الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين موقع شاعراتنا العربيات علي خريطة الإبداع ؟ نزار قباني استطاع تصوير مشاعر المرأة أكثر من المرأة نفسها

عبدالرحمن حامد القرني

2004 / 9 / 11
الادب والفن


هل هناك بصمة للشاعرة العربية في ساحة الشعر؟ سؤال يطرح نفسه فعلي مدار حركه الابداع الشعري التراثي تركت الشاعرة العربية بصماتها واضحة وعبرت عن ذاتها ومجتمعها وأزمتها الإنسانية منذ زرقاء اليمامة والخنساء مروراً بأصوات نسائية متعددة نجدها في الكتب الموسوعية الكامل للمبرد و الاغاني للأصفهاني ونشوار المحاضرة للتنوخي في المشرق وفي الاندلس أيضا نجد حضوراً متميزاً للشعر النسائي ولكن انحصر ذلك لفترات طويلة بل يمكن أن نقول أن الصوت النسائي في فترات كثيرة من التاريخ خفت الي حد الصمت0 ومنذ نشأت حركه أبوللوتقريباً بدأ الصوت النسائي في الظهور في الحركة الرومانسية العربية ومميزت حركات التحرر الاجتماعي في الوطن العربي بين مختلف الحركات الاخري والدعوة إلي استعادة الحقوق المفقودة للمرأة عبر تاريخ طويل. وانقسمت الأراءوتعارضت في نقاط كثيرة فبتأثير الغليان في الأحداث يقال أن المرأه تفجر بركانا ً من الإبداعات وخاصةًاننا كشعب عربي دائماً ما تأخذنا مشاعرنا منذ الخنساء وولادة بنت المستكفي ووصولاً إلي عائشة التيمورية المرأة العربية لها بصمات وصولات وجولات في ساحة الشعر العربي ولكن الان وخاصةً في العقدين الأخيرين، والتسأولات تطرح نفسها: هل هناك قصيدة نسائية؟ هل هناك بصمة لهذه القصيدة؟ معظمنا يحفظ شعراً قديماً فمن منا يحفظ لشاعرة حديثة؟
هل الشعر الحديث سطح شعر المرأة؟ فماذا يقولون ويقلن؟
الراية أفسحت المجال: الشاعرة نور نافع قالت : لم تتوار الشاعرة العربية من الساحة فهناك شاعرات حققن نصرهن في منتهي المهارة ولا فرق بينهن وبين الرجال ولهن بصمة تتسم بعدم الخضوع والإستكانه فالمشاركة في الأحداث والمؤتمرات تنعكس عليهن ولكني لا أنكر أن هناك رجالاً كتبوا بلسان المرأة وبلغة نسائية رقيقة وحساسة ومثال ذلك وبلا منازع نزار قباني لقد عبر عن المرأة أكثر مما يمكن أن تعبر هي عن نفسها وبالرغم من ذلك فالشاعرة التي تملك أداتها تعبر وتقتحم والمرأة لاتعترف بشعر المناسبات فالحب مناسبة والهجر مناسبة والرجل مناسبة والشاعر أوالشاعرة الحق يستطيع ان يعبر عن نفسه في كل المرافق، أنا أري أن المرأة أقدر في التعبير عن الإحساس الجمعي فهي الأن خرجت من ذاتيتها لتعبر بشعرها عن قضايا هامة للمجتمع ككل وأنا أري أن"شريفة السيد وفدوي طوقان ونازك الملائكة شاعرات معبرات وإن خرجن عن القافية لكن في المجمل يملكن نقل صورة جميلة ومؤثرة في النفس. أما الشاعرة آمال شحاته فقالت :هناك الكثيرات لهن بصمات كثيرة ولكن عددهن قليل بالنسبة للرجال لذلك لا يظهر دورهن واضح وهناك رجال لايقبلون أن تظهر المرأة إبداعاتها وهنا القليل يساندها فالمرأة تحتاج لمساندة الرجل وعندما تقدم عملاً شعرياً لها يمر بعشرين رجلاً منهم من يكسر مجاديفها منهم من يشجعها،ولكن صاحبات الموهبة والعزيمة يجاهدن في سبيل موهبتهن.، وهناك شاعرات مصريات نقرأ لهن ونستمتع بهن مثال علية الجعار، وإيمان بكري وشريفة السيد" وغيرهن ولكن كلما تفرغت المرأة للإبداع أفضل والممارسة تخلق التجديد في العمل وأنا دائماً أقول أن الشاعرة المصرية قادرة علي توصيل المعني والإحساس أما الشاعرات العربيات فيصلني إحساسهن بصعوبة. شريفة السيد الشاعرة والحاصلة علي جائزة البابطين قالت متحمسة: إن القصيدة النسائية المؤثرة موجودة بيننا والرجال انفسهم اعترفوا بوجودنا في المنتديات الأدبية والإحتفالات الرسمية لكنهم يتركون ذلك للإعتراف الشفاهي فقط ولا أعرف السبب فالدكتور جابر عصفور ثم الدكتور عبدالقادر القط عندما فكروا في الإحتفال باليوم العالمي للشعر لم يختاروا سواي لأمثل الشعر النسوي. والدكتور محمد عبد المطلب قال بالحرف الواحد: قصيدتك اليوم إعجاز لقد تخطيت بها كل مقاييس الحس والجمال اللغوي وفاروق شوشة قال في مهرجان المحبة في سوريا: شرفت الشعر يا شريفة والفينوري قال أني خنساء العصر الحديث والشاعرة العربية لها قوتها ووجودها ولكن التاريخ ظلمنا عندما أسقط من حساباته كثيرات لم يدونهن من صوت الشاعرات المتحمسات للشعر وقصائدهن والمدافعات عن وجودهن الي الصوت الأخر الناقد الرجل. د..عبدالمنعم تليمة استاذ النقد الأدبي والناقد المعروف قال : الشاعرة العربية موجودة منذ الجاهلية ولكنها في فترة تراجع دورها حتي عصر النهضة أو حتي جاءت عائشة التيمورية وعصر النهضة شهد ميلاد شاعرات عربيات ولكنهن قليلات في العدد ومقلات في الإنتاج وقد تميزت ملك حفني ناصف ومي وغيرهن. ونجد في العقدين الأخرين الشاعرة العربية حققت مكاناً ملحوظاً وقد برزت شاعرات مغربيات وتونسيات وفلسطينيات وعراقيات ومن شتي البلدان العربية ولكن الحقيقة يوجد من مصر كوكبة كبيرة فالبيئة المصرية في مجال الإبداع الشعري والروائي متوهجة ومتقدمة ولها الريادة وعادةً ما تكون الصحوة الإبداعية عند المصريات أكثر من غيرهن. أما الدكتور وليد منير الناقد والشاعر ورئيس قسم الإعلام في كلية التربية النوعية بالدقي. قال منذ حركة الرومانسية الجديدة تعالي الصوت الفني للمرأة حيث لاحت شخصيات نسائية لها طابع متفرد مثل مي زيادة ومتك ناصف وأخريات وكذلك استطاعت أصوات شعرية مثل "جميلة العلايلي وغيرها أن تقدم نصوصاً مهمة واستمر هذا المد الفني إلي العقدين الأخيرين حيث أخذت صورة الشعر النسائي ملمحاً أكثر حدة وتطرفاً بعض الشيء منذ ظهور فكرة "الكتابة بالجسد" تلك الفكرة التي اتصلت بمفاهيم ما بعد الحداثة وفكر التفكيك الذي صاغ أطروحته "ارجاك وبريدان وجوليا كرستينا". ومن هنا نستطيع القول ان صوت المرأة الشعري قد أخذ منحنياًجديداً بعد المرحلة الأولي التي تميز فيها صوت علية الجعار وروحية القليني وصافيناز كاظم وهكذا احتلت غادة السمان وظبية خميس وغيرهما مساحة واسعة ومؤثرة وتلتهما في فترة لاحقة إيمان مرسال وفاطمة قنديل ومني عبد العظيم وخيرية صابر. وأخريات وفي الواقع كان صوت الشعر الأنثوي في العقدين الأخرين واضحاً جداً وربما غالباً في ادعاءته الثورية بعض الشيء علي توجهات التمرد الأخري كالتمرد السياسي ولكن السؤال الأكثر أساسية هو ملاءمة طبيعة هذا الصوت ومدي إضافته لهذه الثقافة التي شاركت فيها الخنساء وولادة بنت المستكفي بنصيب كبير. أما د.. عفت الشرقاوي أستاذ الفلسفة الإسلامية والأدب العربي قال: أعتقد أن تقاليد القصيدة العربية القديمة ظلت تفرض نفسها علي نمط من التغيير عند بعض الشاعرات وهذا لم يتح للشاعرة أن تعبر عن نفسها تعبيراً صادقاً، وتحديث القصيدة وظهور أنواع جديدة أعطي الفرصة للأداء الأكثر صدقاً للتعبير عن الوجدان الشعري. لأنه فيه حرية أداء وغير معتمد علي التقاليد القديمة بل أكثر صدقاً للتعبير عن الوجدان الشعري.
وقد بدأت محاولات كثيرة يمكن أن تكون نازك الملائكة نموذجاً جيداً لها لأنها نموذج علي الخروج علي تقاليدالشعر والحفاظ علي رونق الأداء وكأن الخلاص من تقاليد التعبير القديم كان وسيلة للكشف عن الذات لدي الشاعرة العربية الحديثة وكأن التقاليد كانت حجاباً يمنع الصدق لأن التقاليد تفرض أنماطاً من الأفكار مثال الغزل والمدح والهجاء. مثال ذلك علية الجعار وجميلة العلايلي وأكثرهن إبهاراً نازك الملائكة والإتهامات التي تقولها الشاعرة عن محاربة الرجل لها هي المسئول الأول عنها، فالمرأة تكون صورتها عن نفسها من خلال الرجل ويكون ذلك ضارا لها إذا تحكم في تكوينها الوجداني. فنضج المرأة يجب أن يكتمل حتي تبلور صورة لنفسها في عينها هي قبل عين الرجل فالمرأة لاتصلح ناقدة00 لماذا؟ لأنها لاتملك الصدق الذاتي ولديها الكثير من عدم الثقة في نفسها. أما د. عبد المعطي صالح أستاذ اللغة العربية والنقد بجامعة عين شمس والحاصل علي جائزة الدولة التشجيعية في مجال النقد قال: نعم استطاعت الشاعرة العربية أن تنجز قصيدة إبداعية في الفترة الأخيرة ولكن الإنجاز للقصائد النسائية يختلف عن القصائد الرجالية فالإبداع من وجهة نظري لا يرتبط بالجنس، والإبداع عملية إنسانية في المقام الأول، ولكن يبقي تعميم هذه الأعمال الإبداعية وأقصد بالتعميم المكانة التي تحتلها القصيدة المعاصرة في خدمة الإبداع العربي وفي هذه المسألة تتعدد الأراء وتكثر الدراسات الناقدة للشعر التي تسعي حثيثاً في زمان أصبحت المقولة الشائعة فيه الرواية - السرد - ديوان العرب.
أما الدكتور سيد قطب أستاذ النقد الأدبي بألسن عين شمس والحاصل علي جائزة الدولة التشجيعية قال : في العصر الحديث لم تحقق المرأة في الإبداع الشعري هذا الحضور باستثناءات قليلة نلمسها في فدوي طوقان أوجليلة رضا وقليلات بشكل عام وبصفة خاصة إذا قارنا بين إبداع المرأة في الشعر وإبداعها في الرواية والقصة، فنستطيع القول بأن الإبداع النسائي في مجال القصة حقق للمرأة هذا الإنجاز الواضح وترك شخصيتها بقوة منذ لطيفة الزيات وسهير القلماوي ومروراً بإقبال بركة وغادة السمان وصولاً إلي نور أمين وميرال الطحاوي وهدي النعيمي ومنار فتح الباب ومي التلمساني ومي خالد وإبتهال سالم وهالة البدري وغيرهن. ففي العقدين الأخيرين تألقت القاصة وتراجعت الشاعرة ولعل هذا لأكثر من سبب منها تراجع الشعر إذا قورن بالقصة ومنها أن الذات تجاوزت مرحلة الغنائية إلي مرحلة التعدد في الرؤية وهي للذات الشاعرة حيث أصبحت شعرية الأسلوب جزءاًتشكلياً من نسيج الكتابة القصصية إن المشهد الشعري المعاصر يكاد يخلومن الصوت النسائي العميق المؤثر علي عكس المشهد السردي.

* كاتب سعودي صحفي *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-