الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حميد العقابي في -أصغي إلى رمادي-وهج السرد في خراب الروح

فرات إسبر

2004 / 9 / 10
الادب والفن


هل يمكن أن نعتبر السيرة الذاتية موقفاً من النفس، ووقفة أمام مرآة عمر كامل نضعها تحت الشمس لنجد أمامنا ما هو مخبأ في العتمة ؟
دواخلنا البعيدة لا يمكن لأحد أن يعبرها ، مجاهيل عميقة تنهض منها نفس بشرية تكشف ما بها من آثام وما بها من خيبات ،وما يحيط بها من بشر متشابهين متنافرين ، أصدقاء وأعداء .
ما هي مهمة الكاتب في السيرة الذاتية وما الذي يسعى إليه وماذا يريد أن يوصل لنا؟
السيرة الذاتية عند حميد العقابي إلى أين تسير وما غايته منها؟
في "أصغي إلى رمادي " يدخلنا الكاتب في مسالك وعرة للإنسان يكشف عوالم نحن بأشد الحاجة إلى كشفها وفضحها ، وجوه يلقي عليها الضوء فتجرحنا بعماها ، كائنات من أحجار بماضِ يتقدم بلباس الحاضر ، كائنات حضرت بلباس حكومات فيعريها وهي تدخل باسم الإسلام ،ليكشف عنها بأنها الأكثر عداوة للإنسان والإنسانية ، صورة تفضح صورة ، تأريخ يفضح حكومات وحكومات تشوه أديان وتقزمها.
"في الولد الخاسر حدّ ال .."تأريخ لحياة بشر عانوا في ظل حكوماتهم ، لبشر عانوا في ظل حكومات رفعت شعار الإسلام ، ولم يعطهم الإسلام بظل حكوماته أي حق من حقوقهم الشرعية.
في "صورة الولد الخاسر لحد." يتحدد الزمان والمكان حيث يتحول الإنسان إلى كائن غريب في الزمان والمكان ، في دول تحكمها أنظمة قمعية ، ألم يكن لإيران وجه أخر تنهض به باسم الإسلام ؟؟
حميد العقابي في فصول سيرته سرد لنا ما حمله بداخله من إيقاعات وإحباطات، وصداقات أهل ورفاق ومدن وأماكن أرّخ لها وأعطاها توهجا نراه في "الرسام والفراشة ".
في "الرسام والفراشة" استحضار لحلم كامل بزخمه وأصدقائه ، يستجوبهم ويستحضرهم راسما صورهم بكل أبعادها وانعكاساتها.
هل يكفي رسم الصورة ليظهر الفنان عاريا ، الفنان الخالق المبدع بقدر ما هو محب للمرأة باحثا عنها ،بقدرٍ يقابله في الرغبة بقتلها .
من خلال ما نقرأ عند حميد نرى الصدق والوضوح في ما يقصه علينا ويسحبنا في مغارات حياته يقدم شواهد لمحكمة الحياة فيما إذا عقدت ذات يوم لتدين من تدين ومن أدى بهذا الإنسان إلى خرابه الروحي والوجودي .
"في ما سيحدث حتما "محاولة لوصف ما لا أستطيع وصفه لاحقاً" نرى حميد العقابي شاعرا يختم سيرته شعرا ، يصوّر حياة تنفض عنها غبار السنين .
"أصغي إلى رمادي"لم تنجو من الشعر هذا الساحر الجميل والكاتب سيجها كأسوار حديقة منشدا لنا سيرة أخرى كتبت بماء الشعر :
حينما
سوف أرحل
أترك في شقتي
الستائر مسدلة
أصص الزهر عطشى
وأهدي لجارتي المقعدة :
سريري
ومقلاة بيض ومنضدتي
وأنفض عن شرشفي
ما تخبأ فيه من الليل والإحتلامات
……
وأقول وداعا
لوجه تخّفى في أقنعة المرايا .
………….
ربما ..
يكتشف الجار رائحة لغيابي
فيقتحم الشقة الفارغة
ليراني ..
كما كنت قبل الغياب
نائما
وعلى شفتيّ ابتسامة سخرية
مثل أمنية خائبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا