الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و غدا يوم جديد

عبدالقادر حميدة

2004 / 9 / 10
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


( نهاية الأمس ) لعبدالحميد بن هدوقة :
وغدا يوم جديد ..
عبدالقادر حميدة

( البشير ) حامل رسالة النور لزوايا معتمة في مكان ما من هذه البلاد ، بطل رواية الكاتب الراحل عبدالحميد بن هدوقة ( نهاية الأمس ) .. الرواية العميقة التي أثرت في الكثيرين و إن لم يصرحوا بذلك .. رواية تأتي في الزمن الوسط بين ( ريح الجنوب ) أول رواية له ، و ( غدا يوم جديد ) آخر رواية .. زمن إبداعي تمكن من خلاله الراوي ( الأنا) من وضع أنامله على فجوات أزمنة أخرى مغايرة ، مشابهة ، و تحمل على الإقتداء و التأسي .. يشبهه جدا زمن ( ذاكرة الجسد ) لأحلام مستغانمي ، و ما أقرب البشير المعلم في القرية و الذي كان مجاهدا تربطه علاقة وطيدة بتونس .. ما أقربه من خالد بطل أحلام .. كان عبدالحميد يكتب ليقول أشياء كثيرة .. عبر فواصل رحلته الروائية .. و أزمنتها و تقنياتها .. كان مجربا شغوفا بالمغامرة .. و محافظا متشبثا بنصاعة لغته .. و روعة أسلوبه .. حين يمتطي الحكي بساطا لتبليغ هواجس الجزائري المقبل على تحديات شتى في حياته بدءا بالمجتمع مرورا بالسياسة و انتهاء بالثقافة و التثقيف .. رسالة هي ذاتها رسالة الشهداء و المخلصين لرائحة هذا التراب من جزائريين وغيرهم .. كان عبدالحميد في ( نهاية الأمس ) يستعجل زمنا آخر .. و يتخلص من وطأة حلم يقض مضجعه ليصل إلى اليوم الجديد .. و لما قال ( غدا يوم جديد ) تنهد بعمق .. و أحس بانتهاء رحلته .. فترك محطاته على دروبنا الوعرة .. و غفا متمتعا بنور الشمس ..
عرفت ( نهاية الأمس ) في حي البرج العتيق .. يوم كنت يافعا تتجاذبني التيارات و المناهج .. و تشدني إليها الآفاق .. و لكنها مثلها مثل أي كتاب جيد ترسخت في ذهني و أرغمتني على قراءتها و تكرارها .. و لكم يحزنني أن لا أجد من يتذكرها في حيي و مدينتي .. و لكم يفرحني أن أمد لها يد الوصل اليوم .. و لعبدالحميد وقفات تليق بمقام رؤاه و تجلياته .. و لعبدالحميد ألف تحية بعمق محبتنا له ..
و لعبدالحميدة ألف إنحناءة بموازاة تقصيرنا نحوه ..
( البشير ) بطل ( نهاية الأمس ) .. رمز و مدلول ورسالة و حقيقة و حلم ورؤية و أمنية .. البشير يحكي قصة الأمل الجزائري .. و يعكس قوة الشخصية الجزائرية و مدى تعلقها باشيائها الحميمة .. و مدى وفائها لجذورها .. و إن كانت هناك أمنية يسمح لي اليوم بصوغها .. فساقول بكل رجفة : أتمنى من القارئ أن يعيد اكتشاف عبدالحميد بن هدوقة في عمليه الجميلين ( نهاية الأمس ) و ( الجازية و الدراويش ) .. و أتمنى منه إعادة اكتشاف الجزائري في شخص ( البشير ) في ( نهاية الأمس ) ..
و سأكون سعيدا لأنني سأغفوا مرددا مع عبدالحميد بن هدوقة : غدا يوم جديد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واحد من أقدم الدساتير في العالم | الأخبار


.. نيبال.. عندما يدفع الفقر فرداً واحداً على الأقل من كل أسرة ل




.. مقتل شخص وإصابة 3 طلاب في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة بالنب


.. إسرائيل توعز إلى الطاقم المفاوض بمواصلة المباحثات حول إعادة




.. مفاوضات التهدئة.. تحرك جديد | #الظهيرة