الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين تقرير اللجنة الأممية حول التمييز العنصري ومزاعم اختراق إسرائيل للحركة الأمازيغية

علي أوعسري

2010 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تزامن، أو قل أريد له أن يتزامن، صدور تقرير أممي عن لجنة الأمم المتحدة المكلفة بالقضاء على جميع أنواع التمييز العنصري، والذي يتهم الحكومة المغربية بالعنصرية، وبممارسة الميز ضدّ الأمازيغ رغم كل خطابات الحكومة في الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، تزامن ذلك مع موجة من الادعاءات الرخيصة والجبانة التي حرصت على نشرها وتعميمها بعض الصحف الحزبية، خاصة التابعة منها لفرع تنظيم الإخوان المسلمين العالمي بالمغرب، أي جريدة التجديد التي كتبت بالبنط العريض ما يلي: "إسرائيل تحاول اختراق المغرب عبر الحركة الأمازيغية"، أو إسرائيل تحاول اختراق الحركة الأمازيغية، قبل أن يتدارك بعضهم - وخاصة بلالهم التليدي - الأمر ويقول إن محاولة إسرائيل اختراق الحركة الأمازيغية يعني مما يعنيه أن هذه الحركة هي حركة وطنية وأن هناك محاولات إسرائيلية لاختراقها.
فمتى كانت القضية الأمازيغية، وحركتها الأمازيغية الديمقراطية الوطنية، في حاجة الى فرع تنظيم الإخوان المسلمين العالمي لكي يوزع عيها هذا التنظيم صكوك الوطنية! إنها الوقاحة التي تستدعي الرد بالوقاحة نفسها. لكن احتراما منا للقراء وللرأي العام ولأدبيات ولأخلاقيات النقاش العمومي، سنحاول تناول هذه الخرجات الإعلامية، ليس من منطلق جرد ما جاءت به، بل بمحاولة وضعها في سياقاتها السياسية والإيديولوجية، المرتبطة بالمشرق والمتجاوزة بذلك لكل الخطوط الحمراء، في تماسها مع حدود الوطنية المغربية التي ينبغي احترامها من طرف كل من يريد أن يعيش ويحيا في بلادنا المغرب، وليس ما يسمونه المغرب العربي على حد توصيف العروبيين ولا المغرب الاسلامي على حد توصيف الارهابيين والقاعدة.

1 - ليست مؤامرة في حق الحركة الأمازيغية بل استهدافا للقضية الأمازيغية
لم تقو التيارات العروبية والاسلاموية حتى على إثارة ما جاء به التقرير الأممي بخصوص وجوب القضاء على التمييز العنصري، إنها بذلك تخاف كل الخوف من إثارة قضايا لم تعد قط قضايا تحضا باهتمام وطني متزايد، بل انها أضحت ذات صيت عالمي وذات مشروعية دولية. ذلك أن جريدة التجديد وصلت الى حد الوقاحة، في تهافتها الإيديولوجي وفي ارتعاد فرائص القيمين عليها، وهي تربط ربطا تعسفيا ذلك التقرير الأممي حول التمييز العنصري بدراسة ليست لها علاقة بالقضية الأمازيغية ولا بالحركة الأمازيغية. إن تلك الدراسة هي من انجاز معهد اسرائيلي له كامل الحرية الأكاديمية في أن ينجز أية دراسة حول أي موضوع يريد، لأن ذلك يندرج في إطار اختصاصاته الأكاديمية.
كان ينبغي على هذه التيارات قراءة تلك الدراسة الأكاديمية قراءة رزينة وعلمية وليس القيام بتأويلات إيديولوجية جوفاء وربطها بشكل كاريكاتوري بذلك التقرير الأممي حول التمييز العنصري، في محاولة منها للتغطية عن مضامين ذلك التقرير الذي كان من المفترض في الصحف الحزبية التي تحترم نفسها، وتحترم أيضا الرأي العام، أن تنشر تلك المضامين لا أن تربطها بشكل تعسفي بتلك الدراسة الإسرائيلية، ومن ثم التركيز فقط على علاقة هذه الدراسة و"اختراق" الحركة الأمازيغية. إن هذا الربط يبدو هنا أقرب الى تلك "النكتة" التي مفادها أن معلما طلب من تلامذته أن يحرروا إنشاء حول الطائرة، فما كان من أحدهم إلا أن ربط الطائرة بالحديقة (سقطت الطائرة في الحديقة) ومن ثم استرسل في وصف الحديقة تاركا الطائرة من دون وصف، مع انها هي موضوع الإنشاء. لقد قاموا بربط الدراسة الإسرائيلية بالحركة الأمازيغية، فانبروا لشحذ سكاكينهم الصدئة (أشباه مثقفون وأشباه مدافعون عن القضية الأمازيغية) للنيل من القضية الأمازيغية، وليس فقط من الحركة الأمازيغية، وهنا تتجلى خطورة تلك المناورات الاسلاموية والعروبية.
لا ينبغي، والحال هذه، أن تثير فينا تلك الدراسة الأكاديمية الإسرائيلية كل تلك المخاوف، وكل تلك النزعات، ولا تلك العقد، لأن الدراسات الأكاديمية – بطبيعتها - ما أن تنشر حتى تصبح ملكا للإنسانية جمعاء، ينبغي التعامل معه تعاملا عقلانيا، كما ينبغي مراعاة حدودها المعرفية، وعدم تهريب المضامين الأكاديمية لتلك الدراسات الى حيث تفقد أكاديميتها، أي الى حيث تصير محملة بايدولوجيات دوغمائية تفقدها طابعها العلمي الابستمولوجي؛ كما أنه من حق كل الدول والأمم أن تقوم بأبحاث علمية حول مواضيع تخص بلدان أخرى، أو حول ظواهر ليست بالضرورة داخل مجالها الوطني.
إن ما يمكن أن يثير فينا الخوف، وعدم الثقة، هي أن تتلقف بعض الجهات الإيديولوجية، التي على بصيرتها غشاوة، مثل تلك الدراسة الإسرائيلية وتنتقي منها ما يلاءم أهواءها المريضة بعد أن تزيل منها، في تحد سافر لكل موضوعية علمية، كل ما لا يرضيها، ولا يغبطها، وتنبري في صحافتها الحزبية لإشهار ما تريد إشهاره وما تعتقد أن به تغطي عورتها المكشوفة، مثلها في ذلك مثل النعامة التي ما إن تستشعر الخطر حتى تدخل رأسها في الرمال، اعتقادا وتوهما منها أن في ذلك نوع من الأمان والطمأنينة.
في هذا السياق، وبعد تتبعنا لتطورات تزامن ذلك التقرير الأممي وصدور دراسة إسرائيلية أكاديمية لا تخص الشأن الامازيغي وأطرافه الفاعلة في شيء، بعد تتبعنا لهذه التطورات فإننا سنقتصر على نموذجين للتعاطي الاعلاموي مع هذه النازلة: أولا جريدة الاتحاد الاشتراكي بصفتها منبرا عروبيا وقوميا بامتياز وثانيا جريدة التجديد بصفتها منبر فرع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بالمغرب.
ودون التطرق الى تفاصيل ما نشرته جريدة التجديد من ادعاءات باطلة، فان ما يثير الانتباه هو حشدها لفاعلين "أمازيغ" لا يظهرون في النقاش العمومي حول القضية الأمازيغية إلا إذا تطلب الأمر الدفاع عن التوجه العروبي للمغاربة الأمازيغ، وليس الدفاع عن حق المغاربة في ممارسة تعددهم اللغوي والثقافي والهوياتي بشكل ينبغي أن يضمنه دستور البلاد. ودون الدخول كذلك في تفاصيل الملف الذي نشرته جريدة الاتحاد الاشتراكي في الموضوع، يمكن القول أن ذلك الملف جاء يركز على مخاطر الدراسة الإسرائيلية في علاقتها ب"التطبيع" الذي قد "تسببه" الحركة الأمازيغية متجاهلا بذلك الإشارة الى أشكال التطبيع الحقيقية، سواء كانت في جانبها الرسمي/الدولة أو في جانبها العروبي (استقبال تسيفي ليفني من طرف نجل الفاسي الفهري)؛ كما أن ملف الاتحاد الاشتراكي لم يخصص حيزا معتبرا للتقرير الأممي حول التمييز العنصري، بل اكتفي بإشارات موجزة تستبطن تهجينا وتحقيرا لمضمون التقرير الأممي حول التمييز العنصري.
يتبين بشكل جلي أن طريقة تناول هذا الموضوع، من طرف هذه الجهات، إنما كانت تتغيى المبالغة في التركيز على، بل التهويل من، الدراسة الإسرائيلية في مقابل تجاهل ما أصدرته اللجنة الأممية بخصوص وجوب رفع التمييز العنصري، في شتى مجالات الحياة العامة وفي كل المرفق العمومي، من تعليم، وقضاء الخ... بل إن اللجنة الأممية كانت قد أوصت الحكومة المغربية باطلاع الرأي العام المغربي بمضامين تقريرها حتى يصبح متداولا، شعبيا وجماهيريا. لكن "حماة" الوطن من العروبيين والاسلامويين عاكسوا، كعادتهم، مجرى التاريخ بإخفائهم مضامين ذلك التقرير الأممي. هل من ثقة في هؤلاء العروبيين والاسلامويين بعد هذا الطمس للتقرير الأممي وبعد هذا الاستخفاف والتلاعب بعقول المواطنين المغاربة التواقين الى التصالح مع ماضيهم وذاتهم! هل من ثقة اليوم في هؤلاء الذين يدعون ما لا يعملون ويعملون ما لا يدعون!.
إن خوف هذا التكتل من العروبيين والإسلاميين ليس مرده فقط من تحركات الحركة الأمازيغية، بل إن تخوفهم الأساس ينبع من إحساسهم بمدى تعلق الشعب المغربي بأصوله الأمازيغية واليهودية والعربية المتعددة، مما يجعل هذا التكتل في لحظة انحسار إيديولوجي تاريخي، خاصة بعد ما توفر للإنسانية جمعاء وللشعب المغربي من تقنيات التواصل، في ظل العولمة، والتي جردت هذا التكتل من المفعول السحري لأدواته الإعلامية التي بها كان يمارس في السابق ادعاءاته الإيديولوجية المنافية للواقع المغربي في تعدده اللغوي والحضاري واللسني، أي الهوياتي، والموحد على وطنه وأرضه بشكل أضحى يقلق كل الجيران ومنهم طبعا النظام الجزائري العروبي. بمعنى آخر إن تخوف هذا التكتل من العروبيين والإسلاميين ليس فقط تخوفا من الحركة الأمازيغية بل انه تخوف من القضية الأمازيغية بالذات ومن مشروعيتها التاريخية والحضارية والكيانية والثقافية باعتبارها قضية كل المغاربة، إلا من أراد، وابتغى، أن ينأى بنفسه منها في اتجاه المشرق العربي أو الاسلامي.
فشتان بين الحركة والقضية، إن القضية هي قضية شعب بأكمله، والتاريخ سيفضح أجلا أم عاجلا من هم متواطئون مع جهات مشرقية للحيلولة دون أن تتبوأ الأمازيغية المكانة اللائقة بها في بلدها المغرب. أما الحركة وان كانت تتغيى الدفاع عن القضية إلا أنها تكون دائما من صنع ومن نضال الفئات الأكثر تثقيفا ووعيا بمصير القضية وبمشروعيتها، وهي بهذا تحتوي على عناصر من مجموع النسيج المجتمعي المغربي، سواء تعلق الأمر بالناطقين بالأمازيغية أو غير الناطقين بها. كذلك هي قضية الوحدة الترابية، فهي قضية مقدسة لدى جميع المغاربة دون أن يقتصر الأمر على قاطني الصحراء. من هذا المنظور العميق والشمولي، فان كل من انتصب للوقوف ضد الأمازيغية – كقضية وطنية – من خلال اتهام الحركة الأمازيغية بما لا دخل لها فيه من دراسات إسرائيلية حول "التطبيع"، فانه يضع نفسه في موقع المعادي لهذه القضية الوطنية التي هي ملك لكل المغاربة.

2- كل شرور المغرب من المشرق
كل شرور المغرب تأتيه من المشرق، فمن دعم الحركات البعثية في المشرق للحركات "الوطنية" في المغرب من أجل تغيير النظام السياسي سابقا، مرورا بتزويد الأنظمة "الثورية" في المشرق لعصابات البوليساريو بالسلاح والذخيرة لاقتطاع جزء من التراب الوطني، وصولا الى القاعدة التي هي صنيعة مشرقية تريد أن تغير المعالم الحضارية والتاريخية لبلادنا التي تسميها تعسفا بلاد المغرب الاسلامي، ودون الحديث عما أقدمت عليه "الكويت" ودول الخليج من اهانة للمرأة المغربية، وللكرة المغربية في مسألة "المدرب" الوطني ...
مسموح لكل هذه النزعات المشرقية البغيضة والمريضة أن تهيننا في عقر دارنا، وبدعم إعلامي عروبي وإسلامي (قناة الجزيرة التي لا تخجل في تبيان خريطة المغرب مفصولة عن الصحراء المغربية، ومع ذلك فهي ملجأ العروبيين والإسلاميين). إلا أن تنهض فعاليات أمازيغية وطنية للدفاع عن الكيان المغربي، في تاريخيته المتميزة، وفي حضارته الأصيلة والمنفتحة، وفي تعدده الثقافي واللغوي الغير المسموح لنظيره في الأنظمة العروبية والاسلاموية المشرقية، إلا هذا النهوض الامازيغي الوطني الأصيل فانه – حسب "حماة" الوطن من العروبيين والاسلامويين- "يهدد" وحدة المغاربة ويعمل على "نشر الفتنة"، وهو أيضا "عمالة" لإسرائيل ويسعى الى اختراق ذلك "الإجماع" الوطني ضد التطبيع مع إسرائيل. انها الوقاحة بكل اختصار مفيد!
لا نريد أن نتهم أحدا فيما يخص التطبيع، لكن ما نريد التأكيد عليه أن هؤلاء القوميين والإسلاميين ليس يهمهم من أمر/خطر التطبيع لا التطبيع الرسمي للمغرب والذي هو باد للعيان، ولا تطبيع العرب أنفسهم مع إسرائيل، كل ما يقلقهم ويخيفهم هو أن تنشر دراسة أكاديمية حول التطبيع بشمال إفريقيا والتي فيها يتم تناول المكون الأمازيغي في هذه المنطقة، وهو تناول أكاديمي لا دخل للحركة الأمازيغية فيه لا من بعيد ولا من ريب. إذ ذاك تراهم، أي القوميين والاسلامويين، يهرولون وكأن الأمازيغ خرجوا على بكرة أبيهم يطالبون بالتطبيع مع إسرائيل والذين هم منه، أي من ذلك التطبيع، براء.
إن جل الأمازيغ يعيشون في المغرب غير النافع، ولأسباب تاريخية لا نريد الخوض فيها في هذا المقام، ظروفا مأساوية في الشتاء وفي الصيف، وهم بذلك ليس في وارد اهتماماتهم لا التطبيع مع إسرائيل ولا مع القومية العربية، كل ما يريدونه أن يرفع عنهم التهميش والتمييز. لهذه الأسباب الموضوعية والاجتماعية، أفرز التاريخ حركة من صلب معانات هؤلاء الأمازيغ، ولهذه الأسباب أيضا ترى المثقفين العقلانيين – وليس المثقفون العضويون بتعبير غرامشي والذين هم في ايديولوجياتهم غارقون – لا يتوانون في نصرة الحركة الأمازيغية وقضيتها العادلة، خاصة بعد أن تبين أن كل ذلك النسيج الحزبي والنقابي مرتبط إيديولوجيا بالعروبة والاسلام السياسي.
حتى اليسار الذي كان من المفترض أن يتصدى لهذه الإشكالية الهوياتية، بما هي إشكاليات انطرحت على اليسار في تجارب مجتمعية وتاريخية أخرى بحيث عملت بعض القيادات الماركسية التاريخية على التصدي لها بتحليل علمي رصين (معالجة لينين للمسألة القومية)، حتى هذا اليسار العروبي وبحكم ظروف نشأته، في إطار الحركة الوطنية، ظل عاجزا عن تناول القضية الأمازيغية تناولا وطنيا، وعن التعامل مع الحركة الأمازيغية تعاملا ديمقراطيا به يستطيع إقناع فئات من المثقفين الامازيغيين الديمقراطيين والتقدميين للانخراط في العمل السياسي الحزبي.
هناك من المثقفين من أقدم على تجربة يسارية تنظيمية، إلا أنهم سرعان ما يكتشفون الحقد والخوف اللذين يسريان في أحزاب اليسار من كل ما هو أمازيغي، الشيء الذي جعل اليسار عاجزا عن احتضان الفعاليات الأمازيغية التي كانت تعتقد في إمكانية انخراطها واشتغالها من داخل تنظيمات اليسار. إنها لعنة المشرق والنزعات الشرقانية التي أصابت حتى اليسار المغربي الذي كان سيحظى بدعم قوي من طرف الكثير من الفعاليات لو أحسن التعامل، ليس مع القضية الأمازيغية وحسب، بل مع الهوية المغربية في تميزها وفي فرادتها التي ليست شيئا آخر سوى "تمغربيت".
إن اليسار المغربي، بعجزه التاريخي والإيديولوجي عن معالجة الإشكالية الهوياتية للمجتمع المغربي، وبانزلاقه الى مواقع العروبية حيث أضحى يتحالف مع الإسلاميين لنصرة القضايا القومية على حساب بعض القضايا الوطنية (الأمازيغية مثلا)، انه بعجزه ذلك وبانزلاقه ذاك، يكون اليسار المغربي قد أضاع فرصا ثمينة للتحالف والتعاون مع الحركة الأمازيغية باعتبارها حاملة لقيم الحداثة والتعدد والديمقراطية التي كان يبشر بها اليسار إيديولوجيا، غير أن انزلاقه الى مواقع العروبية أفقده مصداقيته وقدرته على الدفاع عن تلك القيم. انها دائما لعنة الشرق التي أصابت اليسار المغربي في مقتل.
لذا لا بد أن نؤكد، كما في مقالات سابقة، على أهمية أن تتوجه فعاليات الحركة الأمازيغية نحو تأسيس تنظيمات سياسية ونقابية وعدم الاكتفاء بالعمل الثقافي في ذاته حتى تتيح لمجموع الفعاليات فرصة العمل في الحقلين الاجتماعي والسياسي نظرا لأهميتهما القصوى في التأثير على موازين القوى، ونظرا لاستحالة الاشتغال على قضايا أساسية كالأمازيغية حتى من داخل التنظيمات اليسارية.
لعل أبرز تحد يطرح على النقابات ذات الميول اليسارية، وخاصة التعليمية منها، هذا دون ذكر الأحزاب، هو عدم قدرتها على اتخاذ مواقف محددة من تدريس الأمازيغية في وقت أضحت فيه هذه المسألة من صلب اهتمام فئات واسعة من المجتمع المغربي؛ على عكس ذلك لا يخلو بيان ولا كلمة ولا بلاغ هذه النقابات من ذكر القضايا القومية بمناسبة أو بدون مناسبة.... أن تتجاهل ذكر قضايا وطنية هي مطروحة بقوة الواقع والضرورة التاريخية، وتقتصر على ترديد شعارات قومية هي من إيديولوجيا الستينيات، فهذه هي المعضلة القصوى وهذه هي لعنة الشرق التي تفرقنا في وقت لسنا نحظى فيه، نحن المغاربة، بأي مقام ولا أي موقع ولا أي تأثير في هذا المشرق الذي إليه يهرولون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة