الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الترويقة ..

أمل فؤاد عبيد

2010 / 10 / 23
الادب والفن


في لبنان.. للصباح مذاق مختلف .. حيث تبدا أولى ساعات النهار بتصبيحات مميزة بمراسها .. فيروز وفنجان القهوة وسيجارة وحالة من الانسجام بين أهالي الجيرة قبل ذهابهم إلى أعمالهم .. يتناوبون الضيافة على مر أسبوعهم كافتتاح لبهرجة يومهم بتسابيح غير عادية .. ثم يهرعون إلى أعمالهم يحملون من التوقعات بأكثر من يومهم .. حال الحياة هنا .. رهن الشعور بتفاريح قد ينتابها غارة جوية لا يتبدد معها اليوم بقدر ما قد يصبح عنوانا لرحلة استجمام بقية النهار .. رغم سواد التوقع يكون هناك الكثير هنا ما يستحق الحياة .. في المدرسة يكون للغارات شكل مختلف .. وإحساسك بالصفير قد يخلق لديك توترا شيطاني لذيذ .. يتبدد معه نهار الدراسة .. لتحمل الحقائب وتصبح أدوات قرع كما الطبول والإنشاد في الطرقات .. هي رحلة تنسجم والشعور بها كلما كانت الصبينة علامة تعالي على حالة الخوف .. أما في حالة الكبار يكون ارتحال الشهقات والتخوفات سريعة قبل الخطى .. حالة يتبدد معها انسجام الصباح بالندى الحميمي .. يأتي آخر النهار .. غافيا على شوق الغد .. تعاودنا حالة الرغبة في بدء نهار مشتعل بالطاقة والحركة وتفاريح بأغاني تشعل حماسة نهارنا .. جميعنا لا يفارقه شعلة تأبى الانطفاء .. في أمسيات الجيرة لا يختلف الشعور عنها في الصباح .. فهي تكون وكأنها حالة عسكرة رجال ونساء .. وضيافة لها مذاق الخصوصية .. يتناسون ما مر بهم وإن تشاركوا نصف يومهم بهموم عمل مشترك .. يبقى لإجازات العمل .. سر خاص .. يتفاعلون إحساسهم برقي مميز .. وإن تخالط ليلهم شيئا من القلق .. هناك يتفاوت حضور الأشياء بين خمر واختمار .. وخلطة الأرواح .. تتمايز الحنين بين موت وحياة .. تسرُّ شهيتها لبهجة لاحقة .. صباح بيروت ومساءه مثل نهر يتجدد جريانه حال الشعور به .. يتخللك ألف بريق وبريق .. وتغتالك في آن بغتة الحنين .. قاب قوسين أو أدنى من الشوق لشعور بالأمن والأمان .. فتلك البوابات المفتوحة على نزق الطامعين .. تسردك فيها آية تحتارك الكلمات والوصف لتشهرهك في وجهها .. ألف قنبلة .. وتستقي من جريان دماءك .. فتحا لألف خندق .. جديد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا حضرة الاستاذة أمل
ميريام نحاس ( 2010 / 10 / 26 - 06:46 )
تحية طيبة ذكرتيني ببيروت وأهل بينان الذين عشنا معهم فترة من الزمن احلى كل شيء جاء في مقالكقولك صباخ بيروت ومساءه مثل نهر يتجدد جريانه حال الشعور به الله يخلي لبنان بخير مشعل حضارة مستحيل تشوفي بلد عربي ثاتي مثله شكرا لك


2 - سوال
فاتن رشيد الاعظمي ( 2011 / 2 / 5 - 17:50 )
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اختي امل لنا صديقه فلسطينيه عزيزة علينا كانت تسكن في مدينه الاعظميه في بغداد اسمها فاطمه عبيد راجين اعلامنا هل هي والدتك حيث ان اخبارها منقطعه عنا منذ فترة طويله وشكرا اختك فاتن رشيد الاعظمي


3 - جواب سؤال الاخت فاتن
علاء عبيد ( 2011 / 11 / 12 - 10:27 )
الاخت فاتن، تحية طيبة
نعم هي والدتها وهي الان بجانبي وترسل لك السلام والتحيات وتسال عن احوالكم جميعا
نحن في فلسطين الان وايضا هيام تقيم هنا منذ فترة واحوالنا جيدة الحمد لله والجميع بخير
وكذلك هي ترغب بالاطمئنان عليكم ومعرفة اخباركم واحوالكم جميعا وخالتك عليا واخوالك والجميع

اخر الافلام

.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم


.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في




.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش