الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد على تعليق أيار ألعراقي على مقالتي ألسابقة ! ( 3)

ماجد جمال الدين

2010 / 10 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عزيزي أيار
أعتذر أولا عن تأخير هذا ألجزء رغم أن كل ألأفكار حول مضمونه كانت حاضرة في ذهني وبدأت أسطرها في ملف ألوورد صباح ألأحد ، ولكني بصراحة شربت أكثر من نصف لتر ويسكي هايلاند على ألريـگ وبلا مزة فأصِبت كما يقال بـ " وعكة صحية ".... كما يقول لي صديق عزيز : ملحدين ما إلكم چارة .
وألآن ألتكملة :
5.
بصراحة أنا لم أنتبه أولا إلى إتهامك لي بألتعدي علي ألأنصار " لانكم تتهمون اناس لبسوا اكفانهم(ليس على طريقة الصدريين)وقدموا اكثرمن200 شهيد ولوحقوا وهددوا وتعرضت سمعتهم للاذى في سبيل العراق وابناء العراق " ـ حتى قرأت مداخلة ألسيد كريم علي وفيها إتهام صريح لي بأني أسأت للمجاهدين ألأنصار وإعتبرتهم مجرمين ومهزومين ، مما جعلني مباشرة أسرع في ألرد عليه لتوضيح سوء ألفهم ألذي حصل . وكان ردي هو ألأتي إذا لم تكن قرأته في مقالي ألسابق :
((( ألأخ كريم علي
أصدق ألتحية ، ولكنك تتهمني باطلا وتقولني ما لم أقله أو أكتبه .. فإقرأ ألمقال جيدا .
أنا لم أعتبر ألمجاهدين ألأنصار مجرمين ومهزومين ، بل لطالما إعتبرتهم وأعتبرهم أبطالا حقيقيين كافحوا بكل ما لديهم وبكل شرف ألعطاء من أجل مثلهم ألسامية بحياة أفضل لأنفسهم وأهلهم وللعراق بشعبه كله .
ولكني أعتبر أن سياسة وفكر قيادة الحزب ألتي أنشأت حركة ألأنصار هي سياسة إجرامية وفكر إنهزامي ,, سياسة إجرامية لأنها دفعت ألآلاف من أبناء شعبنا في أتون حرب عير متكافئة من كل ألنواحي ألجيوبوليتيكية وألعددية والتسليحية مع أعتى جيش دولة ذات نظام فاشي ,، وإنهزامية لأنها على حساب عواطف وحماس وحيوات هؤلاء ألشباب وألإبتزاز ألإعلامي ألرخيص عن ثورية ألقيادة ألحزب خلصت هؤلاء ولو مؤقتا من تحمل مسؤولياتهم كقادة حزب سياسي جماهيري في أيجاد طرق ألعمل وألكفاح ألجماهيري ألفعالة لتغيير ألواقع على كل أرض ألعراق وليس بحصر هذا ( ألنضال ) على مجاميع مسلحة صغيرة تعيش فيما يشبه ألكهوف وتقاتل أفراد الجيش ألذين هم أيضا من أبناء شعبنا ألبائسين .
ولا تنس أن أغلب قيادات ألحزب ممن لهم أليد ألطولى في توجيه سياسات ألحزب وألسيطرة على تنظيماته بشكل أو أخر تحت مختلف ألتعليلات هربت من ألوطن قبل أو إثناء بداية حركة ألأنصار لتلقي تعليماتها ألإستراتيجية وألتكتيكية ألفذة لكل أعضاء ألحزب وأنصاره وألمناضلين الديموقراطيين ألآخرين من أروقة فنادق موسكو وبرلين وصوفيا وبخارست ألخ .. أي في الدول ألتي قياداتها ألسياسية ومخابراتها هي ألتي بنت وعلمت أجهزة ألأمن وألمخابرات ألصدامية وسلحت هذه ألأجهزة ألقمعية بأحدث أجهزة ألتعذيب وفنون إستعمالها .. والحديث ذو شجون . )))
وكما أعتقد في ردي هذا ألكفاية . ولكني أضيف لك أنني شخصيا بعد إنهاء دراستي عام 1982 ذهبت إلى دمشق وحاولت ألنفوذ إلى الوطن وألأنضمام كمقاتل بسيط في صفوف ألأنصار جاراً معي بعض ألشباب من حركة ألطليعة ألديموقراطية ألعراقية ( كانت تُصدر في دمشق صحيفة 14 تموز ) ألتي كنت إنضممت إليها ككادر تثقيفي ... ألمسألة أن ألدروب ألسرية للوطن كان مسيطرا عليها من قبل أجهزة أمن نظام حافظ ألأسد ويسمحون فقط لمن ترشحهم ألأحزاب ألكوردية وألشيوعيين بعبور ألحدود .. فذهبت إلى مكتب حشع وطلبت منهم ألمساعدة فإشترطوا أن أعود إلى ألتنظيم ألحزبي فرفضت . ( أنا كنت أرسلت رسالة داخلية إلى مس ل م حشع عام 1978 ـ عبر تنظيم حشع في لينينغراد ـ أطالب فيها بتوضيح معنى ألمقالات في إتحاد الشعب ألتي تمجد صدام حسين وجوقد في ألوقت ألذي كشر فيه عن أنيابه ألفاشية وأخذ يقوم بألإغتيالات ألغادرة للديموقراطيين وألشيوعيين ومنهم أخي ـ وطلبت تجميد عضويتي حتى يأتيني ألجواب .. حتى عام 1980 لم يصلني أي جواب فكتبت رسالة أعلنت فيها خروجي من ألحزب نهائيا . مع أنني آنذاك كنت إلى حد كبير لم أزل شابا حالما غريرا " مؤمناً " بعلمية ألفكر ألماركسي أللينيني وألأهداف ألشيوعية ، ولو أني كنت أحس أن هنالك بعض ألخيانات داخل قيادة ألحزب ولكن هذا بقى وقتها على مستوى ألشكوك غير ألمؤكدة ) .. أليوم إقرأ أنت عن هذه ألفترة مقال ألسيد أمير أمين في رده قبل أيام على عزيز محمد ، وكذا ألكثير من ألمذكرات وألشهادات لكوادر قيادية في حشع حينذاك وستفهم جيدا كلماتي في ألمقال ألسابق .
في وقتها بقيت في ألشام قرابة عام أعمل في إطار مؤسسات منظمة ألتحرير ألفلسطينية قبل أن ألتقي بأبو جهاد ( ألشهيد خليل ألوزير ) وأطلب منه أن يعيدني لإكمال ألدراسة في ألإتحاد ألسوفييتي ولزوجتي وكذا أن يبعث حوالي عشرة ألرفاق من حركة ألطليعة ألديموقراطية للدراسة في ألبلدان ألإشتراكية ، ففعل كل ذلك مشكورا وأعطانا أيضا مساعدة مالية . مذ ذلك ألحين وخصوصا بعد إستشهاد شقيقي ألأخرين لم أمارس أي عمل سياسي .. .

ألأن أريد أن أسألك بألمقابل : لندع جانبا مسرحية جماعة مقتدة بـ (ألتظاهر ألسلمي) وهم لابسين بياض ألأكفان ألتي إشتريت بألأموال ألمنهوبة وخيطت على عجل . أسألك : هل تعتقد أنت أن أي حزب سياسي جماهيري ( ولنترك حتى كلمة جماهيري ـ مجرد حزب سياسي وليس تنظيم عسكري ، مافيوي إرهابي أو تحرري ألخ ) من ألمفترض أن يعود أعضاءه على لبس ألأكفان ( معنويا طبعا ) ومسبقا يؤهلهم نفسيا للموت أو ألقبوع في ألسجن وتحمل ألتعذيب بإعتباره ألمدرسة ألأهم في تعلم أساليب ألإصرار ألكفاحي ولنيل شهادة ألمناضل ألشيوعي ، أم أنه يجب أن يثقفهم ويوعيهم بضرورة تعلم أسس ألجدل ألفكري وألحوار ألسياسي ألهادئ مع كل من يخالفهم فكريا ويتعارض معهم مصلحيا ، و على كل مستويات ألقاعدة ألجماهيرية وألكادر ألوسطي وألقيادة ألحزبية وفي كل واجهات وجوانب ألعمل ألنضالي ألسياسي من حل ألتناقضات ألإقتصادية ألإجتماعية إلى قضايا ألثقافة ومنظوراتها ألمختلفة وإلى قضايا بناء ألدولة ألوطنية .
هل تستطيع أن تنكر أن ألإعداد ألحزبي في حشع طوال تاريخه كان يعتمد ألإسلوب ألأول في ألشحن ألعاطفي وألدوغمائي لأعضائه ومناصريه ، وعلى طريقة من ليس منا .. أو بما يشابه ألطريقة ألدينية : ألقتل عادتنا وإحنا ألموت يلوگ إلنا ـ بنى بألضحايا وألدماء حزبنا ؟ ( وكأن ألحزب هو ألغاية )
ألا ترى معي أن كلمة " حزب ألشهداء " كلمة منافقة جدا ؟ وليس فقط لأن ألإنتخابات أثبتت عكس ذلك ، بل لأن حشع كان دوما " حزب ألقيادة " . هذه ألقيادات ألتي تحت مبررات واهية من ضرورات العمل ألسري كانت تفصل نفسها ( بل وما زالت ـ إذا كنت تقرأ ألبيانات ألحزبية ألحالية على شاكلة إجتمع ألرفاق وشربوا ألشاي وكان مالحا ) عن ألنقد وألمراقبة لمنهجيتها ألسياسية ومقرراتها ألتنظيمية حتى من أعضاء ألكادر ألوسطي وألقاعدي في ألحزب ، ناهيك عن إطلاع جماهير ألشعب .

6. عزيزي أيار ، أنا لست بحاجة لمن يعزيني يإستشهاد أخوتي بعد ثلاثة عقود من ألزمن أو يواسيني بفقدان رابعهم بعد خمس سنوات تقريبا ، فأن لم أذكر هذا في ألمقال لغرض ألدعاية ألشخصية . إقرأ كلماتي هنالك جيدا وسترى أنني كتبت ما كتبت ليس لألمح بصوت خافت بل لأقرع ألأجراس بأن حتى أهالي ألشهداء ألشيوعيين لا يعتبرون حشع حزبهم ، وكما دلت عليه ألإنتخابات ألأخيرة خاصة .. وإن على ألحزب إن أراد إستقطابهم من جديد عليه أن يغير إيديولوجياته ألفكرية وألسياسية وألتنظيمية بشكل جوهري ، لا أن يكتفوا بألعمليات ألتجميلية وألدعائية إلى حد بعيد كمثل تفويض ألجهاز ألبيروقراطي في ألحزب لمتابعة رعاية شؤون أسر ألشهداء وحماية وتحصيل حقوقهم ، وكأن ألحزب أضحى دائرة رسمية حكومية . أتدري كان شقيقي خالد قبل وفاته يلح علي أن أذهب لمقر ساحة ألأندلس لمتابعة من هنالك معاملات حصول والدتي على ألرواتب ألتقاعدية وألتعويضات ألمقررة للشهداء ، فكنت أقول له : أنا لا أريد أن يتاجر هؤلاء أو أي جهة أخرى بدماء أخوتي ثانية ، كما أنهم ليسوا مؤسسة حكومية وجهاز دولة حتى يحتفظوا لأنفسهم بمعاملات ألمواطنين ,, فكل ما عليهم كحزب هو أن يساهموا في تشريع ألقوانين وخلق ألأنظمة ومؤسسات ألدولة ألتي من شأنها إسترجاع حقوق ألشهداء من أموال ألدولة نفسها وليس مِنّة من أحد .
وأخيرا هنا ,, أود أن أقول للسيد كريم علي ألذي يعتقد أنني شخص يستحق ألعطف ، أقول له : معاذ إنكي وإنليل وطاووس ملك من أن أكون أستحق ألعطف وأنا أعيش برفقة إزميرالدا وأفروديت وباخوس في بيتنا في بغداد ، ( وليس في ألمنفى كما تعتقد يا أيار ) ، وأنظر بأم عيني لجمال ألشوارع وألأطفال وألبسة ألنساء ، وأنام على سطح ألعالم لاعد ألنجوم وتوقظني فجراً " الحان ألسماء " من سبع جوامع وحسينيات قريبة ، وبنفس ألوقت أتابع ألحياكة ألجميلة ألمضنية للوزارة ألجديدة بألوانها ألفاقعة وآسف لخلوها من ألخيوط ألحمراء وألبرتقالية .
من يستحق ألعطف فعلا هو أنتم يامن تقرأون ألمقالات بعواطفكم ألمتقدة غيضا بدل أن تقرؤا وتحللوا ألكلمات بعقولكم ـ لأنكم تخافون ألتفكير ألجدي بواقعكم ـ واقعنا ألحالي وبألمستقبل ألقريب وألبعيد لأي حزب أو لوطننا كله .

7. وأخيرا عن ألعنوان ألمتشنج ألذي إخترتَه لتعليقكَ :" آسف ولكن ألحزب باق " . لا أدري أين قرأت في مقالي وأسئلتي ألموجهة للسيد صباح كنجي أي كلمة أو إشارة مباشرة أو غير مباشرة تدل على أني أرغب بإنهاء وحل ألحزب ألشيوعي أعرق ألأحزاب ألسياسية في وطننا . فأنا ، وليس من دوافع عاطفية عن تأريخه ألنضالي أو نابعة من إنتمائي ألسابق له ، مازلت أعتبر حشع ورغم كل ألخسارات ألهائلة وأيضا رغم كل خلافاتي ألفكرية معه ـ من أهم ألأرقام في معادلة ألبناء ألديموقراطي في ألعراق وأحد أهم ألقوى ألتي يمكنها أن تمثل عمليا ( برلمانيا ) لاحقا أليسار ألتقدمي ومصالح ألشعب ألفعلية إن هي سعت لذلك . ولست ممن يقول كما قالها ألنواب " عمر وتعدى ألتلاثين لا يافلان ما ينراد " .. أنا فقط لا أتمنى أن تصبح ألخلايا وألمكاتب ألحزبية ( ألتي كما أشرت في نهاية ألمقال ألسابق أضحت تنتشر حثيثا ) أشبه أو أقرب فكريا بتربية وتثقيف أعضائها إلى تجمعات وأساليب ألمواكب ألحسينية ولكن بأعلام حمراء وإيديولوجيا دينية شيوعية . فهذه ألمسألة خطر حقيقي في ألظروف ألموضوعية ألحالية ومستوى ألوعي ألجماهيري ، وليس وهمي متخيل .

حاول أن تعيد قراءة ألمقال وأن تجيب بجدية ووضوح عن ألأسئلة ألمطروحة فيه .


مع تحياتي ، فأنا ذاهب لأرتاح وأشرب ألربع الباقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلمت
ايار العراقي ( 2010 / 10 / 22 - 23:48 )
الاستاذ المحترم ماجد جمال الدين
حقيقة الامر فاجاني وبشدة اختيارك لتعليقي على بساطته عنوانا لثلاث مقالات طويلة(نسبيا)الامر ان دل على شئ انما يدل على مدى حرقتك وكثرة المخزون لديك وامر ممتاز ان يفرغ الانسان مكنوناته في الكتابة وهذا امر لعمري رائع
اثرت عدم التعليق على الجزئين السابقين انتطارا لجزئك الثالث والاخير واصارحك القول وبصدق ان الرد على كل ماكتبت يتطلب مجهود فريق عمل وليس مجرد انسان بسيط يعمل طيلة ايام الاسبوع مثلي
كلماتك الجميلة واسلوبك الجميل جعلني استغرب عدم ولوجك عالم التاليف مبكرا وهذه ليست مجاملة ولكن هذا لايعني بانني اتفق مع كل مااسلفت وساكتب لك على ايميلك وربما انشره هنا في الموقع رغم جهلي التام بلتقنيات ولكن الصديق رعد الحافظ وعد بلمساعدة
ختاما اتمنى ان التقي بك في بغداد ربما قريبا كي نغسل معا غبار ربما علق بيننا
ختاما استودعك بكل محبة واشكر شخصك الكريم احاطتي بهذا القدر الكبير من المحبة
سلمت


2 - أخلص ألشكر للأخوة ألأحبة .
ماجد جمال الدين ( 2010 / 10 / 23 - 07:23 )
عزيزي أيار ، شكرا لك على تعقيبك ألجميل هذا ، وهنا أيضا أتوجه بأخلص ألشكر للأخوة ألأعزاء رعد ألحافظ وشامل ألعزيز على مشاركاتهم ألطيبة وكلماتهم ألغالية عندي .
أما عن قضية عدم -ألتأليف ألمبكر - فـأنا قضيت أكثر من عشرين عاما لا أكتب أو أقرأ أو أتحدث بأللغة ألعربية بتاتا ،بل كنت أدرس وأفكر وأتحدث وأقرأ كثيرا ألكتب العلمية وألفلسفية وألأدبية وخاصة أدب ألخيال ألعلمي ( ألراقي وليس للأطفال وألمراهقين ) بأللغة ألروسية . لذا فرغم أني منذ طفولتي كنت قارئا نهما للتراث ألعربي وألأدب ألعربي وألعالمي شرقا وغربا كانت بداية تعلمي ألجديد ألصعب للغاية للغتي ألأم فقط في نهاية 2002 من خلال متابعة مواقع ألإنترنت .
وبودي أن أقول لك كما للأخوة ألأعزاء رعد وشامل وغيرهم وكل ألأخوة ألملحدين من ألذين يعيشون في ألوطن خاصة أنني سأكون سعيدا جدا بألتواصل معهم سواء عبر ألمسنجر ( بريدي ألألكتروني [email protected] ) أو بأللقاء ألشخصي ولأستضيفهم في بيتنا في بغداد ليس فقط لنشرب ألراح بل لنتبادل ألأفكار .
مع تحياتي

اخر الافلام

.. بودكاست تك كاست | شريحة دماغ NeuroPace تفوق نيورالينك و Sync


.. عبر الخريطة التفاعلية.. كتائب القسام تنفذ عملا عسكريا مركبا




.. القناة الـ14 الإسرائيلية: الهجمات الصاروخية على بئر السبع تع


.. برلمانية بريطانية تعارض تسليح بلادها إسرائيل




.. سقوط صواريخ على مستوطنة كريات شمونة أطلقت من جنوب لبنان