الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وساوس بطل الرجل الخطأ- الحلقة الثانية

بوجمع خرج

2010 / 10 / 22
الادب والفن


وساوس بطل الرجل الخطأ- الحلقة الثانية
للتذكير تدخل هذه المحاولة في حوار وتكامل ادبي مع حوا سكاس في روايتها الرجل الذي ويمكن الاطلاع عليه هنا:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=232761

لما ودعت صوفيا وبعدما حملتني قدماي مسافة لم انتبه لطولها بحكم أني غرفت في حيرة السؤال الذي لم يستقم حتى.... ولم اعرف كيف اطرحه ولا كيف أصيغه كما لو أني فقدت معالم الوعي إذ اختلط لدي الأمر في لحظة شاردة هل هو الفجر أم هل هو الغروب...؟
كيف للزمن أن يضيع مفاهيم ومعاني قد اعتقدنها ثابتة وممتدة في نفس الدلالات
كيف إذا الغنى وحده لا يسعد الناس وكيف للفقر أن يحزنهم ؟
صوفيا صارت بابنتها وفضلت الانفصال عن ما كانت فيه من رفاهية ؟
وبينما أنا كذلك فإذا بيوسف الذي تخلت عنه زوجته التي وجدته فقيرا الطبائع ولا يليق بأناسها
- أهلا يسرني لقائك هل نلتقي في النادي مساء؟
- تعم لكن تبدو لي على غير حال يايوسف
أممممممممم... تساءلت هل حملتني الذاكرة بعيدا عن لحظتي الحاضرة حتى أبدو غريبا وهل أنا الآن هو الماضي في الحاضر أم هل أنا الحاضر في الماضي. أوووووووو ه.... فأنا وجهي لا يخفي شيئا لست بارعا في تقمص الحالات النفسية .
- لا ...لا ... لا شيء سوى أني اعتقدت فجرا جديدا يا يوسف
- كلام التأمل هذا يا عزيزي... احذر سحر الكلام الموزون والمنظم قد يجعلك بمنظار في غير زمن.
تابع كل منا سيره إلى حيث يتجه واعتقدت فعلا أني أجد صعوبة في الانخراط في الحاضر بعد ما ظهرت صوفيا من جديد لكن لا بد من ذلك
انتبهت لي أمي شاردا عن حيث اعلق معطفي على غير عادة
- هل تساعدني ابني؟
- - نعم نعم ما الذي افعله؟
- الم تلاحظ أني غيرت موقع الكراسي هيا تعالى احمل معي الطاولة
- يااااااه... جميل هذا الديكور هل أصبحت مهندسة ديكور أماه
- أصبحت؟ !!!! أنت تغيبني عن وعيك الم تكن تعرف عن مهارات أمك المتعددة في عالم فيه الوظيفة قليلة؟
- أشكرك أمي على طيبوبتك فانا تعودت على العطالة ولا شيء يضايقني مع والداي فانا أريد أن أبقى طفلكما
- تعالى اجلس هنا
شيء ما بداخلي يسألني لماذا أمي تحدثني بدبلوماسية هل اصدق البانارويا التي تراودنا نحن في هذا الوطن بمعنى هل اخبرها احد أني كنت رفقة أنثى في مقهى ؟ هل شاهدتني ؟ هل أبلغتها إحدى صديقاتها أو ربما إحدى العائلات اللواتي قد تتقبلني زوجا لأحدى بناتهن رغم وضعيتي الغير المستقرة...؟
وفجأة دخلت ابنة الجيران "هدى" وهي تنظر إلى أمي بنظرات كما لو أنهن يشتركن في شيء ما ... ولكن هل يعنيني بالضرورة؟
وأنا في غيبوبة السؤال فإذا بها تحييني بابتسامتها المعهودة الطيبة والمتعاطفة
- كيف حالك؟
- بخير ولله الحمد وغدا...
فقلت أنا وإياها في نفس الوقت كالعادة: ".....وغدا سيكون أفضل."
هي طريقة نخدع بها أنفسنا كالعادة ننعش بها الأمل في غد أفضل. إنها خريجة كلية الزراعة بمصر وهي اليوم تعمل ممرضة الحي تساند الجيران في معالجة جرحى الزمان الظالم...
أمي أنا ذاهب للنادي هل من شيء اقضيه.
نظرت إلي بعمق تبحث في عقلي أو في نفسيتي عن ما طبيعة الشيء الذي شردني وأنا اعلق معطفي ... وارتجال آخر. إنها الأم التي تعلم عني كمشروعها الخاص الذي كانت تعتني به منذ صغره.
- آه ... آوووه...
هكذا تمتمت لأني فاجأتها نظرا لأني عادة ما أتناول شيئا من صنيع يديها كتكريم لها واعتراف لأمومتها التي طبعا لا تريدها أن تنتهي أبدا... إنها الأم
لا... لا .. يا بني هل لا خدمتك في مطبخي ... اقصد " مقهى أمك"
هكذا تابعت تبحث عن شيء يجيبها عن تساؤلاتها. وللإشارة كنت دائما اسمي مكان تناولنا الطعام في المنزل "مقهى أمي" . إنها الأم وهي تعرف أي وثر يليق بابنها فقررت أن أضع حدا لوساوسي
- شكرا أمي لكني أنا الآن لا اخفي عليك أني منفعل شيئا ما بحكم أني سأقابل بطلا في الشطرنج و يحرجني أن لا يتمتع باللعب معي...
فتهاوت على المقعد أكثر من ما جلست عليه وكأنها كانت تحمل الكون برمته.
- اوووووف خلعتني بهذا المصطلح - منفعل- ألم تجد أرفق منه
ثم أرخت بما كان يثقل حقا صدرها:
- لقد أرحتني يا بني رافقتك السلام سأدعو لك أنا و هدى
فاندفعت هدى الطيبة بإشهار أصبعي الانتصار بيديها تردد : تذكرني بهذه الصورة
فالتقطتها كالعادة بحركة المصور...كليش !
-شكرا لك يا نغمة الحي يا هدى الله
فخرجت كما لو أني كنت سجينا المشاعر ومحروم الرومانسية ولو حتى في الخيال لألتقي من جديد صوفيا التي لم أتمكن حتى من تصورها هل هي فرحة بوضعها الجديد أم حيرانة في ما نحن فيه من مجتمع تقليدي محافظ... ربما تقذفها إحدى النساء القديمات بتعبير نووي يزيدها ألما...
رفعت راسي لأحقق النظر في المجال فإذا بيوسف ينتظرني
- رائع انك هنا يا يوسف
- طبعا أنت صديقي وأخي واعتقد أن لديك شيء ما يأخذ بتفكيرك لقد خاطبتني على غير عادتك.
أووووووووو ه... لم أكن أتوقع أن صوفيا ستفعل في كل هذا...المسكينة.
قررت أن أصارحه دون ترد
- لقد التقيت بصوفيا
- أتقول صوفيا ... يعني صوفيا التي ...هي صوفيا؟
- نعم صوفيا التي هي نعم صوفيا
- وما الذي أخذ ببالك إلى هذا الحد؟
- لقد أنهت زواجها بفراس بطلاق أكيد
نظر إلي بصمت وبجدية غالبا ما نخفيها من شدة وطأة الوضع ثم نظر إلى الأمام يتطلع إلى الأفق من فوق رؤوس الناس فالتفت سائلا
- هل أنت تقول ما سمعت؟
- أمممـ... ولديها طفلة. التقيت بها في المكتبة
- هل كانت تبحث عنك؟
- ربما حنين الماضي للمكتبة.
لم يقل شيئا. فمشينا والصمت يخيم فينا نستمع إلى خطواتنا لا احد يقول شيئا للآخر... يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
بوجمع خرج ( 2010 / 10 / 22 - 23:09 )
ارجو تصحيح في
أهلا يسرني لقائك هل نلتقي في النادي مساء؟
- نعم لكن تبدو لي على غير حال ياعامر بدل يوسف


2 - وجهة النظر الذكورية
حوا بطواش ( 2010 / 10 / 23 - 08:25 )
جميل ان نرى وجهة النظر الذكورية المغيبة في القصة. ولكن، أتساءل، هل يمكن ان يبقى حب الرجل الى المرأة حتى بعد ان هجرته وتزوجت من غيره وأنجبت طفلة ومرت خمس سنوات؟! أليس النسيان هو الفصل الذي يتفوق فيه الرجال علينا (نحن النساء) ويذهلوننا بقدرتهم على التعافي والشفاء، كما تقول أحلام مستغانمي؟ (-نسيان كوم-) ولماذا يترك عامر بنتا لطيفة وبسيطة مثل هدى بنت الجيران ويذهب الى صوفيا، بنت الحسب والنسب التي لم يتم طلاقها بعد! (ارجو الانتباه انها -طالبت بالطلاق وعادت الى بيت اهلها- ليس اكثر) ويغرق نفسه في مشاكلها؟! هل هناك رجل عاقل يفعل شيئا كهذا؟ وهل بقي في عصرنا رجل يحب امرأة كل هذا الحب؟؟


3 - عن تساؤلات حوا سكاس- 1-
بوجمع خرج ( 2010 / 10 / 23 - 14:03 )
-اعتقدت أن صوفيا وجدت فرصة لمغادرته إلى الأبد ولكن صحيح انه يمكن لك أن ترديها إلى المنزل لكن هذا يتوقف على ما الذي تريدين التطرق إليه من الحالات الإشكالية في العالم العربي عموما وفي فلسطين خصوصا وما هو اقتراحك للقارئ هل هو تحليل هل هو حلول ....
2-لقد كنت متعمدا في إثارة اسم -هدى- التي انخرطت في رحمها المجتمعي البسيط ولكن طبعا لا يعني انه بالضرورة بينهم حبا يرقى للزواج وفي هذا ما يسمى ب-التشويق- واستنفار مشاعر القارئ. وعن هذه فان الكتابات تحتمل متغيرات ذلك انه يمكن الدفع بالقارئ للتعاطف مع شخصية معينة أو أن يترك له المجال دون تأثيره وتعليبه في تعاطفه مع شخصية معينة. كما أني أردت أن افتح إمكانيات أخرى في الرواية والتي هي الحبكة intrigue – cabal… ولعل تساؤلاتك لما فيه من رغبة الضبط هي نتيجة ذلك.
3- أيضا أثرت نفس الحالة لدى يوسف الذي لم تتقبله أنثى ميسورة (علما - وهنا أعود لكتابتك - أن الحسب والنسب لا يعني بالضرورة الرفاهية فهدى أكيد أنها ابنة الحسب والنسب ذلك أنها تشتغل مع الحي إنسانيا ) وذلك لاستحضار تجربة زواج غير مبنية على الحب الطبيعي أو العفوي ... مما يساعد عامر على ... يتبع


4 - عن تساؤلات حوا سكاس -2-
بوجمع خرج ( 2010 / 10 / 23 - 14:05 )
مما يساعد عامر على اتخاذ قرار يليق بالقارئ عموما أو إذا من قارئ معين مستهدف
4- وعن عامر لقد جعلته عاقلا ومخلقا وصاحب قول كريم في تعامله مع أمه كونه ينشطها كأم واستراتيجيا من خلال لعبة الشطرنج كما انه ليس لديه مركب نقص من حيث الموقع الاجتماعي المادي وهو ما يفتح آفاق في صيرورة الرواية وهنا يتوقف الأمر على الكاتب ما الذي يريد أن يفعل بالبطل أي ما القضية التي يريد تحليلها أو معالجتها أو انتقادها ... أيضا ما الذي يريد أن يبرزه في شان المثقف الذي ثابر في دراساته ولم يجد عملا رسميا علاقة بالقيم والخيارات أمام الاكراهات...
5- فأما عن الرجل والمرأة وأيهم ينسى أو لا ينسى فهذه أمور يتشابه فيها الكل فقط أن المرأة بحكم طبيعتها في ما تعرفه من حول ونشاط هرموني وكونها أكثر غيرة عاطفية فبالتالي فجرحها يكون أعمق من الرجل في الحين أن المسألة لدى هذا الأخير تتعلق بكبرياء الفحولة من حيث المعنويات وفي هذا الأمر ما يناقش من الزاوية السوسيولوجية وعلم النفس والفلسفة بصورة القضيب Culture of the phallus التي تجعله ينساق بطريقة أسرع في التفاعل مع أنثى أخرى خاصة أن وداعة ولطافة وجمال المرأة يبقى شيئا ...يتبع


5 - عن تساؤلات حوا سركس
بوجمع خرج ( 2010 / 10 / 23 - 14:09 )
يبقى شيئا يصعب على أي رجل أن لا ينظر إليه بعين يحكمها ألا شعور أولا ليأتي بعد ذلك التعقل والضوابط وكل ومرجعياته. هذه المعطاة إذن تجعل الرجل يتجاوز الوضعية الأزمة ولكن بالتأكيد أن الحب الأول يبقى في الذاكرة المكبوتة.
هذه الأخيرة وحينما يحبط الرجل في حبه الطبيعي قد تكون له في جل الحالات هي السبب في تفشي الميول إلى الخيانة أو الزنا أو إن لم تكن لا خيانة ولا زنا - لاعتبارات قد تنسب للمبدأ أو التداين أو لأدبيات الانتماء العائلي أو ما شابه ذلك – قد تكون هناك نوعا من الهجرة المعنوية و الروحية بحيث تتحول الحياة الزوجية إلى إشباع حاجة وفقط في احترام ولكن بدون شاعرية وبدون تفاعل جسدي بمفهوم الترابط الروحي وهو ما كان يميز المجتمعات السابقة وطبعا هناك استثناءات ذلك أن الحب أيضا قد يتكون ويتطور بعد الزواج عند سابقينا كما انه قد ينبعث من جديد لينبجس من الذاكرة المكبوتة ولكن حالة ناذرة.
لك إذن أن تختاري كيف توجهي الرواية.
تذكير: أنا لست أديبا ولم يسبق لي ان درست الأدب ولكني فقط اجتهد
اتمنى أن افيذك او على الأقل اساعد في ذلك
لكي مني اجمل التعابير الأخوية

اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل