الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التذمر الجماهيري في العراق بين ضعف الوعي و غياب القيادة

وصفي احمد

2010 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


خلال متابعتي لاحدى حلقات برنامج ( يسعد صباحك يا عراق )الذي تبثه قناة البغدادية جذب انتباهي أحد العمال الذبن يشتغلون في سوق الشورجة في بغداد , وقد كان يتحدث بحرقة وغضب عن المضايقات التي يعانيها هو و بقية زملاءه العمال من كثرة نقاط التفتيش و قد قال جملة ما زال صداها يتردد في أذني حيث فال (( ألا يعلم هؤلاء أننا لو قمنا بإضراب سوف نشل السوق )) أو هكذا قال .
إن هذه العبارة و غيرها توضح مدى الغضب الذي يعتمل في صدور الجماهير العراقية و بشكل خاص الكادحات و الكادحين منهم و لكنهم لا يعرفون كيف يحولون هذا الغضب إلى أداة ضغط تجبر القوى السياسية الرابضة على صدورهم إلى الإستجابة لمطالبهم و لهذا اسبابه الخاصة أهمها غياب القوة السياسية القادرة على بلورة هذا التذمر و تحوله إلى سلاح يرهب صناع القرار ومن يقف ورائهم بالشكل الذي يجبرهم على التنازل لمطالب الجماهير وه صاغرين .
أما السبب الثاني فيتمثل في غياب الوعي الطبقي لهذه الجماهير كونها ما زات تعاني من آثار سنوات الاستبداد التي دامت أكثر من ثلاثة عقود و أنها لا تزال مخدوعة بوعود هذه الأحزاب البرجوازي من جهة و من جهة أخرى فهي لم تتمكن من التحرر من قيود الطائفية و العرقية و العشائرية بما يجعلها تعي أنها طبقة اجتماعية مستقلة لها مصالحها الخاصة التي تختلف عن مصالح القوى التي تعمل على بث هذه السموم بينها كي تشرذمها بما يمكنها من جعلها غير قادرة على الدفاع عن مصالحها .
أن حال الطبقات المسحوقة لن يبقى هكذا فهي لابد و أن تصل إلى مرحلة من الوعي بالشكل الذي يمكنها من تحديد عدوها الحقيقي و عندها لن تبقى ساكته و هنا يبرز دور القوى السياسية و دورها في قيادة الغضب الجماهيري بما يؤدي إلى تحقيق هدفها الكبير المتمثل في عالم أفضل , و هو العالم الذي لن يتحقق إلا على يد الطبقة العاملة و حلفائها من مثقفين تحررين و نساء و سائر الطبقات المسحوقة و المهمشة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سباق العقل والتخلف
ماجد البصري ( 2010 / 10 / 22 - 17:47 )
ابارك لك الانتباه على هذه النقطة التي تحير وتشغل بال الكثيرين من الذين تعايشوا مع الفكر والثقافة والتنوير وأمل التغيير ,ثلاث عقود من حكم البعث جعلت الناس تهرول نحو لقمة العيش والكسب الحلال وتحصن نفسها من الكلام والتعبير عن واقعها خشية البطش بها وانهائها تماما ,تلك العقود الثلاث جعلتنا نتداول الثقافة سرا وجعلتنا ,دون ان نشعر ننساق الى واقع ماكنا نتوقعه , كنا نتداول حتى الروايات الادبية (سرا) وأيضا دواوين الشعراء وروايات واعمال أدبية بحتة .اجيال ولدت تحت ظل القصف المدفعي والرعب , أجيال نشأت بوعي حربي وعملية عسكرة الحياة , أجيال لاتعرف الصالح من الطالح , أجيال مفزوعة مغلوبة مقهورة حتى ولدنا من جديد ,ولدنا من هذا الرحم الموبوء لنفتح عيوننا في واقع بلد محتل تسرح وتمرح فيه أحزاب الاسلام السياسي العفن ومجاميع من أبنائها لتسرق وتستبيح وتستغني من مال السحت وانهب لتشكل فئة جديدة في المجتمع هي التي أخذت زمام الامور وتوجهها الى ماتشتهي وتخطط .فالمال أصبح بيدها والعقار أصبح بمتناولها لتصبغ المجتمع بحلة جديدة وثوب جديد . نصرخ جميعا ...فمن يسمع ويستجيب , ماكنتهم الدعائية تشتغل ليل نهار .......


2 - تتمة التعليق
ماجد البصري ( 2010 / 10 / 22 - 18:04 )
اليوم أرى الناس تغلي في بركان الطائفية وصنائع رجال الدين الموتورين والموجهون من أصابع خفية لتدق أسفين التخلف والانحطاط , فأسمع وأنا في طريقي سماعات من مساجد وحسينيات لتعلن هذه المرة بأن ابو جعفر المنصور ملعون في الاخرة وكذلك الرشيد والمأمون وغيرهم لتحرق وتجتث أي برعم في طريقه للشمس والهواء ,وتنهي ماضينا وتاريخنا وحضارتنا , التحرك اليوم ضروري بل حتمي لانقاذ ابنائنا وأحفادنا من عمليات المسخ والقتل المستمر للعقول ورموزها , لايتم ذلك الا بتجمعات ثقافية ويسارية وعلمانية ,لاتتحرر الاوطان قبل تحرر العقول ... شكرا لك عزيزي وأتمنى لكم الاستمار في هذا التوجه في البيت والشارع وفي أي مكان آخر ... مع التقدير .

اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال