الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الأخ آرام في الثوارالبيشمركة

آلان كيكاني

2010 / 10 / 18
حقوق الانسان


الأدوار تنتهي يا عزيزي , وهذه سنة الحياة , والثورة شجرة زيتون ليس دائماً يجني ثمارها من زرعها . ما قرأته في مقالك سمعته مسبقأ في بريطانيا من بعض كرد العراق المهاجرين بعد سقوط نظام صدام , وسمعته لاحقا ممن كان يزور عيادتي منهم في سورية طلبا للاستشفاء , الكل كان يقول أن معظم من قامت الثورة على أكتافهم يشعرون الآن بالخيبة والغربة وهم يرون أن دماءهم التي أراقوها في سبيل الوطن أستفاد منها غيرهم باستلام المناصب ومن خلال هذه المناصب جمعوا أموالاً طائلة في وقت يرزح فيه البيشمركة وعوائل الشهداء وضحايا الأنفال تحت أعباء الفقر والعوز .
أهل مكة أدرى بشعابها , وأنتم كرد العراق أدرى مني , أنا الكري السوري , بوضعكم . إلا أن لي ملاحظات وددت التعبير عنها هنا بعيداً عن ماركس وهيغل ودوركهايم وهي أن ظروف الثورة تختلف عن ظروف الاستقرار الذي يعقبها بعد انتصارها . الثورة تحتاج إلى من يعرف كيف يحمل السلاح ويقاتل به , تحتاج إلى أبطال أشداء يتحملون الجوع والعطش والمرض , أبطال الثورة هم فدائيون وجنود مجهولون , حين يقومون بعملهم الرائع لا يعملونه من أجل مكاسب لأنفسهم لاحقا وإنما يعملونه في سبيل الشرف الذي يحظون به وهم يسطرون التاريخ بدمائهم الزكية , هم طلاب مجد وسؤدد وليسوا بطلاب دينار ورتبة لأن مثل هذه الأمور أدنى منهم مرتبة .
النقطة الأخرى , يا عزيزي , أن هؤلاء الأبطال , وهم يستحقون أن يكونوا تاجا على رؤوس الأجيال لما قدموه من غال ونفيس من أجل أن تهنأ أبناؤهم بالعز والكرامة , فإن معظهم ذو شخصية تمتهن الجسارة والشجاعة وأيد وعقول تتقن القتال وليس بالضرورة أن تتقن الإدارة المدنية التي تعقدت كثيرا في ظل عصر التقنية الفائقة والعولمة , لذا عندما شاع الأمن والاستقرار في الإقليم وبدأ عهد الإدارة والبناء كان لا بد من الاعتماد على عناصر تمتهن العمل في زمن السلم والاستقرار وجل هؤلاء الناس هم ممن تخلفوا عن الثورة أو ممن كان يعاديها أصلاً .
وهنا تكمن المشكلة الكبرى : أن تفني عمرك في سبيل هدف ما وعندما يتحقق هذا الهدف يجني غيرك ثماره , أن تهجر عائلتك في سبيل الثورة ويبقى أولادك خارج حلقة العلم والمدارس لفقدهم معيلهم ثم ترى بعد نجاح الثورة أن أبناء من تقاعسوا عن الثورة وتفرغوا لجمع المال وتربية وتعليم أولادهم قد نالوا شهادات عليا في مختلف العلوم ويتسابقون لاستلام المناصب والامتيازات بينما أبناؤك لا يصلحون إلا للرعي والزراعة ....لا شك أنها مشكلة كبيرة .
لا أود أن أبرر هذه الظاهرة ولكن أعتقد أنها فرضت نفسها بشكل طبيعي على سير الأحداث هناك , ولا أريد أن أغض طرف القارئ الكريم عن الفساد الذي يدب في جسد حكومة الإقليم على ضوء ما نسمع ونقرأ كل يوم من أخبار تردنا من هناك وانشغال السياسيين بالصراع على المناصب سواء في الإقليم أو في عموم العراق , بل أعتقد أن حكومة الٌإقليم تتقاعس كثيرا عن مكافأة هؤلاء البيشمركة الأبطال الذين نعتز بهم أيما اعتزاز .
تقبل حبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما


.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع




.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و


.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا




.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟