الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامور تسير بمحورين داخليا وخارجيا!!

سالم اسماعيل نوركه

2010 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يحد العراق كل من الكويت وإيران وتركيا وسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية ويمر العراق بظرف عصيب والمرحلة الانتقالية طالت بين الأمس واليوم دون أن نرى (للقطار سكة)ودون أن نرى ملامح واضحة لطبيعة الوطن الذي نريد والعراقي يعاني في وطنه معانات حقيقية بفعل أحداث الأمس مضافة إليها معانات اليوم ،ونحن نتكلم عن أحداث من (العيار الثقيل)عن حروب ودمار وحصار وهدر بالأموال والأرواح والكثير من العراقيين يخشون الغد وما يحمله لهم من مآسي لا سامح الله وعراقيين يسكنون في بيوت من الصفيح والتنك ومنهم من نفذ صبره بسبب إنه يعيش تحت خط الفقر يفترش الأرض التي تحتها تتحرك بحار من النفط والثروات العظيمة والعيشة صعبة في وطن أقل ما يقال عنه لا يجوز أن يكون فيه فقراء واليوم ينشغل الشارع العراقي بكل مستوياته بمتابعة الاتصالات والحوارات الجارية بين الكتل الرئيسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية وسعي هذه الكتل للاتفاق مع كتل أخرى لغرض تشكيل الحكومة المقبلة وقال أحد المواطنين معلقا على طريقة تشكيل الحكومة (ربطت..والدوشش مات!) ،إي بمعنى إن طريق تشكيل الحكومة محال.بطبيعة الحال إنها نظرة تشاؤمية وسوداوية للمشهد السياسي في البلد بعد نتائج الانتخابات ولكنها قريبة من الواقع الذي يسر العدو ويغيض الصديق ،هذا إذا بقي للعراقيين صديق في ظل الديمقراطية التي يردون قتلها كل بإمكانياته .
لم تشهد بلدا في المنطقة ما شاهدته بلادي من دمار متعدد الأوجه خلال أطول حرب في العصر الحديث ،كان بلادي متقدما على كثير من بلاد المنطقة والعالم في مجال الصحة والتعليم والثقافة والفن وتقديم الخدمات والبناء والمجالات الأخرى فدفعنا ثمنا باهظا بسبب أطول حرب تافهة في العصر الحديث بيننا وبين إيران وتبعات هذه الحرب التي مازالت قائمة من دخول واحتلال كويت والخروج منها بالطريقة المأساوية .
دخلنا في حروب عجيبة سقط فيها الحاكم والمحكوم معا وإن اختلفت الطرق وما زلنا نعيش تبعاتها ونموت في كل يوم بطرق شتى ولا نعرف حليفنا من مناوئنا وأدخلونا الأحزاب المرتبطة بأجندات خارجية حتى في حرب أهلية كان مرسوما لها أن تكون أطول من الحرب الأهلية في موزنبيق 1977-1992 أو الحرب في جنوب السودان التي استمرت حوالي نصف قرن من الزمان وخلفت حوالي مليوني قتيل وأضعاف هذا العدد من الجرحى ،شهدنا فترة التصريحات النارية من قبل من حسب على العملية السياسية بعد التغير وخلقوا خنادق وجبهات في كل جهة واليوم نشهد تصريحات متنوعة عن تشكيل الحكومة ومتضاربة وحتى من كثر ما نسمع قرر الكثير منا أن لا يسمع شيئا ولكننا نسمع رغما عنا .
لا نعرف متى يتوجه رئيس وزراء الجديد بموكبه (المتواضع)صوب أحد(قصور صدام)وقد اختلفنا في الخطوات الرئيسية ولم نصل إلى الحل وكيف الحال و(الشيطان)يكمن في التفاصيل؟!
حدثت في بريطانيا فترة انتظار دامت حوالي أربعة أشهر على أقفال مراكز الاقتراع ،وهي أطول فترة انتظار لتشكيل حكومة في الذاكرة البريطانية الحية ،توجه غوردن براون رئيس الحكومة العمالية السابقة في موكبه الرسمي نحو قصر باكنغهام .
بموكب متواضع ولكان متواضعا أكثر لولا عدوان (القاعدة) الإرهابي على لندن في 2005 ،نقل السلطة عادة يتم في ساعات وأطولها كان 48 ساعة في نهاية حكومة ادوارد هيث 1974 وإن بقيت بريطانيا أيام بلا حكومة فالأمور تسير بدقة الساعة .
كنا قد أشرنا صعوبة تشكيل الحكومة في مقال لنا نشر في الحوار المتمدن قبل 4 أيام من أجراء الانتخابات الأخيرة بعنوان (مهمة السيد المالكي أصعب بعد نتائج الانتخابات) وأشرنا إن التدخل الخارجي سيكون قويا بعد الانتخابات وأشرنا لاحقا في مقال أخر (برنامج لقيادة العراق..بدلا من الهرولة إلى الخارج)وأيضا قلنا هذا الكلام قبل أن يهرول المهرولون صوب الخارج ،إن المتضرر الأكبر في تأخير تشكيل الحكومة هو الشعب العراقي الذي يعيش ظروف في غاية الصعوبة بسبب سياسات الأمس واليوم ومازال تشكيل الحكومة صعبة لان الأمور تسير بمحورين داخليا وخارجيا وعلى هذا الشعب أن يحاسب السياسيين حسابا عسيرا يوم يحين الحساب ومنهم أولائك الذين أضروه وأهدروا عليه فرصة النهوض من كبوات الأمس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا