الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرشوة والزيت

محمد البوزيدي

2010 / 10 / 21
الادب والفن


الجو جميل هذا الصباح ،مشمس على غير العادة،ويصادف يوم إضراب مرتبط بفئة معينة من رجال التعليم ،كانت فكرتي هي التجول في الشارع وقضاء أغراض معينة – رغم ارتباط التجول بالمساء- .
في الطريق كانت محطة السات ،تكلم معي الصديق التهامي البارحة ليخبرني أن إرسالية مشروع الرشوة في الطريق إلي، لكنه قال أنها ستصل بعد يومين،لكن لا بأس للسؤال حول الأمر .
حين الدخول إلى المقر الذي لا تتجاوز مساحته 10 متر مربع لمحت إرساليات مبعثرة ،لا أدري لم انزعجت من إحداها بالقدر الذي انجذبت نحوها ،هل هناك مغناطيس رقمي خاص نحس به دون أن نستطيع فك شفرته ؟
طرحت اسمي على المستخدم،ولا أدري لماذا التفتت من جديد نحو البعيثة نفسها بالضبط وأتخيل ما تعرضت له ،زيوت أو عسل أو ماء اقتحم أجزاءها ...فأضاف لها بهاء خاصا..عوض لونها القمحي،وقدرت أن حاجات صاحبها قد ضاعت بين فوهة الإهمال وسندان الإستهزاء بالمسؤوليات.. في كل ما قد تحمله وهي الوحيدة فقط بين الأخريات التي أصيبت بذلك الشلال الغريب،لا أدري كيف هتفت لي فكرة أنها قد تكون خاصة بي ،وفي تلك اللحظة بالضبط صاح المستخدم أنها وصلت ،تنفست الصعداء وابتهجت للوصول باكرا قبل الموعد الذي خطط له .فهل هو عهد جديد في إيصال الأمانات إلى أصحابها .
بعد برهة من الزمن تحول الأمل إلى خيبة أمل كبيرة ،لم أصدق حين قال لي المستخدم أن البعيثة التي حاولت التهكم عليه وعلى إدارته بخصوصها هي نفسها الخاصة بشعلة بوجدور ،التفتت نحوها لأتأملها وتتأملني بكآبة تشبه كآبة لونها وكآبة الظاهرة التي تحمل وسط ثناياها....إنها تقريبا شبه مفتوحة رغم كثرة السكوتش الذي هيئ لها في مدرسة الزرقطوني بالبيضاء.
حملت سيارة أحد أصدقائي الحقيبة إلى منزلي، انتظر قليلا قبل أن افهم قصده لقد اعتقد المسكين أنها هدايا العائلة بما قد تحمله من تمر أو حلوى او..أو...وينتظر نصيبه.....
في درج المنزل كانت التساؤلات تطفو سريعا :كيف ستصبح العدة الديداكتيكية للحملة ؟وماهي إلا لحظات حيث بدأت أفتح الإرسالية لتتجاوز الزيت إلى يداي مثل سرطان رديء يصر على اقتحام كل من اقترب أمامه.
فتحت البعيثة لأجد الملصقات وقد تناولت نصيبها من الزيت، فأصبحت لوحة تشكيلية جميلة ،أخرجت الملصقات بصعوبة وهي تتزحلق بين أصابعي ،وضعتها على جريدة مغمورة لكي لا تتحول الزيت إلى باقي أرجاء البيت.
غسلت يدي من الزيت ورجعت أتأمل الوضع، وحين حاولت تفحص القبعات والأقمصة وجدتها أخذت نصيبها :الزيت تطبق قاعدة المساواة طبعا ،لكن من حسن الحظ أنها مغلفة جيدا ببلاستيك حمى أجزاء كبيرة منها.
مالعمل إذن :
حملت الجميع إلى السطح،لينال نصيبه من الشمس لعل وعسى أن تنقذ قليلا خاصة أن الجو مشمس جدا،لإنقاذ حملة هللنا لها قبل أن تبدأ اصلاااااااااا.
نشرت الأوراق الجميلة في السطح، وحين كنت على أهبة المغادرة وتركها تستمتع بدفء جو الصحراء بعد رحلة تعب طويلة من جو البيضاء الرطب هتفت لي أفكار كثيرة فجاءت التساؤلات متواترة:
ماعلاقة الزيت المنهمرة بالرشوة؟؟
وهل هما وجهان لعملة واحدة تفتك بكل ما قد تلمسه ؟
وهل يساهمان معا في سمنة من عيارات مختلفة للشخص المسؤول؟
وهل الرشوة زيت من عيار آخر تقتحم كل من يقترب أمامها ؟
لماذا تمرغت الملصقات في تراب السطح ،وهل الرشوة تقوم بنفس الشيء لصاحبها،وتجعله يتمرغ في أكوام هائلة من المسلكيات؟
تساؤلات أنستني قليلا من غضب تملكني، فانهمر في الورق عوض أن أضيع وقتا في جدالات أدرك نتيجتها مع شركة الساااااااااات خاصة أنها أول مرة أتوصل ببعثات منها عوض الستايام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطفل اللى مواليد التسعينات عمرهم ما ينسوه كواليس تمثيل شخ


.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال




.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت