الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفنة من تراب 2 حرائق وادي الرافدين

لطيف الحبيب

2010 / 10 / 21
حقوق الانسان



حفنة من تراب 2
حرائق وادي الرافدين

بابل كانت بكف الإله
كاس خمر تنتشي الأرض به
النبي ارميا " تاريخ بابل "

أشرت إلى واقع الخراب الثقافي بعد خروجنا من ارض الوطن, في مقدمة كتبتها لكتاب( شاهد من هذا العصر) صدر عام2002, أعددته بالاشتراك مع الفنان المسرحي إسماعيل خليل ,عن الفنان المسرحي المغيب كاظم الخالدي, مجموعة شهادات دونها أصدقاء كاظم جاء فيها ( كم غيب من العراقيين تحت الصخر والرمل عند سماء الوطن و بحار الأرض , بين ركام خرائب مدن الوطن العربي في بيروت , عدن , الجزائر ؟ أين نوقد شمعة لقتلانا ؟ أين نضع إكليل الورد لموتانا؟ من فرض علينا لعنة الموت وسماها شهادة ؟ إنها إدانة لواقع ثقافي عراقي مخرب في داخل الوطن, من قبل نظام قمعي دكتاتوري, لم يبق للمبدع فسحة أمل للعطاء الفني , و هي رفض لمحاولات المؤسسات السياسية في الغربة لتسييس المثقف وتحويله إلى أداة لخدمة أغراضها السياسية . إن ما نعانيه ليس بمعزل عما مر ويمر به اغلب المثقفين في الخارج, من عزل وتشكيك من قبل المؤسسة السياسية , بعد أن فشلت في احتواء صوت المبدع وتسويقه ضمن سياستها بوقا إعلاميا ذو نظرة أحادية لا تمت للإبداع بصلة , يخوض المعارك الفكرية والسياسية نيابة عنها . هي تسجيل لوقائع مرحلة من تاريخ الفنان والمبدع العراقي ,التي أصبح فيها التزييف , والاتهام والتآمر والقتل لغة سائدة, بدل الحرف والكلمة , والفكرة والتأمل بشأن التجديد والإبداع , والتأسيس لثقافة وطنية حرة, تعتق نفسها من جهل وسطوة السياسي, ورفض توظيفها لخدمة مراكز سياسية ,لم تعد إلا وهما في عقول قادة احترفوا التدجيل والتجهيل الثقافي . إن نحر المثقف لا يعني موته , ففعله الإبداعي يحفزه على استمرار العطاء, وجمرة تتقد دوما وتؤجج وهج التفكير الذي يخشاه السياسي وسدنة المعابد . إن قسوة السياسة واحترافها أفقدت المثقف العراقي توازنه, وطغت على مشاعره الإنسانية الخلاقة, فاندفع يبحث عن الموت في أدكن زواياه , إن المثقف العراقي في الغربة يصر على انتزاع حريته الإبداعية مهما تمايز انتماؤه الفكري من يد السياسيين, ويؤكد تمسكه بثقافته الوطنية) . اذكر هذه المقدمة, وأسجل وقائع مرة عاصرتها , وواقع محزن تمر به أقدم منظمات المجتمع المدني العراقي في برلين منذ 2008 , يفرضه قساة السياسة وأدعياء الثقافة, زحفوا من جحور مدن المقابر ودور الإفتاء ,حملوا راياتهم الخضر والسود المخضبة بالحناء وكف العباس, غطى نواحهم وترتيلاتهم , ومسيرات الهوادج المضاءة بالسواد ارض السواد .مثلما زحف البدو من حافات المدن في أعالي الفرات ,ونهبوا بغداد و تاريخها, وقصور حضارتها . هاجر قساة السياسة وتركوا بغداد, بعد أن أوهموا ناس وادي الرافدين بقدوم نبي يصلح الزمان والمكان , عقدوا صلحا معه وحاشيته , قلدوه أوسمة الفكر والمعرفة ونياشين البطولة ,طوي النبي الوهم وأصحابه الرعاع الرمل صوب المدينة , وقادوا حروبا بالسيف والرمح حتى اختنق نهر جاسم بجثث أبناء الوادي , من هول الصدمة ,غفي أهل الودي لثلاثة عقود ونصف بالتمام والكمال , استمر ترحال قساة السياسة في بقاع الأرض, وافترشوا لهم خيمة عند حدود الوادي, يشربون من دنان الخمور في كل ارض يطئونها ,ويمارسون الزيف والبهتان ,والاتهام والعدوان , عمدوا بعد أن هربوا من بغداد وغادروا الوادي إلى نفخ أبواق الحرب والقتال ضد من قلدوه الأوسمة والنياشين , امتشق بعض من فتية الوادي , عرفوا بإخلاصهم , سيوفهم ورماحهم , تسللوا اوخر الليل إلى الوادي وتسلقوا الجبال ثم هبطوا إلى السهل , حاصرهم بدو الجبل , انحدر رعيل أخر من البدو بحمية الجاموس الجبلي, يشدون على خصورهم فؤوسا قدوها من صخر الجبال واذرعها الخشبية من شجر اللوز, وحبالها من جذور أشجار الرمان , فخر الفتية صرعى على ارض السهل , شهق الوادي وشق صدره وبانت ضلوع " ارقدوا يا فتيتي بين دفء ضلوعي بسلام ". مرت العقود ومازال الوادي يغط في غفوته , انتبذت مجموعة من أهل سومر وبابل وأشور, فيئه تبعد مسيرة أيام وليالي عن الوادي, يحتطبون من غاباتها, تخبز نسائهم ,ويتسامرون حول مواقدهم ,مجموعات تطرف عيون البعض منهم وأخرى تحدق في حلم تزهو فيه ألوان لوادي , ينهض وتعود أنهاره اشد خضرة مورقة بالأثل, رغم كل الغزوات والدمار والخراب على مدى التاريخ , سقط الحلم من عيونهم ,حين استقام من قدم إلى فيأتنا قبل قرون ملتحفا بسعف النخيل, يلوك بضعة من تمرات , وضعتها أمه في كيس من لحاء النخل, زاد للسفر ,وحفنة من تراب أور, يمسكها فتقطر ماء زلال ,يرتشف منه ليبل ريقه , ومثلما فعل إسلافنا في سومر وبابل وأشور ,ضاجع امرأة من حواضرنا ,وأخصب رحمها حتى لا ينقطع عرقه في الأرض, ويتيبس عظمه , سبقته الخطوة إلى اله شاب تبدوا الحيرة على وجهة ,قدم توا من الوادي عرفنا أنها بداية القطر , تصافحنا وتعانقنا فرحا لم ينقرض أهل وادينا شباب وصبايا, يأتون ألينا مازالت انهرنا تلقح النخل وتثمر اعذاقها , جالت أحداقنا والتقت أبصارنا ونطقت " أنعيد إلى وادي الرافدين أفراحه ؟ ونقيم احتفالات الآلهة وندعو ساحرات الدفوف وأصحاب المزامير والكتاب والنقاش إلى مهرجان وادي الرافدين! , لكنا حفاة عراة لا نملك شروى نقير , تلمس من التحف بسعف النخيل سمت رأسه واحدودب إمعانا في قدح الفكرة , ثم تلمس فخذه , اعرف انك أتيت من أعالي دجلة ,من سفح جبل يرتفع بأكثر من ألفين قامة عن سطح الأرض , أما زلت تحن إلى البرد؟ , دعنا نوقد شموع مهرجان وادي الرافدين الأول , توغل الدفء في الحدقات وأزهر البرتقال في الوادي ,انقضت الليالي مطبقة على النهارات. بنينا معبد الوادي عند ارض البرابرة الجرمان , واخترنا سدنته, يسقون الزوار من دنان خمورنا ويطعمونهم الأعناب والتين ,وروائح البخور تعطر ثيابهم. كنا نقرع الطبول, وكانوا يمتهنون الربابة يتساوق نغمها مع صفيرا لريح, وتتراقص الأنهار وصبية الوادي على وقع طبولنا, للإعلان عن بدا مهرجان وادي الرافدين الأول في عام 2005 قبل الميلاد, هبت ألينا جموع أهل الرافدين من أصقاع العالم ,جاؤوا مشيا على الإقدام , والشيوخ رافقوا الركب ,حملهم فتيان وصبايا الوادي على الأعناق ,حملوا مناقيشهم وأحجارهم ,نقشوا عليها آيات وملاحم وأساطير الوادي , هبط الكرد من أعالي دجلة من بين الزاب الكبير والزاب الصغير , بثيابهم البراقة المزركشة وأطياف الألوان بطبولهم الضخمة والمزامير, حملوا لنا خمور "برلوز " من بعشيقة و الأعناب والفستق واللوز من عين كاوه ,جاء الجنوب بإعلامه الخضراء ورايات حمراء ,ونسوه يلففن العباءة على خصورهن يرقصن في ساحة فيأتنا , امتلأ قلب المدينة فرحا وزهوا , استطالت الشوارع لتتوسع ساحة للرقص والعناق. تحرك حمورابى في رمسه, أطبق صمت على الجموع ,وخرت هاماتنا خشوعا ,همس أين مسلتي يا أبناء الودي , خرجت حشرجة من الذي التحف بسعف النخيل, رأسه الأملس في حضن حمو رابي, يشم عبق ترابه" إننا نرممها يا سيد قوانين الأرض, لقد حطمها البدو والبرابرة حين هرب ملك بابل ترك أبوابها مشرعة فدخلها قورش واحتلها ليلا ", في زحمة الفرح جلبنا ما أعدته نساء وصبايا الوادي من خبز وتمر وقراب الماء ,خرجت علينا نطفة ممن تأبطت كلمة الشر ,بعد ا ن طوي الزمن أسلافهم الذين تأبطوا الرماح, ودلفوا المعبد عند لحظات العبادة والخشوع , شهروا نابي كلامهم " من أين أتيتم بالخبز والتمر؟" ,هبت من حلوقهم رياح سموم ,اخرجوا من هذا الوادي !سنحرض عليكم البرابرة الجرمان وقضاتهم, ساندهم الباكون والقوالون الرسميون الرافلون بأنواع المساوئ , يدورون حولنا كالساحرات العجائز , يغزلون وينسجون بمغازل, تدور بسرعة الزيف والعنت والبذاءة ,أما ساحرات الوادي, تدثرن بجلد السمك , قلن كلماتهن قبل أن يتحولن إلى فراشات " إنهم كلاب كالبة , رجال عقارب تفح بالسم الزعاف "منهم من جاء من الشيوخ وأبوابها ,وأخر غادر وادي الرافدين قبل أن يقرع تموز نواقيسه, وامتهنوا القسوة في أواخر الليل في بلاد البرابرة الجرمان , دب فيهم ليل الحياة وتعقبهم الموت , استتروا خلف تواريخ ادعوها ,حلت عليهم لعنة عشتار فعاقبتهم بالخنوع والخضوع وابتلاع جمرة نار , هاموا على وجوههم , و احتموا بعسس البرابرة الجرمان , اطمأنت قلوبهم وأصبحوا من عتاة العسس على أبناء الوادي , صدقهم بعض رعاع الوادي, أما انتم " لا تتركوا واديكم وادي فرحكم غير مأهول " ,انتم من غزل لنا الدفء في معامل فتاح باشا, نسيجا لفقرائنا وأطفالنا في البحية وأم ألنومي وباب الشيخ , ونسائكم كن يغزلن نسجا من بساتين القطن ,سقيتموها من ماء دجلة ودموع الفرات ,هربن فراشات ملونة إلى أقصى السموات بعيدا عن ريح السموم . جال بيننا سادن المعبد أن نعرض عليهم السلام كما أراد مردوخ .وقلنا " تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم " . جلسنا تحت فيء نخلة سعفها خيمتنا , حل بيننا من شيوخ الوادي ,يدعون الحكمة ببواطن الأمور, ويزنون الأمور بأحجار وأوزان العقل ,ويطبقون شرائع ملك الحق والحقوق , عيونهم ترنوا إلى صحائف حمورابي , نطق من جاء من منابع وادي النيل " إني لا اعرف هذه الصحائف ولكني ضليع بشرائع ولسان البرابرة الجرمان " أطبق الصمت , ثم أرغوا وأزبدوا , طلوا ريائهم ونفاقهم ببقايا من طين الوادي ,حتى بدأت فجاجة البذاءات في عيونهم ,وامتشقوا ما تأبطوه من شر الكلام , فجعت نخلتنا بما وصل إليها من سوء الحروف والنعوت , ومالت حزنا , واشتعل نور الشمس ليعم الوادي كله ويغسل أدران الشتيمة , حزمنا صحائفنا وكفكفنا دموع نسائنا, وحدقنا بشيوخ الحكمة , الذين اعتراهم صمت الموتى ,واعرضنا عن لغوهم .كان بيننا داخل فيأتنا رجل من أور تناكب مع حكيمهم وحامل أختامه ,وعدهم أن يهدم لهم ثغرة في جدران الوادي ,إذا قلدوه رايات مهرجان ساحرات الوادي . توالت المهرجانات ويحج ألينا كل أهل الوادي يقيمون بين ظهرانينا لبضعة أيام يؤدون فيها طقوس الفرح ويعرضون ما أبدعوه . نقيم لهم الأعراس ونطعمهم الخبز والتمر, ويطعموننا المنى والسلوى, قبيل رحليهم ,صلينا الليل بفجاءة الفجر ,أمام بوابة حانة أغلقت على عشاقها, فبات الشارع سرادق, يفضي إلى معبدنا , تقام فيه طقوس الليلة الأخيرة لمهرجان وادي الرافدين الخامس, قاطعوه من تأبطوا كلمة الشر النابية , حضر بعض من ولاتهم بلحى كثة حمراء . أقمنا مهرجان ساحرات الودي السادس, فاقترحن علينا أن نتوسل مردوخ عله يبعث لنا من ساحرات وسحرة الودي من أور وأشور وبابل , جاؤوا لينا وقاطعوه أيضا ,من تأبطوا كلمة الشر النابية ونقش حامل أختام حكيمهم ,صحائف من حجر أرسلوها على طهر الدواب إلى ملوك أور وأشور وبابل وعبيدهم في بلاد البرابرة الجرمان . اعتاد أهل الوادي أن يحتكموا عند إقدام مسلة ملك الشرائع, ويطبق قانون حمورابي في كل اصقائع الأرض , وقضاة البرابرة الجرمان لهم لسان تعلم قراءة الخط المسماري .مسلة حمورابي " توضح قوانين وتشريعات وعقوبات من يخترق القانون ، وتختلف العقوبات على حسب الطبقة التي ينحدر منها المنتهك لإحدى القوانين والضحية. ولا تقبل هذه القوانين الاعتذار، أو توضيحٍ للأخطاء إذا ما وقعت, ولقد ركزت على السرقة، والزراعة وإتلاف الممتلكات، وحقوق المرأة، وحقوق الأطفال، ..." جئنا بصحائف من تأبط كلمة الشر النابية , بنقش حامل أختام حكيمهم إلى ملك قوانين الأرض وقلنا سيدي " لقد شتموا نساء وبنات وفتيان الوادي بكلمات نابية لم نسمعها من قبل ولم ترد في خزائن صحائفنا في دار أشور ,ونهبوا تمرنا وخبزنا, افترى علينا حكيمهم وشريكهم, وجحظت عيونهم , نقشوا أسمائهم وأسماء أخرى, تتذرع لإلهة العالم السفلى على حجر, واشتكونا عند قضاة البرابرة الجرمان ,واتهمونا إننا أبناء سفاح ولسنا من أبناء وادي الرافدين" , التفت ألينا حمورابى " أخرجوهم من واديكم فمن يحرض البرابرة عليكم وعلى مهرجان ساحرات وسحرت الإله , وينهب غلتكم ويقدح ويذم نسائكم وفتيانكم ,لا يطعم من زرعكم ,ولا يقرب ضرعكم ,ولا يشرب من فراتكم " أنحينا أمام جلاله , وأسرعنا الخطى نحو فيأتنا ,ونقشنا على حجر ,ما نصت عليه شرائع حمورابى , حمل سدنة المعبد الحجر, الذين سقوا أهل الوادي من دنان الخمر , وأطعموهم أعناب وتين , دعونا قساة السياسة ومن تأبط كلمة الشر ,لم يحضر منهم احد , توسطنا المعبد وقرانا سور وآيات وقلنا " أطرودهم من المعبد قبل يخربوا الوادي " كما شاء ملك الشرائع حمورابي ,هلل أهل ورفض قساة السياسة ومن ناكبهم شرائع الوادي , حملنا صحافنا وخرجنا , بعد ليلة سمعنا ضجيج وشاهدنا البعض من أبناء الوادي معتمرين الرؤوس ملثمي الوجوه تتقد عيونهم , ما اقتربوا حتى لاحت عصيهم الغليظة ومعاولهم حذاؤون ويساريون وشيوعيون وأكاديميون وليبراليون وحشاشون ومتقاعدون يتوكئون على عصيهم " اعتذروا لهم أو اخرجوا من المعبد صرخوا بنا جميعا "وطال ضجيجهم ونواح نسوتهم , اعرضنا عن لغوهم ,وقمنا نعد خيام الضيوف وساحات الرقص والإنشاد, للقادمين من أور وبابل أشور ,و لمهرجان الساحرات والسحرة السادس لوادي الرافدين , نفذت غلتنا ومخزوننا من الخبز والتمر , قصدنا بعض أهل الودي ,طلبنا قمحا وتمرا وأدنانا من الخمر, فجادوا علينا بما يملكون, ووافيناهم حقهم بعد مغادرة أخر ساحر إلى ارض بابل , أعلمنا هذا الأخير" لقد حملت لنا الدواب صحائف منقوش عليها نداء ممهورة بختم حامل أختام حكيمهم ", ترك لنا الصحائف عانقناه " ابلغ تحينا إلى قلب الوادي " وضعنا الصحيفة على حجر صوان وفككنا خطها , وجدنا فيها أسلوب غريب يشابه إلى حد ما ترتيلات وعاظ الملوك ,ودورهم في التحريض على أبناء الوادي في مأدبة ملكية دسمة, لعله يفوز بفخذ ناقة أو عرجون , أما عن ثقافة وادينا لم تطأ قدم حامل أختام حكيمهم يوما دار أشور, ولم يحضر أعراس مهرجانات وادي الرافدين ,ويبدو لنا نحن أبناء الوادي, حينما يسمع حامل الأختام وقلما يسمع من منشدينا" نشيد الأناشيد", لا يهتز فيه شيء سوى أرنبة انفه , لقد اعتاد منذ تواجده على ارض البرابرة الجرمان ,منذ أكثر من أربعة عقود على الزيف والبهتان والعدوان , اجتمع حول حامل أختام حكيمهم رهط من عجائز الوادي يتكأون على بقية أيام, نقشوا أسمائهم على حجر الشكوى, ووضعوه أمام قضاة البرابرة الجرمان ضد فتيات وفتيات الوادي , سمعنا من كلكامش إن عشتار تعد هذه الأيام العدة لقتاله بجيش عرمرم, لا روح فيه , لقد أمرت آلهة العالم السفلى أن تحنط من شاخ في وادي الرافدين ومن غشي بصره وثقل سمعه , وأصابه عمى البصر والبصيرة . حفنة التراب هذه حملتها لي صبية من صبايا الفرات.
لطيف الحبيب / برلين
21/10/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حفنة من تراب
عدنان عبد الكريم ( 2010 / 10 / 21 - 16:56 )
العزيز لطيف لايسعني الرد بسرعة على مدلول ماورد في مقالتك اعلاه حتى لاانقص حقها ان ماورد في هذه المقالة مايشفي غليلي لما ورد من فهم عميق لمشاكل نادي الرافدين في الاونة الخيرة وقمت مشكورا باعطاء كل ذي حق حقه وبدون ذكر الاسماء لانها واضحةللكل من عجائزهم الى محاربيهم وكذلك للذين يدعون ان لهم ماضي فشكرا


2 - ملحمة رافيدينية معاصرة
مصطفى القرة داغي ( 2010 / 10 / 24 - 02:04 )
الصديق والأستاذ العزيز لطيف الحبيب.. فيما كنت أعد حبات رمل حفنة التراب الثانية التي جمَعَتها أناملك المبدعة، وجدت نفسي وسط سطور ملحمة رافيدينية معاصِرة صغيرة تتجاوز شكل و معنى المقالة، صاغها قلم متميز و يراع سلس، و فيها إسقاط واضح لا لبس فيه على الواقع المأساوي الذي يعيشه نادي الرافدين في برلين، وهي تتحدث عن إشكالية مؤلمة وخطيرة في البنية الفكرية والثقافية يعيشها قطاع كبير من العراقيين تعتبر برأيي سبباً أساسياً في تشرذمهم وفرقتهم وضياع هويتهم في داخل العراق و خارجه. لك مني ألف ألف تحية. و بإنتظار أن تحمل لنا اناملك المبدعة في الأيام القادمة الحفنة الثالثة من أديم أرض الرافدين العزيزة

اخر الافلام

.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه


.. شاهد - مئات الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو




.. بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل