن منظرو النظام الرأسمالي تنبهوا فعليا للثغرات تلك وشرعوا قوانين حماية تلزم الدولة تنفيذها . لبقيت شرائح كبيرة من الناس بمأمن من افتراس أصحاب هذه الشركات الذين تحالفوا في بعض الأحيان مع الأنظمة نفسها. بل كانوا جزءاً من النظام السياسي. لذلك شرّعوا ما يحمي ويزيد أموالهم وأصولهم المالية...
في الغرب والشرق وفي كلّ دول العالم لاحظنا ورأينا هذا التوافق بين رجل السياسة الذي صار صاحب شركات وأموال واستثمارات وبين الشركات الاقتصادية التي تسعى للمزيد.. تمّ خلق اقتصاديات وهمية ورقية لا تساوي
على أرض الواقع إلا القليل . ولكنها بلغة البورصات المعتمدة هي رقم كبير وخيالي ..

كيف يمكن لنظام اقتصادي أن يسمح لشخص أن يمتلك المليارات خلال لحظات دون تعب أو جهد يبذل ؟؟
ولا يسمح لإنسان تعب وجهد كل يومه ولم يحصل على مايطعم به أولاده !!.

كيف لنائم ومتسكع في الحانات والبارات أن يقود الاقتصاد ويقرر قيمة صرف العمولات ؟؟

كيف لعالم باحث يجتهد طوال الليل والنهار في البحث والاكتشاف ولا يحصل إلا على القليل القليل في حين أن لاعب كرة أو راقصة أو مطربا أميّا يتقاضى الملايين وترعاه آلاف المحطات الإعلامية ؟؟

كيف لهذا النظام أن يستمر وهو مازال يتغاضى عن أنين الفقراء الذين عليهم أن يدفعوا فاتورة الثراء وعبث الأغنياء ؟؟!!.

رابعا: النظام الرأسمالي الحالي استغلالي فكلّ شركاته ارتحلت إلى الصين لتكدس الأموال هناك وتستفيد من ظلم وقهر العامل الصيني فتزيد من أرباحها وتضاعف من ترسانتها المالية . في الصين أجر العامل ضعيف جدا . ولكلّ عامل أجران أجر منخفض يتقاضاه وآخر مرتفع يقدم لمنظمات حقوق الإنسان . ولا يجرؤ أحدٌ من هؤلاء العمال أن يبوح بأجره الحقيقي ..
ارتضت شركات النظام الرأسمالي أن تلجأ إلى الإستغلال والخداع في الصين فقللت من جودة منتجاتها وصمتت كل الدول الغربية بضغط من شركاتها على تجاوز الشركات الصينية للمعايير العالمية وعدم انضباط الحكومة الصينية بتطبيق نفس المعايير العالمية في الجودة والإتقان وضبط ظروف وشروط العمل فيها ..

مآخذ النظام الرأسمالي كبيرة ولن يشفع لهذا النظام أنه تفوق على النظام الاشتراكي وأنه أفضل منه بل أعتقد إن استمرت الظروف الاقتصادية على ما هي عليه ستنفجر وستنهار الاقتصاديات الوهمية مثلما انهارت بنوك العقارات التي رفض المقرضون منها سداد قروضهم .
الرأسمالية اليوم ليست هي الرأسمالية التي أرادها المنظرون الأوائل .تحولت اليوم إلى فك مفترس يفترس الشعوب أيا كانت وأينما سكنت . صارت كما كان الدين وسيلة قهر وظلم وثراء فاحش .

وإلا كيف يُفسّر لنا المتخصصون أن تصبح ثروة الوطن بيد حفنة من البشر ؟.. وكيف وصلت كل هذه الثروة لجيوبهم ؟؟. وما هو الجهد الخارق المميز الذي فعلوه ويستوجب تكديس ثروة الوطن في حساباتهم ؟؟.. ولماذا تقدر رواتب مدراء الشركات المالية بالملايين في حين رواتب أقرانهم في المؤسسات الأخرى لا تتعدى المئات أو الألوف ؟..
هذا النظام يحتاج إلى إعادة دراسة وضبط الانفلات الحاصل وذلك من قبل الدول التي عليها حماية المواطنين من تسلط المتسلطين ووضع ضوابط تحمي وتحترم الجميع . لا أن يتحول المجتمع إلى مجتمع الغابة الذي يفترس به القوي الضعيف ..

في الدولة الديمقراطية الرأسمالية القوة الأولى للقوانين الديمقراطية والإنسانية التي تعطي المجتهد والمثابر عكس ما يحصل الآن في هذه الدول التي سلطت رأس المال وجعلته فوق الجميع .في النظام الرأسمالي يقود رأس المال العملية الاقتصادية بإشراف قوانين ديمقراطية هدفها حماية الوطن كل الوطن. ولا يترك رأس المال يسرح ويمرح ويفترس وينهب تحت شعارات ظاهرها أخلاقي ومضمونها فاسد..هذا النظام لم يتعلّم من دروس التاريخ!!!..

إن طاقة الاحتمال عند الشعوب المقهورة قد تنفذ وتتحول إلى بركان ثائر كما حدث في زمن الإقطاعيات الكبيرة التي كانت الصورة الزراعية للرأسمالية . وملامح انهيار الرأسمالية الحالية بدأت تلوح في هدير شوارع اليونان التي رفض شعبها أن يدفع ثمن ثراء الأغنياء وأخطائهم. وأيضا ما تنذر به شوارع اسبانيا وبقية دول العالم .
لقد سقطت واندثرت الإقطاعيات الزراعية وفصول نهاية الاشتراكية بدأت تكتب وربما اندثرت لأنها أيضا رفعت الشعارات الجميلة ولكن الواقع كان الاستبداد الحقيقي .. اليوم تتكرر المأساة مع النظام الرأسمالي وربما تتكرر نفس الفصول فهل نتعلم ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الراسماليه المتوحشه
على سالم ( 2010 / 10 / 16 - 22:15 )
عزيزى الاستاذ عهد صوفان بالفعل انت اثرت موضوع غايه فى الاهميه لان الراسماليه العالميه وبالذت فى الولايات المتحده اصبحت راسماليه متوحشه يتحكم فيها المافيا واللصوص الدوليين وبالتعاون مع الساسه المرتشون عبر دول العالم الفاسده ,.موضوع الصين صحيح مائه فى المائه من حيث جوده الاشياء المصنعه فى الصين ,الان اى شئ مصنع فى الصين غير جدير بالمره بشراؤه من قبل الفرد العادى لان اى شئ سوف تنتهى صلاحيته خلال شهر على الاكثر وغالبيه سكان العالم لايقبلوا على اى شئ مصنع فى الصين لردائته,فى اعتقادى ان الراسماليه الاشتراكيه اكثر عدلا وانضباطا وشفافيه من الراسماليه الحاليه والذى سيكون خراب العالم على يديها ,لك جذيل الشكر


2 - ملاحظة 1
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 17 - 11:00 )
شكرا أخي عهد على إثارة هذا الموضوع. اسمح لي أن أناقشك في بعض الآراء التي لا أتفق معك حولها لأنك عالجتها بروح أخلاقية ابتعدت عن التحليل العقلاني الصارم. وأتفادى الباقي الذي هو توصيف جيد لميكانيزمات الأزمة التي عصفت بالعالم مؤخرا ولا يحتاج للمناقشة كوني أتبناه.
عندما تقول: -خلّف (الكساد الكبير) وراءه ضحايا كثر من الفقراء الذين سقطوا بذنب الكبار-. فأنت هنا ترتاح إلى مثالية أخلاقية يمكن أن نتقبلها على مستوى ضيق لكننا عندما نعالجها على مستوى الشعوب والأمم لا بد أن نحمل هؤلاء الفقراء المسؤولية أيضا. الغالبية الساحقة من شعوبنا مازالت تعيش أوهام المهدي المنتظر أو المستبد العادل ليأخذ بيدها كأنها قاصرة إلى بر الأمان. لا أعتقد أن التعاطف مع الفقراء يكفي لحل مشاكلهم إذا لم يعوا بؤسهم وينخرطوا بوعي من أجل تجاوزه. أما شعوب البلاد المتقدمة فمسؤوليتها أكبر لأن الديمقراطية اللبرالية اليوم تتيح حريات تحرك واسعة لا يستغلها الناس. فنسبة الانخراط في النقابات الأمريكية مثلا لا تتعدى 16 في المائة، وهي نسبة ضعيفة جدا تضعف من تأثير النقابة على مجريات الأمور.
يتبع


3 - ملاحظة 2
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 17 - 11:18 )
أما عندما تقول: -وهم من يتعب ويبذل الجهد الحقيقي في كلّ عمليات الإنتاج التي تمت والتي ستتم.. - وتقول أيضا. -كيف لنائم ومتسكع في الحانات والبارات أن يقود الاقتصاد ويقرر قيمة صرف العمولات ؟؟-، ومع هذا تقول: -النظام الرأسمالي الذي انتصر وقاد ثورة علمية حضارية كبيرة يعترف بها الأعداء والأصدقاء معا ...- ثم تقول: -نحن لا نشكك في أفضلية هذا النظام على غيره-.
فأنا أراك وقعت بين مد وجزر عويصين. شخصيا أرى أن الجهد الذي بذله الرأسماليون أعظم من حيث النوعية. يجب أن نعود إلى الوراء، إلى زمن بداية الرأسمالية على أطراف الإقطاعيات. في مدن صغيرة كانت تسمى (بورغ Bourg) بالفرنسية، ومنها جاء اسم البرجوازية للإشارة إلى تلك الطائفة من الحرفيين المهرة الذين كانوا في أصل الثورة الصناعية قبل انطلاقها وإلحاقها الهزيمة بالإقطاع.
لولا مغامرة هؤلاء المغامرين وذكاؤهم وإبداعاتهم وتثويرهم لأدوات الإنتاج لكنا الآن في عصر الشمعة والعربة التي تجرها الثيران ولكنا لا نزال نتعالج بالحشائش والتعاويذ. طبعا كانت المغامرة قاسية ومريرة ووحشية تسببت للعالم في مآس لكن العالم في الحقيقة لم يكن أبدا بردا وسلامة على الفقراء
يتبع


4 - ملاحظة 3
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 17 - 11:30 )
وتقول: -إنّ مشرّعي النظام الرأسمالي افترضوا تحلّي أصحاب رؤوس الأموال بالأخلاق العالية بحيث يخضع سعر السلع لمبدأ العرض والطلب والجودة . ولكن الذي حصل هو حصول اتفاق كامل بين كافة المنتجين على تحديد الأسعار والجودة معا. أي اتفقوا وحددوا الأسعار اتفاقا وليس تنافساً.. في الغرب والشرق وفي كلّ دول العالم لاحظنا ورأينا هذا التوافق بين رجل السياسة الذي صار صاحب شركات وأموال واستثمارات-.
فعندي هنا أيضا اعتراض: في فرنسا تزودت كل النقابات العمالية بمخابر للبحث ومتابعة القدرة الشرائية للعمال، وكلما لاحظوا مساسا بها شنوا الإضرابات ومارسوا الاحتجاجات والضغوط، في الأخير حصل اتفاق بينهم وبين الحكومة وأرباب العمل بموجبه تتكفل الحومة بمراقبة الأسعار ومساءلة كل منتج لسلعة عن أسباب الزيادة فيها فإذا لم يقدم تفسير معقولا عوقب. هنا استقرت الأسعار نسبيا وتوقف التضخم نسبيا أيضا. وهي تجربة تعممت في غير ما مكان. رغم هذا مازلنا بعيدين عن تحقيق المطلوب. الانخراط في النقابة في فرنسا مثلا يقدر بـ 8 في المائة من عدد الأجراء.
مازال المتضررون لم يدفعوا بكل قواهم في المعركة رغم الحريات المتاحة.
يتبع


5 - ملاحظة 4
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 17 - 11:44 )
وعندما تقول: -كيف لعالم باحث يجتهد طوال الليل والنهار في البحث والاكتشاف ولا يحصل إلا على القليل القليل في حين أن لاعب كرة أو راقصة أو مطربا أميّا يتقاضى الملايين وترعاه آلاف المحطات الإعلامية ؟؟-.
بالنسبة للعلماء، فقد أصبحوا في العالم المتقدم عملة صعبة ومعدنا نادرا، أقول العلماء الحقيقيين وليس علماء الدين عندنا ولا أساتذة جامعتنا الكسلاء الذين يبحثون في الإعجاز العلمي في القرآن. العلماء في الغرب بتمتعون بمكانة كبيرة وبحبوحة من العيش. بل فيهم من تحول إلى طبقة الأثرياء مثل بيل غيت.
أما إشارتك إلى لاعب كرة القدم والراقصة والمطرب فأنت تضرب هنا بعرض الحائط بقانون العرض والطلب، من جهة، وبأهمية هؤلاء في إدخال الفرح والسعادة للناس كغذاء لا بد منه لتستمر الحياة. فهؤلاء بحكم قانون العرض والطلب حققوا ما حققوا بسبب تهافت الجماهير عليهم وهي التي صنعت مجدهم وثراءهم، واللوم عليها إذا كانوا لا يستحقون ذلك . فالجماهير غير الواعية تصنع فعلا أمجاد فئات من الناس لا يستحقون ذلك بمن فيهم رجال دين باعة أوهام مثل القرضاوي وعمرو خالد وعائض القرني، الذين صاروا من أصحاب الملايين.
تحياتي


6 - ‘عزيزي علي سالم
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 17 - 12:24 )
الراسمالية نظام يتبغي ألا يصل لمرحلة التوحش والاستغلال وإلا صارت محملة بالفساد والظلم وهذا ما يرفضه الرأسماليون أنفسهم لأنهم يعتبرون أن هذا النظام ناجح بكل المقاييس. وبالطبع كلنا يطلب من هذا النظام ان يكون لصيقا لهموم البشر واحلامهم وهذا لايتحقق بترك شركات هذا النظام تفعل ما تشاء لأنه بذلك نعود الى شريعة الغاب. لأن الانسان القوي سيفرض مصالحه وليس مصالح الجماعة
اشكرك واحيي رأيك الأخلاقي


7 - العزيز عبد القادر انيس
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 17 - 12:50 )
اشكرك على التعليق والاضافات التي اعتز بنقاشها معك
تقول لا يكفي التعاطف مع الفقراء لحل مشاكلهم وهذا قول فيه الكثير من النقاش لأنني شخصيا مؤمن بأن التغيير يبدأ بالكلام وتحليل المشكلة وعرض ذلك على الناس كي يعرفوا من يخدعهم وعندها سيبدأ هؤلاء الفقراء بالضغط على صانع القرار ليأخذ دوره ويحمي شعبه. كذلك لا يمكن تحميل الفقراء بالمطلق مسؤولية فقرهم لأنهم ضحايا شركات عملاقة وحكومات مخابراتية تملك قوة التضليل والتنفيذ ونحن جميعا نسرق امام اعيننا دون ان نتمكن من عمل شيء علما ندعي اننا مثقفين ونعرف ماذا يجري. لكن اعتقد انه عندما يصل الوعي والمعرفة لعقول الفقراء سيقلبون الأوضاع وسوف يثورون ضد سارقيهم
اما في ملاحظتك الثانية فقد فهمت قصدي بشكل مغاير لما أردته. لأني قصدت ان النظام الرأسمالي نظام حقق مكاسب وقاد تقدما جيدا ولكنه حقق ذلك بدافع من مصالح شركاته فقط ولم يكن يلتفت لمصالح الفقراء بالرغم من ان الفقراء استفادوا ولكن لم ينالوا حقهم الواجب بالرغم من انهم هم أداة الانتاج الحقيقية
يتبع


8 - العزيز عبد القادر انيس
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 17 - 13:20 )
أما بخصوص الاعتراض على رواتب العلماء والفنانين واللاعبين
فقد قصدت علماء العلوم وليس علماء الدين. صحيح ان العلماء في الغرب بحالة مادية جيدة ولكنهم مقارنة مع اللاعبين والفنانين فهم لا يعادلون شيئا كذلك فإن بيل غيت ليس عالما وإن كان يدير مؤسسة علمية هي الأضخم في العالم
ثم انا لا اهاجم الفنانين والراقصات والرياضيين لأني أحبهم جميعا ولكن ذلك لا يعني ان تتقاضى راقصة آلاف الدولارات عن عشرة دقائق من الرقص. او يتقاضى لاعب كرة مبالغ تطعم آلاف الجياع عن مباراة واحدة
انا مؤمن بأن لكل فرد دور ومكان في هذه الحياة ويجب ان يكون النظام الاقتصادي عادلا بين الجميع فلا يسمح لقوي بسلب ضعيف مهما كانت الظروف وإلا عدنا لشريعة الغاب
هل الاضرابات التي تجري اليوم في فرنسا مؤشر على وجود اخلاق عند هذا النظام الذي اعلم انه افضل من الاشتراكي ولكنه ما زال ضعيف اخلاقيا. ويحتاج الى ضبط من قبل الدول وفق تشريعات واضحة
احييك واشكرك


9 - العزيز عبد القادر انيس
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 17 - 13:26 )
أما بخصوص البورجوازية الأوربية ودورها في الثورة الصناعية فأنا معك بأن دورها كان رائدا ومميزا وقيل عنها البورجوازية الوطنية لأنها رفعت شعار الوطن وتطور الوطن وليس تكديس الأموال فقط
أما بخصوص اعتراضك على فكرة التوافق الحاصل بين السياسي وشركات المال في معظم دول العالم وتحديدهم لأسعار المنتجات وقدمت مثالا ما حدث ويحدث في فرنسا وكيف ان عمال فرنسا حققوا مطالبهم
ما يحدث اليوم في فرنسا يؤكد ان الرأسمالية الحالية جشعة ومتغولة وهي لا تعطي حقا لعامل إلا بثورة ودماء. ثم ما حققه العمال الفرنسيون لم يستطع تحقيقه كل عمال العالم وهذا يعني ان العلاقة بين العامل وهذا النظام هي علاقة صراع حقيقي. هذا النظام لا يعطي حقا إلا بالقوة لأن هدفه هو تكديس المال في بنوكه فقط
لا أدري لماذا تم حذف التعليق
اشكرك مجددا


10 - المبدع عهد
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 17 - 14:41 )
تحية ايها المبدع:
المفارقة تكمن في دعوات الغرب الرأسمالي الذي يدعو للديمقراطية السياسية وحقوق الإنسان والانتخاب الحر.... ثم يدعو في الوقت نفسه إلى سيادة الملكية الرأسمالية الخاصة التي تحتم امتلاك شخص لمؤسسة فيها مئات او الاف العمال! ويتحكم هذا الشخص بمصير الآلاف وهذا منتهى الدكتاتورية. فإذا كان من حق الناس التمتع بالمساواة السياسية فمن الأجدر ان يتمتعوا بالمساواة في مؤسساتهم، لانه لامعنى لديمقراطية سياسية اذا لم تستند على ديمقراطية اقتصادية. يتبع


11 - الاشتراكية والرأسمالية
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 17 - 15:09 )
بالمقابل فإن ملكية الدولة الاشتراكية قد اخفقت بسبب البيروقراطية وافتقادها للتحفيز وتحولها إلى مال سائب ليس له مالك حقيقي يمتلك سيطرة حقيقية فالمالك الاشتراكي هو الشعب، وهو كما يقال شخص معنوي مغفل ليس له وجود فعلي في إدارة الشركات، بل ادارته احتكارية دولتية بيروقراطية، كان النتيجة انهيار النظام. إذا في الاشتراكية ملكية الدولة احتكارية في العملية السياسية وبالتأكيد الاقتصادية، وفي الرأسمالية ملكية احتكارية فردية، في كلا الحالتين الخاسر هو الفرد العامل.
برأي تطبيق الديمقراطية الاقتصادية هي الاساس لبناء نظام وسط بين الرأسمالية والاشتراكية لان الديمقراطية الاقتصادية هو جمع بين الديمقراطية السياسية التي توفرها الرأسمالية وبين العدالة الاجتماعية التي هي اساس الاشتراكية، وهي شكل بديل عن التملك الرأسمالي الظالم الوحشي والتملك الدولتي الاحتكاري البيروقراطي الاشتراكي. دمت بخير ياعهد الابداع


12 - مقال رائع .. يجب ان يعيه الرأسماليون
عمرو اسماعيل ( 2010 / 10 / 17 - 15:31 )
فقد وضعت يدك علي مشكلة وسبب الأزمة الاقتصادية
وهو مقال تحذيري لمن هم السبب الحقيقي لهذه الأزمة
وأقول معك ان طاقة الاحتمال عند الشعوب المقهورة قد تنفذ وتتحول إلى بركان ثائر كما حدث في زمن الإقطاعيات الكبيرة التي كانت الصورة الزراعية للرأسمالية . وملامح انهيار الرأسمالية الحالية بدأت تلوح في هدير شوارع العالم وليس فقط اليونان و اسبانيا
هل نحتاج الي ثائر انساني من عينة المسيح
سؤال يلح علي عقلي المخرف


13 - عزيزي سامي ابراهيم
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 17 - 18:34 )
الرأسمالية الحالية صارت تحالف حقيقي بين مؤسسات المال وأنظمة الحكم حتى صرت تجد ان معظم رجال الأعمال والأعمال هم نفسهم السياسيون. مما يعني أن الشركات الاقتصادية امتلكت القرار السياسي والاقتصادي وصارت تقدم كل التبريرات لجشعها وثرائها الفاحش.
نعم يا صديقي نحن نحتاج الى نظتم جديد يأخذ بكل إيجابيات النظام الحالي ويغير السلبي الذي سمح للبشر ان تفترس بعضها
رأسمالية الدول الفقيرة تمنع مواطنيها من الحصول على قوتهم اليومي في حين ترى في هذه الدول من يملك الملايين والمليارات. كيف حصل هؤلاء على هذه الأموال. طبعا بقوة القوانين التي تفصل على قياس المصالح لهؤلاء المتنفذين وليس على قياس الفقراء
حتى في الدول الغنية اقنعوا الجميع بعدالة هذا النظام الذي تبين فيما بعد ان اموال دافعي الضرائب ذهبت لجيوب الأغنياء الذين أثروا في لحظات (شيء لا يصدق ) لكن الوضع حاليا بات مكشوفا وعلى السلطات السياسية ان تبادر للإصلاح قبل السقوط. اليوم المؤشرات في امريكا سيئة وهناك كلام وسيكون كلام أكثر حول ذلك
اشكرك على انسانيتك التي صارت عملة نادرة


14 - عزيزي عمرو اسماعيل
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 17 - 18:45 )
لقد قدس البعض النظام الرأسمالي واعتبره صالح لكل عصر وزمان وهو قادر على تصحيح مسيرته واخطائه بالوقت المناسب ولكن الواقع الواضح بين عكس ذلك. فقبل الأزمة العالمية الحالية كنا وما زلنا نرى تكدس الأموال عند نفر قليل يمتاز بامتهان الخداع والتحايل والتزوير بينما الأمين الأخلاقي يعاني ويجوع ويمرض ويموت باكرا لنقص الرعاية والطبابة والغذاء وفي ذات الوقت يلام الفقير الذي لا يملك ادوات التغيير او الكلام
اعتقد انه بدأت تظهر اصوات تتهم هذا النظام وتدعوا لأن تأخذ الدول المبادرة وإلا سيحدث المكروه ولن تكون هذه الأنظمة بمأمن من ثورات الجياع الذين إن عرفوا ان من ينهبهم هو هذه الشركات العملاقة التي بدأت وهميا واستولت على مستقبل الجياع
تحية لك واشكرك على رقي افكارك


15 - مالعمل؟
ايار العراقي ( 2010 / 10 / 18 - 22:49 )
حقيقة الامر استاذ صوفان المحترم انا لاافهم مالفرق بين راسمالية متوحشة وراسمالية انسانية او اليفة اقصد ماهي الكوابح اللتي تفرمل تطلعات الراسماليين في التحكم بلمزيد والمزيد من الاموال والعقارات ومن ثم مصائر البشر الامر بلنسبة لي كمدمن مخدرات وتضعه في غرفة مليئة بلهيرويين مثلا ثم تطلب منه ان يكون معتدلا في التعاطي هل هذا معقول؟
قد يقول قائل ان القوانين تحدد حركة السوق وانا اسال هل فاتكم قدرة المتنفذين على اللعب بلقوانين اللتي هم وضعوها بلاساس او شراء الذمم مثلا؟الم تحدث هذه التجاوزات ولمئات المرة فقط في الالفية الجديدة ناهيك عن الماضي المخزي لهؤلاء؟
الكابح الوحيد للاطماع الراسمالية الغير مشروعه هوتثقيف الناس ورفع وعيهم الثقافي والعلمي وتوجيههم التوجيه الصحيح نحو القضايا اللتي تمس مباشرة بمصائرهم مثل الصحة والتعليم والاسرة والعلوم والرياضة والهوايات وغيرها وتبيان الخطر الحقيقي القائم وراء هذه الانظمة اللتي اشبعت العالم حروبا وجعلت البشر مجرد الات في مصانعهم ومحققين لاراداتهم البرجوازية المريضة


16 - عزيزي ايار العراقي
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 19 - 09:50 )
تحية لك يا صديقي. بالمفهوم العام انا اوافقك الرأي بأن التغيير يأتي من تثقيف الناس بمصالحهم ورفع وعيهم وهذا تماما ما اتمناه لإيقاف توحش النظام الرأسمالي المتوحش حاليا ولذلك انطلقت من الزاوية الأخلاقية في التحليل كي استفز وجدان الفقراء المظلومين ليعرفوا ان سوء اوضاعهم له اسباب حقيقية عليهم ان يبدأوا هديرهم كما فعلوا في اليونان او فرنسا وبكل الطرق المتاحة
اما ما الفرق بين رأسمالية متوحشة ورأسمالية أخلاقية فالأمر بسيط يا صديقي وهو بسن وتشريع القوانين التي تؤطر جموح رأس المال وفق ضوابط تشرعها الدولة وبالتأكيد بضغط من الناس المظلومين
فالبشر قادرون على قلب الأنظمة وتغيير القوانين ان هم عرفوا طريقهم من خلال رفع مستوى الوعي والثقافة والتي قد تطول وقد تفشل في مكان ما وقد تنجح في مكان آخر
الرأسمالية حاليا تعيش زهوة الانتصار على الاشتراكية وعلى السلطة لأنها احتلت مساحات واسعة من كيان الدولة وعليه وكونها منتصرة تكتب من منطلق القوة ما يمجدها ويشرعنها. لذلك امام الشعوب مشوار طويل لابد من عبوره
اشكرك واحييك ايها الصديق

اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 30 أبريل 2024


.. باريس تأمر الشركات المصنعة بإعطاء الأولوية لإنتاج صواريخ أست




.. اقتصادي ورفيق بالبيئة... فرنسا تعرض الجيل الجديد للقطار فائق


.. الأمير محمد بن سلمان: نمو الاقتصاد الرقمي بالسعودية 3 أضعاف




.. أسعار الذهب تواصل الانخفاض فى مصر والجرام بـ 3070 جنيه