الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاميّة الجلاليّة

علي سيريني

2010 / 10 / 18
الادب والفن


16/10/2010
منذ خمسين عاما يقفز الدب فوق الجبال
يأكل يمرح يضحك من الدم وسط القتــال
وعلى حين غرّة من الأيام والليــــــــــالِ
نزل الدب راقصاً ضاحكاً من الأعـــــــالِ

هبط الدب إلى بغداد يقبّلُ خشم العقــــال
وظل يتردد عليه دون كلل في تجــــوال
ولم يقطع وصلته بالأسد بقي له صاحبا
يزوره يبوسه في محبة ووصــــــــــــال

أكرمه الأسد فالدب بدا له مفيـــــــــــــدا
وأغمره أنه ضيفٌ دائمٌ على الكرنفــــال
فطاب له التصفيق أينما حلّ وارتحـــــل
وبات معروفا كلعبة في كلّ الأحــــــوال


رأى المهرّج الأمريكي عرضــــــــه
فأعجب به وأخبر الدب على الحال
طار الدب إلى البيت الأبيض ضاحكاً
وقدّم عروضاً في فنون الرغـــــال

خلع الدب رداءه الأحمر باستحياءٍ
فصفق الأمريكان له على أية حال
فارتجل ضاحكاً أن الروس سقطوا
قاطعه بوش عُدْ بأمرنا دون جدال

صفق المهرجون جميعا وأمضوا لــــه
فوراً رئاسة شعوب الأوحــــــــــــــــال
عاد الدبّ مبتسماً تغمره السعـــــــــــادة
وسرّبوه بعد السقوط في إحدى الليالِ





وبذا تحيّنت للدب فرصة ثميـــــــنة
وصار في إثرها مطية الإحتـــــلال
وأمسى بلا ثقة عند الخلائق كلهمو
يقضون منه فرادى برذائل الأفعال

منذ البدء ينادي الأتباعُ الدبَّ بالعمِ
يهشُّهُم يرسلهم إلى اتون قتـــــــال
يتساقطون كالذباب يتركون خلفهم
أكواماً من أزواجٍ وعيــــــــــــــــال

وبعد كل كرّة يضع الدب على صدره
شارةً ويأمرُ بأقامة الإحتفـــــــــــــال
يوزع على الأرامل خناجر النصــــــر
ويهدي للأيتام حكاية الآمـــــــــــــال

زعم الدب أنه يعتزل اللعــــــــــــــب
ويتفرغ لكتابة الذكريات والأحـــــوال
كيف غدر وكيف قتل وأين خـــــــان
مذ أن بدأ اللعب على الحبـــــــــــــال

مرض الدب في كرشه فرامَ المشـــافي
حذروه أنّ كثرة الأكل تفتك بالطحــــال
أوصاه الطبيب بتخفيف الــــــــــــوزن
فذهب يشتم الأكراد على قبر كمـــــال


أخبروا الطبيب بما حصــــــــــــــــل
فكَرْكَرَ من الدب وعلى المــــــــــــآل
فقال ليس غريباً ما اسمعــــــــــــــه
إنه كحليمةٍ عادت إلى نفس حـــــال

عاد الدب إلى قصر الرئاســـــــــة
يباشر ما عليه من الأعمــــــــــال
قدّم وزيرٌ إليه مشروعاً يمضيــــه
فاعتذر الدبُ وقال: الأمر للمــلالي



فذهب على عجلٍ إلى طهـــــــران
ذليلاً بائساً يلحّ في الســـــــــؤال
يستشيرهم في تبليطِ شــــــــارعٍ
يرد الإمام: لك الأخذ بأقوالـــــــي

عاد منتشياً بزواج المتعة ســـــــــرّا
إن لم تغضب أمريكا فلا يبــــــــــالي
فليس يكتفي من البعل بواحـــــــــــدٍ
ويعجبه العاهرُ من الرجـــــــــــــــال

عاد فاستدعى المزمرينا المطبلينــــــــا
ينكت لهم على أنجُم المعــــــــــــــــــــــالِ
قهقهاتٌ ملأت فنـــــــــــــاء القاعــــــة
فلم يسمع ما خرج منه في البنطـــــــال

فقال ما قال من نكتٍ ركيــــــــــــــكةٍ
يهين فيها أبطال الجبـــــــــــــــــــال
فسمكو جبانٌ وصلاح الدين خائنٌ
وظل يرغي بائساً في الحثــــــــــــال

ومرّة استدرجه قردٌ على عادتـــــــــه
فأطرق مليّاً يبحث في السجـــــــــــال
ولمّا رأى القوم سجيّتهم النجـــــــوى
تقمص أبا دُلامة ونكّت على الحــــــال

لم يخجل يومــــاً على سجيتــــــــــــه
ولا أبدى عزاً أو مجداً للأجيـــــــــــال
حتى إذا وافته المنيّة يومــــــــــــــــاً
أن لا يُلعن أبداً كأبي رغــــــــــــــــال

وظل عند الأجانب دوماً ذليــــــــــلا
يكتفي بالجلوس عند النعــــــــــــــال
وإذا ما عاد إلى بني الكُـــــــــــــــرد
عاد شتّاماً جلّاداً بأسوأ خصـــــــــال




في مذهبه أمسى الكذبُ شطـــــــــارةً
والسياسة هوى أو رقصٌ على الحبال
فما كذب الشيخ الرئيــــــــــــــــسُ إذاً
أنه عاهر السياسة بين الرجــــــــــال

يا حسرة على بني الكُــــــــرد أنهمو
كانوا نسوراً تحـــلّق في الأعـــــــالِ
باتوا أذلاء حاسريـن في أمــــــرهمو
يسوسهم مهرّجٌ لائقٌ بالأدغـــــــــال

كيف يستقيم الظل والعـــــــــود أعوج
والسارق الآن حاجبٌ على بيت المــال
قال صاحبي قصيدتك مدهشـــــــــــــةٌ
قلت على طبعه أتت لامية الجـــــــلال



إيضاحات: فنون الرغال: نسبة إلى أبي رغال الذي خان العرب وتقدّم جيش أبرهة الأشرم في محاولته تخريب الكعبة وأصبح في ما بعد مثلاً للخيانة والعار ثم سلكت العرب مسلكاً وأخذت ترجم قبر أبي رغال هذا. قبر كمال: أي قبر كمال أتاتورك مؤس جمهورية تركيا. الملالي: حكام طهران. أبو دُلامه: كان شاعراً ومهرّجا يسلي أبا جعفر المنصور، وفي إحدى المرّات كان في مجلس المنصور رهطٌ من عليّة السلطة، فأمره المنصور أن يهجو أحداً في المجلس. فلمّا خاف العواقب اعتذر من المنصور لكن هذا الأخير هدده إن لم يهجو أحد الحاضرين، فقام أبو دُلامه يهجو نفسه. وبعد مضي قرون طويلة خرج علينا زعيم سياسي في العراق ينكت على نفسه في المجالس. الشيخ الرئيس: الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني الذي وصف مرة أحد الزعماء السياسيين في المنطقة بأنه "عاهرة السياسة"!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا اقول فيهم؟
هبة شاكر ( 2010 / 10 / 18 - 22:36 )
لقد وضعت الاصبع على الجرح أخي علي ، وأتصور أن صدام تعلم منه الكثير من أساليب الغدر والخيانة أولها قطع جذور أي جيل من القادة بعدهم
عجبي للناس الذين يتكلمون عن الديمقراطية في كردستان .فشعبنا لم يعايشوا غير هذا الثنائي الكارثي فكل الدكتاتوريات والطغاة يتغيرون على الأقل شكلا ولونا لكن طغاتنا الأقزام ظلوا جاثمين على صدورنا بدون أن يتغير شيء فيهم
فلعنةالله عليهم الى يوم الدين
اتذكر قول ابي نؤاس
ماذا أقول فيك لا أدري إن قلت ُ فيك بيتا لرثيت ُ شعري
ولكن لنقرا مقاطع من قصيدة نزار قباني أسألك الرحيل
أسألك الرحيلا
لنفترق قليلا..

لخير هذا الحب يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريد أن تزيد في محبتي

أريد أن تكرهني قليلا

بحق ما لدينا..

من ذكرٍ غاليةٍ كانت على كلينا..

اخر الافلام

.. كواليس أخطر مشهد لـ #عمرو_يوسف في فيلم #شقو ????


.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟




.. سكرين شوت | خلاف على استخدام الكمبيوتر في صناعة الموسيقى.. ت


.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني




.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار