الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مصابيح (من مجموعتي القصصية ثقوب تتسع قليلاً)
حنان فاروق
2010 / 10 / 20الادب والفن
عندما حككت المصباح هذا الصباح وخرج منه الجني يسألني ماذا أطلب ظللت أفكر...لم أكن متوقعة على الإطلاق ماحدث..تخيلت أني أحلم لكنه وخزني ليؤكد لي أنه حقيقة ..تذكرت وجه بائع الروبابيكيا الذي ابتعت منه المصباح وهو ينادي على بضاعته ذلك النداء المألوف الذي جذب عمري كله ثلاثين سنة إلى الوراء..قفز إلى قلبي وجه أمي وهي تنادي عليه هناك وتعطيه كل أثاثنا القديم الذي كومته في غرفة المخزن في بدروم الفيللا ..لم تفاصل كثيراً فقد كانت لا تجيد( الفصال) وأورثتني تلك العادة التي تسميها خالتي(خيبة ثقيلة) لكن أمي أسرت لي أن جدتي هي الاخرى من نفس الفصيلة وأنها كانت تنهر خالتي كلما أوقفتها في السوق تجادل بائعاً من أجل قروش قليلة ..تضحك خالتي وتصف أمي بأنها (بنت ناس) وتقول أن الدنيا تحتاج إلى (بنت السوق) التي تأخذ حقها من عين الدنيا ولايكسر عينها مخلوق حتى لو باعت نفسها...تدق أمي صدرها وتصيح مستنكرة..(أخزاك الله ياشيخه..ماالذي تقولينه؟)..تضحك خالتي وتشيح بوجهها عنها..أخيراً تقفز الأمنية إلى قلبي ولساني وأطلب من الجني أن يعيدني لأمي في بيتنا القديم..ضفائري التي تركتها هناك أوحشتني وتشدني إليها فتؤلمني فقدماي مثبتتان في الأرض لا تستطيعان العودة ..يقفز الجني الصغير الخارج لتوه من المصباح إلى الشارع فأركض وراءه وقلبي يكاد يشق ضلوعي من السعادة فحلمي القديم على وشك التحقق وها أنا سأبيت الليلة في أحضان أمي وأستمتع بالضحك على مشاداتها مع خالتي واقبل يد جدتي في الصباح وهي تعطيني قروشها خفية من وراء أمي التي تخاف أن يفسدني المال أو تضحك عليّ فراشة المدرسة وتأخذه كله نظير العسلية التي لا أستطيع مقاومتها..أطل من النافذة أحاول أن أميز العفريت ..أخيراً أجده ينظر حائراً إلى ارتفاع عمارتي الشاهق ويضع رأسه على رأسه كأن ضغطه ارتفع وهاجمه الصداع ..أنادي عليه فيختفي لحظة ثم يظهر أمامي بلا شبيك لبيك فأتوجس خيفة وينقبض قلبي الذي كان يرفرف منذ دقائق ..يسألني عن العمارة التي أقطنها وعن مكان بيت أمي فهو بعد لم يحفظ اسماء الشوارع ولا تخطيط المدينة الجديدة التي صحا من نومه عليها فأطمئن قليلاً وأخبره أن تلك العمارة ذات الخمسة عشر دوراً بنيت مكان بيتنا القديم بعد أن هددنا الفيلا القديمة وسكنا نحن الطابقين الأخيرين بعد أن أصبحت لنا وشركاءنا الذين شاركوا بالبناء ونحن بالأرض خميرة لا بأس بها لولاها لما استطعنا أن نعيش في هذا الزمن البعض...حك العفريت رأسه قليلاً ثم قال:أفعل لك ما تريدين..أعيدك هناك مقابل أن تمنحيني بيتك الجميل هنا فأنا خرجت من المصباح لتوي وليس لدي بيت..وأنت لن تحتاجي بيتك هذا بعد أن تعودي هناك...نظرت إليه مشدوهة..ودون أن أفكر هتفت:
أريد خالتي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - تعليق
سيمون خوري
(
2010 / 10 / 21 - 03:48
)
أختي الكاتبة المحترمة ، تحية لك على الفكرة الرائعة التي تضمنتها أقصوصتك الجميلة ، رغم أني لم أتوقع هذه النهاية . وهذا شئ جميل . مع التحية لك
.. هاني خليفة من مهرجان وهران : سعيد باستقبال أهل الجزائر لفيلم
.. مهرجان وهران يحتفى بمرور عام يوما على طوفان الأقصى ويعرض أفل
.. زغاريد فلسطينية وهتافات قبل عرض أفلام -من المسافة صفر- في مه
.. فيلم -البقاء على قيد الحياة في 7 أكتوبر: سنرقص مرة أخرى-
.. عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا