الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسمحوا لي أن أكون إرهابيا ... فمؤسساتنا تحنط العقل الإسلامي لمتحف الحضارة الغربية

بوجمع خرج

2010 / 10 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


يستعد هذه الأيام معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية بمدينة ليل الفرنسية ومعهد الدراسات المغربية والمتوسطية لتنظيم ندوة في جامعة ا"اونفيرس" ببلجيكا يبتغون منها مناقشة موقع الإسلام في أوربا الجديدة وإسهام الحضارة الإسلامية في الحضارة الأوروبية وتصور الإسلام في الغرب والقضايا الكبرى المعاصرة وعناوين فرعية متعددة يمكن إجمالها في جمالية الكلام لأجل جمالية الكلام كما هو الفن للفن أكثر من ما هي مساهمة في بلورة تصور ما قد يفيد البشرية في تجاوز الأزمات الاقتصادية أو تطوير العلوم والتكنولوجية أو حتى تجاوز و التخلص من الانعكاسات السلبية على الإسلام لمخلفات أحداث الحادي عشر من شتنبر وما تولد عنه من انفعالات وردود أفعال عقائدية.
لذلك تبين لي أن أشرك الرأي العام هذه المبادرات التي تجعلنا موضوع الفرجة الفكرية في مسرحية من ألف ليلة وليلة أمام الغرب الذي ينتج تقدما وتطورا وقد انهمك في أنواع البحث والعمل الجاد ليحقق الرخاء لشعوبه... تماشيا دون علم منه ولا معرفة مسبقة لما في الإسلام من حقائق... مع قوله سبحانه " وقل اعملوا ..." وتشخيصا لأشرف الكلام "رحم الله عبدا عمل صالحا وأتقنه " ونحن نعلم هذا ولكنا لا نعلم كيف نحققه ثم ندعي أننا سنحكي للغربيين عن ما يعرفونه في المعاملات وفي العمل وفي تكريمهم للإنسان حقوقية وحرية... وبهذا فاني والله استحيي من نفسي وأتبرأ من مثل هذه المؤسسات التي تصرف الأموال الطائلة في ما لا ينفع وفي أحسن الأحوال لا يضر الغربيين في شيء إن لم يكن إحراجهم بمويعة تصرفاتنا وفي بلاد الإسلام كم من آهات ومن متسول للأمم المتحدة روزا وحليبا.
فأما عن تشريفنا للإسلام وهو في غنى عن أمثالنا في ما تحكم به شعوبنا التي كأنها يتيمة دستوريا وحقوقيا ومؤسساتيا في أوطاننا العربية بالخصوص والإسلامية في العموم ... فذلك يتطلب منا لأن ننظر إلى أنفسنا أولا من خارج العنصرية التداينية التي تضخمت فينا بسبب النرجسية العقائدية التي تغرقنا في جاهلية جديدة ومتجددة وقد نصبنا لها في وعينا الإسلامي المشترك في حكاماتنا طوطما من الفساد جعلناه سيرة وثنية أفقدت المستضعفين صوابهم في القيم الشريفة والنبيلة أمام حاجتهم إلى رغيد حلال هو حقهم الشرعي الذي لولاه ما كانت لتكون الدولة ولا المؤسسة ... وحاجتهم إلى كرامة إنسانية هي حق وجودي كان الله هو الذي شرف به آدم في ما قاله "وكرمنا بني آدم..."
فأما أن نطبل ونزمر للأوروبيين لكي نقنعهم على انه بفضل الحضارة الإسلامية تمكنت الحضارة الغربية من كذا وكذا لعل وعسى يطبطبون على ظهورنا أو يتقبلونا من بينهم فهذا ليس سوى كالسير في الرمال البلوعة بل وربما يزيد في استصغارنا ما دمنا لا نتقن سوى تكرار الزيارات لأطلال كان بها أجدادنا لنغنى شخصية وهمية افتراضية نعبئ بها مواطنين محاصرين في أوطانهم كما لو أنهم في محمية سيجت بشتى أنواع الترهيب والقمع والتهديد في خرق سافر لأدبيات وأخلاقيات الإيمان بالله. .
لست ادري لماذا نحن هكذا لا نجيد غير السفر في الزمن إلى الخلف في رجعية الوجود وكأننا انتهينا في ماضينا في الحين أن الغرب يسافر في الزمن إلى المستقبل بفضل ما لحقه من علم كان من إنتاج بعض من أسلافنا الذين عانى عدد منهم من شر جاهلية حكامات لا زالت تتوارث في بلداننا الإسلامية وقد قدست في طقوس رسمت لها أنواع لبروتوكولات في جمهوريات ملكية وفي ملكيات ملكية مخوصصة....
بالله اسالكم هل الغربيون ينتظرونا لنحدثهم على أن الجبر هو من عند سابقينا وعلى أن نيوتن استلهم من الحازن وعلى أن ازدواجية الصفة الضوئية أدركها قبلهم حدسيا الشيخ السهروردي...؟ فهل أكثر سذاجة إن لم تكن حماقة وجودية في ثوب الإسلام؟
إن الغربيون ليسوا في حاجة إلى حكايات كادت تصنف في الأساطير لولا أنهم هم ذاتهم الذين انقدوا هذه الأسماء الكبيرة بالتقاطهم علومها وأبحاثها ليشرفوها ويكرموها بانتاجاتهم وأعمالهم التي يقودون بها العالم. بل لو لم يكن ذلك لحنطوا في عقولنا التي ليست أكثر من متاحف لمنتوجات أفكار أشبه بأشياء من الصناعات التقليدية والتي لم تتحرر إلى حدود الساعة من وسائل إنتاج تعود إلى زمن الحضارات البدائية وقد صنف تعليمنا من أكثرهم كسلا ونحن امة "اقرأ".
لست ادري عن أي قضايا كبرى معاصرة سنحدثهم في هذا اللقاء ونحن خارج التغطية المعاصرة وخارج الزمن الإنتاجي المعرفي والاقتصادي المعرفي. فهل سنحدثهم عن كيفية إحاطة إشكالية نظام الفراشة بالمفهوم الفيزيائي الذي يتحكم في الصيرورة الاقتصادية وهل سنحدثهم عن كيفية إنتاج وسائل استتباب الأمن ألاستباقي وهل سنحدثهم عن نظريات التنمية ... من داخل إسلاميتنا التي صفاتها في القرآن.
صعب علي أن أعمم بحكم أن الله سبحانه ما كان غبيا ليضع أمانته في عوربتنا وفي إسلاميتنا وفي ذلك ما يرهق الوعي الإسرائيلي الصهيوني ولكن من داخل وثنيتي التي ألقيت بها في مزبلة الوجود اعترف أني في عوربتي وإسلاميتي التي هي المشهرة اليوم في ببغائية الخطابات الدينية وفي كاريكاتوريات التمظهر الملتحي والمحلق وفي توثين رمضان وصلواته وفي رهبانية الجمعة وتدنيس المساجد من طرف منافقين جاءوا يقفون دون حياء أمام الله.. إني أقر واعترف للغرب على أني أعيش الانحطاط في الادامية ولا استحق التشريف و لا التكريم الإلهي واقر على أنه إذا الدين المعاملة وإذا الدين تكريم الإنسان وإذا الدين عمل فإن الغربيين أكثر مني إسلاما وعلى أن الذين منهم لا يشركون بالله هم اقرب مني إلى الله بل أقول حتى وثنية الذين لا زالوا قائمين عليها هم أفضل مني بما أن الله يعلم على أني فشلت في تبليغهم الرسالة بل فشلت حتى في نشرها بين أجيالي الحالية التي عانقت حضارة غربية انتزعتهم مني بالإنتاج لا أنكر أن مرجعياتها هي العقل والجمال سواء عند الذين اختاروا الإغريقية أو الذين اختاروا الرومانية... وأبقى أنا العربي والمسلم كالغراب لا مشيتي العربية ولا الإسلامية ولا مشية الغربيين في إحدى خياراتهم الحضارية التي أشرت لها سابقا.
إني أرى نفسي مشوها في لحية غير منسجمة مع ملامح وجهي ولا مع شاربي وارى نفسي كاريكاتوري اللباس في أقمصة غير عملية ولا متناسقة ...فأما الانسجام والتناسق فثمة جمال والدين الإسلامي جمال والله جميل... لذلك أقر على أني أنا الذي بفقداني الذوق الفني الذي هو في كل ما خلق الله اشوه محمدية الانتماء وانا الذي ارسم كاريكاتورية رسول الله محمد صلعم وانا الذي اسيئ للصحابة وان الذي احرج الملائكة في ما انا فيه من مسبح من دماء الرحم.
فإذا قال رسول الله - صلعم - قصوا الشارب وأعفوا عن اللحية فهو لم يقل كونوا كالقردة أو كاريكاتوريي المظهر وإذا قال سبحانه واعدوا لهم ... ترهبون به ...." فلم يقل كونوا بشعين ولا معجرفين ولا متطرفين فالدين دائما هو الوسط علما أن الوسطية تحتاج إلى كفايات تعبدية وتدبيرية وبيداغوجية وسياسية وعلمية وفنية وليست للوجوه المكفرة ذلك أن البشاشة هي لله الذي إذا توكلت عليه حقا فلن يصيبني ما يفقدني بشاشتي إذا أنا مسئول عن وعيي في الرسالة والتي اعلم من خلالها انه لا احد يهدي حتى من أحب فما أحراك أن يهدي من يكرهه... ولو توكلت عليه فلن أكون أبدا متشائما ذلك انه قادر على تغيير الوضع متى شاء.
إني أجد نفسي لا استحق إسلاميتي في أميتي المتنوعة والمتعددة بعد نداء كان أولا وفيه أمر جزرا جاء فيه "اقرأ" ولعل ما يسقط عني إسلاميتي هو أني أتحدث إصلاح التعليم ومحاربة الأمية بعد مرور أربعة عشر قرن . احتقر نفسي أمام الأنبياء والرسل... وفي ارضي المسلمة أكثر خيرات العالم وأنا ارتزق التنمية البشرية. اكره نفسي وأنا عاجز عن تطبيب قومي وفي القران شفاء. ولن اسمح لنفسي هويتي الإسلامية وأنا أتسول العلم وفي القران كل مفاتيح العلوم الكوسمولوجية ولبيولوجية والنفسية والفيزيائية والسوسيولوجية والإنسانية ... وفي الكلام المقدس رياضيات جاء فيه " الرحمان علم ... النجم والقمر بحسبان"
فاسمحوا لي أن أكون إرهابيا في نفسي النسبية وانفجر فيكم انتم نفسي الإسلامية الكلية المطلقة لعلي استيقظ للخلود من غفلة الخنوع للأبلسة التي تتفشى في جسدي الدستوري والمؤسساتي بل وحتى العقائدي ما دمت افرح لفعل السوء الدستوري والتدايني حينما احتال على أمانة الشعوب وأنا اعلم على انه من لا أمانة له لا دين له.
* بوجمع خرج/ من الصحراء الغربية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة بايدن تسعى لتبديد الشكوك بتبرعات مليونية


.. كلمات فتاة غزية تجسد معاناة غزة والسودان من الجوع




.. الخارجية الأمريكي: تمت مشاهدة تقارير مزعجة عن استخدام الجيش


.. موقع إسرائيلي: حسن نصر الله غيّر مكان إقامته خوفا من تعرضه ل




.. وقفة لرواد مهرجان موسيقي بالدنمارك للمطالبة بوقف الإبادة بغز