الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل للعرب من دور يتناسب مع ثقلهم؟

فاطمه قاسم

2010 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



لا يستطيع أحد في العالم أن يشكك في مساهمة الإجماع العربي في تحقيق الأمن و الاستقراز في هذه المنطقة الحساسة من العالم، وبالتالي المساهمة في أمن و استقرار العالم.
و لكن السؤال المطروح اليوم على العرب أنفسهم و على القوى الدولية الأخرى، هل العرب يأخذون مقابل دورهم و ثقلهم في استقرار الأمن الدولي، حتى و لو بالخد الأدنى، أم أنهم مازالوا بعيدين عن عما يستحقون؟
نقطة الاختبار هنا،تكمن في الجهد الدولي المبذول لجعل إسرائيل تنصاع و لو للحد الأدنى من الحقوق العربية سواء في فلسطين – التي هي أصل المشكلة – أو في سوريا و لبنان، حيث الجولان ليس محتلاً فقط، و إنما ضمته إسرائيل بقرار أصر المجتمع الدولي على عدم صحته، كما أن بعض الأراضي اللبنانية مازالت تحت الاحتلال، و لبنان مازال تحت التهديد.
ربما يعتقد احد،
أن عدم حصول العرب على ما يوازي ثقلهم و وزنهم و دورهم في استقرار المنطقة و العالم، إنما يعود إلى العرب أنفسهم، و غيابهم عن قضاياهم، و ترك هذه القضايا أوراقاً يستخدمها الآخرون، و يضربون مثلاً لذلك، هو تعاظم الدور الإيراني و تعاظم الدور التركي في قضايا المنطقة، بينما أصحابها غائبون بسبب حلفائهم، و كان لدينا نموذجاً قبل أيام قليلة، حين قام الرئيس الإيراني احمدي نجاد بزيارة لبنان، و زيارة جنوب لبنان، و رأيناه و يستخدم لبنان و جنوبه و مقاومته كمنصة يطلق من خلالها كلامه الموجه إلى أميركا و العرب عموماً، و إسرائيل على وجه الخصوص.
هو جاء، و تحدث، و أطلق آراءه، و نحن كعرب شغلنا بتقييم الزيارة، كيف تصرف رسمياً، كيف تصرف شعبوياً؟ و هل كان متوازناً أم غير متوازن؟ و هل زيارته ستسهم في تهدئة الوضع اللبناني الداخلي المتفجر أم تزيده اشتعالاً؟
بالنتيجة
العرب هم الملومون أولاً و ثانياً و عاشراً على تقصيرهم بحق أنفسهم، و على تركهم لقضاياهم يستخدمها الآخرون سواء بحسن نية أو سوء نية.
و كلما حاول النظام الإقليمي العربي أن يتخلص من عبء هذه الخلافات فإنها تعود و تطفوا على السطح من جديد، و كان آخرها في قمة سرت الاستثنائية، حين رأينا هذه اللغة الغامضة من القادة العرب، مع أن قضاياهم ساخنة، و ثقلهم موجود، و بدون هذا الثقل فان السياسة الأميركية في المنطقة على سبيل المثال ستواجه صعوبةً، و أكثر تكلفة، و لكن في حصد النتائج، فإننا لا نجدهم يحصلون على ما يستحقون.
و في الجهود الأميركية الأخيرة للاستمرار في المفاوضات، و تحقيق سلام الشرق الأوسط، عبر إقامة الدولة الفلسطينية، فإننا وجدنا أن الولايات المتحدة تستفيد إلى أقصى حد من الثقل العربي، ثم تواصل الضغط على العرب بينما هي لا تفعل شيئاً حقيقا على صعيد إسرائيل التي لا تستطيع أن تعيش بدون أميركا، و لكنها لا تستجيب لأميركا و لو بأقل القليل.
التيار الرئيسي العربي، تيار الاعتدال، لديه ما يقوله بالفعل، و لديه إسهاماته في حفظ الاستقرار العالمي، و لكن إدارة هذا الثقل العربي هي التي تحتاج إلى إعادة نظر، و إعادة تقييم، و بالتالي إلى تغيير الاتجاه ليكون العرب أكثر توازناً بين حقوقهم و مصالحهم من جهة، و ما يقدمونه للسلم العالمي من قوة و استقرار.
و في الفترة الأخيرة، رأينا أن التيار الرئيسي العربي، تيار الاعتدال، كان أكثر مسئولية، و لكننا سننتظر لنرى إن كانت الإدارة الأميركية بوجه خاص، و المجتمع الدولي بشكل عام، يضع هذا الجهد العربي في الميزان الصحيح، أم يظل العرب ينطبق عليهم المثل " ما تاتي به العاصفة تذروه الرياح "، او المثل الشعبي "احرث وادرس لياكل ابني بدرس "أي الجهد منهم و المحصلة للآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هناك ترجيح بالاثقال
هيثم ابو شعبان ( 2010 / 10 / 20 - 23:09 )
لا احد ينكر دور الاجماع العربى فى تحقيق الامن وغيره من القضايا الحساسه فى فسطين ولبنان ولاكن علا العرب اولا ان يتفقو على ان يكون هناك اجماع اصلا وبالنسبه لزيارة احمدينجاد فنحن سمعنا من باراك واولمرت الزين هم بصدد تحقيق حرب علا ايران يقولون ان هناك طائرت استطلاع مخصص لمراقبة الزياره منز الزهاب وحتى الاياب وللاسف لم يفكرو حتى بتعكير صفو الزياره وهازا امر مشكك بتصاريحهم التى سبقة وتلة الزياره ( تحياتى للدكتوره فاطمه قاسم )والى الامام

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -