الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف الاصولية الاسلامية مع الصهيونية اليهودية

محمد البدري

2010 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


علي مواطني اسرائيل ان يرددوا يمين القسم للدولة اليهودية. اي انه بغض النظر عن العقائد الشخصية والفردية والقناعات الدينية المتعددة فان الموقف السياسي للمواطن في اسرائيل عليه ان يكون مشروطا لصالح اليهودية كدين تقوم علي اساسه دولة اسرائيل.
فالفرد كمواطن في دولة له حق اعتناق اي دين يشاء. لكن في اسرائيل فعليه العمل لصالح دينها حتي ولو تضارب دينه مع دينها. الفرد في اسرائيل سيكون ممزقا لا لسبب سوي ان الاديان اصلا متنافرة ومتحاربة ولم تتفق يوما علي قاعدة صريحة واحده تجمعهم متآلفين. قرار نتنياهو بيهودية الدولة ينقل الصراع من علي الارض، وحق الحياة في وطن آمن للجميع، الي داخل عقل الفرد. فبعد ان تاسست دولته علي اسس نعلم جميعا انها اسس علمانية وكان الملحدون واعضاء الكيبوتزات المشاعية والعلمانيين من محاربي ومقاتلي الحرب العالمية الثانية وعلماء الطبيعة والاجتماع من اوروبا الشرقية هم النواه البشرية لتاسيسها، تحولت الان لتعود بنا الي الوراء الي عصر الاديان.

وقوبل قرار نتنياهو بصمت من كل الدول التي اسقطت الدين من حسابات الدولة بل ان دولا من المتحدثة بالعربية لم تعترض وصمتت لغرض مريب في نفس يعقوب. ولنعقد مقارنة بسيطة لما جري في القرن الماضي حتي نعرف اسباب الصمت.

ففي توقيت متقارب جدا ظهرت فكرتي القومية العربية وسبقها بقليل فكرة الوطن القومي لليهود. تحققت الاخيرة بادوات عالمية ظهرت من نتائج الحرب العاليمة الاولي حيث تم تقسيم ارض المهزمين في الحرب ومن ضمنهم نظام الخلافة الاسلامية العثمانية، فيما عرف بسايكس بيكو واعطي الحكم فيها لعرب من اصول عربية كالتي حكمت قديما في التاريخ بعد غزو العرب بلاد الشام والعراق. ويقابلها وطن لليهود كاحد عناصر ومكونات المنطقة تاريخيا. فكان الشريف حسين وقصص الابناء علي سوريا والعراق والاردن. والتي انتهت، بمساعدة انجلترا والولايات المتحدة الامريكي، في النصف الثاني من القرن العشرين الي جمهوريات ترفع شعار القومية العربية. وتزامن معها ظهور دولة اسرائيل كوطن قومي لليهود علي اسس علمانية ديموقراطية حيث أخذ مهاجرون يهود اوروبيين معظمهم من دول اوروبا الشرقية علي عاتقهم تاسيس الدولة.

ظل الفارق بين طبيعة النظام الداخلي للمحيط من حول اسرائيل وبين نظام اسرائيل الداخلي واسعا ومختلفا اختلافا جزريا. لكن تشابهت النوايا والتوجهات للخارج في كلا منهما وتشابهت معها ايديولوجيا العسكرة للمجتمع للطرفين. ولن نخوض في نتائج المواجهة فنتائج العام 67 وما بعدها كفيلة بكشف مدي جدية كل طرف فيما اعلنه واستخدامه للمقدرات والثروات الطبيعية والبشرية وما قادته سياسته الي تلك النتائج.

بدا خروج اسرائيل منتصرة باكتساح من تلك المواجهه كاشفا لما عليها الدخول اليه في مرحلة جديدة. هكذا بدات الاعلام تلوح بان للدولة دين. نتنياهو بهذا الاعلان يتخلص من جهة ممن لا يصلحوا لدولته من العرب مسحيين او مسلمين. اي انه يعيد مجددا عملية الطرد هذه المرة علي اسس دينية بعد ان تمت منذ اكثر من نصف قرن علي اسس عرقية عنصرية ويضمن العداء الديني له من المحيط. فالكراهية الدينية بين الديان خير استثمار لاصحاب النوايا الشريرة. فكما نشات حول اسرائيل حلقات من الدول القومية الفاشلة ستنشا حولها هذه المرة حلقات من الدول الدينية الاكثر فشلا. فالنظم لازالت هي كما هي والافكار لازلت نابضة والتنظيم الاجتماعي والسياسي فيها لازال متخلفا.

ساعدت عوامل التغذية لفكرة القومية العربية لزرع فكرة تديين الدولة، فصعود الاسلام السياسي مؤسس علي ثلاثية المشترك في منطقة الشرق الاوسط حسب ما جاءت في الادبيات الناصرية والبعثية من ان الدين واللغة والتاريخ مشتركات من المحيط الي الخليج. فاذا هزمت الهوية المؤسسة علي اللغة نهضت تلك التي علي اسس دينية. واذا سقطت هذه كما هو متوقع فستخرج فكرة التاريخ المشترك اي الخلافة الاسلامية لتسقط بتسارع اكبر علي حساب اراضي جديدة.
فالدائرة المغلقة وانغلاق العقل المحيط باسرائيل سوف يجد نفسه مرة اخري عند نقطة البداية التي نشات بنهاية الحرب العالمية الاولي وسقوط الخلافة. اكثر من قرن مر عليه وهو لم يستوعب درسا واحدا من دروس التاريخ.

ولعبت ثورة ايران الشيعية دورا في صعود الاسلام السياسي السني مما فتت جزءا من زخم التجييش المتوهم ضد اسرائيل بعكس ما يبوا وكانه تحريض ديني من اجل التحرير, فأهل السنة اساسا منقسمون بين التهادن مع اسرائيل بل وبين تعاون حميم وآمن معها كما هو الحال في دول الخليج مجتمعة. وظلت الفضلات المتبقية من النظام القومي العربي جراء هزيمته تحاول البحث عن نسق فكري ليس لحرب اسرائيل انما للتاجيج الغرائزي التحرير بينما الهدف الرئيسي لها هو الاحتفاظ بكراسي الحكم. إضافة الي ان دول الخليج برمتها لا تعتبر اسرائيل خطرا عليها اطلاقا مثلما تعتبر العلمانية والديموقراطية والليبرالية وعلي راسهم الفكرة الشيعية الامامية اكبر وأخطر اعدائها.
وظل الستار الحديد العربي الاقوي من ستار الاتحاد السوفيتي مؤديا لوظيفته حيث يتخبط المعزولين فيه بين فكرتي القومية العنصرية والاصولية الدينية، بينما دولة اسرائيل في قلب الشرق الاوسط تبدو كغانية تلبس كل الازياء وتغري كل المشتاقين والجوعي والمكبوتين وترقص علي كل الانغام في عرض استربتيز ايديولوجي وديني تجمع في كل رقصة ما افاءه عليها الذين يضبطون متلبسن بالحرب اي لمس جسد الراقصة وهو ممنوع قانونا في كل مواخير العالم. لكن ماخور الشرق الاوسط السياسي يسمح فيه بكل الممنوعات شرط ان يكون معك قيمة الغرامة لتدفعها مرات ومرات, وما اغني بلاد العرب لكل انواع الغرامة وما افقر عقولهم وتاجج غرائزهم. فهل ستجد الاصولية الدينية بافضل من نتنياهو واقتراحه المخرب لاقناع الجهلاء بمشروع الدولة الدينية ام انهم متحالفين للاطاحة بمستقبل شعوب المنطقة التي ظلمتها العروبة والاسلام والسياسي والصهيونية متضامنين معا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البقاء للعقل
لطيف شاكر ( 2010 / 10 / 20 - 16:04 )
هما بلا شك متفاربان في السلوك والهدف لكن مالنتيجة الحتمية والمستقبلية حينما يتفق صهيوني ذكي مع اسلامي غبي او صهيوني مدجج بكل الاسلحة الحديثة مع مسلم لايصنع سلاحه ولا يعرف استخدام المستورد منه ولكن العدد هنا عامل عام فالعرب 400 مليون والمسلمون يزيدوا عن البليون اما اليهود في العالم كله لايزيد عن العشرين مليونا ..ولكن ليست معادلة صعبة فقد استطاع اليهود اقناع العالم الغربي ان يكونوا قي صفهم ايدلوجيا ودينيا ووضعوا هدفا واحدا لهما وهو انتظار المخلص وهنا اصبحت صهيونية مسيحية تملك العدة والعداد والنهاية الحتمية انتهاء االاصولية الاسلامية كما انتهت الايدلوجيةا الشيوعية ولعل الفيديو الذي ارسلته لكم بالحوار مع العالمة الروسية تشيتفيريكوفا يؤكد المعني فالبقاء للاذكي وللعقل


2 - ما الجديد.. اسرائبل من البداية عنصرية
محمد حسين يونس ( 2010 / 10 / 20 - 16:17 )
ولكن عداء جيرانها اضطرها لان تؤجل هويتها حتي تامن والان بضعف جيرانها الواضح اصبح من الممكن ان تعلوا الاصوات الرجعية وتجد من يسمعها .. المدارس الدينية طلابها معفيين من الخدمة العسكربة التي تشمل السيدات.. وذلك منذ البدايةو الاحزاب الدينية هي التي تدعم او لا تدعم رئيس الوزارةخصوصا انة ليس بن جوريون او جولدا مائير..علي الجانب الاخر استطاع البترودولار تسطيح وترويض اى فكر تقدمي .. ولكن في النهاية لن يبقي الا ما ينفع البشرية ويدعمها ..وستختفي تلك الفقاعات مع نضوب البترول او الاستغناء عنة ..تحياتي


3 - برأيي الشخصي
تي خوري ( 2010 / 10 / 20 - 16:39 )

أشكر الصديق بدري على جهوده بهذا المقال..وبعد..برأيي الشخصي,اخر ما يسعى اليه نتنياهو هو تحويل اسرائيل لدولة دينية, لانه يعرف بان سبب قوة اسرائيل هي العلمانية والحرية , وان الدولة الدينية ستقضي على اسرائيل !! ومن هو نتنياهو حتى يفعل هذا في دولة علمانية دمقراطية ؟؟ هل تعتقد بان اسرائيل مزرعة لنتنياهو كما عند العرب؟؟ كل ما هنالك بان نتنياهو يلعب على عامل الزمن ويريد ان يكسب الوقت؟؟ وسبب صمت المجتمع الدولي عن هذا , هو ان نتنياهو , وبمنتهى الدهاء والذكاء, وضع العالم والامم المتحدة لكي يواجهوا انفسهم بالمعاملة المميزة والاستثنائية للدول الاسلامية والسماح لها بانشاء دول دينية وعدم احترام الاقليات؟؟ فاذا دان المجتمع الدولي نتنياهو سيضطرون لادانة جميع الدول الاسلامية بما فيها السعودية وهذا ما لا يريده المجتمع الدولي؟؟؟

تحياتي


4 - صناعة بريطانية ولابد للشعوب ان تستفيق يوما
احمد الكنعاني ( 2010 / 10 / 20 - 17:48 )
شكرا على قراءتك الصائبة للتاريخ فبعضهم لا يطيقها وتسبب له ضيقا وتخنق انفاسه.
العروبية الصهيونية والاسلاموية كلها صناعات الرسمال الناهب لخيرات وقدرات الشعوب،وهو كما له معامل لانتاج السلع المادية، له ايضا اخرى لانتاج السلع الايديولوجية التي يحتاج اليها لتدويخ عقول الراي العام.لنرى رواده في الغرب اليوم كيف يحاولون تحويل الصراع بايهام العامة على انه صراع ديني لتتقبل نهبها والرضوخ لقراراته الجائرة في حق حرياتها


5 - رائع
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 20 - 19:12 )
منطقتنا يا صديقي كانت وستظل عنصرية فكل شعاراتنا عنصرية ومعظم تصرفاتنا عنصرية واسرائيل قامت هنا كدولة عنصرية لأنها تشرب من نفس النصوص السماوية التي فضلتها على بقية البشر كما فضلتنا نحن. فعنصرية المنطقة كلها دينية المنشأ. ومهما تبدل وتلون العنصري يبقى كما هو
قوميتنا صارت عنصرية حتى تستمر وتدوم لأنها لا تخص بلادنا بل هي ثوب حملته الغزوات لبسناه مرغمين. وهذا ما زاد من تمسكنا بهوياتنا الأصلية وان يكن بشكل غير معلن أي زاد من عنصريتنا كرد فعل على عنصرية الآخرين وهكذا تجذرت العنصرية في المنطقة وتنوعت اشكالها وألوانها وافعالها. وهذا ما قدم المبررات لقيام دولة عنصرية جديدة صارت تجاهر بصفتها الدينية لأننا سبقناها نحن كثيرا بإعلان دولنا الدينية
كيف يمكن لدولنا الدينية التي تستمد تشريعاتها من الدين ان تنتقد اسرائيل إن تحولت ولو بشكل بسيط الى دولة دينية؟؟؟.. لا اعتقد انه بإمكاننا مواجهتها او مواجهة العالم ونحن نصدر العنصرية الدينية لكل العالم
تحية لك واشكرك


6 - حول يهودية إسرائيل
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 21 - 10:04 )
تقديري أن الهاجس وراء تبني يهودية إسرائيل بهذا الشكل العنصري، وهو مطلب غير مقبول حضاريا وعلمانيا، أملاه عاملان أساسيان: مطلب عودة اللاجئين إلى الأراضي التي طردوا منها والهلع من التكاثر غير المنضبط لفلسطينيي 48 وكلا الأمرين يهددان دولة إسرائيل في ظل العداء المتواصل . حسب بعض التقديرات فإن هؤلاء سوف يشكلون الأغلبية بين سكان إسرائيل مع حلول عام 3035.. وحينئذ لا بد أن تتحول إسرائيل فعلا إلى دولة عنصرية لا ديمقراطية مثلما كانت جنوب أفريقيا تحت هيمنة البيض، يحصل هذا إذا لم تتطور الذهنيات لإحداث قطيعة مع الفرز الديني والعرقي بين السكان عربا ويهودا. المشاكل الحقيقية مازالت بالمرصاد.
تحياتي


7 - القومية العربية
فؤاد النمري ( 2010 / 10 / 21 - 13:44 )
ترجمها العرب قومية وليس وطنية وتجوز الترجمتان. ثورة التحرر الوطني العالمية التي تفجرت نتيجة لانتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب الثانية ما بين 1946 و 1972 كانت عند العرب ثورة التحرر القومية. البدري لا يفهم مثل هذه الحقيقة الأولية
ونتنياهو يطالب باعتراف العرب بالقومية اليهودية وليس بالدين اليهودي والبدري لا يميز بين االحالتين
يتفشى الفقر الفكري بأوسع من كل التوقعات NATIONAL


8 - بين التحرر العقلي والانحباس الفكري
محمد البدري ( 2010 / 10 / 22 - 15:29 )
شكرا لكل المساهمين واهمهم الاستاذين انيس والنمري رغم اتساع الشقة فيما قدماه. فتحية وتقدير للاستاذ انيس علي كشفه سببا آخر لان يطالب نتنياهو بيهودية الدولة تغلبا علي الديموغرافية التي ستستجد وتهدد أسس الدولة الصهيونية. اما النمري فحدث ولا حرج. جهل وعماء وتسطيح وضلال. نسي سعادته ان حركة القومية العربية (ثورة التحرر العربي) هي من اختراع بريطانبا التي وعدت اليهود بوطن قومي. وهي التي ساعدت الشريف حسين في الثورة العربية ثم عبد العزيز آل سعود والحركة الوهابية ثم اقامت لهم الجامعة العربية وتولت امريكا التي تعاديها يا سيد نمري تبني العروبة والاسلمة فثورة التحرر القومي العربية بين 1946 و 1972 هي تحت الرعاية الاستعمارية يا استاذ نمري. أمريكا يا نمري مولت عبد الناصر باسري وفضلات حربها مع النازية الخبيرة في الاعلام الشمولي والتنظيم الواحد. إقرأ تاريخ عروبتك قبل ان تحفظ مانفستو الكرملين والكومنترن ولا تنس شرح البخاري فلعله يفتيك بحقيقة ما جري عند السوفييت وعند ابطالك القوميين. مساكين هؤلاء الذين حبسوا انفسهم في سجون الاممية بينما هم في بيضة لن ترقد عليها ولو حدأة بامل ان تفقس غرابا.


9 - معذرة
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 23 - 09:03 )
أقصد 2035 في تعقيبي رقم 7 ولا أشك أنكم فهمتم قصدي.
تحياتي

اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام