الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين حملة كاميرون أطلق الأمير سعود؟

زينب رشيد

2010 / 10 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


عشرات المواقع السعودية نشرت مقال اوباما لا تطلق حميدان مع مئات التعليقات، وأكثر من ستمائة رسالة بريدية من سعوديين تم اغراق بريدي الالكتروني بها حتى لحظة كتابة هذه السطور، ودعوات وتهديدات بالويل والثبور وعظائم الأمور، وعذاب القبور، وسيلا من الشتائم الشائنة التي يستحق عليها اصحابها اوسكار البذاءة والسوقية والفحش.

تناقض المدافعين عن المجرم السجين حميدان التركي فيما بينهم، فبعضهم أقر اني فلسطينية وهاجم كل الشعب الفلسطيني من خلالي، والبعض الآخر اعتبر اني فلسطينية ولكن عميلة لليهود، بينما رأى قسم ثالث اني يهودية أصلا وفصلا، ومدفوعة من قبل جهات صهيونية وغربية لشن حملة مضادة لحملتهم التي طالبوا فيها الرئيس اوباما باطلاق سراح المجرم حميدان، وكأن الرئيس اوباما قد قرأ رسالتهم، وبدأ يفكر بحيلة قانونية للاستجابة لطلب الحملة بالافراج عن حميدان، ولم يقف عائقا بوجهه سوى مطالبة زينب رشيد له بعدم الافراج عنه. الأكثر طرافة ان احدهم قد ذكر ان زينب رشيد هي فلسطينية ولدت في اميركا لأبوين من الطائفة الدرزية الكريمة، وهي من حملة الجنسيتين الاسرائيلية والأمريكية، واعتبر هذا الشخص ان مصدر معلوماته موثوق جدا.

كل هذا لأجل عيون المجرم حميدان التركي الذي يبدو ان الغالبية العظمى من المعلقين وممن أرسلوا الرسائل لا يعرفون شيئا عن قضيته سوى ما هو متعارف عليه اسلاميا في مثل هذه الحالات، ألا وهو يقين المسلم بأن لا هم للعالم واميركا والغرب في مقدمة هذا العالم، إلا التآمر على العرب والمسلمين وتلفيق التهم لهم، وهو يقين أوهى من شبكة العنكبوت اذا ما علم هؤلاء كما يعلم الجميع ان القانون ولا شيء غير القانون هو الذي يسري على أفعال أي شخص في أميركا، مسلما أم ملحدا، مسيحيا أم بوذيا أو غير ذلك، والقانون الذي حاكم حميدان التركي وأدانه بتهمة تعذيب واغتصاب وسجن خادمته مشتق من ذات الدستور الذي منح المسلمين في نيويورك وإمامهم فيصل عبد الرؤوف الحق ببناء مركز ومسجد اسلامي على بعد أمتار من "غرواند زيرو" رغم اعتراض أغلبية الشعب الأمريكي على ذلك، حيث أصبح ذلك المكان بعد جريمة سبتمبر أكثر الأماكن حساسية وقدسية بالنسبة للشعب الاميركي، والمفارقة الأكثر سخرية انه ذات الدستور الذي يستند اليه السجين حميدان لممارسة أعماله الدعوية داخل السجن بحرية تامة باعتراف أغلب المعلقين.

هل حميدان التركي هو المثال السعودي حتى تُشن كل هذه الحرب الالكترونية لاجله؟ وهل هو القدوة الحسنة التي يجب أن يقتدي بها السعوديين حتى يدافعوا عنه بهذه الصورة الهوجاء؟ وأي رسالة أوصلها السعوديين من خلال شتائمهم الالكترونية؟ وهل لا يوجد غير حميدان التركي سجينا سعوديا في سجون العالم والسعودية؟ وأين نخوة هؤلاء تجاه اخوانهم سجناء حرية الرأي والتعبير الذي يشرفون السعودية فعلا بأفعالهم الانسانية ودفاعهم عن الحق والعدالة والمساواة؟ وهل غفل هؤلاء عن السجين ظلما وبهتانا السيد مخلف دهام الشمري الذي أرى شخصيا السعودية بوجهها المشرق من خلاله وأمثاله من أبطال الدفاع عن حقوق الانسان؟

من يطالب بالافراج عن هذا المجرم هم الرجال، ومن يصمت على سجن مخلف الشمري هم الرجال، ومن عارض عمل السعودية ككاشيرة هم الرجال، ومن يعارض أن تمارس المرأة السعودية أعمال البيع في محلات الالبسة الداخلية النسائية هم الرجال، ومن يعارض قيادة المرأة للسيارة هم الرجال، ومن امتعض من القرار الملكي بحصر اصدار الفتوى بهيئة العلماء أو من تراه الهيئة كفؤا لذلك هم الرجال، في حين يتم تغييب موقف المرأة السعودية من كل القضايا السابقة التي تخصها أساسا. كل ذلك يحصل حفاظا على سلطة ذكورية تمارس القهر والقتل والاغتصاب والتعذيب والحرمان تجاه الام والاخت والزوجة والعمة والخالة والجدة والخادمة أيضا.

لا أعرف السيد حميدان أساسا ولا أتشرف بمعرفة هكذا شخصيات اجرامية، ولا أعادي السعودية ولا السعوديين، ومثلما لديكم حميدان لدينا الكثير من حميدان الفلسطيني، والجريمة التي يسمونها جريمة الشرف وأسميها أنا جريمة انعدام الشرف سجلت أعلى المعدلات العالمية في الأردن والضفة الغربية، والحرية النسبية التي تتمتع بها المرأة في المجتمع الفلسطيني يختفي خلفها كثير من القصص المآساوية لنساء فلسطينيات فقدن حياتهن على أيدي شقيق أو قريب، ومثلما يوجد في السعودية وغيرها أمثال حميدان، كذلك يتواجد المثال المشرق والشريف والانساني الذي وددت لو ان السادة المعلقين وأصحاب الرسائل قد أتوا بأمثلة عنه في مواجهة مثال حميدان السيء الذي يبقى مثالا شاذا مهما بلغت نسبته، ولا يجعله قاعدة وظاهرة عامة إلا كل من يدافع عنه وعن أفعاله الاجرامية ويطالب باطلاق سراحه.

الأمثلة التي تشرف السعودية هي تلك الأصوات العديدة التي اتفقت واختلفت مع زينب رشيد لكنها دعت الغوغاء الى عدم الدفاع عن مجرم كحميدان فقط لانه ملتح ورجل دين، وقد أقر واعترف بجريمته واستنفذ بشكل قانوني كل وسائل الدفاع عن نفسه، وهؤلاء السعوديين هم من يجب أن يكونوا المثال السعودي المشرق وليس المجرم حميدان وغوغائه.

بالأمس حكم القاضي البريطاني بالسجن المؤبد على الأمير سعود بن عبد العزيز، ولا يحق للأمير المجرم قاتل خادمه طلب الافراج قبل عشرين عاما على سجنه، فهل سنجد من يدافع عن هذا الأمير وجريمته؟ وهل سنسمع عن مؤامرة دبرها القضاء البريطاني للنيل من الأمير؟ وهل سيوجه رجال الدين والفكر والثقافة الذين قادوا حملة اوباما اطلق حميدان حملة مماثلة موجهة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تطالبه بالافراج عن الأمير سعود؟

يبدو ان القاضي البريطاني اطلع مسبقا على حملة اوباما اطلق حميدان، ويبدو انه مطلع فعلا على الطريقة التي يفكر بها المسلمين خصوصا وانه يحاكم أميرا، لذلك قال موجها كلامه للأمير سعود: سيكون خطأ فادحا من جانبي أن اعاقبك بأقسى أو أهون مما تستحق. ستنال فقط عقابك العادل لأن لا أحد فوق القانون في هذه البلاد. انتهى كلام القاضي، ولن تنتهي الأفعال الاجرامية التي يرتكبها البعض تجاه الأخرين لانه صاحب سلطة أو نفوذ، إلا حين يكون لدينا قانون لا يقفز فوقه أمير كسعود أو تاجر دين كحميدان.

الى اللقاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انهم مجرمون
فهد لعنزي ( 2010 / 10 / 21 - 15:47 )
انهم مجرمون ويستحقون اكثر من هذا تبا وتعسا لال سعود الخونة المارقين


2 - حضارة الإجرام
أحمد طاهر ( 2010 / 10 / 21 - 17:05 )
كل التحية والشكر والتقدير للأخت زينب رشيد على مقالاتها الواقعية المنطقية ، وهى اللغة التى لا ترضى كبرياء أبناء حضارة الإجرام الذين يدافعون عنها وعن أفعال إجرامية بحق لكنهم لا يملكون القدرة مثلك يا أخت زينب على مواجهة أنفسهم بحقيقة الإجرام الذين يدافعون عنه لأنهم يعتبرون أنفسهم خير أمة أخرجت للناس فى العيش عالة على عقول الآخرين ، لا يملكون إلا كلام البذاءة والشتائم التى تعلموها من تاريخهم الأصيل .
من يعشق الحق والحقيقة ، سيعشق ما تكتبينه من مقالات تعبر عن واقعنا الحقيقى بدون رتوش أو تزوير .
مرة أخرى كل شكر للكاتبة القديرة على مقالاتها وفى أنتظار كل جديد يصدر من قلمها الكبير .


3 - العاطفة تفعل اكثر من هذا .
ryan. jeddah ( 2010 / 10 / 22 - 10:55 )
في الحقيقة انا لا احب لغة التبرير ولا اتشرف بالدفاع عن اي شخص تثبت إدانتة وفق القانون العادل وماحصل في قضية السجين السعودي في امريكا وردود الفعل عليها والتي أشرتي اليها في بداية مقالك من هجوم كاسح على شخصك هو امر مرفوض بلا شك ولكن اعتقد ان العاطفة هنا قد تلعب دور في تحريك الناس في هذا الاتجاه او ذاك الناس لدينا عاطفيون يحتاجون للمزيد والمزيد حتى يصلوا الى مرحلة معقولة من التوازن افتقدنا للتوازن في امور كثيرة هو وبال علينا نعاني من اشكالات كثيرة في امور كثيرة الامر يحتاج الى مزيد من الصبر والعمل من قبلنا على الاقل ولا ادري الى اين سنصل فليس هناك مايبعث على الامل في المستوى المنظور على الاقل .
ما اسهل ان تحرك العاطفة الجموع .

اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن