الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضمير الحى فوق الهوية القومية والدينية

نوال السعداوى

2010 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


منحت جامعة المكسيك يوم ٢٣ سبتمبر ٢٠١٠ درجة الدكتوراه الفخرية لرجال ونساء، منهم ماريو بارجاس يوسا، ونعوم تشومسكى، و نوال السعداوى، ارتدينا القبعات والأرواب والأوشحة لنشبه الممثلين فى الكوميديا الإلهية، أو الكهنة فى عصور الظلام، كانوا يمشون على الأرض متنكرين تحت اللحى والشوارب والتمتمات الغامضة، يتصاعد الدخان من مباخرهم ليعمى العيون، حتى تم اختفاؤهم فى السماء وراء المياه المتبخرة فى شكل السحب.

قبل سفرى إلى المكسيك طلبوا مقاس رأسى بدقة، ليصنعوا لى القبعة الفخرية، تعودت التمرد على هذه التقاليد المقدسة فى الجامعات، تشبه الطقوس فى المعابد، السير كالعرائس المتحركة إلى المنصة، بخطوات مشدودة وأعناق متقلصة، نجلس فى الصف الأول مع رئيس الجامعة، ترمقنا آلاف العيون فى القاعة بمزيج من إعجاب وكراهية، تعزف الموسيقى النشيد القومى، نقف كتماثيل من صلصال ثم نجلس، تعرض الشاشة أمامنا فيلما تسجيليا عن مؤلفات كل منا، مع صورنا الشخصية والموسيقى التصويرية ، ثم تبدأ مراسيم الحفل تشبه المراسيم فى جنازات الحكام، يقف رئيس الجامعة على المنبر الى جواره شخص يحمل الوشاح والقبعة، شخص آخر يحمل الميدالية الذهبية والشهادة الفخرية، ينادى رئيس الجامعة الاسم بصوت جهورى، يقف صاحب الاسم ويسير نحو المنبر، يتم تتويجه بالوشاح والقبعة والميدالية والشهادة، لابد من زم الشفتين مع التكشيرة لتبدو الشخصية مناسبة للمشهد، منذ طفولتى أجد صعوبة فى زم الشفتين، بسبب الضب الموروث عن أمى،

ولأن الضحك يغلبنى فى مثل هذه المواقف، تشبه المآتم، تبدو الحركات هزلية، تعظيم الحزن الزائف أو تفخيم الابتهاج الزائد، حاول رئيس الجامعة أن يثبت القبعة فوق رأسى، لكنها ضيقة وكادت تقع، لولا حركة سريعة من الشخص مسؤول القبعات، عدت الى مقعدى بالوشاح حول كتفى والميدالية والشهادة فى يدى، والقبعة فوق رأسى مائلة نحو أذنى، كانت أمى (زينب هانم شكرى) فى الأربعينيات من القرن الماضى تجعل قبعتها مائلة فوق رأسها حتى الأذن، علامة الأنوثة فى العصر القديم، همس نعوم تشومسكى الجالس إلى جوارى: قبعة جميلة لكن شعرك الأبيض أجمل؟

خلعت عنى القبعة والوشاح والشهادة، لأتخفف من الثقل، ولأن الحر أيضا شديد مثل صيف القاهرة، «جلوبال وورمينج» قال نعوم تشومسكى، ارتفاع حرارة الكون إحدى جرائم الرأسمالية الصناعية القائمة على استغلال الطبيعة، وتدمير البيئة وتغيير المناخ، درجة الحرارة فى مونتريال وموسكو ٣٩ درجة مئوية مثل القاهرة.

نعوم تشومسكى، انتشرت كتبه بلغات متعددة فى العالم، هويته أمريكية وأصله يهودى، لكن ضميره الحى ارتفع فوق الهوية القومية والدينية، أدان حكومة إسرائيل اليهودية والحكومة الأمريكية الاستعمارية العسكرية، ساند نعوم تشومسكى قضية الشعب الفلسطينى والشعب العراقى وشعوبا أخرى مقهورة، وطنه أصبح الإنسانية وليس مسقط الرأس حيث ولد.

ماريو بارجاس يوسا أيضا مثل نعوم تشومسكى، ارتفع ضميره الأدبى فوق هويته القومية ودينه ولغته، هجر مسقط رأسه (فى بيرو) بسبب الاضطهاد داخل وطنه، سافر إلى إسبانيا وبلاد العالم، ساند الشعوب المقهورة ومنها الشعبان العراقى والفلسطينى، كتب ضد الرؤساء والديكتاتورية.

يبدو ماريو بارجاس أكثر شبابا من نعوم تشومسكى وأكثر مرحا، أشار إلى قبعتى المائلة وسألنى: هل نسيت أن ترسلى لهم مقاس رأسك؟ قلت له: أرسلت المقاس لكن المشكلة ليست فى القبعة، قال: ما المشكلة إذن؟ قلت: المشكلة فى رأسى، ضحك مقهقها فاهتزت قبعته المائلة وكادت تسقط ثم قال: أنا أيضا اتهمت رأسى.

لم نعرف ذلك اليوم أن ماريو بارجاس سيحصل على جائزة نوبل للأدب بعد أيام قليلة، هو كان يعرف لابد، مثل هذه الجوائز العالمية المهمة لا تعلن إلا بعد موافقة المرشح لها، يتم إخطاره بها قبل موعد إعلانها بشهور أو عام كامل، يتعهد بكتمان الخبر حتى يتم الإعلان عنها رسميا، لهذا بدا ماريو بارجاس مرحا سعيدا خفيف الحركة والظل، كان يعرف أن العالم سوف يفاجأ بعد أسبوعين بالخبر، وسوف يحصل على مليون ونصف المليون يورو قيمة الجائزة، لكن قيمتها الأدبية أكبر، يصبح الحائز عليها أديبا عظيما وإن كانت موهبته غير عظيمة، أحيانا تلعب الدوافع السياسية دورا أكبر من الأدب.

فى المكسيك عندى صديقات قديمات، منهن الدكتورة سيلفيا ماركوس، تركت منصبها فى الجامعة وعادت إلى قريتها فى الجنوب، لتجرى بحوثا عن «زاباتيستا» الحركة الثورية فى المكسيك بقيادة الشاب ماركوس، دعتنى إلى قريتها خلال الثمانينيات من القرن الماضى، زرت معها جبهة القتال وفرق النساء المناضلة لتحرير المرأة والوطن معا، كان الشعب المكسيكى يعلق آمالا كبيرة على هذه الحركة، للخلاص من الديكتاتورية والهيمنة الأمريكية.

على مأدبة الغداء قالت سيلفيا: هذه الحركة لم تعد كما كانت، كنا نظن أن القائد ماركوس سوف يكون مثل كاسترو فى كوبا، لكن زحف اليمين الدينى على المكسيك كما حدث فى مصر وفى معظم بلاد العالم، تم إجهاض الحركات الشعبية التى حاربت من أجل العدالة الاجتماعية وتحرير النساء والفقراء، انتصرت القوى الاستعمارية والخصخصة، تم إجهاض الحركة النسائية وحركة الشباب، اتسعت الهوة بين الفقراء والأغنياء، ربح رجال الأعمال البلايين من السوق الحرة، أصبح الاستهلاك والاستيراد هو الأساس وليس الإنتاج المحلى، تضاعفت البطالة انتشر الفساد والمحسوبية.

قال نعوم تشومسكى: الولايات المتحدة الأمريكية تقود العالم من أزمة إلى أزمة، من حرب الى حرب، ما فعلته أمريكا فى العراق وما فعلته إسرائيل فى فلسطين جرائم بشعة، لا توجد هيئة دولية قادرة على عقاب جورج بوش فى أمريكا أو تونى بلير فى إنجلترا أو خوسيه ماريا أزنار فى إسبانيا أو نتنياهو فى إسرئيل أو غيرهم، تم إعدام صدام حسين فقط رغم أن جرائمه كانت محلية، جرائم هؤلاء الكبار دولية وغير محدودة.

تساءلت: هل تتحرر الشعوب عن طريق هيئة الأمم المتحدة أو محكمة العدل الدولية؟ أليست هى تابعة بشكل ما للقوى الدولية الاستعمارية؟، مثل البنك الدولى وصندوق النقد ومنظمة التجارة العالمية؟ محكمة العدل الدولية ألم تحاكم إلا رؤساء البلاد الصغيرة فى أفريقيا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية؟، لن تتحرر الشعوب المقهورة إلا بإرادة الشعوب نفسها، أليس كذلك؟

قال نعوم تشومسكى: نعم لكن إرادة الشعوب مسلوبة، الشعب الأمريكى مثلا محكوم بالقوة والمال، التعليم والإعلام الأمريكى معا يؤديان إلى الجهل وتفتتيت القوى الشعبية، نحن المثقفين المعارضين قلة قليلة مضطهدة ومحاصرة، مثل ما يحدث لكم فى مصر، كلمة الديمقراطية أصبحت سيئة السمعة، حكومتنا الأمريكية تغزو العالم اقتصاديا وعسكريا تحت شعار الديمقراطية، أليست هذه أكبر أكذوبة فى عصرنا الراهن؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما اروعك
سعاد خيري ( 2010 / 10 / 19 - 09:48 )
وما اصدق وابهج ما تقولين وتبدعين


2 - احترموا عقولنا عندما تكتبون!!
تي خوري ( 2010 / 10 / 19 - 18:22 )
قال نعوم تشومسكى: الولايات المتحدة الأمريكية تقود العالم من أزمة إلى أزمة، من حرب الى حرب،؟؟
ونحن نقول لتشومسكي : هل الصين واوروبا وروسيا واليابان هي دمى لكي تقاد من قبل اميركا ؟؟؟؟؟ اي حسب تشومسكي, هناك بضعة اشرار باميركا يقودون بقية الاميركيين المساكين وكل العالم (ستة مليارات) الى الهاوية ؟؟؟ ما هذا الهراء؟؟ اين ماديتكم التاريخية وصراع الاضاد وعلومكم الماركسية؟؟ اما انكم تنسون كل هذا من اجل شيطنة عدوكم وجعله شماعة لفشلكم ؟؟ يبدو لي ان تشومسكي تعلم خطب الجمعة من شيوخ الارهاب والوهابية؟؟
احترموا عقولنا عندما تكتبون!!

تحياتي للجميع


3 - العرااااااااااااااق !!!!!؟؟؟؟
المنسي القانع ( 2010 / 10 / 19 - 19:08 )
أستاذتنا الكريمة الدكتورة نوال ----- أرجوك وأقبل أياديك أن تتركي العراق وشأنه .
فعندما كان يذبحه صدام وعائلته كل يوم لم نسمع صوتاً قومياً ، مسلماً أو ماركسياً وقف مع العراقيين بل كان مطاردي النظام الفاشي حتى الشيوعيون منهم لا يجدون مأوى عند العرب أو الإسلام أو الدول الإشتراكية . لم يستقبلهم غير دول الغرب . إن إصطفافك مع القرضاوي والزرقاوي وبن لادن مؤشر خطير يؤكد مقولة لينين ( أقصى اليمين وأقصى اليسار يلتقيان ) ولم تجدوا مشترك تلتقون عليه غير دم العراقيين . ألا يكفي حكم المقبور أربعة عقود خرب فيها النفوس وربى أجيال من الوحوش التي تستطيب طعم الدم حتى تأتوا كلكم لتذكوا النار وتزيدوا الطين بلّة .
كفا سيدتي تعضي في أمريكا التي آوتك عندما أهدر الطيبون دمك وبطلوا زواجك . ام أنها شيمنا لا نعض إلّا اليد التي تطعمنا .
وانت في أمريكا هل إتصلوا بك طالبين المساهمة منك في تخريب العالم . وكما تعلمين فقد خرب الأمريكان اليابان وأوربا بعد الحرب واليوم يخربون الهند والصين وكوريا . إتهم يديرون العالم على إصبع واحد كما تدار الكرة في لعبة كرة السلة .
إمنعي تعليقي ، لا يهمني فقد خزنته ونفست عن صدري، ودمت؟


4 - تحية للعقول المتنورة
فيصل البيطار ( 2010 / 10 / 19 - 19:12 )
تحية للعقول المتنورة، أصدقاء وأنصار الضعفاء والمغلوبين على أمرهم في العالم ... بفعل همجية الليبرالية الجديده .
لك سيدتي ولتشومسكي .


5 - سيدتي الكريمة اتركي العراق وشأنه
مكارم ابراهيم ( 2010 / 10 / 19 - 19:23 )
عشت صديقي العزيز المنسي القانع
انك صوت كل عراقي شريف
وانا اقبل قلمك الذي سطر هذا التعليق
مودتي
مكارم


6 - حرف ال د. الصغير ، لايمنع الأخطاء الكبيرة
الحكيم البابلي ( 2010 / 10 / 19 - 21:57 )
السيدة نوال السعداوي
تقولين بأن نعوم تشومسكي قال : تم إعدام صدام حسين فقط، رغم أن جرائمه كانت محلية ، جرائم هؤلاء الكبار دولية وغير محدودة . إنتهى
وهنا يتسائل كل عاقل ... هل تقاس الجرائم بمدى صُغرها وكبرها ؟ وهل هذا معناه أن يُعدم مثلاً من قتل عشرة أشخاص ويُعفى من قتل شخصاً واحداً ؟
أي منطق مفلوج هذا الذي يتكلم به رجل أثناء مراسيم إحتفال يمنحه شهادة دكتوراه فخرية ويُعطى بعد أيام منها جائزة نوبل للآداب !!!؟
ثم يأتي دوركِ للتساؤل البريء : لماذا لم تُحاكِم محكمة العدل الدولية غير رؤساء البلاد الصغيرة في أفريقيا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية ؟
الجواب هو : أتفق معك سيدتي وأوجه نفس السؤال لتلك المحكمة الغبية : لماذا لم تُحاكم ( كل) الملوك والحكام والزعماء والقيادات العربية ، وبلا إستثناء !!!؟
وهنا نرى أنه ليس فقط الدول التي تسمونها أمبريالية مسؤولة عن مظالم العالم ، بل العالم بأجمعه وبكل ذئابه وخرافه
نصيحتي لكِ سيدتي أن تحاولي إصلاح العطب في مجتمعك المتشظي قبل إصلاح مجتمعات العالم حولك ، وأقترح عليك البداية بكتابة مقال ينتقد الدين والدولة التي أنت في حاضنتهما الحياتي والفكرية
تحياتي


7 - تحياتي للكاتبة الرائعة
سامي المصري ( 2010 / 10 / 19 - 22:25 )
مبروك الدكتوراه التي تستحقينها بكل جدارة، يا صاحبة الفكر الحر والكلمة القوية التي تعرضينها في أسلوب ساخر ممتع. تحية لفكرك الذي لا ينبهر بالفساد الأمريكي المغلف بسلفان الديمقراطية الزائفة. بالأسف خبرات جيلنا العميقة لا يستطيع أن يفهمها بعض السطحيين من الأجيال الأحدث، أجيال ما بعد عصر السادات صاحب كارثة الانفتاح التي ساندت العولمة الأمريكية التي حولت العالم كله لعبيد. تعجبت جدا لما يحدث في المكسيك ودور اليمين الديني الذي يماثل تماما ما يحدث اليوم في مصر من خراب، مما يشير بأصبع الاتهام ليد العولمة الأمريكية المخربة للعالم. من المؤكد أن خمسينات القرن العشرين كانت الحياة أكثر إشراقا وجمالا وسعادة في كل الأرض من المعاناة البشعة التي يعانيها عالم اليوم في ظل العولمة التي صنَّعت الإرهاب والجرائم لخدمة شلة من الرأسماليين يحكمون الأرض؛
تحياتي للكاتبة العظيمة التي أتفق معها في كل ما تقول


8 - السيد المنسي القانع بالإذن من السيدة الكاتبة
فيصل البيطار ( 2010 / 10 / 19 - 22:32 )

ليس صحيحا أن اليسار العربي لم يتضامن مع محنة العراقيين إبان القمع الدموي الصدامي لهم .. سوريا إستضافت العراقيين ولكن من موقع العداء لنظام صدام وليس من موقع التضامن المبدئي، لكن الجزائر واليمن الديموقراطي إستضافوا ضحايا القمع الصدامي من موقع تضامني حقيقي، كما تضامن معهم اليسار الفلسطيني وخصوصا الجبهتين الديموقراطية والشعبية اللتين قدمتا للشيوعيين هويات فلسطينية عبروا بها الى كوردستان واستضافوا الشيوعيين في قواعدهم العسكرية في لبنان حيث تم تدريبهم على السلاح، بل وقدم لهم السلاح ايضا، مما دفع بنظام صدام لإغلاق مكاتب الجبهتين واعتقال كوادرهما وتسفيرهم الى لبنان غصبا وغالبيتهم كان يعيش في العراق منذ عام 1948 او هم من ابناءهم.
النظام العربي الرسمي عدا من ذكرنا، وقف الى جانب صدام، لكن قوى اليسار العربي كانت الى جانب ضحاياه .... الدول الاشتراكية استضافت بدورها العراقيين الفارين من سطوة الإرهاب الصدامي وليس صحيحا ماذكرته .
لا يجب وضع الجميع في سلة واحده، اليسار واليمين، ودع عنك الإستشهاد بلينين فهو لم يقل هذا، هو تكلم عن اليسار الطفولي في الشيوعية في كتابه مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية .


9 - حبيبتنا نوال
سمير طاهر ( 2010 / 10 / 19 - 23:00 )
تبقين حبيبتنا يا نوال. إذا كان هنالك شيء يجعلنا نؤمن بأن الدنيا ما تزال بخير فهو وجودك في عالمنا يا دكتورة. لم تتطرفي يساراً، لم تنغلقي، لم تنحرفي -ليبرالية- ولم تهادني. معك حق، فلا شيء في أعمارنا القصيرة يستحق أن نكون غير ما نحن عليه أو أن نساوم من أجل متاع زائل. أنت (من بين نادرين في حياتنا العربية) لم تخيبي أملنا منذ أن عرفناك في مراهقتنا الفكرية الجميلة وحتى اليوم. كثيرون انسلّوا من طريقنا كما انسلّوا من أنفسهم. تبقين حبيبتنا يا نوال.


10 - عدم الانحياز هو حصن الآمان للمنطقة
سامي المصري ( 2010 / 10 / 20 - 07:58 )
من الذي صنع صدام؟ إنها أمريكا ... ومن الذي دمر صدام إنها أمريكا نفسها، صنعته ودمرته لتدمر العراق بتاريخه بآثاره بقيمه العريقة ببنيته التحتية، لنشر الإرهاب في العالم العربي. من الذي أنشأ تنظيم القاعدة ودعمه بالسلاح والتدريب، تحت شعار محاربة الشيوعية، بهدف حرق المنطقة العربية مستخدمة التعصب الغبي والجهل لحساب مطامعها الاستعمارية، إنه السيد ريجان والسيد بوش شريك بن لا دن. عندما فكرت العراق في غزو الكويت لأول مرة أرسل عبد الناصر قواته التي قامت بدور فعال قوي في حماية المنطقة من النزوات العربية الحمقاء المدفوعة بأمريكا وروسيا لتخريب المنطقة. كان عبد الناصر أكثر فاعلية وقوة وحكمة وإخلاصا من كل ما فعلته أمريكا، فأحبط المؤامرة في وقتها، في نفس الوقت حافظ على كيان وسلام المنطقة. كارثة الشعوب العربية في الانحياز اليميني واليساري. لذلك فنظرية عدم الانحياز كانت هي التي تحقق أمن وتوازن المنطقة. لذلك تحركت كل قوى التخلف والاستعمار والوهابية ضد عبد الناصر. وبعد عبد الناصر لم ولن ترى المنطقة سلاما قبل أن يفيق العرب من الانحياز الاستعماري؛
تحية للكاتبة العظيمة غير المنحازة؛


11 - الأستاذ فيصل البيطار
المنسي القانع ( 2010 / 10 / 20 - 08:17 )
أولاً أستأذن أستاذتنا الدكتورة نوال في إستخدام صفحتها تجاوزاً مني ولكن الرد حكم .
الأستاذ فيصل أنا لم يسبق لي أن دخلت في مناكفة مع أي كان في الحوار ولا أريد أن أفعلها ، لذلك سوف يكون ردي من ضمن ما تفضلت به وهو ليس أكثر من مجرد تصحيح :-
اولاً -- سوريا إستقبلت العراقيين من منطلق عدو عدوي صديقي وكما أشرت حضرتك .
الدول الشمال أفريقية أعطت فرص عمل للعراقيينكل حسب إختصاصه وخبرته مستفيدة منهم كعمالة وافدة وليس كسياسيين ومعارضين ولهم حقوق اللاجئ السياسي وقد فعلت نفس الشيء اليمن والإمارات والعديد من الدول الأوربية . وكلها كانت مستفيدة من طبيب ومهندس وفيزياوي وصيدلي
لم تصرف على تدريسهم وتخريجهم وتدريبهم وهم من الكفاءات العالية ومن الملتزمين بأخلاق مهنهم .
كبار القيادات الشيوعية إنتهت في بريطانيا . ----
وثانياً -- مقولة المعلم لينين صحيحة وأظنك تعلم ذلك وإن كنت لا تعلم فأرجو أن تسأل العارفين .
أنا ياعزيزي ليس بيني وبينك خصومة على الإطلاق وإذا أردت أن تعطيني درساً أكون لك من الشاكرين. فقط لي رجاء واحد -- لا تتعالى على تلميذك إذا كان مستمعاً ويريد أن يستفيد وشكراً
خالص إحترامي للدكتورة نوال ودمتم


12 - السيد المنسي القانع بالإذن من السيده الكاتبة
فيصل البيطار ( 2010 / 10 / 20 - 10:12 )

لم أرد مناكفتك سيدي فليس لي مصلحة في هذا ، لكن من حقي الإعتراض والمناقشة، سيما أنني لم أتطرق لكل ما تفضلت به، فقط ما يعنيني كشاهد عيان، بل ومساهم بأجزاء من الحدث نفسه وهو ما سجلته عن الدعم الفلسطيني للعراقيين المضهدين على يد جزار فريد الطراز .
ولم اتحدث عن دعم عربي رسمي، فقط عن إحتضان دولتين عربيتين هما الجزائر واليمن الديموقراطي، وليس اليمن الحالي كما فهمت من تعليقك والذي يحتضن الآن ضباط الجيش والمخابرات العراقيين ويوظف خبراتهم الدموية في معاركه العسكرية .
كما أكدت على تضامن اليسار العربي والفلسطيني مع محنة العراقيين وليس كما نفيت انت، والدول الإشتراكية التي لم تكن قد سقطت بعد هي التي احتضنت الشيوعيين ثم جرى تجميع الكثير منهم للإلتحاق بتجربة الأنصار التي أدى فشلها وسقوط المعسكر الإشتراكي للتفرق في بلدان اوروبا الرأسمالية.
من مداخلتك حول اقصى اليسار فهمت أنك تقصد الماركسيين والدول الإشتراكية، هذا واضح في مداخلتك، ولهذا قلت أن لينين لم يقل هذا .
ليس هناك من دروس، إنما معلومات وصراع أفكار بغية الحقيقة لا غيرها والتي شعرت ان قسما منها قد غاب عنك في مسألة التضامن .
تحية لك سيدي .


13 - ملاحظة
رعد الحافظ ( 2010 / 10 / 20 - 14:01 )
الأخوة المعلقين الكرام
أظنّ الدكتورة نوال السعداوي , ليست في صدد إجابة تعليقاتكم الكريمة كما هي عادة المفكرين المشغوليين بمحاربة الإمبريالية الأمريكية التي هي سبب خراب العالم حتى قبل أن تُكتشف تلك القارة بواسطة كولومبوس ورفاقهِ
***
على كلٍ أنا لم أقرأ أصل المقال بسبب صداع دائم هذه الايام وكوني أعرف تقريباً أفكار الدكتورة (( المتجددة )) على الدوام
وددتُ فقط الإشارة الى إعجابي بغالبية تعليقاتكم الكريمة وأخصّ أولاً تعليق الصديق المنسي القانع الذي يوصيها بكفّ قلمها عن العراق وبطريقة وديّة ومؤدبة جداً
وكذلك كان تعليق الأخ تي الخوري ومكارم والحكيم , وشكراً لحواركم الهاديء والراقي


14 - سامي المصري تعليق 10
تي خوري ( 2010 / 10 / 20 - 14:08 )
السيد سامي المصري تعليق 10
تعليقك عبارة عن هرطقات ناصرية على طريقة هيكل بالجزيرة؟؟ صدام حسين وبن لادن ليسوا صناعة اميركية!. وانما هم صناعة محلية يفتخر بها المسلمون الى الان, ويطلقون عليهم القاب, كشيخ الاسلام والشهيد الاسلامي والبطل الاسلامي ..الخ ..وهم(صدام ولادن) بالواقع امتداد تاريخي للاستبداد الذي بدأ بمنطقتنا منذ 1430 سنة مرورا بالخلفاء الراشدين والامويين والعباسيين والعثمانيين مرورا بعبد الناصر وحتى حكامنا الحاليين؟؟ ربما تريد ان تقول لنا ايضا بان القراّن وصحيح مسلم والبخاري صناعة اميركية ؟؟؟ وربما بوش هو الذي ابتدع مصطلحات: الكفار ودار الحرب والسلام والقردة والخنازير والمغضوب عليهم؟؟
نعم اميركا مدت ودعمت طلبان بالسلاح ضد الاحتلال الروسي , ولكن هذا من بديهيات ومبادئ السياسة العالمية, وهي ان تدعم اي مقاومة ضد عدوك التاريخي والذي هو ايضا يكن لك الشر والعداء؟؟ اميركا ليست الوحيدة التي قامت بمثل هذه السياسة, وانما كل دول العالم , وعلى مدى التاريخ, بما فيها روسيا وجميع الدول العربية ومصر عبدالناصر؟؟ فلماذا لا يحق لاميركا ما يحق لغيرها؟؟

تحياتي


15 - كل المحبة لراءدة الفكر الانساني
علي احمد الرصافي ( 2010 / 10 / 21 - 11:29 )
الدكتورة نوال
كل المحبةوالاحترام لراءة الفكر الانساني النبيل


16 - بدون عنوان
ميس امازيـغ ( 2010 / 10 / 22 - 22:00 )
جرائم هؤلاء الكبار دولية وغير محدودة و جرائم صدام المقبور محلية اذن عليكم يارؤساءنا الدكتاتوريون الا تكتفوا بمأساة حلبجة و القبور الجماعية كما فعل غير الماسوف عليه هيا ابيدونا جمعا ابيدوا شعوبكم بالكامل حتى لا يبقى لشومسكي وناقلة قوله ما قد يقولانه.
اما الولايات المتحدة التي تقدم اعانات لكل من اصيب بمصيبة طبيعية كانت او بشرية فهي مجرمة و مجرمة و تحكم شعبها بالقوة والمال. نعم لقد اعدمت صدام ياناس لأنه اخطر من سلاح الدمار الشامل وان مثيري الفتن في العراق وفي فلسطين هم مصاصي الدماء البشرية من المسلين وزبانية صدام وان ديمقراطية الولايات المتحدة هي نبراس كل شعوب العالم وياليت كنا في بركنا الأسنة نعيش هذه الديموقراطية ولو حلما اذ حتى الأحلام اصبحنا نخاف ان تسلب منا .
ياناس هل اختلط الأمر على مثقفينا ام هم يستبلدوننا؟


17 - مرحبابكي سيدتي..ولكن
راشيل كمال ( 2010 / 10 / 28 - 07:50 )
لربما قد يغضب بعضا كلماتي هذة لكنه الحقيقة الامريكان هم من انقذوا الشعب العراقي من رذالة صدام الخبيث المدمر وانقذ الحاج بؤش كورد العراق من مازق ماساوية واقلهم المقابر الجماعية ووتحطيم لغتهم ومصيرابناءهم..انه داس على الشعب الكوردي بعنجهية لم يذكر له التاريخ مثلا..ايتها المناضلة المفكرة لما نسيتي 18 فتاة كوردية مؤنفلة الى بلدك مصر على ايدي المغول صدام؟؟؟!!!اليس ذلك خزي وعار على كل مفكر في مصر ينادي بالحرية والانسانية ان يغفلهم ولو في جرة قلم لهم!! ااه مما عانيناه من الابليس صدام


18 - اسمحي لي
nori kamala ( 2010 / 11 / 21 - 10:49 )
سيدتي الفاضله
اسمحي لي ان اقول اني استمتعت بالتعليقات اكثر من مقالتك الزكيه ,واسلوبك الجميل يستفز البعض لاخراج ابداعاته بالكتابه وينفس عن ذاته الاليمه,فتباركت كتاباتك التي جعلت للابداع منفذا لها واحييك واحي الجميع على اختلافهم الذي لم يفسد للود قضيته

اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو