الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجه القبيح للرأسمالية الأوربية ( نحو نازية جديدة )

كريم الزكي

2010 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بدأت صعودا وبشكل نشط الحركات اليمينية والنازية الجديدة لا في فرنسا و المانيا و الدنيمارك والسويد فقط وانما بعموم القارة الاوربية , يجري صناعة أو خلق قوى الردة السوداء في أوربا , ومنها تسهيل عمل ونشاط اليمين المتطرف والنازية الجديدة وبشكل خاص بعد أنهيار المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفييتي . وكذلك كان واضحا جدا مشاركة الكنيسة البابوية ( الفاتيكان ) وهذه المشاركة كانت فعالة ونشطة وعلنية , في توفير الدعم المالي والسلاح لقوى الردة السوداء في أوربا الشرقية . ومعروف كيفية تهديم البنى التحتية للدول الاشتراكية السابقة وتمزيق الوحدة الوطنية لجميع هذه الدول بشكل انتقامي سافر وبالقوة المسلحة لحلف الأطلسي والمليشيات اليمينية والمرتزقة المدفوعين للتخريب من مواطني هذه الدول وخلق النعرات الاثنية والمذهبية والقومية , في الوقت الذي تلاشت هذه الامور لعقود طويلة في الدول الاشتراكية السابقة . وبطل هذه السياسة هي الولايات المتحدة الامريكية وذراعها المسلح ( البنتاغون ) وفي أداراتها الجمهورية والديمقراطية على حد سواء . بحجة محاربة الارهاب يجري على قدم وساق تمويل هذه القوى بملايين الدولارات , وهنا لابد الاشارة الى التمويل الجديد والذي بدأت به فرنسا بحجة تحرير الراهن من مجموعات القاعدة في الصحراء الافريقية , وحتى الانسان البسيط والذي يمكن تظليله بهذه الحجج إلا أن الإمكانيات العسكرية ( وخاصة الطائرات العسكرية بدون طيار وطائرات التجسس والاقمار الصناعية والمتوفرة بشكل هائل في أجواء الارض والفضاء الخارجي والتي تصور حتى ذرات التراب الإفريقي , يسمحون لمجموعات مسلحة مفتعلة تقوم بنشاط بين نيجيريا وصعودا غربا الى الجزائر والمغرب وموريتانيا , أنها فبركة واضحة المعالم , سابقاَ صنعوا القاعدة وطالبان لمحاربة الوجود السوفييتي في أفغانستان , وكل البشرية الحرة تعرف كيف تم صناعة القاعدة وطالبان وقادة هذه المنظمات هم مجموعة معتوهين من الساقطين والمنبوذين حتى من شعوبهم , والعالم أجمع يعلم من هو الشريك الاساسي في هذه الصناعة , هي السعودية والأنظمة الرجعية المتعاقبة على السلطة في الباكستان ويدها الضاربة ( الاستخبارات الباكستانية ) ليس هذا بجديد وهذه المعلومات سبق ونشرت على مواقع كثير في السويد وغيرها , وبشكل مفتعل من قبل المخابرات المركزية الامريكية لقياس مدى أهتمام العالم , وقياس تأثير ذلك على شعوب العالم ومدى أهتمام الحكومات وشعوبها بهذه اللعبة القذرة والعلنية من الادارة الامريكية وبمساعدة الرأسمالية الاوربية , واليوم تلعب اوربا الرأسمالية لعبتها القذرة في هذه الصناعة من خلال تمويلها لمجموعات القاعدة في الصحراء الافريقية . وسواحل الصومال استعصت على قواتها الضاربة والمحمولة والتي تجوب البحار والاجواء في افريقيا واسيا , أنها مسرحية ولعبة الكر والفر بينهم وبين قراصنة الساحل الصومالي أصبحت مفضوحة , من الطبيعي جعلوا من الصومال أرضا خصبة للجوع وفقدان الامن وضياع وطن أسمه صومال , المتتبع للسياسة الامريكية والرأسمالية الاوربية على حد سواء يجد كيف تم تدمير كل الدول ذات النهج الوطني المتحرر من النفوذ الرأسمالي . و ما يجري في العراق هو عملية أنتقام منظمة هدفها الاساسي هو تهميش العراق وتمزيقة , ( لأنه في وقت مضى كانت هناك حكومة وطنية بعد ثورة 14 تموز 1958 سيطرت حكومة الثورة فيه على خيرات الوطن وبدأت بتأسيس أول حكومة وطنية كان من أول أهدافها تحرير الشعب العراقي من الجهل والفقر والامية ومن سيطرة الشركات الاحتكارية النفطية , وبسن قانون رقم 80 وأنتزاع حقوق الفلاحين من سيطرة الاقطاع وتحرير العمال من أستغلالهم وتحديد ساعات وقت العمل 8 ساعات . وبعد سنين الفاشية الطويلة في العراق والتي لعبت المخابرات المركزية دورها القذر في اسقاط الحكم الوطني لثورة تموز 1958 , لم يكفيهم ما فعلوه بالعراق وكل هذه السياسات تذكرنا بسياسة الاستعمار البريطاني والفرنسي للمنطقة والشرق الاوسط خصوصاَ , يجري في العراق اليوم عملية أذلال مبرمج و تدمير شامل وأرجاع العراق الى عهود الظلام بشكل منظم وبمساعدة السعودية وأيران ( حلف أعداء الشعوب ) . ومن خلال هذه السياسة الرأسمالية ذات المنظور الضيق و المحدود ( بالربح والخسارة ) الرأسمالية تجر المجتمع الدولي نحو حافة الانهيار وتدمير ما أنجزته البشرية لرفاهية شعوبها . هذا الذي يجري أسميه سياسة عليَ وعلى أعدائي , الخطر الحقيقي يجري صناعته في اوربا , وما تقوم به حكومات اليمين الاوربي في سن القوانين ذات الاثر الرجعي والمعادي لحقوق الطبقة العاملة وعموم الكادحين , وبشكل خاص قضية زيادة سن التقاعد , وحرمان قطاعات واسعة من شعوبها من التأمين الصحي ومن بناء مساكن جديدة وحل مشاكل الشباب في إيجاد فرص عمل والقضاء على البطالة , والتضييق المستمر على المهاجرين , في الوقت الذي نسمع فيه صيحات كثيرة تحث على عدم الوقوف بوجه الهجرة وخاصة هجرة البشر ذوي الكفاءات والقوى الماهرة من العمال المهاجرين , ومن الصيحات التي سمعناها في بريطانيا وفرنسا والمانيا والسويد , وكون هذه السياسة في محاربة الهجرة وحتى الشرعية منها سوف تأثر بشكل سلبي وخلال السنين القادمة ستكون هذه الدول بمصاف الدول الفقيرة , هذا هو الحقد الطبقي الذي تتصف بعه الرأسمالية , ورأس المال هذه هي نظرته للحياة دائما ضيقة وبحدود مصالحة الانانية والمبنية على أستغلال الانسان . ( شعوب أوربا تنظر نحو باريس ) الطبقة العاملة الفرنسية أذا نجحت في تحقيق أهدافها الانية فسوف تنجح الشعوب الاوربية في الوقوف بوجه الردة السوادء والنازية الجديدة في اوربا .
بغداد 19_10_2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام