الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يملك الفلسطينيون اعادة صياغة أولوياتهم، وتحالفاتهم؟؟

طلعت الصفدي

2010 / 10 / 18
القضية الفلسطينية


من الواضح أننا نشهد في منطقة الشرق الأوسط،، والادنى، والقرن الافريقي عصرا يتميز بصعود العنف، والتعصب والقهر، وتزايد وتيرة الفقر، والصراعات العرقية والمذهبية، وتأجج الاقتتال الداخلي بين أبناء الشعب الواحد،وتعمق الانقسام، واكبها حراكا لبعض قوى الأقليم لاستعادة دورها التاريخي والحضاري المفقود في المنطقة، في محاولة لتعزيز نفوذها، وضمان مصالحها الأمنية والاقتصادية، وفرض وجودها الأقليمي، عبر تدخلها المباشر وغير المباشر مستخدمة المال ومكانها الاستراتيجي، ومساندتها لدول وقوى وحركات راديكالية، بشعارات تدغدغ عواطف الجماهير ضد اسرائيل، مما أحدث اختلالا فكريا وماليا وجيوسياسيا واخلاقيا .

ومع انطواء، أغلبية الدول العربية الى الداخل، تحت ضغط واقعها ومشاكلها المتعددة الجوانب، وتراجع القوى الديمقراطية والتقدمية في استقطاب الجماهير الشعبية كقوى محركة لتغيير الواقع، وغياب الديمقراطية السياسية والشعبية، وفرت لاسرائيل العنصرية الاستيطانية حرية المناورة والحركة على أكثر من جبهة للاستفادة من الفوضى، وتآكل الاستقرار السياسي والاجتماعي من فرض شروط جديدة على دول المنطقة، بما فيها مطالبة السلطة الوطنية الفلسطينية الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل مقابل اعترافها بالدولة الفلسطينية بحدود منقوصة عن حدود 1967، ودون تطبيق القرار الأممي 194، واستبدال قرارات الشرعية الدولية بالتفاهمات الامريكية-الاسرائيلية، ومحاولتها الأخيرة الضغط على الجماهير الفلسطينية في الداخل من أجل اجبارها على الانصياع لقراراتها العنصرية، وتهديد وجودها وحياتها على أرضها.
ان اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية تتحملان كامل المسؤولية عن وصول المفاوضات الى طريق مسدود بسبب التعنت الاسرائيلي، وتهربها من استحقاقات عملية السلام، وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني، حقه في تقرير المصير، واقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وتواطؤ الولايات المتحدة الامريكية. لقد بينت تجارب المفاوضات المريرة منذ اوسلو، مرورا بالاتفاقات التي وقعتها السلطة الوطنية مع اسرائيل فداحة الشرك، والخديعة الكبرى، والتضليل الاعلامي التي مارستها اسرائيل مع المفاوض الفلسطيني، والمجتمع الدولي، وكذب ادعاءاتها برغبتها في تحقيق السلام، في حين كانت الجرافات الاسرائيلية تتسابق على نهب الارض الفلسطينية، واقامة المستوطنات وهدم البيوت، وبناء جدار الضم العنصري،وتهويد القدس، وتحويل الضفة الغربية الى كنتونات ومعازل منفصلة ومحاصرتها بالمستوطنين والمستوطنات، وطغيان مفهوم الأمن الاسرائيلي على مفهوم السلام الفلسطيني، فالالة الصماء التي تحركها عقول التطرف والعنصرية وأدت حتى اتفاقية اوسلو، ومع انتهاء ملهاة المفاوضات، فلم تنته المسرحية الاسرائيلية-الامريكية، وافتتحت فصلها القديم الجديد بشروط جديدة.

لقد عكس مفهوم الأمن الاسرائيلي نفسه على السلام، فأولت كل الحكومات الاسرائيلية كل الاهتمام للامن الاسرائيلي، وعززت من قدراتها العسكرية والتكنولوجية، معتمدة فى الاساس على قدرتها الذاتية فى عمليات الردع، ونقل المعركة الى خارج عمقها الداخلي، وعلى الدعم ألامريكي غير المحدود، وتحاول ضمن رؤيتها الأمنية الاحادية، أن تخلق واقعا في المنطقة، حكومات وقوى سياسية تتعامل معها أمنيا لضمان سلامتها، وما التنسيق الأمني الا أحد أوجهه.
ان كل محاولات الضغط الشفوي على اسرائيل، لم تنجح حتى فى وقف النشاطات الاستيطانية لمدة شهرين لاستئناف المفاوضات على الرغم من كل الاغراءات الامريكية، فحكومة نتينياهو – ليبرمان حكومة التطرف والعنصرية لم تعد تعمل أجيرا لواشنطن بل تحولت لشريك رئيس، تضرب بعرض الحائط القانون الدولي، دون رادع أومحاسبة، وتسعى للهيمنة على منطقة الشرق الاوسط، باعتبارها جزءا من نفوذها وحدودها الآقليمية، ولم تنجح كل العلاقات العربية الحميمية مع الادارات الامريكية المختلفة في الضغط على اسرائيل للتراجع، وتلبية الحد الادنى لمقومات عملية التفاوض.
ومع أن القضية الفلسطينية لا يمكن فصلها عن بعدها العربي والاقليمي والدولي، فان الواقع يطرح سؤاله المنطقي، الى متى تستمر رخاوة دول المنطقة وشعوبها في التعاطي دون حراك سلطوي وشعبي ايجابي، للجم السياسة الاسرائيلية العدوانية؟؟ ولماذا لا نعيد صياغة الاولويات، وخلق تحالفات جديدة تساهم في تحقيق المصالحة الوطنية، وتتصدى للمشروع الاسرائيلي- الامريكي في المنطقة، وتلجم العدوانية الاسرائيلية على شعبنا، وتعزز صموده على أرضه في محاولة لاعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني ،ووقف حالة التدهور الحالية، واستنهاض الحالة العربية، ووضع العلاقات العربية- الفلسطينية على سكتها الصحيحة بعيدا عن سياسة المحاور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم